Translate فتح الباري وتفسير بن كثير كيكي520.

الجمعة، 10 يونيو 2022

مجلد 3. و4. كتاب : كتاب جمهرة الأمثال أبي هلال العسكري

 

ج3. وج4. جمهرة الامثال للعسكري

مجلد 3. و4. كتاب : كتاب جمهرة الأمثال أبي هلال العسكري
الباب الثالث عشر فيما جاء من الأمثال في اوله شين
فهرسته شخب في الإناء وشخب في الأرض
شر يوميها وأغواه لها
شراب بأنقع
الشجاع موقى
شتى تثوب الحلبة
شنثنه اعرفها من أخزم
الشر اخبث ما اوعيت من زاد
شغلت شعابي جدواي
الشحيح اعذر من الظالم
شر الرأى الدبرى
شر السير الحقحقة
شد له حزيمه
شمر ذيلا وادرع ليلا
شر ما رام امرؤ مالم ينل
الشراح مع النجاح
شب عمرو عن الطوق
شر الرعاء الحطمة
شر ما اجاءك الى مخة عرقوب
شرق ما بينهم بشر
شاهد البغض اللحظ
شب شوبا لك بعضه
الشر يبدؤه صغاره
شيئا ما يريد السوط الى الشقراء
شبر فتشبر
شاركه شركة عنان
شفيت نفسي وجدعت انفي
شولان البروق
شاهد الثعلب ذنبه
شر الشديد ما يضحك
الشوط بطين
فهرست الأمثال المضروبة في التناهي والمبالغة الواقع في اوائل أصولها الشين
أشأم من البسوس
أشأم من سراب
أشأم من داحس
أشأم من قاشر
أشأم من الشقراء على نفسها
أشأم من خوتعة
أشأم من منشم
أشأم من رغيف الحولاء
أشأم من قدار
أشأم من احمر عاد
أشأم من الزماج
أشأم من طير العراقيب
أشأم من الأخيل
أشأم من غراب البين
أشأم من زرقاء
أشأم من طويس
أشأم من زحل
أشأم من نعامة
أشم من هقل
أشم من ذئب
أشم من ذر
أشهر من الشمس
أشهر من القمر
أشهر من فلق الصبح
أشهر من الفرس الأبلق
أشهر ممن قاد الجمل
أشهر من العلم
أشهر من راية البيطار
أشهر من علائق الشعر
أشبه من التمرة بالتمرة
أشبه من البيضة بالبيضة
أشبه من الماء بالماء
أشبه من الغراب بالغراب
أشبه من الذباب بالذباب
أشجع من أسامة
أشجع من ليث عريسة
أشجع من ليث بخفان
أشجع من ليث عفرين
أشجع من ديك
أشجع من صبي
أشح من صبي
أشره من الأسد
أشهى من كلبة حومل
أشبق من هرة
أشبق من حبى
أشرد من ظليم
أشرد من خفيدد
أشرد من ورل
أشكر من كلب
أشكر من بروقة
أشجى من حمامة
أشرة من وافد البراجم
أشقى من وافد البراجم
أشقى من راعى ضأن ثمانين
أشغل من مرضع بهم ثمانين
أشغل من ذات النحيين
أشعث من قتادة
أشعث من وتد
أشد من ناب جائع
أشد من وخز الأثافي
أشد من الحجر
أشد من نقمان العادى
أشد من فيل
أشد من الأسد
أشد من الفرس
أشأى من فرس
أشد قويس سهما
أشرب من الهيم
أشرب من الرمل
أشرب من عقد الرمل
أشرب من القمع
أشهى من الخمر
أشمس من عروس
أشفق من ام على ولد
تفسير الباب الثالث عشر 990 - قولهم شخب في الإناء وشخب في الأرض
يضرب مثلا للرجل يصيب في فعله ومنطقه مرة ويخطىء مرة
وأصله في الحالب يحلب فيإنائه مرة ويخطىء فيحلب في الأرض مرة
والشخب اللبن الخارج من الخلف ثم كثر حتى قيل أشخب دمه إذا أساله
ومثل ذلك قولهم ( سهم عليك وسهم لك ) وقولهم ( يشوب ويروب ) فإذا ضر ونفع قبل ( يشج ويأسو )
والأسو المداواة ولبن مروب نقيع قد اتت عليه ساعات ورائب خاثر
991 - قولهم شر يوميها وأغواه لها
يضرب مثلا للرجل يظهر له البر ويرد غائلته
وأصله ان امرأة من طسم اخذت سبية فحملت في هودج وألطفت فقالت
( شر يوميها وأغواه لها ... ركبت عنز بحدج جملا )
أي شر أيامها يوم تكرم فيه وهي سبية
ومثل ذلك ما قيل في محمد بن عبد الملك الزيات وقد خلع عليه المتوكل
( راح الشفي بخلعة الغدر ... كالهدى جلل ليلة النحر )
992 - قولهم شراب بأنقع
يقال ذلك للرجل المعاود للخير والشر
والأنقع جمع نقع وهو الموضع الذي يستنقع فيه الماء
وأصله ان الطائر إذا كان حذرا ورد المناقع في الفلوات حيث لا تبلغ القناص ولا تنصب له الأشراك
وقيل هو مثل المرجل المعاود للأمور التى تكره واحتج في ذلك بقول الحجاج يا اهل العراق إنكم لشرابون علي بأنقع أي معاودون للأمور الشداد
993 - قولهم الشجاع موقى
معناه ان الذي عرف بالشجاعة والإقدام يتحاماه الناس هيبة له ومنه قول الزبرقان بن بدر
( تعدو الذئاب على من لا كلاب له ... وتتقى مربض المستثفر الحامي )
يقال استفر الكلب إذا أدخل ذنبه بين رجليه واستثفر الرجل إذا اتزر ثم رد طرف إزاره من بين رجليه وغرزه في حجزته من خلف وفي خلافه قولهم ( إن الجبان حتفه من فوقه ) وذلك انه إذا عرف بالجبن قضد وفي قريب من الأول قول المتلمس
( من كان ذا عضد يدرك ظلامته ... إن الذليل الذى ليست له عضد )
وفي خلافه قول الآخر
( باتت تشجعني سلمى وقد علمت ... أن الشجاعة مقرون بها العطب )
994 - قولهم شتى تؤوب الحلبة
معناه ان القوم يجتمعون ثم يصير امرهم الى تفرق كما قال جرير
( لن يلبث القرناء ان يتفرقوا ... ليل يكر عليهم ونهار )
وأصله ان الرعاء يوردون إبلهم الشريعة مجتمعين ويصدرونها متفرقين فيحلب كل امرىء منهم على حياله
ويضرب مثلا لاختلاف الناس اخلاقا وشيما كما قال الشاعر
( شيم تقسم في الرجال وإنما ... شيم الرجال كهيئة الألوان )
أي اختلافهم في الشيم على حسب اختلافهم في الألوان
وكان ينبغي ان يقول على حسب صورهم لأن صورهم أشد اختلافا من الوانهم
لأنك ترى خلقا كثيرا لهم لون واحد ولا ترى اثنين على صورة واحدة
995 - قولهم شنشنة اعرفها من اخزم
يضرب مثلا للرجل يشبه أباه
والمثل لجد حاتم بن عبد الله بن الحشرج ابن الأخزم وكان اخزم من أكرم الناس واجودهم فلما نشأ حاتم
وفعل من افعال الكرم ما فعل قال هي شنشنة أعرفها من اخزم فقال عقيل بن علقمة
( إن بني ضرجوني بالدم ... شنشنة اعرفها من اخزم )
( من يلق أبطال الرجال يكلم ... )
وإنما تمثل به عقيل
وقيل الشنشنة الخليقة والطبيعة
996 - قولهم الشر أخبث ما أوعيت من زاد
واوله
( الخير يبقى وإن طال الزمان به ... )
ومثله قول الأفوه
( والخير تزداد منه ما لقيت به ... والشر يكفيك منه قل ما زاد )
ومثله قول الحطيئة
( الخير من يأته يحمد عواقبه ... لا يذهب العرف بين الله والناس )
وقال آخر على مذهب المبالغة
( ما ضاع عرف وإن أوليته حجرا ... )
والفرس تقول من فعل الشر فقد أقام الكفيل يعنون انه أقام كفيلا بنفسه أي ليس يفوت الجزاء
وقال بعض الحكماء الغالب بالشر مغلوب ومن امثالهم في الخير والشر قول الشاعر
( الخير لا يأتيك متصلا ... والشر يبدر سيله مطره )
وقولهم
( الخير والشر مقرونان في قرن ... بكل ذلك يأتيك الجديدان )
وقول الآخر
( وللخير وللشر ... بكف الله ميزان )
997 - قولهم شغلت شعابي جدواي
يقول إن شغلي بأمرى يمنعني عن الإفضال على الناس
والشعاب النواحي هاهنا الواحد شعب معناه ليس يفضل عني شيء أصرفه الى غيري ومثل هذا المثل قولهم
( شغل الحلى أهله ان يعارا ... )
وهو من أبيات أنشدناها ابو احمد عن ابن الأنباري عن ثعلب
( حي طيفا من الأحبة زارا ... بعد ما صرع الكرى السمارا )
( مفشيا للسلام تحت دجى الليل ... ضنينا بأن يزور نهارا )
( قلت ما بالنا جفينا وكنا ... قبل ذاك الأسماع والأبصارا )
( قال إنا كما عهدت ولكن ... شغل الحلى أهله ان يعارا )
998 - قولهم الشحيح أعذر من الظالم
قالوا لا يتمثل هذا المثل الا بخيل يعذر نفسه في البخل
يقول إنما يلام الظالم لغيره لا الحافظ لما له
وسمع اعرابي رجلا يقول الشحيح أعذر من الظالم فقال لعن الله خصلتين خيرهما الشح
وقال ابن الرومي يمدح البخل على مذهب المثل
( لا تلم المرء على بخله ... ولمه يا صاح على بذله )
( لا عجب للبخل من ذي حجى ... يحفظ ما يكرم من أجله )
وكتب سهل بن هارون الى المهدى رسالة يمدح فيها البخل فقال له المهدي بئس الشيء مدحت وقد اخذنا بقولك فيك فحرمناك
999 - قولهم شر الرأي الدبري
والدبري الذي يجىء بعد ما يفوت الأمر
والفرس تقول الرأي الدبري يستنجى به
1000 - قولهم شر السير الحقحقة
والحقحقة أرفع السير جعلوه شر السير لأنه يتقطع بصاحبه دون بلوغ حاجته وهذا تأويل قول النبي أخبرناه أبو احمد
قال حدثنا محمد بن علي بن الجارود قال حدثنا أحمد بن محمد بن الحسين بن حفص قال حدثنا خلاد بن يحيى قال حدثنا أبو عقيل عن محمد بن سوقة عن محمد بن المنكرر عن جابر ان النبي قال ( ألا ان هذا الدين متين فأوغل فيه برفق ولا تبغض عبادة الله الى نفسك فإن المنبت لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى ) والإبغال شدة السير
أوغل إيقالا سار سيرا شديدا
وهو ها هنا بمعنى الوغول والوغول الدخول في الشيء وغل يغل وغلا ووغولا إذا دخل ومثله قول النبي ( من يشاد هذا الدين يغلبه )
1001 - قولهم شد له حزيمه
يقال شد للأمر حزيمه إذا استعد له
والحزيم والحيزوم ما والى الصدر قالت ليلى
( أن الخليع ورهطه من عامر ... كالصدر ألبس جؤجؤا وحزيما )
1002 - قولهم شمر ذيلا وادرع ليلا
يستعملون التشمير في موضع الجد لأن الجاد يشمر ذيله ورجل يشمر أي شمير في الأمر منكمش فيه قال الشاعر
( شمر فإنك ماضى الهم شمير ... )
ورجل شمري بالفتح جاد نحرير والعامة تقول شمري قال الفضل بن العباس بن عتبة
( ولين الشيمة شمري ... ليس بفحاش ولا بذي )
وقيل الشمري المنكمش في الشر خاصة
وقيل هو الراكب رأسه في الأمر والأول أصح
وشمر شمر توكيد قال الشاعر
( ألا من يدفع الشر الشمرا ... )
1003 - قولهم شر ما نال امرؤ مالم ينل
قيل المثل للأغلب العجلى في بعض أراجيزه وأصله
( شر ما نال امرؤ مالم ينل ... )
وأظن بعده
( والموت يحدوه ويلهيه الأمل ... )
وقد يروى لغير الأغلب
1004 - قولهم الشراح من النجاح
معناه أعطنى أو اشرح لي وجه اليأس فأنصرف قال الشاعر
( أتقضي حاجتي فأحط رحلى ... والا فالشراح من النجاح )
ويروى ( السراح ) وهو ان يسرحه ولا يحبسه وقال أعرابي يمدح رجلا منعك مريح وعطاؤك سريح وقال حاتم
( أماوي إما مانع فمبين ... وإما عطاء لا ينهنهه الزجر )
وقلت
( إما نوال سريح ... اولا فمنع مريح )
( فالمطل بالغم يغدو ... وبالعناء يروح )
( والبخل فيه فضوح ... والمطل فيه قبوح )
( فأنجز الوعد يحصل ... فإنما الوعد ريح )
1005 - قولهم شب عمرو عن الطوق
يضرب مثلا في تزيين الكبير بزينة الصغير
والمثل الجذيمة في عمرو بن عدي وكان عدي ينادمه فعشقته رقاش اخث جذيمة فحبلت منه فلما خشيت الفضيحة قالت لعدي إذا سكر الملك فاسأله أن يزوجني منك ففعل فدخل عليها من ليلته وأصبح هاربا من جذيمة فلما استبان حملها قال جذيمة
( حدثيني رقاش لا تكذبيني ... ألحر حملت م لهجين )
( أم لعبد فأنت اهل لعبد ... أم لدون فأنت اهل لدون )
فقالت حملت ممن زوجتي منه فولدت عمرا ففقد مدة ثم ظفر به مالك وعقيل القينيان فأتيا به جذيمة فحكمهما فسألاه منادمته فأجابهما إليها وأرسل عمرا الى امه فزينته وألبسته طوقا فقال جذيمة ( شب عمرو عن الطوق ) فلما كان من امر جذيمة ما كان قام عمرو مقامه فلم يزل هو وولده وهم آل المنذر على الحيرة من قبل الفرس حتى ملك قباذ بن فيروز بن يزدجرد بن بهرام جور فأزالهم وملك الحارث بن عمرو آكل المرار الكندي فلما ملك أنوشروان بن قياذ ملك على الحيرة المنذر ابن ماء السماء وهرب الحارث واتبعته خيل المنذر فأدركوا ابنه عمر فقتلوه وفات هو ثم قتلته كلب بمسحلان
1006 - قولهم شر الرعاء الحطمة
يتمثل به في سوء ولاية الأمر والعنف به
والحطم الكسر والحطام كسار الشجر وغيره وفي القرآن ( لينبذن في الحطمة ) يعني النار وسميت حطمة لأنها تحطم كل شيء وقع فيها
ويقال للرجل الأكول والسنة الشديدة الحطمة
1007 - شر ما أجاءك الى مخة عرقوب
يضرب مثلا لكل مضطر الى مالا خير فيه والعرقوب لا مخ فيه
ويقال ألجأه الى كذا وأجاءه في معناه وفي القرآن ( فأجاءها المخاض الى جذع النخلة ) وهو ملجأ ومجاء اجاءة
1008 - قولهم شرق ما بينهم بشر
وذلك إذا كان شرا لا يكاد ينقطع
وأصل الشرق في الشرب يقال شرق بالماء كما يقال غص بالطعام واحمر شرق مشبع حسن وشرقت الثمرة قطعتها من الشجرة وأذن شرقاء من ذلك وهي المقطوع من اعلاها شيء
1009 - قولهم شاهد البغض اللحظ
واللحظ شاهد الحب أيضا ومن هاهنا اخذ الشاعر قوله
( إن للحب وللبغض ... على العين علامه )
( وجواب الأحمق الصمت ... وفي الصمت السلامة )
وقال آخر
( تخبرك العينان ما الصدر كاتم ... ولا جن بالبغضاء والنظر الشزر )
لا جن بها أي لا ستر دونها وقال آخر
( لسانك لي شهد وقلبك علقم ... وعينك تبدى ان قلبك لي دوى )
وقال آخر
( متى تك في صديق او عدو ... تخبرك الوجوه عن القلوب )
1010 - شب شوبا لك بعضه
وهو مثل قولهم ( احلب حلبا لك شطره ) وقد مر تفسيره
والشوب الخلط شبته خلطته ومنه سمى الشيب شيبا لأنه إذا ظهر خلط بياضه بسواد الشباب وإنما قالوا ( الشيب ) بالياء والأصل واو ليدل كل واحد من اللفظين على معناه من غير إشكال
1011 - قولهم الشر يبدؤه صغاره
من قول مسكين الدارمي
( ولقد رأيت الشر ... بين الحي يبدؤه صغاره )
وقال غيره
( الشر يبدؤه في الأصل أصغره ... وليس يصلى بجل الحرب جانيها )
ويقولون اليسير يجنى الكثير ومعناه اصفح عن القليل كي لا يخرج بك الى اكثر منه وقال عدي بن زيد
( شط وصل الذي تريدين مني ... وصغير الأمور يجنى الكبيرا )
وقال غيره
( فإن النار بالزندين تذكى ... وإن الحرب يقدمها الكلام )
1012 - قولهم شيئا ما يريد السوط الى الشقراء
قال الأصمعي معناه إنك لتبتغي شيئا و ( ما ) ها هنا زيادة
ولم يذكر أصله
1013 - قولهم شبر فتشبر
أي اكرم فتنفخ ولم يذكر أصل لمثل
ويقال شبرت فلانا بكذا إذا خصصته به
والشبر العطية قال العجاج
( الحمد لله الذي أعطى الشبر ... )
وكتبت في هذا المعنى وقد زدت في إكرامك فجهلت قدرك وعدوت طورك
وجزت غايتك وتخطيت نهايتك فأراني أفسدتك حين أصلحتك وادويتك حين داويتك
( ندمت على ما كان مني ندامة ... ومن يتبع ما تشتهي النفس يندم )
( وظننت ان تعديك لمقدارك ... وخروجك من مضمارك يزيدك رقعة )
ولم تعلم انه يلزمك ضعة ويلبسك ذلة ويكسبك قلة
( أنت كلب فلا تغسل كثيرا ... ينجس الكلب كما يتغسل )
1014 - قولهم شاركه شركة عنان
يقال هو الرجل يشارك الرجل في الأمر الواحد دون غيره
والعنان من قولك عن لى الشيء إذا عرض
والعنن الاعتراض قال الراجز
( معترض لعنن لم يعنه ... )
وقيل عنن الدابة شوطها
والعنن اول الكلام وقال شفاء بن نصر الدارمي
( إن لها بعد الجراء والعنن ... سبا إذا ما ظهر السب بطن )
1015 - قولهم شفيت نفسي وجدعت انفي
يقوله الرجل يبلغ مراده من وجه ويلقى ما يكرهه من وجه
ومنه ما انشده ابو تمام لقيس
( فإن أك قد بردت بهم غليلي ... فلم أقطع بهم الا بناني )
وقول الآخر
( ونبكي حين نقتلكم عليكم ... ونقتلكم كأنا لا نبالي )
1016 - قولهم شولان البروق
يضرب مثلا للرجل يوهم انه صادق وليس به
والبروق والمبرق الناقة التى تشول بذنبها وتقطع بولها وتوهم انها لاقح وليست بلاقح فشبه الرجل المصتنع الكذوب بها
والمثل لنهشل بن دارم وذلك انه حضر مع اخيه مجاشع بن دارم مجلس بعض الملوك فأعجب الملك جماله وهيئته وأحب ان يسمع كلامه فقال له اخوه مجاشع كلم الملك فقال إنى والله لست من تكذابك وتأثامك وإنك لتشول شولان البروق فذهبت مثلا
1017 - قولهم شاهد الثعلب ذنبه
وهو مثل مبتذل في العامة وقد جاء في الكلام لأبي بكر رضي الله عنه خطب فقال أيها الناس ما هذه الرعة مع كل قالة أين كانت هذه الأماني في عهد رسول الله ألا من سمع فليقل ومن شهد فليتكلم
إنما هو ثعالة شاهده ذنبه مرب لكل فتنة هو الذي يقول كروها جذعة بهد ان هرمت يستعينون بالضعفة ويستنصرون النساء كأم طحال احوط أهلها اليها البغي الأولق إن شئت ان أقول لقلت ولو قلت لبحت وإني ساكت ما تركت
1018 - قولهم شر الشدائد ما يضحك
يضرب مثلا للشدة التى تأتي في غير حينها وعلى غير وجهها فيتعجب من موقعها فيضحك المبلو بها
مثل محدث وجدته في شعر ابي دلف العجلي وهو قوله
( ولما دنت عيسهم للنوى ... وظلت بأحداجها ترتك )
( وكادت دموعي يفضحنني ... وخلت دمى عندها يسفك )
( ضحكت من البين مستعجبا ... وشر الشدائد ما يضحك )
ونحوه ما قلت
( ضحكت منهم على انى بكيت لهم ... من فرط تيه بهم في فرط نقصان )
1019 - قولهم الشوط بطين
معناه ان في الأمر سعة
أخبرنا ابو القاسم عن العقدي عن أبي جعفر عن المدائني عن عوانة عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر عن عبيد
الله بن نضلة الخزاعي عن سليمان بن صرد قال أتيت عليا رضي الله عنه يوم الجمل وعنده الحسن رضي الله عنه وبعض اصحابه فلما رآني قال يا ابن صرد تنأنأت وتزحزت وتأخرت وتربصت فكيف رأيت الله صنع قد أغنى عنك قلت يا أمير المؤمنين الشوط بطين وقد بقي من الأمور ما تعرف به صديقك من عدوك
وكان سليمان بن صرد زوج ام سعيد بن العاص
1020 - قولهم شخب طمح
يضرب مثلا للرجل تكون منه السقطة
وطمح ارتفع وليس من شأن الشخب الارتفاع إنما هو أبدا منحدر الى المحلب والرجل الذي ليس من شأنه الاسقاط ثم أسقط قيل له ذلك
1021 - قولهم الشفيق بسوء ظن مولع
يراد ان ذا الشفقة يضع سوء الظن في غير موضه
1022 - قولهم شحمتي في قلعي
يضرب مثلا لمن لا يتجاوزه خيره والقلع الكتف والقلع بالتحريك السحاب قال الشاعر
( ونحن نحمل مالا يحمل القلع ... )
تفسير الأمثال المضروبة في التناهي والمبالغة الواقع في أوائل أصولها الشين
1023 - أشأم من البسوس
1024 - وأشأم من سراب
1025 - وأشأم من داحس
قد مر حديثهن
1026 - وأشأم من قاشر
وهو فحل ضرب ابلا فماتت كلها
وقيل هو العام المجدب يقال سنة قاشورة
وقيل القاشور الشؤم بعينه
1027 - وأشأم من الشقراء على نفسها
وكانت فرسا جموحا يتشاءم بها فجمحت بصاحبها فوقعت في جرف فسلم هو وهلكت الفرس فأتى الحي فسألوه عنها فقال إن الشقراء لم يعد شرها سنابك رجليها وقال بشر بن أبي خازم
( فأصبح كالشقراء لم يعد شرها ... سنابك رجليها وعرضك اوفر )
1028 - أشأم من خميرة
وهي فرس شيطان بن مدلج الجشمي تبع بنو أسد آثارها حتى وقعوا على بني جشم فاجتاحوهم فتشاء موابها فقال شيطان بن مدلج
( جاءت بما تسرى الدهيم لأهلها ... خميرة بل مسرى خميرة أشأم )
1029 - أشأم من خوتعة
1030 - وأشأم من منشم
قد مر تفسيرهما وحديثهما
1031 - أشأم من رغيف الحولاء
وكانت خبازة في بني سعد اخذ رجل منها رغيفا فقالت والله ما أردت بهذا الا إهانة فلان لرجل كانت في جواره فثار القوم فقتل منهم ألف إنسان
1032 - أشأم من احمر عاد
وهو قدار بن سالف عقر ناقة صالح فنزل بأهله العذاب وإنما هو احمر ثمود وقال بعضهم قالوه على وجه الغلط
وقيل العرب تسمى ثمود عادا الأخرى وقوم هود هم عاد الأولى ولهذا قال الله عز و جل ( أهلك عادا الأولى وثمود فما أبقى )
1033 - أشأم من الزماح
طائر كان يقع على دور بني خطمة من الأوس بالمدينة ويصيب من تمرهم ثم يطير فلا يعود الى العام المقبل فرماه رجل منهم بسهم فقتله وقسم لحمه فحال الحول ولم يبق ممن اكل من لحمه ديار قال قيس بن الخطيم
( أعلى العهد أصبحت ام عمرو ... ليت شعري ام عاقها الزماح )
1034 - أشأم من طير العراقيب
وكل طائر يتطير منه للإبل عرقوب لأنه عندهم يعرقبها
1035 - أشأم من الأخيل
وهو االشقراق وذلك انه يقع على ظهر البعير الدبر فيختزل ظهره قال الفرزدق
( إذا قطنا بلغتنيه ابن مدرك ... فلاقيت من طير العراقيب اخيلا )
وبعير مخيول وقع على ظهره الأخيل فقطعه ويسمونه مقطع الظهور
1036 - أشأم من غراب البين
لزمه هذا الاسم لأنه إذا بان الحي للنجعة انتاب منازلهم يلتمس فيها شيئا يأكله فتشاءموا به إذ كان لا يعتريها الا أذا بانوا ومن أجل تشاؤمهم به في هذا المعنى اشتقوا من اسمه الغربة
1037 - أشأم من زرقاء
قالوا يعنون الناقة تشرد فتذهب في الأرض ولم يزيدوا على هذا التفسير
1038 - أشأم من زحل
مثل مولد قال الشاعر
( وأبين شؤما في الكواكب من زحل ... )
1039 - أشم من النعامة
وهي لا تسمع شيئا أصلا وتصل الى حاجتها بالشم قال زهير
( أصم مصلم الأذنين اجنى ... له بالسى تنوم وآء )
وقد جاء في أشعارهم ما يدل على انها تسمع والله أعلم
1040 - وأشم من ذئب
لأنه يستروح من ميل
1041 - وأشم من ذرة
لأنها تشم ريح مالا يكاد يشم ريحه مثل رجل الجرادة إذ تلقيها في مكان ليس فيه ذر فما تلبث ان ترى الذر إليها كالخيط الممدود وقال صاحب المنطق انف الوحشي اصدق من أذنه وأذنه اصدق من عينه فهو يسمع من مسافة قريبة ويشم من اضعاف ذلك
1042 - أشم من هقل
يعنون الظليم
1043 - أشهر من فلق الصبح
1044 - ومن فرق الصبح
1045 - ومن فارس الأبلق
1046 - وأشبه من التمرة بالتمرة
1047 - ومن الماء بالماء
1049 - ومن الغراب بالغراب
1049 - ومن الليلة بالليلة
1050 - ومن البيضة بالبيضة
كل ذلك يقال والمعنى فيه معروف
1051 - أشجع من ليث عفرين
وقد مر ذكره
1052 - أشره من الأسد
لأنه يبتلع البضعة من اللحم من غير مضع وكذلك الحية لأنهما واثقان بسهولة المدخل وسعة المجرى
1053 - أشهى من كلبة حومل
لأنها رأت القمر طالعا فعوت اليه تظنه رغيفا
1054 - أشبق من حبى
امرأة مدنية كانت مزواجا فتزوجت على كبر سنها فتى من بني كلاب وكان لها ابن كهل فمشى الى مروان بن الحكم وهو والي المدينة وقال إن امي السفيهة على كبر سنها وسني تزوجت شابا فصيرتني ونفسها حديثا فاستحضرها مروان فحضرت فقال لابنها ياابن برذعة الحمار أرأيت ذلك الشاب المقدود العنطنط والله ليصرعن امك بين الباب والطاق فليشفين غليلها ولتخرجن نفسها دونه فقال ابن هرمة
( فما وجدت وجدي بها ام واجد ... ولا وجد حبي بابن ام كلاب )
( رأته طويل الساعدين عنطنطا ... كما تشتهي من قوة الشباب )
1055 - أشرد من خفيدد
وهو الظليم
1056 - أشرد من ورل
وقد ذكر فيما تقدم
1057 - أشكر من بروقة
وهي شجرة تخضر بالسحاب إذا نشأ قبل ان يمطر
1058 - أشكر من كلب
كما قيل ( أصح رعاية من كلب ) و ( أحسن حفاظا من كلب ) قال صاحب المنطق من خصال الكلب حبه لمن احسن إليه وطاعته له وحفظه إياه طبعا من غير تكلف واقتفاؤه للآثار ومعرفته إذا شم
البول انه بوله او بول غيره ومن طاعته الترضي والبصبصة والبشاشة الى من عرفه
ورأى محمد بن حرب العتابي ينادم كلبا يشرب كأسا ويولغه كأسا فقيل له في ذلك إنه يكف عني أذاه ويمنعني أذي سواه ويستكثر قليلي ويحفظ مبيتي ومقيلي وهو من بين الحيوان خليلي فقال ابن حرب فتمنيت ان أكون كلبا له لأحوز هذا النعت منه
1059 - أشره من وافد البراجم
1060 - وأشقى من وافد البراجم
1061 - وأشقى من راعي بهم ثمانين
1062 - وأشغل من مرضع بهم ثمانين
قد مر تفسير ذلك
1063 - أشغل من ذات النحيين
يعنون امراة منهم وهي في هذا المثل مفعولة لأنها شغلت وقلما يقال ( أفعل من كذا ) من فعل المفعول إنما اكثر الكلام ان يقال ذلك
من فعل الفاعل والفاعل غير من هو في شغل وإنما فعل المفعول بالزوائد وهو على ( أفتعل ) ولا يقال منه ( أفعل من ذلك ) ويجىء تفسيره في الباب الخامس والعشرين
1064 - أشعث من قتادة
شجرة كثيرة الشوك وأصل الشعث تفرق الشعر
1065 - أشد من لقمان العادي
زعموا انه كان يحقر لإبله حيثما بداله
1066 - أشد من الفيل
معروف
1067 - أشد من الفرس
من الشدة
وقيل من الشد وهو العدو
1068 - أشأى من فرس
والشأو السبق
1069 - أشد قويس سهما
يقال في موضع التفضيل وقد مر ذكره
1070 - أشرب من الهيم
هي الإبل العطاش
1071 - أشرب من الرمل معروف
1072 - أشهى من الخمر
معروف
الباب الرابع عشر فيما جاء من الأمثال في اوله صاد
فهرسته الصمت حكم وقليل فاعله
صرح المحض عن الزبدة
صري عزم من أبي سمال
صدقني سن بكرة
صدرك اوسع لسرك
الصيف ضيعت اللبن
صيدك إن لم تحرمه
صفقة لم يشهدها حاطب
الصدق ينبى عنك لا الوعيد
صمى ابنة الجبل
صمى صمام
صار الرمى الى النزعة
صكا وردهماك لك
صرحت بجلذان
فهرست الأمثال المضروبة في التناهي والمبالغة الواقع في اوائل أصولها الصاد
أصنع من سرفة
أصنع من تنوط
أصنع من النحل
أصنع من دود القز
أصدق من قطاة
أصدق ظنا من الألمعى
أصفى من الدمع
أصفى من عين الغراب
أصفى من عين الديك
أصفى من الماء
أصفى من ماء المفاصل
أصفى من جنى النحل
أصفى من لعاب الجندب
أصفى من لعاب الجراد
أصلب من الجندل
أصلب من الحجر
أصلب من الحديد
أصلب من النضار
أصلب من عود النبع
أصرد من جرادة
أصرد من
عين الحرباء
أصرد من السهم
أصرد من خارق ورقة
أصعب من رد الجموح
أصعب من نقل الصخر
أصعب من قضم قت
أصعب من رد الشخب في الضرع
أصعب من وقوف على وتد
أصفر من ليلة الصدر
أصلف من جوز في غرارة
أصفق من ظفر
أصفق من وجه
أصول من جمل
أصغر من قراد
أصغر من صؤابة
أصغر من حبة
أصغر من بلبل
أصغر من صعوة
أصغر من وصعة
أصيد من ليث عفرين
أصيد من ضيون
أصبر من ضب
أصبر من حمار
أصبر من الأثافي على النار
أصبر من الأرض
أصبر من حجر
أصبر من عود بجنبيه جلب
أصبر من ذي ضاغط
أصبر من جذل الطعان
أصح من ظبي
أصح من ظليم
أصح من ذئب
أصح من عير
أصح من عير الفلاة
أصح من عير أبي سيارة
أصح من بيض الغنم
أصب من المتمنية
تفسير الباب الرابع عشر 1073 - قولهم الصمت حكم وقليل فاعله
المثل للنبي حدثنا ابو الربيع الحارثي قال حدثنا محمد بن الحرب قال حدثنا محمد بن عبد الرحمن التيلماني عن ابيه عن ابن عمر قال قال النبي ( الصمت حكم وقليل فاعله )
قال الشيخ ابو هلال رحمه الله الحكم والحكمة سواء مثل العذر والعذرة والنحل والنحلة وهي العطية وجعل الصمت حكمة لأنه يمنع صاحبه من التورط في الإثم والعنت وغيره وأصل الحكم المنع واحكمت الرجل منعته
1074 - قولهم صرح المحض عن الزبدة
يضرب مثلا للأمر يظهر مكنونه
والمثل لامرأة من اهل اليمن يقال لها عصام أخبرنا أبو أحمد عن أبي بكر عن أبي حاتم عن أبي عبيدة وأبي اليقظان وأخبرنا ابو القاسم عن العقدي عن بعض رجاله فذكرت اجود ألفاظهم
قالوا بلغ الحارث بن عمرو الكندي عن بنت عوف بن الكندي وهو الذي يقال فيه لا أحد يشبه عوفا جمال فبعث
الى امها امامة امراة يقال لها عصام فدخلت عليها فإذا هي كانها خاذل من الظباء وحولها بنات كأنها شوادن الغزلان فقالت لابنتها إن هذه خالتك أتتك لتنظر الى بعض شأنك فلا تستترى عنها بشيء وناطقيها فيما استنطقتك فيه فدخلت عليها ثم خرجت عنها وهي تقول ( ترك الخداع من كشف القناع ) فأرسلتها مثلا فلما جاءت الحارث قال ( ما وراءك يا عصام ) فقالت أيها الملك ( صرح المحض عن الزبدة ) فأرسلتها مثلا أقول حقا وأخبر صدقا لقد رأيت وجها كالمرآة الصينية يزينه حالك كأذناب الخيل المضفرة إن أرسلته خلته السلاسل وإن مشطته دلت عناقيد كرم جلاها وابل لها حاجبان كأنما خطا بقلم قد تقوسا على عيني الظبية العبهرة يفتنان المتوسم بينهما انف كحد السيف المصقول لم يخنس به قصر ولم يمعن به طول تحف به وجنتان كالأرجوان في بياض محض كأنه الجمان شق فيه فم لذيذ المبتسم يفتر عن ثنايا غر وأسنان مثل الدر ذات أشر فيه لسان ذو فصاحة وبيان يحركه عقل وافر وجواب حاضر تلتقى دونه شفتان حماوان كانهما قادمتان نصب ذلك على عنق أبيض كأنه ابريق فضة وصدر كفاثور اللجين قد نتأ فيه ثديان يخرقان عنها ثيابها ويمنعانها من تقلد سخابها مكنت منه عضدان مدمجتان
مكتنزتان شحما يتصل بهما ذراعان ما فيهما عظم يمس ولا عرق يجس وكفان دقيق قصبهما لين عصبهما بأسفل من ذلك بطن طوى كطي القباظى وكسى عكنا كالقراطيس المدرجة يحيط بسرة كمدهن العاج لها ظهر فيه كالجدول ينتهي الى خضر لولا لطف ربي لانبتر لها كفل يقعدها إذا نهضت وينهضها إذا قعدت كأنه دعص من الرمل لبده سقوط الطل أسفل من ذلك فخذان لفاوان كانهما نصبتا على نضد عقيان متصل بهما ساقان بيضاوان خدلجتان قد وشيتا بشعر أسود كأنه حلق الزرد يحمل ذلك كله قدمان كحرف اللسان تبارك الله مع لطافتهما كيف يطيقان حمل ما وفوقهما فأما ما سوى ذلك فإني تركت نعته ووصفه لوقته الا انه كأكمل وأحسن وأجمل ما وصف في شعر وقول
قال فبعث الى أبيها فخطبها فزوجه إياها قال فبعث اليها من الصداق بمثل مهور نساء الملوك مائة ألف درهم وألفا من الإبل فلما حان ان تحمل اليه دخلت اليها امها لتوصيها فقالت يا بنية ان الوصية لو تركت لعقل او ادب او مكرمة وحسب لتركت لك ولكن الوصية تذكرة للعاقل ومنبهة للغافل يا بنية إنه لو استغنت المرأة بغنى أبويها وشدة حاجتهما اليها كنت أغنى الناس عن الزوج ولكن الرجال خلقوا للنساء كما هن خلقن للرجال إنك قد فارقت الحوى الذي منه خرجت والوكر الذي
فيه درجت الى وكر لم تعرفيه وقرين لم تألفينه فكونى له امة يكن لك عبدا واحفظي منى عشر خصال تكن لك ذكرا اما الأولى والثانية والثالثة والرابعة فلا تقع عيناه منك على قبيح ولا يشم أنفه منك الا أطيب ريح واعلمي ان الماء أطيب الطيب المفقود وان الكحل أحسن الحسن الموجود واما الخامسة والسادسة فالتعهد لوقت طعامه والهدوء عند منامه فإن حرارة الجوع ملهبة وتنغيص النوم مغضبة واما السابعة والثامنة فاحتفاظك بماله فإنه من حسن التقدير ورعايتك على الحشم والعيال فإنها من حسن التدبير واما التاسعة والعاشرة فألا تفشي له سرا ولا تعصي له أمرا فإنك إن أفشيت سره لم تأمني غدره وان عصيت أمره اوغرت صدره واتقى الفرح لديه إذا كان ترحا والاكتئاب عنده إذا كان فرحا واعلمي انك لن تصلي الى مرادك منه حتى تؤثري رضاه على رضاك وهواه على هواك والله يخير له ويصنع برحمته لك
وكانت في رواية ابي اليقظان ألفاظ ردئية مردودة تركتها
1075 - قولهم صري عزم من أبي سمال
يضرب مثلا للرجل يصدق عزمه على الشيء فلا ينثني عنه حتى يناله
وأصله ما اخبرني أبو احمد عن نفطويه عن احمد بن يحيى عن ابن الأعرابي قال كان ابو سمال الأسدي متهما في دينه فضلت ناقته فحلف
لا يصلى او يردها الله فأصابها وقد علق زمامها بشجرة فقال علم الله أنها صري يقول أصررت على يمينى فردها
قال الشيخ ابو هلال رحمه الله فضرب به المثل فقال أبو تمام
( تخذ الفرار اخا وأيقن أنه ... صري عزم من أبي سمال )
فأخبرنا أبوأحمد عن ابي الحسن الأخفش عن ابي العباس عن ابن الأعرابي عن هشام الكلبي قال مر النجاشي الشاعر بأبي سمال في يوم من أيام شهر رمضان فقال له ما تقول في رءوس ثنيان في كرش من اول الليل الى آخره وقد أينعت وتهرأت قال أفي شهر رمضان قال ما رمضان ولا شوال الا واحد قال وما تسقيني عليها قال شرابا كالورس يطيب النفس ويجرى في العرق ويكثر الطرق ويشد العظام ويسهل للفدم الكلام فنزلا واكلا وشربا وسكرا ففخرا وعلت أصواتهما وبلغ خبرهما عليا عليه السلام فبعث اليهما فأتى بالنجاشي فقال له ويلك أولداننا صيام وانت مفطر وشق أبو سمال خصا بينه وبين الجلنبين حي من همدان فنجا وامهل النجاشي حتى إذا صحا ضربه ثمانين ثم زاده عشرين فقال ما هذه العلاوة يا ابا الحسن فقال لجرأتك على الله فضرط في وقت الضرب فقال علي إنها يمانية وكارها شعر قال فطرح عليه حين ضرب أربعون مطرفا وكان فيمن طرح عليه هند بن عاصم السلولي ففيه يقول
( إذا الله حيا خلة عن خليله ... فحيا مليك الناس هند بن عاصم )
( فكل سلولى إذا ما لقيته ... سريع الى بنى العلا والمكارم )
( ولا يأكل الكلب السروق نعالهم ... ولن ينتقوا المخ الذي في الجماجم )
( هم بيض أقدام وديباج أوجه ... كرام إذا اسودت وجوه الآلائم )
وزادني غيره قال فلما ضرب جعل اهل الكوفة يقولون من قدر الله فقال
( ضربوني ثم قالوا قدر ... قدر الله لهم شر القدر )
ثم هرب الى معاوية وأنشأ يقول
( إذا سقى الله أرضا صوب غادية ... فلا سقى الله أهل الكوفة المطرا )
( السارقين إذا ما جن ليلهم ... والنائكين بشطى دجلة البقرا )
فقال له معاوية احب يا نجاشي ان تقول شيئا تفضلني فيه على ( علي ) فقال قصيدة يقول فيها
( واعلم بأن على الخير من نفر ... شم العرانين ما داناهم بشر )
( نعم الفتى أنت الا ان بينكما ... كما تفاضل قرن الشمس والقمر )
1076 - قولهم صدقني سن بكره
يضرب مثلا للرجل يكذب في الأمر يدل بعض احواله على الصدق فيه
وأصله ان رجلا ساوم رجلا ببعير وسأل عن سنه فأخبره انه بكر ففر عنه فوجده هرما فقال صدقني سن بكره وكذبني هو
والبكر الفتى من الإبل بمنزلة الفتى من الناس والجمع أبكار والأنثى بكرة والجمع بكرات
1077 - قولهم صدرك أوسع لسرك
معناه لا تفشه الى احد فإنك اولى بترك إفشائه وإن ضاق عنه صدرك فصدر غيرك أضيق عنه قال الشاعر
( إذا ضاق صدر المرء عن سر نفسه ... فصدر الذي يستودع السر أضيق )
1078 - قولهم الصيف ضيعت اللبن
( ضيعت ) بكسر التاء وإن خاطبت به مذكرا لأن الأمثال تحكى ومعنى ذلك أن المثل يتمثل به اول مرة ثم لا يغير عن صيغته في سائر الأحوال
ويضرب هذا مثلا للرجل يضيع الأمر ثم يريد استدراكه
وأصله ان عمرو بن عمرو بن عدس تزوج بنت عمه دختنوس بنة لقيط بن زرارة بعد ما أسن وكان اكثر قومه مالا ففركته فطلقها فتزوجها فتى ذو شباب وجمال من آل زرارة ثم غزتهم بكر بن وائل فنبهت زوجها وقالت الغارة فجعل يقول الغارة ويضرط حتى مات وأغاروا فأخذوها سبية فأدركهم الحي وعمرو بن عمرو في السرعان فقتل منهم ثلاثة واستنقذها وقال
( أي حليليك وجدت خيرا ... أألعظيم فيشه وأيرا )
( أم الشديد للعداة ضيرا ... أم الذي يأتي العدو سيرا )
فتزوجت منهم شابا مملقا فمرت بها إبل عمرو كأنها الليل فقالت لخادمها قولى له ليسقنا من اللبن فأتته فقال قولي لها ( الصيف ضيعت اللبن ) فضربت يدها على كتف زوجها وقالت ( هذا ومذقة خير ) فذهبت كلمتاهما مثلين
1079 - قولهم صيدك ان لم تحرمه
و ( صيدك لا تحرمه ) و ( صيدك فلا تحرمه ) كل ذلك روى
يضرب مثلا للرجل يحض على انتهاز الحاجة عند الإمكان
أخبرنا أبو احمد عن الجوهري عن أبي زيد عن بعض رجاله قال أورد محمد بن طلحة بن عبد الله الأعجم كتاب سليمان بن عبد الملك الى خالد ابن عبد الله القسري وهو امير على مكة ان لا سلطان لك على بني الأعجم فلما رآه خالد قال له ( صيدك إن لم تحرمه ) فقال ان معي كتاب امير المؤمنين انه لا سلطان لك علينا فجلده قيل ان يقرأ الكتاب مائة سوط فعاد الى سليمان فشكاه وكتب سليمان الى طلحة بن داود الحضرمي بقطع يد خالد فشفع فيه يزيد بن المهلب فكتب الى طلحة وهو قاضي مكة إن كان خالد ضرب محمدا بعد ما قرأ كتابي فاقطع يده وان كان ضربه قبل ان يقرأ فاضربه مائة سوط وصل بالناس
فشهد له داود بن علي قبل ان يقرأ الكتاب فسلمه طلحة الى محمد فقطع ظهره فقال الفرزدق
( لعمري لقد صبت على ظهر خالد ... شابيب ما استهللن من سبل القطر )
( ولولا يزيد بن المهلب شمرت ... بكفك فتخاء الجناح الى وكر )
ومن جيد ما قيل في معنى المثل قول الحارث بن جابر العجلي لابنه يا بني اياك والسآمة في طلب الأمور فيقذفك الرجال خلف أعقابها
1080 - قولهم صفقة لم يشهدها حاطب
يضرب مثلا للأمر يغيب عنه البصير به فيجري على غير وجهه
وأصله
أن بعض اهل حاطب بن أبي بلتعة باع بيعة غبن فيها ففسخها حاطب او قيل لو كان حاطب حاضرا لفسخها
1081 - قولهم الصدق ينبى عنك لا الوعيد
يضرب مثلا للرجل يتهدد ولا يقدم يقول ان صدق اللقاء ينبى عنك لا المكر والتهدد اي يبعد وهو من نبا ينبو غير مهموز
1082 - قولهم صمى صمام
1083 - وقولهم صمى ابنة الجبل
يضرب مثلا للداهية تقع فتستفظع
قالوا وابنة الجبل الصدى كأنهم عنوا ألا يسمع ذكرها
واظن اصله ان رجلا قال لآخر ان بني فلان أصابتهم داهية فرده الصدى فقال ( صمى ابنة الجبل ) أي لا أسمع هذا الخبر ولا كانت هذه الكائنة فأنث ابنة الجبل على معنى الصيحة
وقيل ابنة الجبل الحية ويقال لها ( صمى صمام ) أي لا تجيبي الراقي ولذلك قيل للداهية صماء تشبيها بالحية الصماء
وقال ابو عبيدة بنت الجبل الحصاة
ويقولون ( صمت حصاة بدم ) وذلك عند كثرة القتال
أي قد كثر الدم حتى لو سقطت حصاة على الأرض ولم يسمع لها صوت فجعلوا عدم صوتها صمما لها واما قولهم في الدعاء على الرجل أصم الله صداه فهو ما تسمعه في الجبل إذا أتت صوت فأجابك يريدون اهلكه الله لأن الصدى يجيب الحي فإذا هلك الرجل صم صداه كأنه لا يسمع شيئا فيجيب
1084 - قولهم صار الرمى الى النزعة
أي عاد الأمر الى اولى القوة
والنزعة واحدهم نازع وهو ها هنا الشديد النزع للوتر ويقولون صار الأمر الى الوزعة ومعناه قام بالأمر اهل الأناة والحلم وأصل الوزع الكف وفي حديث الحسن ( لابد للسلطان من وزعة ) أي كففة يمنعون الناس عنه
1085 - قولهم صكا ودرهماك لك
وأصله ان امرأة كانت تؤاجر نفسها فاستأجرها رجل بدرهمين فلما واقعها أعجبها فجعلت تقول لا أفلح من أعجلك صكا ودرهماك لك فذهبت مثلا في القبيح يحرض عليه ويلتمس الإغراق فيه
1086 - قولهم صحيفة المتلمس
يضرب مثلا للشيء يغر
ومن حديثه ان عمرو بن المنذر بن امرىء
القيس وهو عم النعمان بن المنذر كان يرشح قابوس بن المنذر وهما لهند بنت الحارث بن عمرو للملك بعده فقدم عليه المتلمس وطرفه فجعلهما في صحابة قابوس وكانا يركبان معه للصيد فيركضان طول النهار فيتعبان وكان يشرب من الغد فيقفان على بابه في الغبار فضجر طرفة فقال
( فليت لنا مكان الملك عمرو ... رغوثا حول قبتنا تخور )
( من الزمرات أسبا قادماها ... فضرتها مركنة درور )
( لعمرك إن قابوس بن هند ... ليخلط ملكه نوك كثير )
( لنا يوم وللكروان يوم ... تطير البائسات وما نطير )
( فأما يومهن فيوم سوء ... يطاردوهن بالحدب الصقور )
( وأما يومنا فنظل ركبا ... وقوفا لا نحل ولا نسير )
فدخل عمرو بن المنذر مع عمرو بن بشر بن مرثد ابن عم طرفة الحمام فرآه سمينا بادنا فقال له صدق ابن عمك طرفة حيث يقول فيك
( ولا خير فيه غير ان له غنى ... وان له كشحا إذا قام أهضما )
فقال له عمرو بن بشر إن ما قال فيك شر وأنشده
( فليت لنا مكان الملك عمرو ... )
فقال عمرو لا أصدقك عليه وقد صدقه ولكن خاف ان تدركه الرحم فينذره فمكث غير كثير ثم دعا بالمتلمس وطرفه وخاف إن قتل طرفة ان يهجوه المتلمس لأنهما كانا خليلين فقال لعلكما اشتقتما الى اهليكما
قالا نعم فكتب لهما الى أبي المناذر عامله على البحرين ان يقتلهما وذكر انه امر بحبائهما فلما وردا الحيرة قال المتلمس تعلمن يا طرفة ان ارتياح عمرو لي ولك لأمر مريب وان انطلاقي بصحيفة لا ادري ما فيها لغرور
وقيل إنه رأى شيخا متبرزا يأكل تمرا ويقصع قملا فقال المتلمس مارأيت شيخا اقذر منك ولا اجهل قال وما رأيت من جهلي أدخل طيبا وأخرج خبيثا وأقتل عدوا واجهل مني من يحمل حتفه بيده فانتبه المتلمس ودفع الصحيفة الى غلام فقرأها فقال له انت المتلمس قال نعم قال النجاء فقد امر الملك بقتلك فألقي الصحيفة في نهر الحيرة وقال
( فألقيتها بالثنى من جنب كافر ... كذلك أقنو كل قط مضلل )
( رميت بها في الماء حتى رأيتها ... يجول بها التيار في كل جدول )
وكافر اسم نهر الحيرة ومضى الى الشام وقال
( أمى شآمية إذ لا عراق لنا ... قوما نودهم إذ قومنا شوس )
( آليت حب العراق الدهر آكله ... والحب يأكله في القرية السوس )
وأبى طرفة ان ينثنى عن وجهه فمضى وأوصل الصحيفة ففصد من الأكحلين فنزف حتى مات فقال المتلمس
( من مبلغ الشعراء عن اخويهم ... نبأ فتصدقهم بذاك الأنفس )
( أودى الذي علق الصحيفة منهما ... ونجا حذار حبائه المتلمس )
( ألقى صحيفته ونجى كوره ... وجناء مجمرة المناسم عرمس )
وقيل صاحبهما النعمان بن المنذر ورووا ان طرفة قال في ذلك
( أبا منذر كانت غرورا صحيفتي ... ولم اعطكم في الطوع مالي ولا عرضي )
( أبا منذر افنيت فاستبق بعضنا ... حنانيك بعض الشر اهون من بعض )
تفسير الأمثال المضروبة في التناهي والمبالغة الواقع في اوائل اصولها الصاد
1087 - أصنع من سرفة
وهي دويبة مثل العدسة تثقب شجرا وتعمل فيه بيتا من عيدان مثل غزل العنكبوت مقوم الزوايا وتدخل أطراف العيدان بعضها في بعض وتجعل فيها بابا مربعا ويقال إن الناس اخذوا عمل النواويس من ذلك ويقال سرفت الشجرة إذا اكلتها السرفة
1088 - أصنع من تنوط
وهو طائر يعمل بين عودين عشا كالقارورة يبيض فيه
1089 - أصنع من نحل
لما فيها من النيقة في عمل العسل
1090 - أصنع من دود القز
معروف
1091 - اصدق من قطاة
لأن صوتها حكاية اسمها
1092 - أصدق ظنا من ألمعي
وهو الذي يظن الظن فلا يخطىء
رأصله من لمعان النار وتوقدها
واللوذعي من لذع النار
والأحوزي الجامع لما شذ من الأمور من قولهم حاز الشيء
والحوذى الغالب للأمور من قوله تعالى ( استحوذ عليهم الشيطان )
1093 - أصفى من ماء المفاصل
وهي الفصل بين الجبلين
1094 - أصفى من جنى النحل
يعني العسل
1095 - أصفى من لعاب الجراد
من قول الأخطل
( عقارا كعين الديك صرفا كأنه ... لعاب جراد في الفلاة يطير )
1096 - أصرد من جرادة
لأنها لا ترى في الشتاء لقلة صبرها على البرد
1097 - أصرد من عنز جرباء
وذلك لأنها لا تدفأ لقلة شعرها
والصرد البرد
1098 - أصرد من عين الحرباء
قالوا هو تصحيف المثل الأول وقيل الحرباء تستقبل الشمس أبدا بعينها تستجلب الدفء
1099 - أصرد من السهم
والصرد هاهنا النفوذ قال الشاعر
( فما بقيا علي تركتماني ... ولكن خفتما صرد النبال )
1100 - أصرد من خازق ورقة
والخازق النافذ يقال ذلك للمتناهي الذي يخزق الورقة من ثقافته وضبطه
1101 - أصعب من رد الشخب في الضرع
من قول الشاعر
( صاح أبصرت او سمعت براع ... رد في الضرع ما قرى في العلاب )
1102 - أصعب من وقوف على وتد
من قول الشاعر
( ولى صاحبان على هامتى ... جلوسهما مثل حد الوتد )
( ثقيلان لم يعرفا خفة ... فهذا الصداع وذاك الرمد )
1103 - أصفر من ليلة الصدر
قد مر تفسيره
1104 - أصول من جمل
قالوا الصولة ها هنا العض يقال صال الجمل وعقر الكلب
1105 - أصبر من ذي ضاغط
يعني الجمل يضغط موضع ابطه وهو أصل كركرته وهو على ذلك يسير
والمثل لسعد بن أبان بن عيينة بن حصن وقدم ليضرب عنقه فقيل له اصبر فقال
( اصبر من ذي ضاغط معرك ... ألقى بوان زوره للمبرك )
1106 - أصبر من عود بجنبيه جلب
العود المسن من الإبل والجلبة الجرح يندمل أعلاه وفي باطنه
فساد
والمثل لحلحلة بن قيس بن أشيم وقد قدم ليضرب عنقه فقيل له اصبر فقال
( أصبر من عود بجنبيه جلب ... قد أثر البطان فيه والحقب )
1107 - أصبر من ضب
لما فيه من القشف واليبس
1108 - أصبر من حمار
لأنه يحمل الحمل الثقيل على الدبر
وليس في الحيوان أصبر من الجمل والحمار
1109 - أصح من عير أبي سيارة
وهو رجل من عدوان كان له حمار أسود أجاز الناس عليه من المزدلفة الى منى أربعين سنة وهو اول من سن الدية مائة من الإبل
وقد مر حديثه في كتاب الأوائل
1110 - أصب من المتمنية
وهي فريعة بنت همام أم الحجاج بن يوسف عشقت نصر بن حجاج
فتى من بني سليم وهي إذ ذاك تحت المغيرة بن شعبة فمر عمر بن الخطاب رضي الله عنه ذات ليلة فسمعها تقول
( ألا سبيل الى خمر فأشربها ... او لا سبيل الى نصر بن حجاج )
فسير عمر نصرا الى البصرة فنزل على مجاشع بن مسعود فعشق امرأته شميلة وعشقته وعرف مجاشع ذلك فأخرجه من منزله فنزل على بعض السلميين فمرض من حبها مرضا شديدا فتمثل به اهل البصرة فقالوا ( أدنف من المتمنى ) ولم يزل يتردد في مرضه حتى مات وروى في خبره غير ذلك وقد استقصيناه في كتاب الأوائل
1111 - أصغر من وصعة
وهو طائر صغير ويجمع وصعانا
وقد ذكرنا تفسير ما يشكل تفسيره وتركنا المشهور وما مر ذكره قبل تركناه ايضا
مجمهرة الأمثالاسم الكتاب : جمهرة الأمثال اسم المؤلف : الشيخ الأديب أبي هلال العسكري اسم المدخل : إيمان غندور
الباب الخامس عشر
فيما جاء من الأمثال في أوله ضاد
فهرسته ضرب أخماس لأسداس
ضرب في جهازه
ضرب عليه جروته
ضح رويدا
ضغث على إبالة
ضل دريص نفقه
ضربه ضرب غريبة الإبل
الضجور تحلب العلبة
ضرح الشموس ناجزا بناجز
فهرست الأمثال المضروبة في المبالغة والتناهى الواقع في أوائل أصولها الضاد
أضيق من ظل الرمح
أضيق من خرت الإبرة
أضيق من سم الخياط
أضيق من زج
أضيق من تسعين
أضيق من مبعج الضب
أضعف من بقة
أضعف من بعوضة
أضعف من فراشة
أضعف من قارورة
أضعف من يد في رحم
أضيع من لحم على وضم
أضيع من بيضة البلد أضيع من غمد بغير نصل
أضيع من تراب في مهب ريح
أضيع من وصية
أضيع من موءودة
أضل من سنان
أضل من قارظ عنزة
أضل من ضب
أضل من ورل
أضل من ولد اليربوع
أضل من يد في رحم
أضرط من عير ومن عنز
أضرط من غول
أضبط
من ذرة
أضبط من نملة
أضبط من أعمى
أضبط من صبى
أضبط من عائشة بن عثم
أضوأ من صبح
أضوأ من ابن ذكاء
أضوأ من نهار
تفسير الباب الخامس عشر 1112 - قولهم ضرب أخماس لأسداس
يضرب مثلا للمماكرة والخداع
وأصله في أوراد الإبل وهو أن يظهر الرجل أن ورده سدس وإنما يريد الخمس
أخبرنا أبو أحمد قال أخبرنا أبو بكر بن دريد عن عبد الرحمن عن عمه عن أبى عمرو بن العلاء قال بلغنى أن عتبة بن أبى سفيان قال لعبد الله بن عباس ما منع عليا عليه السلام أن يبعثك مكان أبى موسى فقال عبد الله منعه والله ذاك حاجز القدر وقصر المدة ومحنة الابتلاء أما والله لو بعثنى لاعترضت في مدارج نفس معاوية ناقضا لما أبرم ومبرما لما نقض أسف إذا طار وأطير إذا أسف ولكن مضى قدر وبقى أسف والآخرة خير لأمير المؤمنين فقال خريم بن فاتك الأسدى
( لو كان للقوم رأى يرشدون به ... أهل العراق رموكم بابن عباس )
( لله در أبيه أيما رجل ... ما مثله لفصال القول في الناس )
( لكن رموكم بشيخ من ذوى يمن ... لم يدر ما ضرب أخماس لأسداس )
أى لم يعرف المكر ولم يك له دهاء فمكر به ومن لم يعرف الشيء كان جديرا بالوقوع فيه
وأنشد ثعلب
( إذا أراد امرؤ مكرا جنى عللا ... وظل يضرب أخماسا لأسداس )
قال وهؤلاء كانوا في إبل لأبيهم عزابا فكانوا يقولون للربع الخمس وللخمس السدس فقال أبوهم إنما تقولون هذا لترجعوا إلى أهليكم فصارت مثلا في كل مكر وأنشد ابن الأعرابى
( وذلك ضرب أخماس أريدت ... لأسداس عسى ألا تكونا )
ويقال للذي لا يعرف المكر والحيلة إنه لا يعرف ضرب أخماس لأسداس وذلك إذا لم يكن له دهاء ومن لا يعرف المكروه جدير أن يقع فيه
1113 - قولهم ضرب في جهازه
يقال ذلك للرجل ينفر من الأمر فيذهب عنه ذهاب من لا يرجع إليه
والجهاز بفتح الجيم وأصله في البعير يسقط عن ظهره القتب فيقع بين قوائمه فيفزع فيذهب في الأرض وقال بعضهم يقال ذلك للرجل
يخرج عن المودة ويطرحها والأول أجود عندى
وفي معناه ضرب في قتبه قال ثعلب يقال ذلك للرجل يتباعد عن القوم ويهجرهم
1114 - قولهم ضرب عليه جروته
يقال ضرب جروته على الأمر أي وطن نفسه عليه ولا ينبغى له الانثناء عنه
والجروة اسم من أسماء النفس وكذلك القرون والقرونة والحوباء والقتال بالتخفيف يقال أصحبت قرونته أي أطاعته نفسه وانقادت له قال الشاعر
( فضربت جروتها وقلت لها اصبرى ... وشددت في ضيق المقام إزارى )
1115 - قولهم ضح رويدا
معناه ارفق بالأمر وقد مضى تفسير رويدا
وضح من الضحاء وهو ارتفاع النهار وأصل المثل في رعى الإبل ضحاء
والضحاء للإبل بمنزلة الغداء للإنسان
1116 - قولهم ضغث على إبالة
يضرب مثلا للرجل يحمل صاحبه المكروه ثم يزيده منه
والابالة
الحزمة من الحطب والضغث الجرزة التي فوقها يجعلها الحطاب لنفسه والجرزة والحزمة واحد قال الشاعر
( لي كل يوم من ذؤاله ... ضغث يزيد على إباله )
( في كل يوم صيقة ... فوقى تفيأ كالظلالة )
والذؤالة الذئب واشتقاقه من الذألان وهو سرعة المشى يقول لى منه كل يوم شر يزيد على الشر وكان يقع على غنمه
والصيق الغبار
1117 - قولهم ضل دريص نفقه
يضرب مثلا للرجل يلتبس عليه القول وتعتاص الحجة عليه بعد أن كان قد هيأها فنسى وخلط
والدريص تصغير درص وهو ولد الفأرة وهو إذا خرج من جحره لم يهتد إليه
وتقول ضللت الدار
وكل شيء لم يزل عن مكانه تقول فيه ضللت وأضللت الدرهم والشاة
وما أشبه ذلك
وأصل الضلال الهلاك وفي القرآن ( أئذا ضللنا في الأرض ) أى هلكنا وذهبنا
1118 - قولهم ضربه ضرب غرائب الإبل
يضرب مثلا لشدة الظلم وغيره من أنواع المكروه
وأصله في الإبل ترد الحوض وليس لها رب فيضربها أرباب الإبل الواردة ضربا شديدا ويذودونها ذيادا عنيفا
1119 - قولهم الضجور تحلب العلبة
يضرب مثلا للرجل المنوع إذا نيل منه الشيء بعد الشيء
والضجور الناقة التى لا تطيب نفسا بالحلب فهى ترغو إذا حلبت
يقول إنها مع الضجر والتمنع تحلب العلبة أي ملء العلبة والعلبة قدح لهم تكون من جلد ونحوه قولهم مع الخواطئ سهم صائب
1120 - قولهم ضرح الشموس ناجزا بناجز
الضرح الرمح ضرحه إذا رمحه قال الراجز
( يضرح ما يضرح مالا يضرح ... )
يضرب مثلا لسرعة المجازاة
والناجز السريع ومنه قيل أنجز الوعد وتناجز القوم في الحرب إذا تسافكوا دماءهم كأنهم أسرعوا فيها
1121 - قولهم الضبع تأكل العظام ولا تعرف قدراستها
يضرب مثلا للرجل يعمل العمل ولا يعرف ما فى عاقبته من المضرة وذلك أن الضبع إذا اكلت العظام عسر عليها الخراءة ونحو هذا قول بعضهم
( فلا تحسد الكلب أكل العظام ... فعند الخراءة ما ترحمه )
تفسير الأمثال المضروبة في المبالغة والتناهى الواقع في أوائل أصولها الضاد
وأكثر ذلك مشهور وقد مر قبل فنذكر المشكل
1122 - أضيع من غمد بغير نصل
من قول مسلم بن الوليد
( وإنى وإسماعيل يوم فراقه ... لكالغمد يوم الروع فارقه النصل )
1123 - أضيع من دم سلاغ رجل من عبد القيس قتل فطل دمه وقيل دم سلاغ جبار والجبار الذي لا أرش فيه ومنه العجماء جبار
1124 - أضل من موءودة
وهى الجارية تدفن حية واشنقاق ذلك من قولهم آده إذا أثقله
لأنها تثقل بالتراب وفي القرآن ( ولا يؤوده حفظهما ) والضلال هاهنا من قول الله تعالى ( أئذا ضللنا في الأرض ) وهو الهلاك
1125 - وأضل من ورل
1126 - ومن ضب
1127 - ومن ولد اليربوع
لأنها إذا خرجت من جحرها لم تهتد للرجوع إليه وسوء الهداية في الضب والورل والديك
1128 - أضل من يد في رحم
قيل هي يد الجنين وقيل يد الناتج
112 - أضبط من ذرة
1130 - ومن نملة
لأنهما يجران النواة وهى فى الوزن أضعافهما
1131 - أضبط من عائشة بن عثم
وهو رجل من بنى عبشمس بن سعد وكان يسقى إبله يوما فأنزل أخاه في الركية ليميحه فازدحمت الابل فهوت بكرة في البئر فأخذ بذنبها فصاح به أخوه يا أخى الموت فقال ذلك إلى ذنب البكرة ثم اجتذبها فأخرجها
1132 - أضوأ من ابن ذكاء
يعنون الصبح وذكاء الشمس غير مصروفة
الباب السادس عشر
فيما جاء من الأمثال في أوله طاء
فهرسته طويته على بلالته
الطعن يظأر
طمح مرقمه
طارت به العنقاء
طال الأبد على لبد
الطريف خفيف
فهرست الأمثال المضروبة في المبالغة والتناهى الواقع في أوائل أصولها الطاء
أطول من ظل الرمح
أطول من طنب الخرقاء
أطول من الفلق
أطول من السكاك
أطول من اللوح
أطول من الدهر
أطول من السنة الجدبة
أطول من شهر الصوم
أطول من يوم الفراق
أطول ذماء من الأفعى
أطول ذماء من الحية
أطول ذماء من الخنفساء
أطول من فراسخ دير كعب
أطول صحبة من الفرقدين
أطول صحبة من ابنى شمام
أطير من جرادة
أطيش من فراشة
أطول صحبة من نخلتى حلوان
أطير من عقاب
أطير من حبارى
أطيش من ذباب
أطفر من برغوث
أطفس من عفر
أطير نشرا من الروضة
أطيب نشرا من الصوار
أطيب من الحياة
أطيب من الماء على الظمأ
أطغى من السيل
أطغى من
الليل
أطفل من ليل على نهار
أطفل من شيب على شباب
أطفل من طفيل
أطمع من قالب الصخرة
أطمع من أشعب
أطمع من طفيل
أطمع من فلحس
أطمع من قرلى
أطمع من مقمور
أطمع من ثواب
أطوع من فرس
أطوع من كلب
أطب من ابن حذيم
تفسير الباب السادس عشر 1133 - قولهم طويته على بلالته
يقال طويته على بلالته وعلى بلاله وبللاته معناه احتملت أذاه وأغضيت عن مكروهه
وأصله أن أصحاب المواشى إذا استغنوا عن الأوطاب عند ذهاب الألبان طووها وهى مبتلة وتركوها إلى وقت الحاجة إليها فيضرب مثلا لاحتمالك أذية الرجل لبقية ودك عنده أو لما تنتظر من مراجعته إلى حسن الحال بينك وبينه
ويقال أيضا طويت الرجل إذا تركت مودته وطويته إذا مررت به ولم تسلم عليه قال الشاعر
( وإنى إذا ساء الخليل طويته ... كطى اليمانى ثم قل له نشرى )
1134 - قولهم الطعن يظأر
يضرب مثلا للبخيل يعطى على الرهبة يقول إنه إذا خافك أن تطعنه عطفه ذلك عليك فجاد لك بماله ومثله قول الشاعر
( وإلا تصل رحم ابن عمرو بن مرثد ... يعلمك وصل الرحم عضب مجرب )
ويظأر يعطف ومنه سميت الداية ظئرا
1135 - قولهم طمح مرقمة
قال الأصمعى مرقمة رجل وطمح معناه أفرط في الأمر وجاوز فيه الحد
ويقال أيضا طاح مرقمة ويجعل مثلا في الرجل يهلك وينقطع سببه
وأصله أن بنى هلال وبنى فزارة تنافروا إلى أسد بن مدرك الخثعمى فقال بنو عامر أكلتم يا بنى فزارة أير الحمار قالوا أكلناه ولم نعرفه
وحديث ذلك أن ثلاثة نفر اصطحبوا فزارى وتغلبى وكلابى فصادوا حمارا فمضى الفزارى في حاجة فطبخا وأكلا وخبآ للفزارى جردان الحمار فلما رجع قالا قد خبأنا لك فأقبل يأكل ولا يكاد يسيغ وجعلا يضحكان ففطن فقال أكل شواء العير جوفان وجوفان الحمار جردانه ثم أخذ السيف وقام إليهما فقال لتأكلانه أو لأقتلنكما فقال لأحدهما وكان اسمه مرقمة كل فأبى فضربه فأبان رأسه فقال الآخر طاح مرقمه فقال الفزارى وأنت إن لم تلقمه أراد تلقمها فلما ترك الألف ألقى الفتحة على الميم كما قيل ويلم الحيرة وأى رجال به أى بها فعيرت فزارة بأكل الجردان فقال الكميت بن ثعلبة وهم ثلاثة هذا أقدمهم ثم كميت بن معروف ثم كميت بن زيد وكلهم من بنى أسد
( نشدتك يا فزار وأنت شيخ ... إذا خيرت تخطئ في الخيار )
( أصيحانية أدمت بسمن ... أحب إليك أم أير الحمار )
( بلى أير الحمار وخصيتاه ... أحب إلى فزارة من فرار )
والفرار من أولاد الضأن فقال بنو فزارة لكن منكم يا بنى هلال من قرى في حوضه فسقى إبله فلما رويت سلح فيه ومدره بخلا بفضلة مائه فقال فيكم الشاعر
( لقد جللت خزيا هلال بن عامر ... بنى عامر طرا بسلحة مادر )
( فأف لكم لا تذكروا الفخر بعدها ... بنى عامر أنتم شرار المعاشر )
فقضى أسد بن مدرك على الهلاليين
1136 - قولهم طارت بهم العنقاء
يقال ذلك للقوم إذا هلكوا فلم يبق منهم أحد والعنقاء اسم لا مسمى له قال أبو نواس
( وما خبزه إلا كعنقاء مغرب ... تصور في بسط الملوك وفي المثل )
وقلت
( ألا إنما آوى وعنقاء مغرب ... وعرس وإخوان الصفاء سواء )
1137 - ولهم طير الله لا طيرك
والطير التطير والطير أيضا القدر وجمع طائر
والمعنى هاهنا طير الله أوفق من طيرك أي قدره أوفق من تقديرك لنفسك قال الشاعر في نحوه
( تعلم أنه لا طير إلا ... على متطير وهو الثبور )
( بلى شيء يوافق بعض شىء ... أحايينا وباطله كثير )
ونحوه قول الشاعر
( فما عاجلات الطير يدنين للفتى ... رشادا ولا عن ريثهن مجيب )
( ورب أمور لا تضيرك ضيرة ... وللقلب في مخشاتهن وجيب )
( ولا خير فيمن لا يوطن نفسه ... على نائبات الدهر حين تنوب )
وزعم أبو عبيدة وحده أن الطير واحد وجمع فقال طير بمعنى طائر
1138 - قولهم طال الأبد على لبد
ويروى طال الأمد والأمد الغاية والأبد الدهر وقد ذكرنا أصل هذا المثل فيما تقدم
1139 - قولهم الطريف خفيف والتليد بليد
والمثل للقمان بن عاد وقد ذكرنا حديثه فيما تقدم ومعناه أن الذي تستجده من الأشياء أحب إليك من الذي طال لبثه معك وقريب منه قول الناس لكل جديد لذة وهو من قول الحطيئة
( لكل جديد لذة غير أننى ... وجدت جديد الموت غير لذيذ )
وقريب منه قول مسلم بن الوليد
( إنى كثرت عليه في زيارته ... والشيء مستثقل جدا إذا كثرا )
( قد رابنى منه أنى لا أزال أرى ... في عينه قصرا عنى إذا نظرا )
تفسير الأمثال المضروبة في المبالغة والتناهى الواقع فى أوائل أصولها الطاء
نذكر من ذلك ما يشكل وما لم يتقدم ذكره ونترك غيره
1140 - أطول من ظل الرمح
من قول ابن الطثرية
( ويوم كظل الرمح قصر طوله ... دم الزق عنا واصطفاق المزاهر )
ويقال للمفرط في الطول ظل نعامة وللمنكر الضخم ظل الشيطان فأما لطيم الشيطان فالملقو
1141 - أطول من طنب الخرقاء
1142 - ومن حبل الخرقاء
لأن الخرقاء لا تعرف مقادير الأطناب فتطولها
وأما قولهم إذا طلع السماك ذهبت العكاك وبرد ماء الحمقاء فمعناه أن الحمقاء لا تبرد الماء فإذا طلع السماك برد ماؤها وإن لم تبرده
1143 - أطول من الفلق
يعنون الصبح
1144 - أطول من السكاك
1145 - ومن اللوح
يعنون الهواء بين السماء والأرض
1146 - أطول ذماء من الضب
والذماء مابين الذبح إلى خروج النفس والضب يذبح فيبقى ليلته مذبوحا ثم يطرح في النار فيتحرك
1147 - وأطول ذماء من الأفعى
لأنها تذبح فتبقى أياما تتحرك
1148 - وأطول ذماء من الحية
لأنه ربما قطع الثلث منه فيعيش إن سلم من الذر
1149 - وأطول ذماء من الخنفساء
لأنها تشدخ فتمشى
1150 - وأطول من فراسخ دير كعب
من قول الشاعر
( ذهبت تماديا طولا وعرضا ... كأنك من فراسخ دير كعب )
1151 - وأطول صحبة من الفرقدين
من قول عمرو بن معد يكرب
( وكل أخ مفارقه أخوه ... لعمرو أبيك إلا الفرقدان )
1152 - وأطول صحبة من انبي شمام
وهما هضبتان قال الشاعر
( وكل أخ مفارقه أخوه ... لعمرو أبيك إلاابني شمام
1153 - وأطول صحبة من نخلتي حلوان
من قول مطيع بن إياس في جارية له باعها ثم تتبعتها نفسه فقال وهو بحلوان
( أسعداني يا نخلتي حلوان ... وابكيا لي من ريب هذا الزمان )
( واعلما ان ريبة لم يزل ... يفرق بين الحياة والحيوان )
( ولعمري لو ذقتما حرق الفرقة ... أبكاكما الذي أبكاني )
( أسعداني وأيقنا أن نحسا ... سوف يلقاكما فتفترقان )
( كم رمتني صروف هذي الليالي ... بفراق الأحباب والخلان )
( غير أني لم تلق نفسي كما لاقيت ... من فرقة ابنة الدهقان )
( وبرغمي أصبحت ليس تراها العين ... مني وأصبحت لا تراني )
وخرج المهدي متصيدا إلى حلوان ففتنته مغنية فقال
( أيا نخلتي حلوان بالشعب إنما ... أشذ كما عن نخل جوخي شقاكما )
( إذا نحن جاوزنا الثنية لم نزل ... على وجل من سيرنا أو نراكما )
فهم بقطعهما فقالت أعيذك بالله أن تكون على النحس الذي ذكره مطيع وأنشدته
( أسعداني وأيقنا أن نحسا ... سوف يلقاكما فتفترقان )
فكف عنهما ووكل بهما من يحفظهما وأنشدنا حسان بن إسحاق
( أيها العاذلان لا تعذلاني ... ودعاني من الملام دعاني )
( وإبكيا لي فإنني مستحق ... منكما بالبكاء أن تسعداني )
( إنني منكما بذلك أولى ... من مطيع بنخلتي حلوان )
( فهما تجهلان ما كان يشكو ... من جواه وأنتما تعلمان )
1154 - أطير من عقاب
لأنها تتغدى بالعراق وتتعشى باليمن
1155 - أطير من حبارى
لأنها تصاد بظهر البصرة فتوجد في حواصلها الحبة الخضراءغضة طرية وبينها وبين ذلك بلاد وبلاد
1156 - أطيش من فراشة
لأنها تلقى نفسها في النار
1157 - أطيش من ذباب
من قول الشاعر
( ولأنت أطيش حين تغدو سادرا ... رعش الجنان من القدوح الأقرح ) يعني الذباب
1158 - أطفس من العفر
وهو ذكر الخنازير
1159 - أطيب نشرا من الروضة
1160 - وأطيب نشرا من الصوار
والنشر الرائحة والصوار المسك
1161 - أطمع من قالب الصخرة
يذكر أنها صخرة كانت مكتوبا عليها إقلبني أنفعك فقلبها إنسان فوجد عليها رب طمع يهدي إلى طبع
فما زال يضربها بهامته تأسفا حتى مات
1162 - أطمع من أشعب
وهو أشعب بن جبير مولى عبد الله بن الزبير من أهل المدينة يكنى أبا العلاء ولد يوم قتل عثمان رضي الله عنه وبقي إلى أيام المهدي
ومن طمعه أنه كان يقول ما تناجى إثنان إلا وقع في قلبي أنهما يأمران لي بشيء وإن كان على جنازة وقع في قلبي أن الميت أوصى لي بشيء من ماله
وقدم على يزيد بن حاتم بمصر فرآه يسار بعض خدمه فانكب على يده يقبلها فقال مالك قال رأيتك تسار غلامك فعلمت أنك تأمر لي بشيء قال ما فعلت ولكني أفعل وأمر له بصلة
ورأى رجلا يعمل طبقا فقال أقم حروفه فلعل من يشتريه يحمل لي فيه شيئا
وقال لدلالة اطلبي لي إمرأة إن تجشأت عليها شبعت وإن أكلت رجل جرادة إتخمت
وجعل له جعل على أن يغني سالم بن عبد الله قال فدخلت عليه فغنيته
( دعون الهوى ثم إرتمين قلوبنا ... بأسهم أعداء وهن صديق )
فقال سالم مهلا مهلا فقال لا أسكت إلا بذلك السندي فقال هو لك فإسكت فأخذته وخرجت وقلت غنيته وطرب فأعطاني هذا السندي وإنما أعطانيه لأسكت وأخذت منهم الجعل
1163 - أطوع من ثواب
من قول الشاعر
( وكنت الدهر لست أطيع أنثى ... فصرت اليوم أطوع من ثواب )
وهو اسم كلب
الباب السابع عشر
فيما جاء من الأمثال في أوله ظاء
فهرسته الظلم مرتعه وخيم
ظهر بحاجته
ظمء حمار
فهرست الأمثال المضروبة في التناهي والمبالغة الواقع في أوائل أصولها الظاء
أظلم من حية
أظلم من حية الوادي
أظلم من أفعى
أظلم من ورل
أظلم من ذئب
أظلم من تمساح
أظلم من شيب
أظلم من حبارى
أظلم من فلحس
أظلم من صبي
أظلم من ليل
أظمأ من رمل
أظمأ من حوت
أظمأ من حجر
أظل من حجر
تفسير الباب السابع عشر 1164 - قولهم الظلم مرتعه وخيم
من قول الشاعر
( البغي يصرع أهله ... والظلم مرتعه وخيم )
وأصل الظلم وضع الشيء في غير موضعه ومن ثم قيل من أشبه أباه فما ظلم أي ما وضع الشيء في غير موضعه وقال ابن مقبل
( هرت الشقاشق ظلامون للجزر ... )
وظلمهم لها عرقبتهم إياها وإنما حقها النحر
والوخيم والوخم الثقيل الموبئ وخم وخامة ومنه التخمة والأصل وخمة فقلبت الواو تاء كما قيل تراث وهو من ورث وتهمة وهي من وهم
1165 - قولهم ظهر بحاجته
معناه جعلها خلف ظهره ولم يلتفت إليها ويقولون لا تجعل حاجتي
بظهر وفي القرآن الكريم ( وإتخذتموه وراءكم ظهريا ) ويقال في خلاف هذا اتخذت بعيري ظهريا أي استظهرت به ليوم حاجتي
والظهير المعين وظاهرته على الأمر أعنته وفي القرآن الكريم ( وكان الكافر على ربه ظهيرا ) أي على أولياء ربه معينا
1166 - قولهم ظمء حمار
يقولون لمن ولي عمره ولم يبق منه إلا القليل ما بقي منه إلآ ظمء حمار وأقصر الأظماء ظمء الحمار لأنه يرد في كل يوم مرة
تفسير الأمثال المضروبة في المبالغة والتناهي الواقع في أوائل أصولها الظاء
1167 - أظلم من حية
لأنها تجيء إلى جحر غيرها فتدخله وتغلب عليه
1168 - أظلم من أفعى
قال الراجز
( وأنت كالأفعى التي لا تحتفر ... وتغتدى سادرة فتحتجر )
1169 - أظلم من ورل
وذلك أنه مثل الحية إذا قصد جحرا أخلاه له أهله وهربوا منه لخشونة بدنه
1170 - أظلم من الذئب
وأصله أن أعرابيا ربى ذئبا فلما شب افترس سخلة له فقال الأعرابي
( فرست شويهتي وفجعت طفلا ... ونسوانا وأنت لهم ربيب )
( نشأت مع السخال وأنت طفل ... فما أدراك أن أباك ذيب )
( إذا كان الطباع طباع سوء ... فليس بمصلح طبعا أديب )
وقال آخر
( وأنت كذئب السوء ليس بآلف ... أبى الذئب إلا أن يخون ويظلما )
1171 - أظلم من التمساح
وقد مر حديثه
1172 - أظلم من الجلندي
قالوا هو المذكور في القرآن الكريم ( وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا )
1173 - أظلم من فلحس
وقد مر ذكره
1174 - أظلم من ليل
من الظلمة والمعنى أشد ظلمة وبعض النحويين لا يجيزه وقد أجازه بعضهم
1175 - وأظلم من ليل أيضا
من الظلم
1176 - أظمأ من حوت
يزعمون أنه لا يشرب الماء أبدا وقد ذكرناه ثم يقولون أروى من حوت ويعنون أنه لا يفارق الماء
الباب الثامن عشر
فيما جاء من الأمثال في أوله عين
فهرسته عند النوى يكذبك الصادق
عيل ما هو عائله
عرفتني نسأها الله
عير بجير بجره
العوان لا تعلم الخمرة
عنز إستتيست
عود يقلح
عود يعلم العنج
عبد صريخه أمة
العصا من العصية
العقوق ثكل من لم يثكل
العود أحمد
عودت كندة عادة فاصبر لها
عادة الشر شر من المغرم
عند الصباح يحمد القوم السرى
عارك بجد أو دع
عبد ملك عبدا
عند جفينة الخبر اليقين
على هذا دار القمقم
على الخبير سقطت
عاط بغير أنواط
عش ولا تغتر
عند النطاح يغلب الكبش الأجم
عمك خرجك
عرض سابري
عثرت على الغزل بأخرة فلم تدع بنجد قردة
عدوك إذ أنت ربع
عاد لحافرته
عادت لعترها لميس
عرف حميق جمله
العزيمة حزم والإحتلاط ضعف
عسى الغوير أبؤسا
عرض ثوب الملبس
عصا الجبان أطول علىأهلها دلت براقش
عير عاره وتده
عش رجبا تر عجبا
عبد وخلي في يديه
عثيثة تقرم جلدا أملسا
عدا القارص فحزر
العير أوقى لدمه
عركته بجنبي
العبد من لا عبد له
عن ظهرها تحل وقرا
عودي إلى مباركك
العنوق بعد النوق علقت دلوك دلوا أخرى
عصبه عصب السلمة
العاشية تهيج الآبية
عنيته تشفى الجرب
عقرى حلقى
عقده بأنشوطة
عوف يزنأ في البيت
علقت معالقها وصر الجندب
عطر وريح عمرو
عره بفقره
فهرست الأمثال المضروبة في المبالغة والتناهي الواقع في أوائل أصولها العين
أعز من بيض الأنوق
أعز من الأبلق العقوق
أعز من الغراب الأعصم
أعز من ابن الخصي
أعز من مخ البعوض
أعز من الكبريت الأحمر
أعز من عنقاء مغرب
أعز من الدرة اليتيمة
أعز من الترياق
أعز من قنوع
أعز من عقاب الجو
أعز من است النمر
أعز من أنف الأسد
أعز من كليب وائل
أعز من مروان القرظ
أعزمن الزباء
أعز من حليمة
أعز من أم قرفة
أعدى من فرس
أعدى من ظليم
أعدى من الجرب
أعدى من الأيم
أعدى من الذئب
أعتى من الريح
أعدى من الجرب
أعدى من الثؤباء
أعدى من الشنفرى
أعدى من سليك
أعق من الضب
أعق من ذئبة
أعق من ثعالة
أعطش من النقاقة
أعطش من الحوت
أعطش من النمل
أعطش من رمل
أعذب من ماء المفاصل
أعذب من ماء الحشرج
أعرض من الدهناء
أعجل من نعجة إلى حوض
أعجل من معجل أسعد
أعجل من كلب إلى ولوغه
النوق علقت دلوك دلوا أخرى
عصبه عصب السلمة
العاشية تهيج الآبية
عنيته تشفى الجرب
عقرى حلقى
عقده بأنشوطة
عوف يزنأ في البيت
علقت معالقها وصر الجندب
عطر وريح عمرو
عره بفقره
فهرست الأمثال المضروبة في المبالغة والتناهي الواقع في أوائل أصولها العين
أعز من بيض الأنوق
أعز من الأبلق العقوق
أعز من الغراب الأعصم
أعز من ابن الخصي
أعز من مخ البعوض
أعز من الكبريت الأحمر
أعز من عنقاء مغرب
أعز من الدرة اليتيمة
أعز من الترياق
أعز من قنوع
أعز من عقاب الجو
أعز من است النمر
أعز من أنف الأسد
أعز من كليب وائل
أعز من مروان القرظ
أعزمن الزباء
أعز من حليمة
أعز من أم قرفة
أعدى من فرس
أعدى من ظليم
أعدى من الحية
أعدى من الأيم
أعدى من الذئب
أعتى من الريح
أعدى من الجرب
أعدى من الثؤباء
أعدى من الشنفرى
أعدى من سليك
أعق من الضب
أعق من ذئبة
أعق من ثعالة
أعطش من النقاقة
أعطش من الحوت
أعطش من النمل
أعطش من رمل
أعذب من ماء المفاصل
أعذب من ماء الحشرج
أعرض من الدهناء
أعجل من نعجة إلى حوض
أعجل من معجل أسعد
أعجل من كلب إلى ولوغه
أعبث من قرد
أعيث من جعار
أعيث من ذئب
أعيث من عث
أعيا من باقل
أعيا من يد في رحم
أعرى من إصبع
أعرى من مغزل
أعرى من حية
أعرى من أيم
أعلق من قراد
أعلق من الحناء
أعطى من عقرب
أعقم من بغلة
أعقد من ذنب الضب
أعمق من البحر
أعدل من الميزان
أعظم في نفسه من مزيقياء
أعظم من نفسه من فلحس
أشد عصبية من الجحاف
أعزب رأيا من الحاقن
أعزب عقلا من صارب أعتق من البر
أعمر من قراد
أعمر من ضب
أعمر من حية
أعمر من لبد
أعمر من نسر
أعمر من نصر
أعمر من معاذ
أعرب من ابن الحمرة
أعلم من دغفل
أعلم من ابن تقن
أعلم من دعي
هو أعلم بمنبت القصيص
هو أعلم من أين يؤكل الكتف
هو أعلم بضب حرشه
هو أعلم بها أم من غص بها
أعجز ممن قتل الدخان
أعجزمن هلباجة
أعجز من مستطعم عنبا من الدفلى
تفسير الباب الثامن عشر 1177 - قولهم عند النوى يكذبك الصادق
قالوا يضرب مثلا للرجل يعرف بالصدق ثم يحتاج إلى الكذب وأصله أن رجلا كان عنده عبد لم يكذب قط فبايعه رجل ليكذبنه فبيت العبد عنده فأطعمه لحم حوار وسقاه لبنا حليبا في سقاء حازر فلما أصبحوا تحملوا وقال للعبد الحق بأهلك فلما توارى عنهم نزلوا فأتى العبد سيده فقال أطعموني لحما لا غثا ولا سمينا وسقوني لبنا لا محضا ولا حقينا وتركتهم قد ظعنوا فاستقلوا ولم أدر ساروا بعد أو حلوا وعند النوى يكذبك الصادق فأخذ مولاه الخطر
ومثل هذا حديث الغضبان بن القبعثري وذكر للحجاج أنه لم يكذب قط فأخذه وحبسه ثم دعا به يوما فقال والله ليكذبن اليوم وقال له سمنت يا غضبان فقال القيد والرتعة والخفض والدعة وقلة التعتعة ومن يكن ضيف الأمير يسمن قال أتحبني قال أوفرق خير من حب قال لأحملنك على الأدهم قال مثل الأمير من حمل على الأدهم والكميت والأشقر قال إنه من حديد قال لأن يكون حديدا خير من أن يكون بليدا النوى وجهة القوم يقال نويت أي قصدت والحازر من
اللبن الشديد الحموضة والنوى أيضا الدار ومنه قولهم نوت نواه أي بعدت داره والنوى النية والنوى البعد أيضا يذكر ويؤنث
1178 - قولهم عيل ما هو عائله
قال أبو بكر بن دريد معناه تعلت عليه أموره وغلبته ومنه قيل عيل صبره أي غلب والعول في غير هذا الموضع الجور ومنه قوله تعالى ( ذلك أدنى ألا تعولوا ) والعول الثقل أيضا عاله يعوله إذا أثقله ومنه قولهم عول علي في كذا أي حملني ثقله والعول الزيادة في قولهم عالت الفريضة عولا والعول مصدر عال عياله عولا وأما العيلة فالفقر عال يعيل فهو عائل إذا افتقر وفي القرآن ( ووجدك عائلا فأغنى ) وعال يعيل أيضا إذا تبختر في مشيته قال أوس عيال بآصال وعيل ما هو عائله تعجب ومجراه مجرى قولهم قاتله الله
ما أفضحه وما أشجعه أراد الدعاء عليه فدعا على الفعل وقال أبو عبيدة عيل ما عاله معناه أهلك هلاكه
1179 - قولهم عرفتني نسأها الله
يضرب مثلا للرجل يراه الرجل وهو يكره رؤيته إياه ونسأها الله أخرها وأبعدها قال ابن زغبة
( إذا إنتسأوا فوت الرماح أتتهم ... عوائر نبل كالجراد تطيرها )
معناه إذا تباعدوا ويقال قعد منتسئا أي متباعد وقوله نسأها الله دعاء عليها وليس كقولهم نسأ الله في أجلك وأنسأ الله أجلك
وزعموا أن المثل لبيهس وكان يلقب نعامة لطول رجليه فرأته إمرأة ليلا في موضع لم يشته بيهس أن يعرف فيه فقالت نعامة فقال بيهس عرفتني نسأها الله وقيل إن أصله أن رجلا في الجاهلية كانت له فرس تعجبه وقد ألفته وألفها فبعثه قومه طليعة فمر بروضة أعجبته فنزل وخلع لجامها وخلى عنها ترعى فطلع عليه العدو فأخذوه وطلبوا الفرس فسبقتهم ولم يقدروا عليها فتعجبوا من جودتها فقالوا له ادعها حتى نأخذها وأنت آمن فدعاها فجاءت فقال عرفتني نسأها الله وإذا كان أصل المثل هذا فهو دعاء لها أي أخر الله أجلها
1180 - قولهم عير بجير بجرة نسي بجير خبره
يضرب مثلا للرجل يعير صاحبه بما هو فيه وبجير تصغير أبجر مرخما والأبجر الذي نتأ بطنه وقد بجر بجرا وبجرة وبجرة لقب لرجل أبجر فعيره بجير نتوء بطنه فقيل له ذلك ومنه أخذ المتوكل الليثي قوله
( لا تنه عن خلق وتأتي مثله ... عار عليك إذا فعلت عظيم )
معناه لا تجمع بينهما كما تقول لا تأكل السمك وتشرب اللبن قال الشاعر
( فإن عبت قوما بالذي فيك مثله ... فكيف يعيب الصلع من هو أصلع )
وأخبرنا أبو أحمد عن ابن دريد عن أبي حاتم عن أبي عبيدة قال كان عمر يقول كفى بك عيبا أن يبدو لك من أخيك ما يخفى عليك من نفسك أو تؤذي جليسا بما فيك مثله
1181 - قولهم العوان لا تعلم الخمرة
يضرب مثلا للعالم بالأمر المجرب له والعوان الثيب وقيل العوان
بنت الثلاثين وقد عونت تعوينا والخمرة مثل الجلسة والقعدة أي هي عالمة بالاختمار ولا حاجة بها إلى تعلمه
1182 - قولهم عنز استتيست
يضرب مثلا للرجل المهين يصير نبيلا أي كان عنزا فصار تيسا ومثله قول الشاعر
( أعجبت أن ركب ابن حزم بغلة ... فركوبه ظهر المنابر أعجب )
( جعل ابن حزم حاجبين لبابه ... سبحان من جعل ابن حزم يحجب )
وقول الآخر
( أتذكر إذ قميصك جلد تيس ... وإذ نعلاك من جلد البعير )
( فسبحان الذي أعطاك ملكا ... وعلمك الجلوس على السرير )
وأنشدنا أبو أحمد عن عبد الرحمن بن برزة عن أبن أبي طاهر عن ابن أبي العتاهية في الخلنجي القاضي
( أبكي وأندب بهجة الإسلام ... إذ صرت تجلس مجلس الحكام )
( إن الحوادث ما علمت كثيرة ... وأراك بعض حوادث الأيام )
1183 - قولهم عود يقلح
1184 - وقولهم عود يعلم العنج
يضرب ذلك مثلا للمسن يؤدب والقلح صفرة تركب الأسنان
يعنى أنه يحسن وينقى والتقليح نزع القلح من الأسنان قلحته إذا نزعت قلحه كما تقول قردته إذا نزعت القراد عنه والعنج من قولهم عنجت البعير أعنجه عنجا إذا رددت رأسه إليك بالزمام لتعطفه والعود الناقة المسنة وقد عودت تعويدا وفي معنى المثل قولهم
( وتروض عرسك بعد ما هرمت ... ومن العناء رياضة الهرم )
وقول الأعرابية
( أنشأ يمزق أثوابي يؤدبني ... ابعد خمسين عندي تبتغي أدبا )
1185 - قولهم عبد صريخة أمة
يضرب مثلا للذليل يستعين بمثله والصريخ المغيث والمستغيث جميعا والمستصرخ المستغيث والمصرخ المغيث يقال له صريخ أي مغيث وفي القرآن ( فلا صريخ لهم ) أي لا مغيث لهم وإنما سمي كل واحد منهما المغيث والمستغيث صريخا لأن كل واحد منها يصرخ بصاحبه هذا بالدعاء وذلك بالإجابة
1186 - قولهم العصا من العصية
يضرب مثلا في تشبيه الرجل بأبيه وأصل المثل العصية من العصا
فقلب إلا أن يراد أن الشيء الجليل يكون في بدئه صغيرا كما قيل القرم من الأفيل والقرم الفحل من الإبل والأفيل الصغير منها والجمع الإفال وأصل المثل أن فلحسا كان سيدا عزيزا يسأل سهما في الجيش وهو في بيته فيعطاه ثم يسأل لبعيره على ما ذكرناه قبل ثم نشأ له ابن يقال له زاهر سلك سبيله في ذلك فقيل له العصا من العصية أي أنت من أبيك
1187 - قولهم العقوق ثكل من لم يثكل
وذلك أن الوالد إذا فقد بر الولد فكأنه قد ثكله والفرس تقول سواء الموت والغيبة وقلت
( إذا ما استمر على هجره ... فخل التفكر في أمره )
( هب الموت عاجله بغتة ... وغيبه القبر في قعره )
( فسيان من غاب عن أهله ... ومن سكن الترب في قبره )
( سبيل الجميع إلى فرقة ... فإن أنت لم تدره فادره )
( وحلو الحياة إلى مرها ... وصفو المعاش إلى كدره )
1188 - قولهم العود أحمد
وهو في أعجاز أبيات لا اعرف أيها أسبق فمنها قول الشاعر
( فإن كان منى ما كرهت فإنني ... أعود لما تهوين والعود أحمد )
وقول الآخر
( جزينا بني شيبان قدما بفعلهم ... وعدنا بمثل البدء والعود أحمد )
وقول الآخر
( وأحسن عمرو في الذي كان بيننا ... فإن عاد بالإحسان فالعود أحمد )
ثم قال ابن المعتز
( خليلي قد طاب الشراب المبرد ... وقد عدت بعد النسك والعود أحمد )
1189 - قولهم عند الصباح يحمد القوم السرى
وهو في شعر للجميح يقول فيه
( تسألني عن بعلها أي فتى ... خب جبان فإذا جاع بكى )
( لا حطب القوم ولا القوم سقى ... ولا ركاب القوم إذ ضاعت بغى )
( ولا يوارى فرجه إذا إصطلى ... ويأكل التمر ولايلقى النوى )
( كأنه غرارة ملأى حتى ... لما رأى الرمل وقيزان الغضى )
( بكى وقال هل ترون ما أرى ... أليس للسير الطويل منقضى )
( قلت أعزى صاحبي ألا بلى ... عند الصباح يحمد القوم السرى )
( وتنقضي عنهم غيابات الكرى ... )
وهو مثل يضرب لما ينال بالمشقة ويوصل إليه بالتعب
1190 - قولهم عودت كندة عادة فاصبر لها
1191 - وقولهم عادة السوء شر من المغرم
وبعد المصراع الأول
( اغفر لجاهلها ورو سجالها ... )
يقول إنك قد عودتها عادة من البر فاصبر لها وأدمها فإنك إن نزعتها أفسدت ما سلف منها وقد قيل
( وشديد عادة منتزعه ... )
وقالت الأوائل العادة طبع ثان فإزالتها كإزالته وقريب منه قول الشاعر
( ولقد ضربنا في البلاد فلم نجد ... خلقا سواك إلى المكارم ينسب )
( فاصبر لعادتنا التي عودتنا ... أو لا فأرشدنا إلى من نذهب )
وقالوا عادة السواء شر من المغرم ومعناه أنك إذا عودت الرجل الشيء ثم منعته إياه صعب عليه ذلك كما يصعب المغرم إذا كثر
1192 - قولهم عارك بجد أو دع
قد مضى الكلام في هذا المثل في الباب الأول وغيره
1193 - قولهم عبد ملك عبدا
يضرب مثلا للشي يملكه من ليس له بأهل فيعيث فيه
1194 - قولهم عند جفينة الخبر اليقين
يضرب مثلا لمعرفة الخبر والسؤال عنه أخبرنا أبو أحمد عن أبي بكر بن دريد عن أبي حاتم عن أبي عبيدة قال كان أصل هذا المثل أن بطنا من قضاعة يقال لهم بنو سلامان بن سعد بن زيد بن الحاف بن قضاعة كانوا حلفاء لبني صرمة من بني مرة بن عوف وكانوا نزولا فيهم وكان بطن من جهينة آخر يقال لهم بنو حميس بن عامر وهم الحرقة حلفاء لبني سهم ابن مرة وكانوا نزولا فيهم وكان في بني صرمة يهودي تاجر من أهل تيماء يقال له جفينة بن أبي حمل وكان في بنى سهم بن مرة يهودى آخر يقال له عمير بن حنى وكانا تاجرين في الخمر وكان أهل بيت من بني عبد الله بن غطفان يقال لهم بنو جوشن جيرانا لبني صرمة وكان يتشاءم بهم ففقد منهم رجل يقال له حصين وكان أخوه يسأل عنه الناس فشرب يوما في بيت عمير بن حنى فقال عمير
( يسائل عن حصين كل ركب ... وعند جفينة الخبر اليقين )
فحفظ أخوه ذلك فأتاه من الغد فقال نشدتك بدينك هل تعلم من أخي خبرا فقال لا ثم قال
( لعمرك ما ضلت ضلال ابن جوشن ... حصاة بليل ألقيت وسط جندل )
فتركه فلما أمسى جاء فقتله وقال
( طعنت وقد كان الظلام يجننى ... عمير بن حنى في جوار بني سهم )
فقيل لحصين بن حمام وهو من بني سهم قد قتل جارك فقال من قتله قيل ابن جوشن جار لبني صرمة قال فإن لهم جارا يهوديا فاقتلوه فأتوا إلى أبي حمل فقتلوه فعمدت بنو صرمة إلى ثلاثة نفر من بني حميس بن عامر فقتلوهم فقال لهم حصين اقتلوا ثلاثة من جيرانهم السلاميين ففعلوا فقال لهم حصين قتلنا من جيرانكم مثل ما قتلتم من جيراننا فمروا جيراننا وجيرانكم فليرحلوا عنا فأبوا فاقتتلوا فأعانت ثعلبة بن سعد بني صرمة على بني سهم وكانت راية بني فزارة مع بني صرمة وذلك يوم دارة موضوع فقال الحصين بن الحمام في ذلك
( أيا أخوينا من أبينا وأمنا ... ذروا موليينا من قضاعة يذهبا )
1195 - قولهم على هذا دار القمقم
أي إلى هذا صار معنى الخبر وأصله حيلة كان يعملها العرافون والكهان إذا سرق شيء جاءوا بقمقم واحتالوا له حتى دار وهو ضرب
من السحر لاحقيقة له ونحوه قول النبي ( حولها ندندن )
1196 - قولهم على الخبير سقطت
يقول إنك سألت عن الأمر الخبير به والخبير العالم والخبر العلم والخبرة التجربة لأن العلم يقع معها وفي القرآن ( ولا ينبئك مثل خبير ) وقوله تعالى ( فاسأل به خبيرا ) والسقوط هاهنا بمعنى المصادفة ومثله قولهم سقط العشاء به على سرحان أي صادف به السرحان
1197 - قولهم عاط بغير أنواط
يضرب مثلا لإدعاء الرجل ما لا يحسنه والعاطي المتناول عطوته أعطوه تناولته والأنواط المعاليق واحدها نوط يقول يتناول وليس له ما يتناول به ونطت الشيء بالشيء علقته عليه
1198 - قولهم عش ولا تغتر
يضرب مثلا للاحتياط والأخذ بالثقة في الأمور وأصله أن رجلا أراد
أن يفوز بإبله عند الليل وهو في عشب فترك أن يعشيها منه واتكل على عشب ظن أنه يجده في طريقه فقيل له عشها من هذا الحاضر ولا تغتر بالغائب فلعله يفوتك وجاء رجل إلى ابن عباس فقال كما لا تنفع مع الشرك حسنة فكذلك لا يضر مع الإيمان ذنب فقال له ابن عباس عش ولا تغتر أي لا تغتر بهذه الشبهة واعمل فإن الإيمان قول وعمل
ومن أمثالهم في الاحتياط قولهم حفظ ما في الوعاء شد الوكاء وقال رسول الله إعقلها وتوكل والوكاء الخيط الذي يشد به رأس القربة والجراب
1199 - قولهم عند النطاح يغلب الكبش الأجم
يضرب مثلا للرجل يمارس الأمور بغير عدة فيخيب والأجم الذي لا قرن له وقد ذكرناه
1200 - قولهم عمك خرجك
يقال ذلك للمتكل على غيره وأصله أن رجلا أراد السفر مع عمه فقال لأهله اتخذوا لي طعاما واجعلوه في خرج أصيب منه إذا احتجت إليه فقالوا له عمك خرجك أي اتكل عليه في مطعمك وجمع الخرج خرجة كما يقال دب ودببة وأخراج كما تقول قفل وأقفال
1201 - قولهم عرض سابري
أي عرض ليس بالمحكم والسابري جنس من الثياب رقيق ينسب إلى سابور يراد أنه يعرض عرضا ضعيفا لأن الرقيق من الثياب ليس كصفيقها في القوة
1202 - قولهم افعل ذلك على ما خيلت
أي على ما أردت وأوهمت والتأنيث على معنى الخلة والخصلة أو الخال وأصله في السحاب يخيل أنها ماطرة والخال السحاب إذا كان كذلك وتخيلت فيه خيرا وغيره توهمته
1203 - قولهم عثرت على الغزل بأخرة فلم تدع بنجد قردة
يضرب مثلا في التفريط مع الإمكان ثم الطلب مع الفوت وأصله في المرأة تدع الغزل وهي تجد ما تغزله من قطن وكتان وغيره حتى إذا فاتها ذلك تتبعت القرد في القمامات فتلتقطه وتغزله والقرد ما تمعط عن الإبل والغنم من الصوف والوبر والشعر من غير جز الواحدة قردة والخاء من أخرة مفتوحة أي أخيرا وبعته بأخرة مكسورة الخاء أي بتأخير وهذا مثل قول العامة نعوذ بالله من الكسلان إذا نشط
1204 - قولهم عدوك إذ أنت ربع
يضرب مثلا للرجل يؤمر بالاجتهاد في الأمر وأصله أن رجلا سابق بجملة فقال له عدوك إذ أنت ربع أي أعد كما كنت تعدو في شبابك ونحوه قول جرير
( تكلفني معيشة آل زيد ... ومن لي بالمرقق والصناب )
( وقالت لا تضم كضم زيد ... وما ضمي وليس معي شبابي )
والربع ما ينتج في الربيع وقد ذكرناه هكذا قالوا في معنى المثل والصحيح أن معناه عد إلى ما تعودته قديما
1205 - قولهم عاد في حافرته
وقد ذكرناه في الباب العاشر عند قولنا رجع على قرواه
1206 - قولهم عادت لعترها لميس
يضرب مثلا لمن يرجع إلى خلق كان قد تركه والعتر الأصل
ولميس اسم إمرأة وقالوا العتر لغة في العطر والعتر أيضا العويد الذي في نصاب المسحاة يعتمد عليه العامل بها ومن ثم سمي أقارب الرجل عترته لأن معتمده عليهم والعتر أيضا ذبيحة كانوا يذبحونها في الجاهلية لأصنامهم والعتر بالفتح ذبحها
1207 - قولهم عرف حميق جمله
يضرب مثلا للرجل يأنس بالرجل حتى يجترئ عليه وحميق اسم رجل
1208 - قولهم العزيمة حزم
والعزم القطع على الأمر بعد الروية فيه ولهذا لا يوصف الله عز و جل بالعزم كما لا يوصف بالروية يقول إذا رأيت صوابا فلا تتردد فيه ولكن امض عليه فإن ذلك هو الحزم قال الشاعر
( إذا كنت ذا رأي فكن ذا عزيمة ... فإن فساد الرأي أن تترددا )
ونحو هذا قول زهير
( وأراك تفري ما خلقت وبعض ... القوم يخلق ثم لا يفرى )
1209 - قولهم عسى الغوير أبؤسا
قال بعضهم يضرب مثلا للرجل يخبر بالشر فيتهم به والغوير تصغير
غار وقيل عسى في هذا الموضع يعمل عمل كان والصحيح أنه على إضمار أن أي عسى الغوير أن يكون أبؤسا وأصله أن قوما حذروا عدوا لهم فاستكنوا منه في غار فقال بعضهم عسى الغوير أبؤسا يقول لعل البلاء يجيء من قبل الغار فكان كذلك احتال العدو حتى دخل عليهم من وهي كان في قفا الغار فأسروهم وقال آخرون المثل لعمر بن الخطاب رضي الله عنه وأصله أن رجلا وجد غلاما منبوذا فقال له عمر عسى الغوير أبؤسا أي عسى أنك صاحبه فشهد له بالصلاح والستر فقال ربه فيكون ولاؤه لك والأبؤس جمع بأس مثل فلس وأفلس وكلب وأكلب والصحيح أن عمر تمثل به والمثل قديم
1210 - قولهم عرض ثوب الملبس
يضرب مثلا للرجل يبعد في الانتساب وهو مثل قولهم أعرضت القرفة وقد ذكرناه في الباب الأول
1211 - قولهم عصا الجبان أطول
وذلك أن الجبان يرى أن طول العصا أرهب لعدوه وأبعد له من أذاه إذا قاومه يضرب مثلا لمن يرهب ويهدد وليس عنده نكير ولما كان يوم اليمامة رأى خالد بن الوليد أهلها خرجوا إلى المسلمين وقد جردوا سيوفهم
قبل الدنو منهم فقال لأصحابه أبشروا فإن إبراز السلاح قبل اللقاء فشل فسمعها مجاعة بن مرارة الحنفي وكان موثقا عنده فقال كلا أيها الأمير ولكنها الهندوانية وهذه غداة باردة فخشوا تحطمها فأبرزوها للشمس لتلين متونها فلما تدانى القوم قالوا إنا نعتذر إليك يا خالد وذكروا مثل كلام مجاعة ثم قاتلوا قتالا شديدا لم ير مثله
1212 - قولهم على أهلها دلت براقش
يضرب مثلا للرجل يرجع إصلاحه بإفساد وبراقش اسم كلبة نبحت جيشا كانوا قصدوا أهلها فخفي عليهم مكانهم فلما نبحتهم عرفوهم فعطفوا عليهم فاجتاحوهم فقالت العرب أشأم من براقش وأصل هذه الكلمة من النقش يقال برقشت الثوب إذا نقشته وأبو براقش طائر يتلون في اليوم ألوانا فيقال للرجل الكثير التلون أبو براقش قال الشاعر
( إن يغدروا أو يفجروا ... أو يبخلوا لم يحفلوا )
( وغدوا عليك مرجلين ... كأنهم لم يفعلوا )
( كأبي براقش كل يوم ... لونه يتخيل )
1213 - قولهم عير عاره وتده
وهو في معنى المثل الأول يقال أهلكه وتده وذهب به والحمار إذا
شد حبله في وتد كان أحرى أن يكون محفوظا فأتى هذا العير الإضاعة من قبل وتده ولا أعرف ما قصته ويقال ما أدري أي الجراد عاره أي أهلكه وقلت في معنى المثل
( وأوجه مثل مصابيح الدجى ... لو شرب السم عليها ما لفظ )
( أهديتها بعد النعيم للبلى ... فيالها موعظة لو اتعظ )
( أضعتها حين أردت حفظها ... وكم أضاع المرء من حيث حفظ )
ويضرب مثلا للجاني على نفسه ببعض أهله
1214 - عش رجبا تر عجبا
يضرب مثلا في تحول الدهر وتقلبه وإتيان كل يوم بما يتعجب منه ومثله قولهم يريك يوم برأيه أي يظهر لك ما لم تره قبله وفي عجز بيت
( كل من عاش يرى ما لم يره ... )
وقال طفيل الغنوي
( نبئت أن أبا شتيم يدعى ... مهما تعش تسمع بما لم تسمع )
ورخيا يجوز أن يكون من التراخي وهو البعد أي عش طويلا
ويجوز أن يكون من رخاء العيش أي عش في رخاء تتمكن معه من تخبر الأخبار وتعرفها لأن الشقي شغله بنفسه
1215 - قولهم عبد وخلي في يديه
يضرب مثلا للرجل اللئيم يفوض إليه الأمر فيعيث فيه وذكر أن نصيبا مدح بعض الأمويين مدحا أعجبه فأمر بإدخاله بيت المال ليأخذ ما يريد فأدخل فأخذ شيئا قليلا فقيل له في ذلك فقال خشيت أن يصدق في المثل فيقال عبد وخلي في يديه فزاد إعجابه به وأمر له بمال عظيم وخلي تصغير خلي وهو في النبات الرطب ويقولون في أمثالهم عبد أرسل في سومه وعبد أرسل في يديه وذلك إذا وثقت به ففوضت إليه فأساء وأفسد وروى وخلي في يديه والأول رواية المبرد
1216 - قولهم عثيثة تقرم جلدا أملسا
يضرب مثلا للرجل المهين يقع في الرجل الشريف وتمثل به الأحنف أخبرنا أبو أحمد عن ابن الأنباري عن ثعلب عن ابن الأعرابي قال ذكر الأحنف بن قيس عند حارثة بن بدر العداني فطعن عليه فاتصل بالأحنف فقال عثيثة تقرم جلدا أملسا قال الشيخ رحمة الله عليه العثيثة
تصغير عثة وهي دابة صغيرة تقع في الجلد فتفسده والقرم الحز ومثله قول علي بن الجهم
( بلاء ليس يشبهه بلاء ... عداوة غير ذي حسب ودين )
( يبيحك منه عرضا لم يصنه ... ويرتع منك في عرض مصون )
1217 - قولهم عدا القارص فحرز
يضرب مثلا للأمر يشتد حتى يبلغ أقصى الشدة وهو مثل قولهم بلغ الحزام الطبيين والقارص من اللبن الذي يحذى اللسان والحازر المتناهي في الحموضة
1218 - قولهم العير أوقى لدمه
يراد أنه أشد إبقاء على نفسه من غيره والعير الحمار الذكر والفرس تقول في قريب من هذا المثل المجنون أعرف بشأن نفسه من العاقل بشئون الناس وقريب من هذا قول الشاعر
( وكل إمرئ في عيشه ثاقب العقل ... ) 1219 عركته بجنبي
يقال عركت كلامه بجنبي إذا تحملته وأغضيت عليه قال الشاعر ومظلمة منه بجنبي عركتها ... )
ومثله طويت عليه كشحى وغمضت عليه عيني قال كثير
( ومن لا يغمض عينه عن صديقه ... وعن بعض ما فيه يمت وهو عاتب )
( ومن يتتبع جاهدا كل عثرة ... يجدها ولا يسلم له الدهر صاحب )
1220 - العبد من لا عبد له
يراد أن من لم يكن له عبد يكفيه أموره امتهن نفسه والمهنة إنما تكون للعبد
1221 - قولهم عن ظهرها تحل وقرا
يضرب مثلا للرجل يسعى في مصلحة نفسه والوقر الثقل وفي القرآن ( فالحاملات وقرا ) والوقر بالفتح الثقل في الأذن وفي القرآن العظيم ( وفي آذانهم وقر )
1222 - قولهم العنوق بعد النوق
قال الأصمعي يراد به الأمر الصغير بعد العظيم قال الشيخ رحمه الله والصحيح أن معناه أبعد الحال الجليلة صغر أمركم وهو مثل قولهم الحور
بعد الكور وكذلك يقال أبعد النوق العنوق فإذا أرادوا خلاف ذلك قالوا أبعد العنوق النوق
1223 - قولهم عودى إلى مباركك
يعني ارجعي إلى أمرك الأول أخبرنا أبو أحمد وأبو القاسم بن شيران الفقيه قالا حدثنا الجوهري عن أبي زيد عن رجل عن سلمة عن عبد الرحمن بن عبد الله عن أبيه قال قال أبو سفيان لما بويع عثمان رضي الله عنه كان هذا الأمر في تيم وأتى لتيم هذا الأمر ثم صار إلى عدي فأبعد وأبعد ثم رجعت الإبل إلى مباركها فاستقر الأمر قراره فتلقفوه تلقف الكرة
1224 - قولهم عصبه عصب السلمة
قد ذكرناه في الباب الأول
1225 - العاشية تهيج الآبية
والمثل ليزيد بن رويم وأصله أن سليك بن سلكة خرج للغارة فمر ببيت يزيد بن رويم وهو منفرد عن الحي فدخله من ورائه فتمكن فيه وأراح ابن يزيد إبله فقال له يزيد هلا عشيتها ساعة من الليل فقال
إنها أبت العشاء فقال يزيد العاشية تهيج الآبية يعني أن التي تأبى منها الرعي إذا رأت ما ترعى رعت معه وهو قريب من قولهم تطعم تطعم فنفض يزيد ثوبه في وجهها فرجعت إلى مرتعها ومضى في أثرها وتبعه سليك حتى إذا جلس بحذائها ضربه سليك ضربة أبانت رأسه واطردها وقال
( وعاشية زج بطان ذعرتها ... بصوت قتيل وسطها يتسيف )
( كأن عليه لون برد محبر ... إذا ما أتاه صارخ متلهف )
( فبات لها أهل خلاء فناؤهم ... ومرت بهم طير فلم يتعيفوا )
( وباتوا يظنون الظنون وصحبتي ... إذا ما علوا نشزا أهلوا وأوجفوا )
( وما نلتها حتى تصعلكت حقبة ... وكدت لأسباب المنية أعرف )
( وحتى رأيت الجوع بالصيف ضرني ... إذا قمت يغشاني الظلام فأسدف )
1226 - قولهم عنيته تشفى الجرب
يضرب مثلا للرجل يستشفى برأيه وعقله والعنية قظران وأخلاط تجمع وتهنأ بها الإبل الجربى فتشتفي بها
1227 - قولهم عقرا حلقا
ويروى عقرى حلقى الألف فيهما ألف التأنيث وهما إسمان لداءين وقيل بل عقرا معناه اصابها عقر في يديها وحلقا أصابها
وجع في حلقها من قولهم حلقت الرجل إذا أصبت حلقه فأوجعته كأنهم أرادوا حلقت حلقا وعقرت عقرا على مذهب الدعاء عليها
ويقال عقرا وحلقا عند الأمر يتعجب منه وهو على مذهب قولهم قاتله الله ما أعلمه ولعنه الله ما أشجعه
1228 - قولهم عقده بأنشوطة
أي عقده عقدا غير محكم وذلك أن الأنشوطة يسهل حلها يقال نشطته تنشيطا إذا عقدته بأنشوطة وأنشطته إنشاطا إذا حللته فإذا عقده عقدا محكما قيل أرب عقده وهو مؤرب ومنه يقال إستأرب غضبه إذا إستحكم وإشتد
1229 - قولهم عوف يزنأ في البيت
هو عوف الأصم ويزنأ يضيق عليه قال الشاعر
( يا رب إن الحارث بن جبلة ... زنا على أبيه ثم قتله )
التزنية التضييق والحبس وفي الحديث لا يصل أحدكم وهو زناء أي مضيق عليه من البول مدافع له
ومن حديثه أن جارية من خثعم أبصرت بعكاظ جارية بن سليط بن الحارث بن يربوع بن حنظلة ابن مالك فأعجبها حسنه وهيئته فتلطفت حتى وقع عليها ثم قالت له إنك أتيتني على طهر ولعلي أعلق منك ولدا فموعدك فصاله تعنى فطامه فوافى عكاظ بعد ثلاث سنين فوجدها قد ولدت غلاما وكانت أمها تلومها فيما أتت من الزنى فلما رأته معها قالت بمثل جارية فلتزن الزانية سرا أو علانية ودفعت الغلام إليه فسماه عوفا فكبر وساد قومه ثم صار بين بني مالك بن حنظلة وبين بني يربوع مخاتلة فقالوا أدخلوا عوفا البيت لا يفسد عليكم فظفر بنو مالك فنادى مناد أين عوف فقالت إمرأة عوف يزنأ في البيت فسمعها عوف فخرج وضرب خطم فرس الرئيس بالسيف وهي مربوطة فقطع الرسن وجال في الناس فجعلوا يقولون جه جوه جه جوه فقال متمم بن نويرة
( وفي يوم جه جوه حبسنا دماءنا ... بعقر الصفايا والجواد المربب )
يقال هجهجت بالسبع وجهجهت به إذا زجرته فقلت هيج هيج قال ذو الرمة
( تنجو إذا قال حاديها لها هيج ... )
فإذا حكوا ضاعفوا فقالوا هجهج كما يقولون ولولت المرأة إذا أكثرت من قولها الويل وأما الجهجهة من صياح الأبطال في الحرب يقال جهجهوا فحملوا
1230 - قولهم علقت معالقها وصر الجندب
يضرب مثلا للشيء يثبت ويتأكد أمره وللرجل يجب حقه ويلزم ذمامه قالوا وأصله أن رجلا من العرب خطب إلى قوم فتاة لهم وكانت سوداء دميمة فأجلسوا مكانها إمرأة جميلة فأعجبته فتزوجها فلما أدخلت عليه رأى قبحا ودمامة وسوادا فقال ويلك من أنت قالت زوجتك فلانة بنت فلان قال ما أنت بالتي رأيت قالت علقت معالقها وصر الجندب قال الحقي بأهلك فأنت طالق
1231 - قولهم عطر وريح عمرو يضرب مثلا في اجتماع نوعين من المحبوب في حال لا ينتفع معها بهما
وأصله فيما روى بعض العلماء أن عمرا ذا الكلب الهذلي كان عشيقا لأم جليحة إمرأة من قيس فأتاها ليلة فنذر به قومها فهرب واتبعوه فمر حتى رفعت له نار فأتاها فوجد عندها رجلا فسأله طعاما فدفع إليه ثمرات
فقال ثمرات تتبعها عبرات من نساء خفرات ومضى فدخل غارا وجاء القوم يقصون أثره حتى أتوا الغار فقالوا اخرج إلينا قال فلم دخلته إذن فقالوا لغلام لهم أدخل فاقتله وأنت حر فقال عمرو للغلام ويحك وما ينفعك أن تعتق بعد أن تموت فدخل فقتله عمرو وقال معي أربعة أسهم كأنياب أم جليحة هي لأربعة منكم فقتل أربعة منهم ثم نقبوا عليه من وراء الغار فقتلوه وأتوا بثيابه أم جليحة فوقعت عليها تصرخ وتقول عطر وريح عمرو ثم قالت والله لئن قتلتموه لما وجدتم عانته وافية ولا حجزته جافية ولرب ضب منكم قد أحترشه وثدي قد افترشته ومال قد إفترشته وأنشأت تقول
( كل إمرئ بطوال العيش مكذوب ... وكل من غالب الأيام مغلوب )
( وكل حي وإن طالت سلامتهم ... يوما طريقهم للشر دعبوب )
( أبلغ هذيلا وأبلغ من يبلغها ... عني رسولا وبعض القول تكذيب )
( بأن ذا الكلب عمرا خيرهم نسبا ... ببطن بطنان يعوى حوله الذيب )
( التارك القرن تحت النقع منجدلا ... كأنه من دم الأجواف مخضوب )
( والطاعن الطعنة النجلاء يتبعها ... مثعنجر من نجيع الجوف أسكوب )
( والمخرج الكاعب الحسناء مذعنة ... في السبى ينفح من أردانها الطيب )
( تمشي النسور إليه وهي لاهية ... مشى العذارى عليهن الجلالبيب )
( فلن تروا مثل عمرو ما مشت قدم ... وما إستحنت إلى أعطانها النيب )
1232 - قولهم عره بفقره
قالوا يضرب مثلا للرجل يشكو الفقر إلى البخيل وأنشدوا في معناه
( متى ألق مثغورا على سوء ثغره ... أضع فوق ما أبقى الرياحي مبردا )
هكذا قرأته على أبي أحمد والمثغور المكسور الثغر ورواه غيره عر فقره بفيه لعله يلهيه يضرب مثلا للفقير الذي ينفق عليه وهو يتمادى في الشر
1233 - قولهم عنز بها كل داء
يضرب مثلا للكثير العيوب
1234 - قولهم علم السيل الدرج
يضرب مثلا للذي يأتي الأمر على عهد وقد مر في باب الذال
1235 - قولهم عذرت القردان فما بال الحلم
والحلم في هذا صغار القردان واحدها حلمة وهو في معنى قولهم إستنت الفصال حتى القرعى وقد مر فيما تقدم
تفسير الأمثال المضروبة في المبالغة والتناهي الواقع في أوائل أصولها العين
1236 - أعز من بيض الأنوق
والأنوق الرخمة تبيض في أعالي الجبال فلا يوصل إلى بيضها
1237 - أعز من الأبلق العقوق
والعقوق الفرس الحامل والأبلق صفة للذكر ولا يجوز أن يكون حاملا فجعلوه لما لا يكون مثلا للعز والعز هاهنا بمعنى القلة يقال شيء عزيز أي قليل وهو كقولك أعز من الفحل الحامل ومثله قولهم وقعوا في سلى جمل والسلى يكون للناقة وزعموا أن رجلا قال لمعاوية افرض لي قال نعم قال ولولدي قال لا قال ولعشيرتي فقال معاوية
( طلب الأبلق العقوق فلما ... لم ينله أراد بيض الأنوق )
1238 - أعز من الغراب الأعصم
وهذا أيضا لا يكون وذلك أن العصم بياض يكون في مؤخر رجل الوعل والغراب لا يكون كذلك وفي الحديث أن عائشة في النساء كالغراب الأعصم
1239 - أعز من قنوع
مثل مولد مأخوذ من قول أبي تمام
( وكنت أعز عزا من قنوع ... ترفع عن مطالبة الملول )
( فصرت أذل من معنى دقيق ... به فقر إلى ذهن جليل )
1240 - أعز من كليب وائل
وقد مضى ذكره
1241 - أعز من مروان القرظ
هو مروان بن زنباع العبسي كان يحمي منابت القرظ فلا يجنيه أحد وقيل كان يغزو اليمن وهي منابت القرظ ووفد مروان هذا على المنذر بن ماء السماء فقال له ما تقول في عبس قال رمح حديد إن لا تطعن به يطعنك قال فما تقول في فزارة قال واد يحمى ويمنع قال فما تقول في مرة قال لا حر بوادي عوف قال فما تقول في أشجع قال ليسوا بداعيك ولا مجيبيك قال فما تقول في عبد الله بن غطفان قال صقور لا تصيد قال فما تقول في ثعلبة بن سعد قال أصوات ولا أنيس
1242 - أعز من الزباء
وقد مضى ذكرها
1243 - أعز من حليمة
وقد مضى ذكرها
1244 - أعز من أم قرفة
وهي إمرأة من بني فزارة وكانت تحت مالك بن حذيفة بن بدر وكان يعلق في بيتها خمسون سيفا لخمسين رجلا كلهم لها محرم
1245 - أعدى من ظليم
وهو ذكر النعام وذلك أنه إذا عدا مد جناحيه فصار بين العدو والطيران
1246 - أعدى من الحية
من العدوان
1247 - أعدى من الذئب
كذلك ويكون من العداوة ومن العدو
1248 - أعدى من العقرب
من العداء ومن العداوة
1249 - أعدى من الجرب
1250 - وأعدى من الثوباء
من العدوى
1251 - أعدى من الشنفرى
من العدو ومن حديثه أنه خرج مع تأبط شرا وعمرو بن براق فأغاروا على بجيلة فوجدوا لهم رصدا على الماء فقال تأبط شرا إني لأسمع وجيب قلوب القوم على الماء فقالوا إن قلبك يجب فقال والله ما يجب وما كان وجابا فورد الشنفرى فتركوه حتى شرب ورجع ثم ذهب ابن براق فشرب ورجع فقال تأبط شرا للشنفرى إذا وردت فإنهم يأسرونني فاهرب فكن في أصل ذلك القرن فإذا سمعتني أقول خذوا
خذوا فتعال فأطلقني وقال لإبن براق إني آمرك أن تستأسر للقوم فلا تنأ عنهم ولا تمكنهم من نفسك ثم ورد فشدوا عليه وأخذوه فقال لهم هل لكم أن تياسرونا في الفداء ويستأسر لكم ابن براق قالوا نعم فقال يا ابن براق تعرف ما بيننا وبين أهلك فاستأسر يياسرونا في الفداء قال لا والله حتى أروض نفسي شوطا أو شوطين فجعل يستن نحو الجبل ويرجع حتى إذا رأوا أنه قد أعيا اتبعوه ونادى تأبط شرا خذوا خذوا فخالف الشنفرى إلى تأبط شرا فقطع وثاقه فقام وقال يا معشر بجيلة والله لأعدون عدوا ينسيكم عدو ابن براق ثم أحضر وقال
( ليلة صاحوا وأغروا بي كلابهم ... بالعيكتين لدى معدى ابن براق )
( كأنما حثحثوا حصا قوادمه ... أو أم خشف بذي شف وطباق )
( لا شيء أسرع مني غير ذي عذر ... وذي جناح بجنب الريد خفاق )
1252 - أعدى من السليك
من العدو ومن حديثه أن جيشا أرادوا قومه فأرسلوا فارسين طليعة فلقيا سليكافها يجاه فعدا يومه وليلته حتى أتى قومه ولم يقدروا عليه
فأنذرهم فكذبوه لبعد الغاية فقال
( يكذبني العمران عمرو بن جندب ... وعمر بن سعد والمكذب أكذب )
( ثكلتكما إن لم أكن قد رأيتها ... كراديس يهديها إلى الحي موكب )
( فوارس فيها الحوفزان وحوله ... كتائب من بكر متى يدع يركبوا )
وجاءوا حتىأغاروا
1253 - أعق من ضب
يريدون من ضبة فأسقطوا الهاء لكثرة الإستعمال وعقوقها أنها تأكل أولادها وذلك أنها إذا باضت حرست بيضها وقاتلت كل من أرادها من حية أو ورل فإذا خرجت أولادها وتحركت ظنتها شيئا يريد بيضها فوثبت عليها فقتلتها فلا ينجو منها إلا الشريد
1254 - أعق من ذئبة
لأنها تكون مع الذئب يتعرضان للإنسان فإذا أدمى واحد منهما وثبت الأخرى عليه وتركت الإنسان لما فيها من شهوة الدم وأنشدوا
( فتى ليس لابن العم كالذئب إن رأى ... بصاحبه يوما دما فهو آكله )
وقال الآخر
( وكنت كذئب السوء لما رأى دما ... بصاحبه يوما أحال على الدم )
ولهذا يقال ألأم من الذئب ويقولون أكرم من الأسد لأنه يتجافى إذا شبع عما يمر به
1255 - أعطش من ثعالة
قيل هو الثعلب وقيل بل هو رجل من بني مجاشع خرج هو ونجيح بن عبد الله بن مجاشع في غزاة فعطشا ولم يجدا ماء فلقم كل واحد منهما فيشة صاحبه وشرب بوله فتضاعف العطش عليهما فماتا فقال جرير
( ما كان ينكر في ندى مجاشع ... أكل الخزير ولا إرتضاع الفيشل )
1256 - أعطش من النقاقة
وهي الضفدع لأنها إذا فارقت الماء ماتت
1257 - أعطش من حوت
من قول رؤبة
( كالحوت لا يرويه شيء يلهمه ... يظل عطشان وفي البحر فمه )
وقد مر
1258 - أعطش من النمل
لأنه يكون في القفر لا يرى الماء أبدا
1259 - أعذب من ماء البارق
وهي السحابة التي تبرق
1260 - ومن ماء الغادية
والغادية السحابة التي تأتي في الغداة وماء المفاصل قد مر ذكره وماء الحشرج ماء الحصى
1261 - أعرض من الدهناء
وهي أرض معروفة تقصر وتمد
1262 - أعجل من نعجة إلى حوض
لأنها إذا رأت الماء لم تنثن تزجر حتى ترده
1263 - أعجل من معجل أسعد
وقد مر ذكره
1264 - أعبث من قرد
لأنه إذا رأى إنسانا يعمل شيئا عمل مثله
1265 - أعيث من جعار
وهي الضبع وذلك أنها إذا وقعت في الغنم أكثرت الإفساد والعيث الفساد وجعار بالكسر معدول من الجعر مثل قطام وحذام
1266 - أعيا من باقل
من العي خلاف البيان وكان رجلا من إياد اشترى ظبيا بأحد عشر درهما فسئل عن ذلك فمد يديه ودلع لسانه فشرد الظبي فقال حميد بن ثور
( أتانا ولما يعد سحبان وائل ... بيانا وعلما بالذي هو قائل )
( فما زال منه اللقم حتى كأنه ... من العي لما أن تكلم باقل )
1267 - أعيا من يد في رحم
لأن صاحبها يتوقى أن تصيب يده شيئا
1268 - أعرى من أيم
وهي الحية
1269 - أعطى من عقرب
يعنى أنها تضرب كل ما مرت به
1270 - أعقد من ذنب الضب
لأن فيه عقدا كثيرة
1271 - أعزب رأيا من حاقن
وهو ممسك البول والصارب ممسك الغائط ومنه قيل صرب الصبي ليسمن
1272 - أعمر من قراد
قالوا يعيش سبعمائة سنة
1273 - أعمر من ضب
قالوا يعيش الحسل مائة سنة ثم يسقط سنه فحينئذ يسمى ضبا وهذا من الأكاذيب
1274 - أعمر من حية
لأنها لا تموت حتى تقتل زعموا أنها تكبر ثم تصغر فلا تزال كذلك حتى تصاب وأنشدوا
( داهية قد صغرت من الكبر ... )
ويروون قول الآخر
( أمالك عمر إنما أنت حية ... متى هي لم تقتل تعش آخر الدهر )
والفرس تقول يعيش العير مائتين والنسر ثلاثمائة والحية لا تموت إلا قتلا
1275 - أعمر من معاذ
قالت العرب يعيش خمسمائة سنة وقد مضى ذكره قبل
1276 - أعمر من نسر
وهو معاذ بن مسلم صحب بني مروان وقد مر ذكره والشعر مقول فيه
1277 - أعقل من ابن تقن
وكان من عقلاء عاد وقد مر ذكره
1278 - هو أعلم بمنبت القصيص
والقصيص نبت يعرف به منابت الكمأة أي هو عالم بموضع حاجته
1279 - هو أعلم من أين يؤكل الكتف
زعم الأصمعي أنه يقال للضعيف الرأي إنه لا يحسن أكل لحم الكتف
1280 - أعجز من هلباجة
وهو النؤوم الكسلان وقيل الثقيل الجافي
1281 - أعجز ممن قتل الدخان
وقيل أي فتى قتله الدخان وأصله أن رجلا كان يطبخ قدرا فغشيه الدخان ولم يتنح حتى مات فبكته باكية وقالت وأي فتى قتله الدخان فقال لها قائل لو كان ذا حيلة تحول أي طلب الحيلة لنفسه ويجوز أن يكون تحول تنقل
1282 - أعجز من الشيء من الثعلب عن العنقود
من قول الشاعر
( أيها الغائب سلمى ... أنت عندي كثعالة )
( رام عنقودا فلما ... أبصر العنقود طاله )
( قال هذا حامض ... لما رأى ألا يناله )
1283 - أعجز من مستطعم العنب من الدفلى
من قول الشاعر
( هيهات جئت إلى الدفلى تحركها ... مستطعما عنبا حركت فالتقط )
1284 - أعجز من جاني العنب من الشوك
من قول الشاعر
( إذا وترت أمرأ فاحذر عداوته ... من يزرع الشوك لايحصد به عنبا )
وهو من قول بعض حكماء العرب من يزرع خيرا يحصد به غبطة ومن يزرع شرا يحصد ندامة ولا تجتنى من شوكة عنبة
1285 - أعجب من أم ماطل
سمعت عم أبي يقول لبعض أصحابه إنك لأعجب من أم ماطل فقلت له ما قصة أم ماطل فقال عاتب عثمان عليه السلام عليا في شيء فقال له علي عليه السلام ليس لك عندي إلا الحسن الجميل وما جوابك إلا الخشن الثقيل فقال له عثمان إن مثلك مثل أم ماطل فركت زوجها فقتلت نفسها
1286 - أعظم في نفسه من مزيقياء
وهو مزيقياء بن عمرو ملك من ملوك العرب كان يلبس كل يوم حلة ثم يمزقها فسمى مزيقياء
الباب التاسع عشر
فيما جاء من الأمثال في أوله غين
فهرسته غلبت جلتها حواشيها
الغمرات ثم ينجلين
غثك خير من سمين غيرك
غادر وهيا لا يرقع
غرثان فاربكوا له
غشمشم يغشى الشجر
الغيث مصلح ما خبل
غل قمل
الغني طويل الذيل مياس
غل يدا مطلقها
فهرست الأمثال المضروبة في المبالغة والتناهي الواقع في أوائل أصولها الغين
أغنى عن الشيء من الأقرع عن المشط
أغنى عنه من التفة عن الرفة
أغر من الدباء
اغر من السراب
أغر من الأماني
أغر من ظبي مقمر
أغير من الفحل
أغير من جمل
أغير من عير
أغير من ديك
أغرب من غراب
أغوى من غوغاء الجراد
أغوص من قرلي
أغزل من عنكبوت
أغزل من سرفة
أغزل من إمرئ القيس
أغنج من مفنقة
أغلظ من حبل الجسر
أغشم من السيل
أغدر من الذئب
أغدر من غدير
أغدر من قيس بن عاصم
أغدر من عتيبة بن الحارث
أغلى فداء من حاجب بن زرارة
أغلى فداء من بسطام بن قيس
أغلم من سجاح
أغلم من خوات
أغلم من تيس بني حمان
أغلم من هجرس
أغلم من ضيون
تفسير الباب التاسع عشر 1287 - قولهم غلبت جلتها حواشيها
يضرب مثلا للقوم يصير عزبزهم ذليلا والجلة المسان من الإبل والحواشي صغارها ورذالها وقال الشاعر في معناه
( إذا كان الزمان زمان عكل ... وتيم فالسلام على الزمان )
( زمان صار فيه العز ذلا ... وصار الزج قدام السنان )
وقال آخر
( يا زمانا ألبس الأحرار ... ذلا ومهانة )
( لست عندي بزمان ... إنما أنت زمانه )
1288 - قولهم الغمرات ثم ينجلين
الغمرات الشدائد يقول اصبر في الشدائد فإنها ستنجلي وتذهب ويبقى حسن أثرك في الصبر عليها وهو من قول الراجز
( الغمرات ثم ينجلين ... عنا وينزلن بآخرين )
( شدائد يتبعهن لين ... )
ونحوه قول الشاعر
( خفض الجأش واصبرن رويدا ... فالرزايا إذا توالت تولت )
وهذا من قول رسول الله ( اشتدي أزمة تنفرجي ) والأزمة الضيق والشدة وأصله من العض سنة أزوم أي عضوض وقال الشاعر في المعنى الأول
( لا تيأسن من انفراج شديدة ... قد تنجلي الغمرات وهي شدائد )
1289 - قولهم غثك خير من سمين غيرك
يضرب مثلا للقناعة بالقليل من حظك يقول إن قليلك إذا قنعت به كان خيرا لك من كثير غيرك يطمح إليه طرفك فتذل وتهون وتتعب وتنصب ومن أمثالهم في القناعة قول مرار بن منقذ
( وإن قراب البطن يكفيك ملؤه ... ويكفيك سوآت الأمور اجتنابها )
ومثل المثل سواء قول بعضهم
( لعمرك ما مال الفتى بذخيرة ... ولكن إخوان الصفاء الذخائر )
( قليلك أجدى من كثير معاشر ... عليك إذا ما حالفتك المفاقر )
1290 - قولهم غادر وهيا لا يرقع
يضرب مثلا للجناية التي لا حيلة فيها أي فتق فتقا أعجز رتقه والوهى الخرق وقد ذكرناه وغادر وأغدر ترك
1291 - غرثان فاربكوا له
يضرب مثلا للرجل تكلمه وله شأن يشغله عنك والغرثان الجائع والغرث الجوع وأصله أن رجلا قدم من سفر وهو جائع فقيل له ليهنك الفارس وكان قد ولد له غلام فقال ما أصنع به آكله أم أشربه فقالت امرأته غرثان فاربكوا له أي أخلطوا له طعاما والربك الخلط والربيكة ضرب من أطعمتهم فلما أكل قال كيف الطلا وأمه والطلا ولد الظبية فاستعاره لولده
1292 - قولهم غشمشم يغشى الشجر
يضرب مثلا للرجل يركب رأسه ولا يبقى شيئا والغشمشم الكثير الغشم ولأجل هذا وصف به الأسد ويقولون الدهر غشوم لأنه يفسد ما يصلح ويأتي على كل شيء
1293 - قولهم الغيث مصلح ما خبل
هكذا رواه الأصمعي ويقال ذلك للرجل يكون فيه من الصلاح أكثر مما فيه من الفساد فيراد أن الغيث يهدم ويفسد ويضر ثم يعفى على ذلك
ما يجيء به من البركة والخصب والتخبيل الإفساد ورواه غيره عاد غيث على ماأفسد ونحوه قول الشاعر
( أخ لي كأيام الحياة وداده ... تلون ألوانا علي خطوبها )
( إذا عبت منه خلة فصرمته ... تعرض منه خلة لاأعيبها )
1294 - قولهم الغني طويل الذيل مياس
يراد به أن المال يظهر ولا يخفى وكذلك الفقر لا يكاد المرء يخفيه والمياس الميال ماس في مشيته يميس إذا تمايل
1295 - قولهم غل قمل
يضرب مثلا لكل ما يبتلى به الإنسان وتلقى منه شدة وأصله أنهم كانوا يغلون الأسير بالقد فكان يقمل عند طول العهد فيلقى منه الأسير جهدا
1296 - قولهم غل يدا مطلقها
يضرب مثلا للرجل ينعم على صاحبه نعمة يرتهنه بها
تفسير الأمثال المضروبة في المبالغة والتناهي الواقع في أوائل أصولها الغين
1297 - أغنى عن الشيء من الأقرع عن المشط
من قول سعيد بن عبد الرحمن بن حسان
( قد كنت أغنى ذي غنى عنكم كما ... أغنى الرجال عن المشاط الأقرع )
( ومنه قول الآخر
( فإذا زياد في الديار كأنه ... مشط يقلبه خصى أصلع
1298 - أغنى عنه من التفة عن الرفة
وقد مر ذكره
1299 - أغر من الدباء
والدباء القرع وأصله أن رجلا رآه مطبوخا فحسبه شحما
1300 - أغر من سراب
معروف وقيل كالسراب يغر من رآه ويخلف من رجاه
1301 - أغر من الأماني
معروف ونحوه قول الشاعر
( إن الأماني غرر
والدهر عرف ونكر )
( من سابق الدهر عثر ... )
وقول الآخر
( إن الأماني والأحلام تضليل ... ) 1302 أغر من ظبي مقمر
لأن الظبي في القمراء أسرع لأنه يعشى فيها وقيل لأن الخشف يغتر بالقمراء يظنها نهارا فلا يحترز فتأكله السباع
1303 - أغوى من غوغاء الجراد
والغوغاء الجراد نفسه إذا ماج بعضه في بعض قبل أن تطير فهي تسقط في الغدران والآبار فتهلك وذلك غيها
1304 - أغزل من عنكبوت
1305
- ومن سرفة
من العزل معروف
1306 - أغزل من فرعل
من الغزل ولا أدري ما غزل الفرعل وهو ولد الضبع
1307 - أغدر من غدير
قيل سمى الغدير غديرا لأنه يغدر بصاحبه أي يجف بعد قليل وينضب ماؤه
1308 - أغدر من كناة الغدر
وهم بنو سعد بن تميم وكانوا يسمون الغدر كيسان قال النمر ابن تولب
( إذا كنت في سعد وأمك منهم ... غريبا فلا يغررك خالك من سعد )
( إذا ما دعوا كيسان كانت كهولهم ... إلى الغدر أدنى من شبابهم المرد )
1309 - أغدر من قيس بن عاصم
وذلك أن بعض التجار جاوره فأخذ متاعه وشرب خمره وسكر وجعل يقول
( وتاجر فاجر جاء الإله به ... كأن لحيته أذناب أجمال )
وجبى صدقة بني منقر للنبي ثم بلغه موته فقسمها في قومه وقال
( ألا أبلغا عني قريشا رسالة ... إذا ما أتتهم مهديات الودائع )
( حبوت بما صدقت في العام منقرا ... وأيأست منها كل أطلس طامع )
1310 - أغدر من عتيبة بن الحارث
وذلك أن أنيس بن مرة بن مرداس السلمي نزل به في صرم من بني سليم فأخذ أموالها وربط رجالها حتى افتدوا
1311 - أغلى فداء من حاجب بن زرارة
1312 - ومن بسطام بن قيس
وكان فداء كل واحد منهما أربعمائة بعير
1313 - أغلم من سجاح
وذلك أنها جاءت مسيلمة لتناظره في النبوة فزوجته نفسها بغير مهر والغلمة شهوة الجماع في الإنسان والضبعة في الناقة والحنو في النعجة والحرام في الماعزة والوداق في ذوات الحافر
1314 - أغلم من تيس بني حمان
قالوا إنه قفط سبعين عنزا بعدما فريت أوداجه وقفط وسفد سواء
1315 - أغلم من ضيون
وهو السنور
الباب العشرون
فيما جاء من الأمثال في أوله فاء
فهرسته فاها لفيك
الفحل يحمي شوله معقولا
فتى ولا كمالك
في كل شجرة نار وإستمجد المرخ والعفار
في وجه المال تعرف أمرته
الفرار بقراب أكيس
في رأسه خطة
فتل في الذروة والغارب
فرق بين معد تحاب
في رأسه نعرة
في بطن زهمان زاده
فخر البغي بحدج ربتها
فاه إلى في
في بيته يؤتى الحكم
فهرست الأمثال المضروبة في المبالغة والتناهي الواقع في أوائل أصولها الفاء
أفسد من الجراد
أفسد من القمل
أفسد من الأرضة
أفسد من أرضة بلحبلى
أفسد من السوس
افسد من الضبع
أفسد من بيضة البلد
أفسى من ظربان
أفسى من خنفساء
أفسى من نمس
أفسى من عدني
أفحش من فالية الأفاعي
أفحش من فاسية
أفحش من كلب
أفرغ من يد تفت اليرمع
أفزع من حجام ساباط
أفرغ من فؤاد أم موسى
أفلس من ابن المذلق
أفقر من العريان
أفرس من سم الفرسان
أفرس من
الباب العشرون
فيما جاء من الأمثال في أوله فاء
فهرسته فاها لفيك
الفحل يحمي شوله معقولا
فتى ولا كمالك
في كل شجرة نار وإستمجد المرخ والعفار
في وجه المال تعرف أمرته
الفرار بقراب أكيس
في رأسه خطة
فتل في الذروة والغارب
فرق بين معد تحاب
في رأسه نعرة
في بطن زهمان زاده
فخر البغي بحدج ربتها
فاه إلى في
في بيته يؤتى الحكم
فهرست الأمثال المضروبة في المبالغة والتناهي الواقع في أوائل أصولها الفاء
أفسد من الجراد
أفسد من القمل
أفسد من الأرضة
أفسد من أرضة بلحبلى
أفسد من السوس
افسد من الضبع
أفسد من بيضة البلد
أفسى من ظربان
أفسى من خنفساء
أفسى من نمس
أفسى من عدني
أفحش من فالية الأفاعي
أفحش من فاسية
أفحش من كلب
أفرغ من يد تفت اليرمع
أفزع من حجام ساباط
أفرغ من فؤاد أم موسى
أفلس من ابن المذلق
أفقر من العريان
أفرس من سم الفرسان
أفرس من
صياد الفوارس
أفرس من ملاعب الأسنة
أفرس من عامر بن الطفيل
أفرس من بسطام بن قيس
أفتك من البراض
أفتك من الجحاف
أفتك من الحارث بن ظالم
أفتك من عمرو بن كلثوم
أفصح من العضين
أفيل من الرأي الدبري
تفسير الباب العشرين 1316 - قولهم فاها لفيك
معناه لك الخيبة وأصله أنه يريد جعل الله لفيك الأرض فأضمر الأرض كما قال الله تعالى ( ما ترك على ظهرها من دابة ) قال الشاعر
( فقلت له فاها لفيك فإنها ... قلوص امرئ قاريك ما أنت حاذره )
قاريك من القرى يريد أنها مركب سوء تلقى منه ما تحذره ولم يكن ثم قلوص ولكنه كقولهم جاءوا على بكرة أبيهم ونحوه قولهم لليدين وللفم معناه كبه الله لليدين وللفم ويقولون للمنخرين أي سقط للمنخرين
1317 - قولهم الفحل يحمي شوله معقولا
يضرب مثلا للرجل الغيران الدافع عن حريمه ومعناه أن الحر يحمي حريمه على علات تمنعه والمعقول المشدود بالعقال والشول الإبل التي قد شالت ألبانها أي ارتفعت يقال شال الشيء إذا ارتفع وأشلته أي رفعته
1318 - قولهم فتى ولا كمالك
يضرب مثلا للرجلين ذوي الفضل إلا أن أحدهما أفضل وهو مثل قولهم ماء ولا كصداء والمثل لأكثم بن صيفي ومالك هو مالك ابن نويرة أخبرنا أبو احمد عن أبي بكر عن أبي عمر بن خلاد عن محمد بن حرب قال كان من أمر رياح بن ربيعة ذي ذراريح التميمي أنه أخذ عبدا يقال له المجر وأمة يقال لها الضبعاء وإبلا لإبن أخ لأكثم بن صيفي فبعث إليه مالك بن نويرة وهو ختن رياح على ابنته فدفع إليه
ما كان أخذ من ذلك فبعث إليه أكثم المكفف بن المسيح فلما توجه من عنده قيل له انطلق فإن مالكا يأتيكم بالإبل والعبد والأمة فبلغ أكثم ذلك فقال فتى ولا كمالك فلم قدم عليه مالك قال صرح الأمر عن محضه فلما دفع إليه مال ابن أخيه قال اقصر لما أبصر وهذا خبر إن كان له أثر وفي الجريرة تشترك العشيرة ورب قول أنفذ من صول والحر حر وإن مسه الضر وإذا فزع الفؤاد ذهب الرقاد هل يهلكني فقد مالا يعود وأعوذ بالله أن يرميني أمرؤ بدائه رب كلام ليس فيه إكتتام حافظ على الصديق ولو في الحريق ليس من العدل سرعة العذل ليس بيسير تقويم العسير إذا أردت النصيحة فتأهب للظنة متى تعالج مال غيرك تسأم غثك خير من سمين غيرك لا تنطح جماء ذات قرن قد يبلغ الخضم بالقضم قد صدع الفراق بين الرفاق استأنوا أخاكم فإن مع اليوم غدا قد غلب عليك من دعا إليك الحر عروف أي صبور لا تطمع في كل ما تسمع
1319 - قولهم في كل شجرة نار واستمجد المرخ والعفار
يضرب مثلا في تفضيل الرجال بعضهم على بعض أي لكل واحد من هؤلاء فضل إلا أن فلانا أفضل يقال أمجدت الدابة علفا إذا أكثرت
منه والمرخ والعفار شجرتان تكثر نارهما يقال إنهما أخذا النار فأكثرا وقال العمري يضرب يضرب مثلا لمن ينكر الاشياء فإذا رأى ما يعرف أقر به
1320 - قولهم في وجه المال تعرف أمرته
قال الأصمعي إنك تعرف في وجهه خيره وخيرا إن كان عنده وهو من قولهم أمر الشيء إذا كثر وهو أمر على مثال حذر أي كثير والمال هاهنا الماشية وهو كقولهم كم ظاهر دل على باطن
1321 - قولهم الفرار بقراب أكيس
أخبرنا أبو أحمد عن ابن دريد عن العكلي عن حاتم بن قبيصة عن الكلبي قال تنكر عمرو بن هند لبني تميم بعد يوم أوارة وضيق عليهم ومنعهم الميرة فأضر ذلك بهم فاجتمع أولو الحجى فقالوا إن هذا الأمر إن تمادى بنا بعدت نجعتنا وتشعبت بيضتنا واختطفتنا ذؤبان العرب فمن لهذا الملك فأجمع رأيهم على معبد بن زرارة وكان
حدثا لوذعيا خراجا ولاجا فوفدوه على خطار منهم به فقدم معبد الحيرة متنكرا فنزل على رجل من بني القليب بن عمرو بن تميم وكان من صنائع الملك وقد أوطن الحيرة وتنأ بها فأطلعه طلع أمره فقال له القليبي إنك قد هجمت على خطر عظيم فتأن وقلب ظهر أمرك لبطنه ولا تقدم إقدام المغرر فإن الأمور يكشف بعضها عن بعض والحاجة تفتق الحيلة ومع يومك غدك وللملوك طيرة تراشى وصبوات تحذر وإنما هو كالنارالمشتعلة بمختلف الريح العاصف فإن لا تتأن لها يحرقك لهبها وإنك من الملك بين نطرة رأفة أو بطشة نقمة فكن كواطئ المزلة وليكن لك مطيتان الصبر والحذر فإن الصبر يبلغك والحذر ينجيك على أن للمستشار حيرة فأمهل الرأي يغب فبات معبد ليلته عنده فلما أصبح قال له يا معبد إن وثقت من نفسك بلسان عضب وجنان ندب فأقدم وإن خفت خذلان بيانك وانخزال جنانك فالفرار بقراب أكيس فقال معبد إني لأرجو ألا أبعل بمقال ولا أرتد عن مجال والإقدام على المرهوب والظفر بالمطلوب فقال له القليبي إن الملك غاد إلى الصيد فاعترضه كأنك قادم من سفر ولا يعلمن بأنك دخلت الحيرة ولا لقيت أحدا من أهلها فألقه ولا تخضع خضوع الضارع ولا تقدمن
إقدام المقارع وكن بين الآيس والطامع
فخرج معبد حتى اعترض الصحراء فابتدره الفرسان حتى أتوا به الملك فقال له من أين أقبلت أيها الراكب قال من بلد سماؤه غبراء وارضه قشراء وتربه مور وماؤه غور وأهله يتكنفون بالغثاث ويتقرمصون في البراث فالطفل مرموع واليافع مقصوع فلا مسكة لفقير ولا صمتة لصغير ولا حراك لكبير فقال الملك وأبيك إنك لتصف جهدا فأين بلدك قال بلد ألقى الشقاء على أهله جشمه وأثار البلاء فيهم قتمه فقال الملك لقد وصفت شرا شمرا وبلاء مصرا فمن أولئك قال قوم كفروا النعمة وانتهكوا الحرمة واستوجبوا النقمة قال الملك أجل فأيهم أنت قال بسطة الملك قاهرة ويده ظاهرة وعقابه يخشى وعفوه
يرجى فعلى أي الناحيتين أميل قال على المرجو فعول قال أنا معبد بن زرارة فقال له الملك يا معبد قد أتى لك ولقومك أن تتبعوا القصد إلى الرشد ثم أعطاهم كتاب أمان وأذن لهم في الامتيار
وقيل المثل لجابر بن عمر المازني وكان يسير في طريق ومعه أوفى بن مطر وشهاب بن قيس فرأى آثار رجلين معهما فرسان وبعيران وكان قائفا فقال أرى آثار رجلين شديد كلبهما عزيز سلبهما إلا أن الفرار بقراب أكيس ثم مضى وذهب أوفي وشهاب في أثر الرجلين وكان على أوفى يمين ألا يرمي أكثر من سهمين ولا يستجيره رجل إلا أجاره ولا يغتر رجلا حتى يؤذنه فمرا بالرجلين وهما في ظل شجرة وإذا هما من بني أسد بن فقعس فقال أوفى لأحدهما استمسك فإنك معدو بك فقال الأسدي إنما تعدو بأسد مثلك يجد بالمصاع مثل وجدك فقال أوفى ارم ارم يا شهاب فإن يده في غمة فقال الأسدي
( لا تحسبن أن يدي في غمه ... في قعر نحي يستثير حمه )
( أمسحها بخرقة أو ثمه ... )
والحمة ضرب من الرواضين والثمة طبق يعمل من أغصان الشجر تأكل عليه الأعراب فقال أوفى
( ليس لمخلوق على إمه ... أنا الذي وصى ببكل أمه )
( دع الرماء واقترب هلمه ... )
فرمى الأسدي أوفى فجرحه ورمى شهاب الأسدي الآخر فصرعه فقال الآخر جوار يا أوفى فقال على مه فقال على أحد الفرسين وأحد البعيرين وعلى أن نداوي صاحبينا فأيهما مات قتلنا به صاحبه فتواثقا على ذلك وانطلقا وهما جريحان فنزلا على وشل بجيلة فعوفيا فقال أوفى يذكر فرار جابر
( فمن مبلغ خلتي جابرا ... بأن خليلك لم يقتل )
( فليت سنانك صنارة ... وليت قناتك من مغزل )
ومعنى المثل أن فرارنا ونحن بقرب من السلامة أكيس من أن نتورط في المكروه بثباتنا وقراب وقريب سواء كما تقول جميل وجمال وكريم وكرام
1322 - قولهم في رأس فلان خطة
أي في نفسه حاجة يرومها وله أمر يطلبه والجمع خطط والعامة تقول خطبة وربما قالوا خيط وليس ذلك بشيء والخطة الخصلة ويقال هذه خطة خسف وخطة صدق وخطة سوء تعنى الخصلة
1323 - قولهم في أستها مالا ترى
أي لها خبر وإن لم يكن لها مرأى
1324 - قولهم فتل في الذروة والغارب
يقال ذلك للرجل لا يزال يخدع صاحبه حتى يظفر به وفي هذا المعنى قولهم فلان يقرد فلانا وأصله أن يجيء الرجل بالخطام إلى البعير الصعب وقد ستره منه لئلا يمتنع عليه فيأخذ في إنتزاع قردانه حتى يأنس به فإذا تمكن منه رمى بالخطام في عنقه قال الحطيئة
( وربك ما قراد بني كليب ... إذا نزع القراد بمستطاع )
أي لا يخدعون ويقولون فلم خلقت إذا لم أخدع الرجال يعني لحيته وذروة البعير أعلاه وكذلك ذروة كل شيء والغارب مقدم السنام
1325 - قولهم فرق ما بين معد تحاب
يراد بذلك أن القوم إذا تباعدوا تحابوا ومن هاهنا أخذ زهير قوله
( وفي طول المعاشرة التقالي ... )
وفارق رجل إمرأته فقيل له أفارقتها بعد صحبة ثلاثين سنة فقال ليس لها ذنب عندي أعظم من صحبتها هذه المدة
1326 - قولهم في رأسه نعرة
يضرب مثلا للرجل الطامح الرأس لا يستقر وأصل النعرة ذباب أزرق يعض وأكثر ما يكون في الحمير والخيل والجمع نعر وحمار نعر قلق من عض النعر قال امرؤ القيس
( فظل يرنح في غيطل ... كما يستدير الحمار النعر )
ويقولون في أنفه خنزوانة أي به كبر وجبرية وأنفه في أسلوب قال الراجز
( أنوفهم ملفخر في أسلوب ... وشعر الأستاه في الجبوب )
1327 - قولهم في بطن زهمان زاده
يراد به الرجل يكون أداته ومتاعه معه بحيث يجده موفورا لا يحتاج إلى معين وزهمان اسم كلب فيما نحسب
1328 - قولهم فخر البغي بحدج ربتها
وهو من قول الشاعر
( فخر البغي بحدج ربتها ... إذا ما الناس شلوا )
والبغي الأمة والجمع البغايا والبغي في غير هذا الموضع المرأة الفاجرة ويضرب مثلا للرجل يفخر بشيء لغيره خير منه والحدج مركب من مراكب النساء نحو الهودج وقريب من هذا المعنى قولهم قيل للبغل من أبوك فقال خالي الفرس
وقال الشاعر
( فإنك والفخار بأم عمرو ... كمن باهى بثوب مستعار )
( كذات الحدج تبهج أن تراه ... وتمشي أو تسير على حمار )
وهو حدج وحداجة والجمع حدوج وحدائج والفرس تقول بلحية أخيه
1329 - قولهم فاه إلى في
يقال كلمني فاه إلى في أي من فيه إلى في فلما نزع من نصب
ويذكر الفم هاهنا تأكيدا كقول الله تعالى ( يقولون بأفواههم ) فأما قولهم رأيته بعيني فإنما ذكرت العين لأن الرؤية قد تكون بمعنى العلم ومنه قيل للرأي رأي
1330 - قولهم في بيته يؤتى الحكم
قد ذكرنا أصله في الباب السادس ونظمه شاعر فقال
( لما لقيت معذبي ... ألفيته كالمحتشم )
( وطلبت منه زورة ... تشفى السقيم من السقم )
( فأبى علي وقال لي ... في بيته يؤتى الحكم )
وأخذه آخر فقال
( قلت زوريني فقالت عابثا ... أنا والله إذا قاضي منى )
( إذ يصلى وعليه زيتهم ... أنت تهواني وآتيك أنا )
1331 - قولهم فالج بن خلاوة
يقال أنا من هذا الأمر فالج بن خلاوة أي أنا برئ منه وفالج من قولهم فلج الرجل على خصمه وأبن خلاوة أي قد تخليت منه وبرئت ويقال أنا خلاء من كذا وبراء أي بمعزل منه وفي القرآن ( إنني براء مما تعبدون ) وأما براء فجمع برئ وربما قالوا برآء
1332 - قولهم الفائت لا يستدرك
مثل محدث وأصله قول الشاعر
( ندمت على سبى العشيرة بعدما ... مضى واستتبت للرواة مذاهبه )
( فأصبحت لا أسطيع ردا لما مضى ... كما لا يرد الدر في الضرع حالبه )
1333 - قولهم فرخان في نقاب
يضرب مثلا في الشيئين يشتبهان والنقاب اللون
قال الأصمعي سمي نقاب المرأة لأنه يستتر لونها فيه وقيل فلان ميمون النقيبة أي الطلعة مأخوذ من النقاب وهو اللون وقيل ميمون النقيبة أي المختبر وقيل النقيبة هنا النفس
تفسير الأمثال المضروبة في المبالغة والتناهي الواقع في أوائل أصولها الفاء
1334 - أفسد من الجراد
لأنه يجرد الشجر والنبات وبهذا سمي جرادا وقال طيئ لبنيه إنكم نزلتم منزلا لا تخرجون منه ولا يدخل عليكم فيه فارعوا مرعى الضب الأعور أبصر جحره وعرف قدره ولا تكونوا كالجراد رعى واديا وانفق واديا أكل ما وجد وأكله ما وجده أنقف واديا أي وأنفق بيضه فيه
1335 - أفسد من ارضة
وربما قالوا من أرضة بلحبلى يعنون بني الحبلى وهم حي من الأنصار
1336 - أفسد من السوس
معروف
1337 - أفسد من الضبع
لأنها إذا وقعت في الغنم أكثرت الإفساد ولذلك قيل للسنة المجدبة
الضبع يقال أكلتنا الضبع وقيل معنى ذلك أنهم إذا أجدبوا ضعفوا عن الامتناع من الضباع فتفسد فيهم وأنشدوا
( أبا خراشة إما أنت ذا نفر ... فإن قومي لم تأكلهم الضبع )
أي ليسوا بضعاف تعيث فيهم الضبع وقيل إذا اجتمع الذئب والضبع في الغنم سلمت الغنم
1338 - أفسد من بيضة البلد
وهي بيضة تتركها النعامة في الفلاة ولا ترجع إليها فتفسد
1339 - أفسى من ظربان
وهي دابة سلاحها الفسو تقصد جحر الضب وفيه حسوله وبيضه فتفسو فيه فيخر الضب مغشيا عليه فتأكله وتأكل حسوله وبيضه
والضب إنما يخدع في جحره حذرا من الظربان والظربان تطلبه فيقولون أخدع من ضب وأندس من ظربان والظربان يتوسط الهجمة من الإبل فيفسو فتتفرق كتفرقها عن مبرك فيه قردان فلا يردها الراعي إلا بجهد والظربان في فسوه كالحبارى في ذرقها وقالوا للرجلين يتفاحشان إنهما ليتجاذبان جلد الظربان وإنهما ليتماسان ظربانا
1340 - أفسى من خنفساء
معروف
1341 - أفسى من نمس
وهي دويبة فاسية أيضا
وقيل هي ذكر الخنافس والنمس أيضا سبع من أخبث السباع
1342 - أفحش من فالية الأفاعي
1343 - وأفحش من فاسية
وهما اسمان لدويبة شبيهة بالخنفساء ولا تملك الفساء
1344 - أفحش من كلب
لأنه يهر على الناس قال الشاعر
( خالق الناس بأخلاقهم ... لا تكن كلبا على الناس يهر )
1345 - أفرغ من يد تفت اليرمع
واليرمع الحجارة الرخوة وذلك أن الفارغ والمتفكر يولعان بالأرض والخط فيها وفت ما لان من حجارتها
1346 - أفرغ من حجام ساباط
قالوا كان حجاما ملازما لساباط المدائن يحجم الجندي نسيئة بدانق وربما تمر به الأيام لا يدنو منه أحد فيها فتخرج أمه فيحجمها ليرى الناس أنه غير فارغ فلا يزال كذلك حتى نزفها فماتت قال شاعر محدث
( دار أبي القاسم مفروشة ... ما شئت من بسط وأنماط )
( وبعد ما يأتيك من خيره ... كبعد بلخ من سميساط )
( مطبخه قفر وطباخه ... أفرغ من حجام ساباط )
1347 - أفلس من ابن المذلق
رجل من عبد شمس بن سعد بن زيد مناة وكان لايجد في أكثر أوقاته في بيته قوت ليلة واحدة وكذلك كان أبوه فقال الشاعر في أبيه
( فإنك إذ ترجو تميما ونفعها ... كراجي الندى والعرف عند المذلق )
1348 - أفقر من العريان
وهو ابن شهلة الطائي الشاعر قيل لم يزل يلتمس الغنى فلم يزدد إلا فقرا وصحفه بعضهم فقال أقفر من العريان قال وهو الرمل الذي لا ينبت شيئا
1349 - أفرس من سم الفرسان
وهو عتيبة بن الحارث بن شهاب فارس بني تميم وهو صياد الفوارس وكانوا يقولون لو أن القمر سقط من السماء ما التقفه غير عتيبة لثقافته وقال الشاعر
( إن يقتلوك فقد ثللت عروشهم ... بعتيبة بن الحارث بن شهاب )
( بأشدهم بأسا على أعدائه ... وأعزهم فقدا على الأصحاب
1350 - أفرس من ملاعب الأسنة
وهو أبو براء عامر بن مالك بن جعفر بن كلاب فارس قيس
1351 - أفرس من عامر بن الطفيل
وهو ابن أخي عامر ملاعب الأسنة وكان أفرس أهل زمانه وأسودهم
ومر حبان بن سلمى بقبره فقال ضيقتم على ابي علي ثم قال عم صباحا أبا علي فوالله لقد كنت تشن الغارة وتحمي الجارة سريعا إلى المولى بوعدك بعيدا عنه بوعيدك فكنت لا تضل حتى يضل النجم ولا تهاب حتى يهاب السيل ولا تعطش حتى يعطش البعير وكنت والله خير ما يكون حين لا تظن نفس بنفس خيرا ثم قال هلا جعلتم قبر أبي علي ميلا في ميل ومن هاهنا أخذ متمم بن نويرة قوله
( وقالوا أتبكي كل قبر رأيته ... لقبر ثوى بين اللوى فالدكادك )
( فقلت لهم إن الشجى يبعث الشجى ... دعوني فهذا كله قبر مالك )
1352 - أفرس من بسطام بن قيس
وهو بسطام بن قيس الشيباني فارس بكر ولم يكن في الجاهلية أفرس منه وتعجب الجاحظ من ضرب الناس المثل في الشجاعة بعمرو بن معد يكرب وابن الاطنابة وعنترة وتركهم ضرب المثل ببسطام بن قيس ولم يكن في الجاهلية أفرس منه ولا في الإسلام
1353 - أفرس من الزبير بن العوام
وهذا كمثل ضربهم المثل في البلاغة بابن القرية وتركهم سحبان وائل وهو أبلغ العرب
1354 - أفتك من البراض
وهو البراض بن قيس الكناني خلعه قومه لكثرة جناياته فحالف حرب بن أمية ثم قدم على النعمان بن المنذر وسأله أن يجعله على لطيمة يريد أن يبعث بها إلى عكاظ فلم يلتفت إليه النعمان وجعل أمرها إلى عروة بن عتبة بن جعفر بن كلاب فسار معه حتى وجد عروة بن عتبة خاليا فوثب عليه فضربه ضربة خمد منها واستاق العير وكتب إلى أهل مكة وهم بعكاظ
( لا شك تجني على المولى فيحملها ... أو كان يجني فأنت الحامل الجاني )
أما بعد فإني قتلت عروة بن عتبة الرحال بأوارة يوم السبت حين وضح الهلال من شهر ذي الحجة فروا رأيكم ومن أجزى ما حضر فقد أجزى ما عليه وقال
( إن غدا حيث يثور الريح ... ينكشف الأمر لك القبيح )
وهذا الشعر لمسافر بن عبد العزى الضمري فقال أهل مكة لهوازن
قد وقع بين قومنا شر ولا بد لنا من المسير إليهم لئلا يتفاقم الأمر ورحلوا على كل صعب وذلول ثم اتصل الخبر بهوازن فتبعوهم فدخلوا الحرم فكفوا عنهم فقال خداش بن زهير
( بأشده ما شددنا غير كاذبة ... على سخينة لولا الليل والحرم )
1355 - أفتك من الجحاف وهو الجحاف بن حكيم السلمي وذلك أنه دخل على عبد الملك لما وضعت الحروب بين الزبيرية والمروانية أوزارها وكان قد قتل من بني سليم فيها خلق كثير فقال الأخطل
( ألا سائل الجحاف هل هو ثائر ... بقتلى أصيبت من سليم وعامر )
فتهدده الجحاف وقال
( بلى سوف أبكيهم بكل مهند ... وأبكي عميرا بالرماح الخواطر )
فأرعد الأخطل فقال عبد الملك لا ترع فإني جارك منه قال هبك تجيرني منه في اليقظة فكيف تجيرني منه في المنام فأخذ الأشجع هذا فقال في الرشيد
( وعلى عدوك يا ابن عم محمد ... رصدان ضوء الصبح والإظلام )
( فإذا تنبه رعته وإذا هدا ... سلت عليه سيوفك الأحلام )
فقام الجحاف وسار إلى بشر وهو ماء لبني تغلب فصادف عليه منهم جمعا فقتل خمسمائة رجل ومن النساء والولدان جمعا كثيرا فقال الأخطل
( لقد أوقع الجحاف بالبشر وقعة ... إلى الله فيها المشتكى والمعول )
1356 - أفتك من الحارث بن ظالم
ومن حديثه أنه وثب بخالد بن حعفر بن كلاب وهو في جوار الأسود بن المنذر فقتله وطلبه الأسود ففاته فسار إلى جارات للحارث من بلي فاستاقهن وقد مر حديثه
1357 - أفتك من عمرو بن كلثوم
وذلك أنه فتك بعمرو بن هند في دار ملكه وإنتهب رحله وإرتحل موفورا لم يصب بشيء
1358 - أفصح من العضين
وهما دغفل وزيد بن الكيس اللذان قال الشاعر فيهما
( أحاديث عن أبناء عاد وجرهم ... يثورها العضان زيد ودغفل )
والعض الرجل المتعرض للأمور وهو العريض أيضا ويقال للداهية من الرجال العض
1359 - أفيل من الرأى الدبري
وهو الرأي الذي يأتي بعد فوت الأمر قال الشاعر
( تتبع الأمر بعد الفوت تغرير ... وتركه مقبلا عجز وتقصير )
الباب الحادي والعشرون
فيما جاء من الأمثال في أوله قاف
فهرسته القول ما قالت حذام
قد قيل ما قيل إن حقا وإن كذبا
قبلك ما جاء الخبر
قتل أرضا عالمها
قد لا يقاد بي الجمل
القطوف تبلغ الوساع
قلة ما قرت به العين صالح
قدح ابن مقبل
قبل عير وما جرى
قبل الرمي يراش السهم
قرع له ساقه
قد يضرط العير والمكواة في النار
قبل النفاس كنت مصفرة
قبح الله معزى خيرها خطة قف الحمار على الردهة ولا تقل له سأ
قلب له ظهر المجن
قد بين الصبح لذي عينين
قاسمه شق الأبلمة
قرب الوساد وطول السواد قرارة تسفهت قرارا
قد جد أشياعكم فجدوا
قد تخرج الخمر من الضنين
قضى نحبه
فهرست الأمثال المضروبة في المبالغة والتناهي الواقع في أوائل أصولها القاف
أقل من واحد
أقل من تبنة في لبنة
أقل من لا شيء في العدد أقل في القول من لا
أقصر من حبة
أقصر من نملة
أقصر من فتر الضب
ومن إبهام الضب
أقصر من إبهام الحبارى
أقصر من إبهام القطاة
أقصر من زب النملة
أقصر من غب الحمار
أقصر من ظاهرة الفرس
أقطف من نملة
أقطف من ذرة
أقطف من فريخ الذر
أقطف من حلمة الغول أقطف من أرنب أقبح من قردة أقبح من خنزير أقبح من الغول
أقبح من السحر
أقبح من زوال النعمة
أقبح آثارا من الحدثان
أقبح من قول بلا عمل
أقبح من من على نيل
أقبح من تيه بلا فضل
أقسى من صخرة
أقرب من البغت
أقرب من حبل الوريد
أقرب من عصا الأعرج
أقصد من اليد إلى الفم
أقصف من بروقة
أقضى من الدرهم
أقطع من البين
أقطع من جلم
اقد من شفرة
أقتل من السم
أقود من مهر
أقود من ظلمة
أقود من ليل
أقذر من معبأة
أقفط من تيوس البياع
أقفط من تيس بني حمان
أقفر من أبرق العزاف
أقفر من برية خساف
أقدم من البر
أقرش من المجبرين
أقرى من زاد الراكب
أقرى من حاسي الذهب
أقرى من غيث الضريك
أقرى من مطاعيم الريح
أقرى من أرماق المقوين
أقرى من آكل الخبز
تفسير الباب الحادي والعشرين 1360 - قولهم القول ما قالت حذام
يضرب مثلا في تصديق الرجل صاحبه
وأول من قاله اللجيم بن صعب والد حنيفة وعجل وكانت حذام امرأته فقال فيها
( إذا قالت حذام فصدقوها ... فإن القول ما قالت حذام )
فصار كل مصراع من هذا البيت مثلا في تصديق الرجل مخبره
1361 - قولهم قشرت له العصا
يضرب مثلا عند المكاشفة
1362 - قولهم قد قيل ذلك إن حقا وإن كذبا
والمثل للنعمان بن المنذر ومن حديثه أن عامر بن مالك ملاعب الأسنة وفد على النعمان في رهط من بني جعفر بن كلاب فيهم لبيد بن ربيعة فطعن فيهم ربيع بن زياد وذكر معايرهم ولم يزل به حتى صده عنهم فرجعوا إلى رحالهم يتشاورون في أمره فقال لبيد وهو غلام يحفظ رحلهم
إذا غابوا أنا صاحبه والله لئن جمعتم بيني وبينه لأفضحنه فقالوا له اشتم هذه البقلة لبقلة قدامهم تدعى التربة فقال هذه التربة لا تذكى نارا ولا توهل دارا ولا تسر جارا عودها ضئيل وفرعها ذليل وخيرها قليل أقبح البقول مرعى وأقصرها فرعا واشدها قلعا بلدها شاسع وآكلها جائع والمقيم عليها قانع يعني سائل فلما أصبحوا غدوا به معهم فوجدوا الربيع يأكل مع النعمان فذكر الجعفريون حاجتهم فاعترض فيها الربيع فقال لبيد
( أكل يوم هامتي مقرعه ... يا رب هيجا هي خير من دعه )
( نحن بنو أم البنين الأربعة ... سيوف جن وجفان مترعه )
( ونحن خير عامر بن صعصعه ... الضاربون الهام تحت الخيضعة )
( والمطعمون الجفنة المدعدعه ... مهلا أبيت اللعن لا تأكل معه
( إن استه من برص ملمعه ... وإنه يولج فيها إصبعه )
( يولجها حتى يوارى أشجعه ... كأنما يلمس شيئا ضيعه )
فقال النعمان كذلك أنت يا ربيع ثم قال أف لهذا طعاما وأمر بالربيع فصرف إلى أهله فكتب إلى النعمان
( لئن رحلت جمالي إن لي سعة ... ما مثلها سعة عرضا ولا طولا )
( بحيث لو وزنت لخم بأجمعها ... لم يعدلوا ريشة من ريش سمويلا )
وسمويل طائر والخيضعة البيضة قال الأصمعي هي الخضعة وهي الجلبة فأجابه النعمان
( شرد برحلك عني حيث شئت ولا ... تكثر علي ودع عنك الأباطيلا )
( قد قيل ما قيل إن حقا وإن كذبا ... فما اعتذارك من شيء إذا قيلا )
1363 - قولهم قبلك ما جاء الخبر
يقال ذلك لمن اطلع على سره قبل أن يفشيه
1364 - قولهم قد لا يقاد بي الجمل
يضرب مثلا للرجل يسن ويضعف فيتهاون به أهله والمثل لسعد بن زيد مناة بن تميم وذلك أنه كبر وضعف ولم يطق الركوب إلا أن يقاد به فقال يوما وابنه يقود به ويقصر قد لا يقاد بي الحمل معناه قد صرت لا يقاد بي الجمل ونحوه قول البرجمي
( أليس ورائي أن أدب على العصا ... فيشمت أعدائي ويسأمني أهلي )
وقال القطري
( وما للمرء خير في حياة ... إذا ما عد من سقط المتاع )
1365 - قولهم القطوف يبلغ الوساع
يقال ذلك في النهي عن العجلة
يقول ربما يلحق المتأني المتأخر بالعجول السابق لأن للعجول زللا يمنعه عن الإستمرار علىالسير كما قال القطامي
( وقد يكون مع المستعجل الزلل ... )
والقطوف الدابة المتقاربة الخطو والوساع الواسعة الشحوة والفرس تقول في معناه إذا رجع القطيع تقدمت العرجاء
1366 - قولهم قلة ما قرت به العين صالح
من قول أخزر بن زيد بن صقر
( وعند ابن منظور قلوص نجيبة ... أبت ماء حجر فهي شوساء طامح )
( إذا نهلت منه على اللوح شربة ... رأى أنها إن سامها العود طامح )
( بكرهي ما أمست بحجر حزينة ... لدى الباب مقصورا عليها المسارح )
وقال فيها
( قليل غناء الكثر في غير قلة ... وقلة ما قرت به العين صالح )
ومثله قول
( إذا وهدات أرضك كان فيها ... رضاك فلا تحن إلى رباها )
1367 - قولهم قدح ابن مقبل
أخبرنا أبو القاسم بن شيران عن عبد الرحمن بن جعفر عن الغلابي عن ابن عائشة قال لما هزم الحجاج ابن الأشعث كتب إليه عبد الملك أما بعد فما لك عندي مثل إلا قدح ابن مقبل فكتب الحجاج إلى قتيبة بن مسلم الباهلي أن ابن مقبل من أهلك وقد كتب إلي أمير المؤمنين بيتا فعرفني خبر قدحه فكتب إليه قتيبة أنه فاز تسعين مرة لم يخب فيها مرة واحدة فقال ابن مقبل فيه
( خروج من الغمى إذا صك صكه ... بدا والعيون المستكفة تلمح )
( مفدى مؤدى باليدين منعم ... خليع قداح فائز متمنح )
( إذا أمتحنته من معد قبيلة ... غدا ربه قبل المفيضين يقدح )
أي قد وثق بفوزه فهو يقدح النار لعمل اللحم
وقال الكميت حين هرب من سجن خالد القسري ولبس ثياب امرأة كانت تدخل عليه بطعامه
( خرجت خروج القدح قدح ابن مقبل ... إليك على تلك الهزاهز والأزل )
( علي ثياب الغانيات وتحتها ... عزيمة رأى أشبهت سلة النصل )
1368 - قولهم قتل أرضا عالمها
معناه ضبط الأمر من يعلمه وحذق به
وقتلت أرض جاهلها يراد أن الأمر يغلب من يجهله يقال قتلت الأرض إذا قطعتها سيرا وقتلت الشيء علما إذا علمته من وجوهه وقال الشاعر
( وما هداك إلى أرض كعالمها ... وما أعانك في غرم كغرام )
( ولا استعنت على قوم إذا ظلموا ... مثل ابن عم أبي الظلم ظلام
1369 - قولهم قبل عير وما جرى
معناه قبل عير وجريه ويراد به أنه ابتدأ الأمر قبل أن يجري له معنى يوجبه وهو في معنى قولهم
( ويأتيك بالأخبار من لم تزود ... )
وأول من روى ذلك عنه طرفة
وقال ابن عباس هو من كلام نبي وقال الشماخ
( وتعدو القبضي قبل عير وما جرى ... وما إن درت مالي ولم أدر مالها )
والعير هاهنا إنسان العين سمي عيرا لنتوئه معناه قبل لحظة العين قال تأبط شرا
( سوى تحليل راحلة وعير ... أغالبه مخافة أن يناما )
يعني إنسان عينه وعير القدم ما نتأ في وسطها والعير الوتد لنتوئه والعير عندهم السيد سمي بذلك لأن كل ما أشرف من عظم الرجل سمي عيرا فلما كان السيد أشرف قومه سموه عيرا وقيل بل سمى السيد عيرا تشبيها بعير الأتن لأنه قيمها وقريعها وعير جبل وفي الحديث أن رسول الله حرم ما بين عير إلى ثور
1370 - قولهم قبل الرمي يراش السهم
1371 - وقولهم قبل الرماء تملأ الكنائن
يضرب مثلا في الإستعداد للأمر قبل حلوله والكنانة الجعبة
ويراش يركب عليه الريش يقال رشته أريشه ريشا فأنا رائش والسهم مريش يقول ينبغي أن تصلح السهم قبل وقت الرمي
1372 - قولهم قرع له ساقه
معناه قد جد فيه قال سلامة بن جندل
( إنا إذا ما أتانا صارخ فزع ... كان الصراخ له قرع الظنابيب )
والصارخ ها هنا المستغيث وهو المغيث أيضا في موضع آخر والظنبوب عظم الساق
1373 - قولهم قد يضرط العير والمكواة في النار
يضرب مثلا للبخيل يعطى على الخوف وأصله أن مسافر بن عمرو بن أمية بن عبد شمس أراد تزوج امرأة وكان قد أملق فخرج إلى النعمان بن المنذر يسأله معونة فأكرمه النعمان وانزله فقدم قادم من مكة فأخبره أن أبا سفيان بن حرب تزوجها فمرض واستشفى فدعى له بطبيب فأشار عليه بالكي فقال له دونك فجعل يحمى مكاويه ويجعلها على بطنه وقريب منه رجل ينظر إليه ويضرط من الفزع فقال مسافر قد يضرط العير والمكواة في النار
وقال العديل بن فرخ
( أصبحت من حذر الحجاج منتحبا ... كالعير يضرط والمكواة في النار )
( قرم أغر إذا نالت أظافره ... أهل الشناءة عاموا في الدم الجاري )
1374 - قولهم قبل النفاس كنت مصفرة
1375 - وقولهم قبل البكاء كان وجهك عابسا
يضرب مثلا للبخيل يعتل بالإعسار فيمنع وهو في اليسار مانع وأصله أن المرأة تكون مصفرة من خلقة فإذا نفست تزعم أن صفرتها من النفاس والرجل يكون عابسا من غريزة فيه فيزعم أن عبوسه من البكاء
1376 - قولهم قبح الله معزى خيرها خطة
يضرب مثلا للقوم خيرهم رجل لا خير فيه
وخطة عنز معروفة غير مصروفة وقبح بالتخفيف كسر والمقبوح المكسور وقبح بالتشديد شوه
1377 - قولهم القراد يعيش بظهره عاما وببطنه عاما
يضرب مثلا في توكيد الصبر على الأمر وزعموا أن القراد يوجد فيدخل
في طنية فيضرب به الحائط فيبقى فيها سنة على بطنه ثم ينقلب فيبقى سنة على ظهره
1378 - قولهم قف الحمار على الردهة ولا تقل له سأ
معناه إذا أريت الرجل رشده فلا تكرهه عليه فقد فعلت ما وجب عليك كالحمار إذا وقفته على الردهة فإنه يشرب إن كانت به حاجة إلى الشرب ومن غير زجر
وسأ زجر معروف والردهة نقرة يجتمع فيها ماء السماء والجمع رداه وروى ولا تقل له هت وهت وهو زجر أيضا
1379 - قولهم قلب له ظهر المجن
أي انقلب عما كان عليه من وده والمجن الترس قال الشاعر
( بينما المرء رخى باله ... قلب الدهر له ظهر المجن )
ومثله قول الآخر
( بينا الفتى يسعى ويسعى له ... تاح له من أمره تائح )
وأنشدنا أبو أحمد عن ابي عمرو عن ثعلب
( حتى إذا قملت بطونكم ... ورأيتم أبناءكم شبوا )
( وقلبتم ظهر المجن لنا ... إن اللئيم العاجز الخب )
قملت بطونكم أي حسنت أحوالكم وأقمل الزرع إذا حسن نباته وكثر ويقولون في الغدر والحؤول عن العهد ركب أصول السخبر قال الشاعر
( ألبست أثواب الفتاة سراتكم ... من بعد ما ركبوا أصول السخبر )
أي قتلتهم فاحمرت أثوابهم بدمائهم فكأنها معصفرة كثياب الفتاة والفتاة الجارية والسخبر نبت وخصوه بذلك لأنه إذا طال تنكس فشبهوا رجوع الرجل عن مودته بإنتكاس السخبر بعد طوله وانتصابه
1380 - قولهم قد بين الصبح لذي عينين
يضرب مثلا للأمر ينكشف ويظهر
1381 - قولهم قاسمه شق الأبلمة
أي سوى القسمة بينه وبينه كما تشق الأبلمة وهي خوصة المقل
1382 - قولهم قرب الوساد وطول السواد
يضرب مثلا للأمر يلقى صاحبه في المكروه والمثل لبنت الخس
وذكر أنها زنت مع عبد لها فقيل لها ما حملك على الزنا مع عقلك ورأيك قالت قرب الوساد وطول السواد أي قرب مضجع الرجل منى وطول مسارته لي
والسواد المسارة وساوده إذا ساره وأصله من السواد وهو الشخص وذلك أن المسار يدني شخصه من شخص من يساره فيقال ساوده أي أدنى سواده من سواده
1383 - قولهم قرارة تسفهت قرارا
يضرب مثلا للشيء يتبع بعضه بعضا والقرار الضأن الواحدة قرارة قال علقمة
( والمال صوف قرار يلعبون به ... على نقادته واف ومحلوم )
وذلك أن الضائنة إذا قصدت شيئا تبعته إليه صواحبها وتسفهت إستخفت والسفه الخفة ومثله قولهم جرى الفرار استجهل الفرار ويروى نزو الفرار والفرار والفرير ولد البقرة
1384 - قولهم قد جد أشياعكم فجدوا
يقال ذلك للرجل يراد منه الدخول فيما دخل فيه أصحابه والأشياع
الأصحاب والمعاونون وشيعت الرجل صحبته وشايعته عاونته وقيل هذا الشعر في يوم ذي قار وخبره يطول
1385 - قد تخرج الخمر من الضنين
يضرب مثلا للرجل يعطى عند السكر وعند المدح وغيره مما يعرض له من سبب يسهل عليه معه الإعطاء وأصله أن زهير بن جناب الكلبي وقف عاشر عشرة من مضر إلى امرئ القيس بن عمرو بن المنذر فأعطى كل رجل منهم مائة من الإبل فقال زهير قد تخرج الخمر من الضنين فقال أو مني يا زهير قال ومنك فغضب وأقسم لا يعطى رجلا منهم بعيرا فلامه أصحابه فقال حسدتكم أن ترجعوا إلى هذا الحي من نزار بتسعمائة بعير وأرجع إلى قضاعة بمائة بعير وقال عنترة في نحو ذلك
( فإذا سكرت فإنني مستهلك ... ومالي وعرضي وافر لم يكلم )
( وإذا صحوت فما أقصر عن ندى ... وكما علمت شمائلي وتكرمي ) وزاد البحترى عليه في قوله
( تكرمت من قبل الكؤوس عليهم ... فما اسطعن أن يحدثن فيك تكرما )
1386 - قولهم قضى نحبه
أي قضى نفسه ومعناه أنه مات والنحب أيضا الخطر العظيم وأنشدوا
( عشية بسطام جرين على نحب ... )
وقضى نحبه أدى نذره وفي القرآن ( فمنهم من قضى نحبه ) وأنشدوا
( وإني لساع في رجال كما سعى ... ليلقى ثقل النحب عنه المنحب )
وقضى نحبه أي قضى هواه وقضى الأمر إذا عمله وفرغ منه قال الشاعر
( إذا المرء أسرى ليلة ظن أنه ... قضى عملا والمرء ما عاش عامل ) وهذا مثل قوله
( تموت مع المرء حاجاته ... وتبقى له حاجة ما بقى )
تفسير الأمثال المضروبة في المبالغة والتناهي الواقع في أوائل أصولها القاف
نذكر منه ما أشكل وما لم نذكر منها تقدم
1387 - أقصر من غب الحمار
1388 - أقصر من ظاهرة الفرس
لأن الحمار لا يصبر أكثر من غب والفرس لا بد له من أن يسقى كل يوم مرة والغب بعد الظاهرة والربع بعد الغب والخمس بعده ثم السدس ثم السبع ثم الثمن ثم التسع ثم العشر والخمس عند العرب أشأم الأظماء لأنهم لا يظمئون في القيظ أكثر منه والإبل في القيظ لا تقوى على أكثر منه
1389 - أقصف من بروقة
وهي شجيرة خوارة إذا قصفتها انقصفت بسرعة
1390 - أقضى من الدرهم لأنه إذا تقدم الحاجة قضيت وقلت أيضا
( ما بعث المرء في حوائجه ... أنجح من درهم ودينار )
وقلت
( وأمضى على الهول من صارم ... وأنجح سعيا من الدرهم )
1391 - أقود من مهر
لأن المهر إذا قيد عارض قائده وسبقه هكذا حكى المثل والمعنى أشد إنقيادا من المهر وأفعل من مفعول قليل في الكلام
1392 - أقود من ظلمة
من القيادة وهي امرأة من هذيل فجرت في شبابها حتى إذا عجزت قادت ثم أقعدت فإتخذت تيسا تطرقه الناس
وقيل لها أي الناس أنكح فقالت الأعمى العفيف فسمعها عوانة وكان مكفوفا فتعجب من معرفتها بذلك وقال ابن سيار
( بليت بورهاء زنمردة ... تكاد تقطرها الغلمه )
( تنم وتعضه جاراتها ... وأقود بالليل من ظلمه )
( ومن كل ساع لها ركلة ... ومن كل جار لها لطمه )
1393 - أقود من ظلمة
1394 - وأقود من ليل
من قول الشاعر
( لا تلق إلا بليل من تواصله ... فالشمس نمامة والليل قواد )
1395 - أقذر من معبأة
وهي خرقة الحائض
1396 - أقفر من برية خساف
هي برية بين السواجير وبالس بأرض الشام قال أبو الندى وقد سلكتها أنا هي ستة فراسخ لا يرى بها ماء ولا أثر إلا خربة يقال لها خربة بني العباس الكلابيين
1397 - أقرش من المجبرين
وهم هاشم وعبد شمس ونوفل والمطلب بنو عبد مناف سادوا بعد أبيهم فجبر الله بهم قريشا والقرش الجمع من التجارة
1398 - أقرى من زاد الراكب
قالوا هم ثلاثة مسافربن أبي عمرو وأبو أمية بن المغيرة والأسود ابن المطلب سموا أزواد الراكب لأنهم كانوا إذا سافروا مع قوم لم يتزودوا معهم
1399 - أقرى من حاسي الذهب
وهو عبد الله بن جدعان كان يشرب في إناء الذهب فسمى بذلك والقرى إطعام الضيف
1400 - أقرى من غيث الضريك
وهو قتادة بن مسلمة الحنفي وكان أجود قومه والضريك الفقير
1401 - أقرى من مطاعيم الريح
قال ابن الأعرابي هم أربعة أحدهم عم أبي محجن الثقفي ولم يذكر الباقين
1402 - أقرى من أرماق المقوين
قال أبو اليقظان هم كعب وحاتم وهرم والمقوى الذي صار في القواء وهو القفر من الأرض وفي القرآن ( ومتاعا للمقوين ) ثم سمى الفقير مقويا وقد أقوى إذا افتقر
1403 - أقرى من آكل الخبز
وهو عبد الله بن حبيب العنبري وكان يأكل الخبز ولا يرغب في التمر واللبن وكان سيد بني العنبر في زمانه فهم إذا فخروا قالوا منا آكل الخبز ومنا مجير الطير ومجير الطير ثوب بن سحمة العنبري
الباب الثاني والعشرون
فيما جاء من الأمثال في أوله كاف
فهرسته كالممهورة من نعم أبيها
كأنما أفرغ عليه ذنوب
كل شيء مهه ما خلا النساء وذكرهن
كل ذات صدار خالة
كان كراعا فصار ذراعا
كيف بغلام أعياني أبوه
كل مجر في الخلاء يسر
كل فتاة بأبيها معجبة
كأن على رءوسهم الطير
كفى حربا جانيها
كن وسطا وامش جانبا
كل امرئ في بيته صبى
كانت وقرة في حجر كان جرحا فبرئ
كل لائم مليم
كلب عس خير من أسد ربض
كلاهما وتمرا
كفى قوما بصاحبهم خبيرا
كالحادي وليس له بعير
كالقابض على الماء
كلا جانبي هرشي لهن طريق
كدمت غير مكدم
كطالب القرن فجدعت أذنه كمبتغي الصيد في عريسة الأسد
كفى برغائها مناديا
كسير وعوير
كفت على وئية
كل شاة تناط برجلها
كمعلمة أمها البضاع
كل أزب نفور
كيف توقى ظهر ما أنت راكبه
كالنازي بين القرينين
كراغية البكر
كل امرئ سيعود مريئا
كل ضب عنده مرداته
كل ذات بعل ستئيم
كدابغة وقد حلم الأديم
كحاطب الليل
كأنما قد سيره الآن
كيف الطلا
وأمه
كالمستغيث من الرمضاء بالنار
كثير النصح يهجم على كثير الظنة
كحاقن الإهالة
كلا زعمت أنه خصر
كل الصيد في جوف الفرا
كفا مطلقة تفت اليرمع
كأنهم في كوفان
كل الحذاء يحتذى الحافي الوقع
كل جان يده إلى فيه
كان بين الأميلين محل
كمش ذلاذله
الكلب أحب أهله إليه الظاعن
كذب العير وإن كان برح
كما تدين تدان
كيف ظنك بجارك قال كظني بنفسي
كالمهدر في العنة
كبارح الأروى
فهرست الأمثال المضروبة في المبالغة والتناهي الواقع في أوائل أصولها الكاف
أكذب من يلمع
أكذب من اليهير
أكذب أحدوثة من أسير
أكذب من أسير السند
أكذب من أخيذ الديلم
أكذب من أخيذ
أكذب من أخيذ الجيش أكذب من الأخيذ الصبحان أكذب من الشيخ الغريب
أكذب من مجرب
أكذب من السالئة
أكذب من دب ودرج
أكذب من برق لا سحاب
أكذب من فاختة
أكذب من صنع
أكذب من صبي
أكذب من حجينة
أكذب من المهلب ابن أبي صفرة
أكذب من قيس بن عاصم
أكذب من مسيلمة
أكسب من ذر
أكسب من نمل
أكسب من فأر
أكسب من ذئب
أكسب من فهد
أكسب من قشة
أكمد من حبارى
أكبر من لبد
أكثر من الدباء
أكثر من الغوغاء
أكثر من النمل
أكثر من الرمل
أكثر من تفاريق العصا
أكتم من الأرض
أكسى من البصل
أكفر من ناشرة
أكفر من حمار
أكرم من الأسد
أكره من خصلتي الضبع
أكرم من العذيق المرجب
تفسير الباب الثاني والعشرين 1404 - قولهم كالممهورة من نعم أبيها
يضرب مثلا للرجل يمتن بصنيعة كانت منفعتها له
وأصله أن امرأة طلبت من زوجها مهرها فأشار لها إلى إبل أبيها وقال تخيري وخذي فتخيرت قطعة منها فقال هي لك فرضيت
ومثله قولهم كالممهورة إحدى خدمتيها
وهي إمرأة راودها رجل عن نفسها فامتنعت إلا أن يمهرها فنزع خلخاليها وأعطاها إياه فرضيت وأمكنته فتمثلت العرب بهما في الحمق والخدمة الخلخال
1405 - قولهم كأنما أفرغ عليه ذنوب
يضرب مثلا للرجل ترميه بحجة تسكته والذنوب الدلو ولا تسمى ذنوبا حتى تكون ملأى وربما عنى به النصيب وفي القرآن ( ذنوبا مثل ذنوب أصحابهم ) وقال الراجز
( إنا إذا شاربنا شريب ... لنا ذنوب وله ذنوب )
( وإن أبى كان له الطبيب ... )
وأخذ أبو تمام معنى المثل فقال
( كأنني حين جردت الرجاء له ... صرفا صببت به ماء على الزمن )
وهو بيت مستهجن المعرض متكلف اللفظ بعيد الاستعارة
1406 - قولهم كل شيء مهه ما خلا النساء وذكرهن
معناه أن الحر يحتمل كل شيء إلا ذكر حرمته فإنه يمتعض منه
والمهه والمهاه اليسير فإذا أردت البقرة قلت مهاة بهاء ترجع تاء في الإدراج وهي في الأصل البلورة فشبهت البقرة بها لبياضها فأما قول ابن حطان
( وليس لعيشنا هذا مهاه ... وليست دارنا الدنيا بدار )
فالمهاه هاهنا النضارة والطراوة وهي بهاء خالصة
1407 - قولهم كل نجار إبل نجارها
يضرب مثلا لأشياء مختلفة يجمعها أصل واحد وأصله أن خاربا أغار على إبل من وجوه مختلفة فجاء بها إلى السوق فسألوه عن سمتها لتعرف أصولها فأنشأ يقول
( تسألني الباعة أين نارها ... إذ زعزعوها فسمت أبصارها )
( كل نجار إبل نجارها ... وكل دار لأناس دارها )
( وكل نار العالمين نارها ... )
والنار السمة
1408 - قولهم كل ذات صدار خالة
يضرب مثلا للرجل يغار على كل امرأة قريبة كانت أو بعيدة
وأصله أن همام بن مرة الشيباني أغار على بني أسد وكانت أمه أسدية فجعل يسبى النساء ويخبطهن فقالت امرأة منهن أبخالاتك تفعل هذا يا همام فقال كل ذات صدار خالة يقول النساء سواء ينبغي أن يصن كلهن فلو تجنبتكن لتجنبت غيركن فلم أغر أصلا وذلك غير ممكن ثم صار مثلا يضرب للرجل يمنع عن كل امرأة والصدار قميص تلبسه المرأة وقال النبي ( أي شيء خير للنساء فلم يجب أحد فقالت فاطمة رضي الله عنها ألا يرين الرجال ولا يروهن فقال النبي إنها بضعة مني )
1409 - قولهم كان كراعا فصار ذراعا
يضرب مثلا للرجل الذليل يصير عزيزا ونحوه قول أبي تمام
( فرزنت سرعة ما أرى يا بيدق ... ) ونحوه قول الشاعر
( أتذكر إذ قميصك جلد تيس ... و إذ نعلاك من جلد البعير )
( فسبحان الذي أعطاك ملكا ... وعلمك الجلوس على السرير )
1410 - قولهم كان جوادا فخصى
أي كان جلدا فقهر
1411 - قولهم كيف بغلام أعياني أبوه
يقول لم يستقم لي أبوك فكيف تستقيم أنت ومثله قولهم لا تقتن من كلب سوء جروا وقال الشاعر
( ترجو الوليد وقد أعياك والده ... وما رجاؤك بعد الوالد الولدا )
ومثله قول البعيث
( أترجو كليب أن يجيء حديثها ... بخير وقد أعيا كليبا قديمها )
وإقتناء الشيء أن تحفظه لنفسك وهي القنية وهي نحو الذخيرة والجرو ولد الكلب ونحوه من السباع
1412 - قولهم كل مجر في الخلاء يسر
يضرب مثلا للرجل يعجب بالفضيلة تكون منه من غير أن يقيسها بفضائل غيره فيسر بما يرى من سرعته ولعله إذا قرن بغيره تبين نقصه
والفرس تقول من صار إلى الحاكم وحده رجع منجحا ولفظه بالفارسية أفصح
1413 - قولهم كل فتاة بأبيها معجبة
قيل هو للأغلب العجلي في بعض شعره وذلك غلط وإنما هو للعجفاء بنت علقمة السعدى اجتمعت مع ثلاث نسوة فتحدثن فقلن أي النساء أفضل فقالت إحداهن الخريدة الودود الولود وقالت الأخرى خيرهن ذات الغناء وطيب الثناء وحسن الحياء وقالت الأخرى خيرهن الجامعة لأهلها الواضعة الرافعة قلن فأي الرجال أفضل قالت إحداهن
الحظي الرضي غير الخطل البطي وقالت الأخرى الغني المقيم فلا يشخص والراضي فلا يسخط وقالت الأخرى هو الوفي السنى الذي يكرم الحرة ولا يجمع الضرة فقالت إحداهن وأبيكن إنكن في نعت أبي فقالت العجفاء كل فتاة بأبيها معجبة فذهبت مثلا فقلن فأخبرينا عن أبيك قالت كان يكرم الجار ويعظم الخطار ويحمل الكبار ويأنف من الصغار فقالت الأخرى أبي والله عظيم الخطر منيع الوزر عزيز النفر فقالت الأخرة أبي والله صدوق اللسان حديد الجنان رذوم الجفان شديد الطعان فقالت الأخرى أبي والله كريم الفعال كثير النوال قليل السؤال منيف المعالي فتنافرن إلى كاهنة في الحي فقالت كل ماردة بأبيها واجدة ولنفسها حامدة ولكن اسمعن خير النساء المبقية على أهلها المانعة المعطية وخير الرجال الجواد البطل الكثير النفل ولم تنفر واحدة منهن
1414 - قولهم كأن على رءوسهم الطير
يضرب مثلا في الرزانة والحلم والركانة وقلة الطيش والعجلة حتى كأن على الرءوس طيرا يخاف أصحابها طيرانها فهم سكون لا يتحركون
والطير جماعة واحدها طائر كما يقولون صاحب وصحب وجعل أبو عبيدة وحده الطير واحدا وجمعا ومن جيد ما قيل في الهيبة قول بعضهم
( يلقى الكلام فلا يراجع هيبة ... والسائلون نواكس الأذقان )
( عز الوقار وخوف سلطان النهى ... وهو المهيب وليس ذا سلطان )
1415 - قولهم كفى حربا جانيها
قالوا يراد أن الجاني لو أراد الخير لم يهيج الشر وليس يدل ظاهر المثل على هذا المعنى ولكن يدل على أن من جنى الحرب كفى مؤونتها وشرها
1416 - قولهم كن وسطا وامش جانبا
معناه خالط الناس تعش في غمارهم وزايلهم بعملك وخلقك فإن أخلاق الجمهور وأعمالهم رديئة في كل زمان وكل مكان فجعل كونه وسط الناس مثلا لمخالطتهم ومشيه جانبا مثلا لمزايلة أعمالهم وأخلاقهم وقال صعصعة بن صوحان لابنه إذا لقيت المؤمن فخالصه وإذا لقيت الفاجر فخالقه ودينك فلا تكلمه ونحوه قول الشاعر
( خالق الناس بأخلاقهم ... لا تكن كلبا على الناس يهر )
وقد مر هذا البيت قبل
1417 - قولهم كل امرئ في بيته صبي
يضرب مثلا لحسن عشرة الرجل لأهله وقال معاوية إنهن يغلبن الكرام ويغلبهن اللئام وفي الحديث ( خيركم خيركم لأهله )
وقال بعض الحكماء لا ترج المعروف عند من لا يصطنع إلى أقاربه واللئيم من يحتاج أهله إلى غيره
1418 - قولهم كانت وقرة في حجر
يضرب مثلا في حسن احتمال المصيبة والوقرة الهزمة تكون في الحجر ومعناه أن المصيبة لم تهدمه ولم تهده كالهزمة في الحجر لا تذهب بقوته الهزمة حفر يكون في الحجر وغيره
ومن عجيب ما جاء في الصبر عند المصيبة أن رجلا دفن ثلاثة من ولده في يوم واحد ثم احتبى في نادي قومه وتحدث وكأن لم يفقد أحدا
فلاموه فقال ليسوا في الموت ببديع ولا أنا في المصيبة بأوحد ولا جدوى للجزع فعلام تلومونني
1419 - قولهم كل لائم مليم
يقول إن كل من أتى أمرا حسنا فلسبب دعاه إليه أو قبيحا فلعذر له فيه فلائمه إذا كان كذلك مليم والمليم المذنب الذي أتى ما يلام عليه
وفي القرآن ( فالتقمه الحوت وهو مليم ) وقال الشاعر في معنى المثل
( تدعو الضرورات في الأمور إلى ... سلوك مالا يليق بالأدب )
( وحيرة المرء في تطلبه ... تحمله أن يلج في الطلب )
( ما حامل نفسه على سبب ... إلا لعذر يكون في السبب )
ونحوه قول الآخر
( لعل له عذرا وأنت تلوم ... )
1420 - قولهم كلب عس خير من أسد ربض
يقول الرجل الضعيف المضطرب المحترف خير لنفسه ولأهله من القوي الكسلان
وعس واعتس إذا طوف والتمس ومنه سمى الطواف بالليل عسسا واحدهم عاس مثل خادم وخدم وقلت
( ليس الفتى بجماله ... لكن بنجدته وحزمه )
( كسل الفتى في شأنه ... سبب لفاقته وعدمه )
وقال الشاعر
( حضر الهموم وساده وتجنبت ... كسلان يصبح في المنام ثقيلا )
1421 - قولهم كلاهما وتمرا
أي كلاهما وأريد تمرا أو كلاهما أريدهما وأريد تمرا
1422 - قولهم كفى قوما بصاحبهم خبيرا
أي كل قوم أعلم بصاحبهم من غيرهم وهو من قول جثامة بن قيس أخي بلعاء بن قيس
( إذا لاقيت قومي فاسأليهم ... كفى قوما بصاحبهم خبيرا )
( بأني لا ينادى الحي ضيفي ... ولا ألحى على الخطأ الأميرا )
( وأعفو عن أصول الحق منهم ... إذا نشبت وأقتطع الصدورا )
لا ينادي الحي ضيفي فيحولوه إليهم لأنه يجد عندي ما يحب
والأمير الذي يؤامره أي أسامح صاحبي في الخطأ
وأقتطع الصدور أي آخذ عفوه ولا أستقصي عليه وكان الكسائي يقول كفى قوم وقال الفراء هو خطا والصواب النصب ومثله قولهم لكل أناس في بعيرهم خبر
1423 - قولهم كالحادي وليس له بعير
يضرب للرجل ينتحل ما لا يحسنه والحدو السوق من وراء الإبل
والقود من قدامها وأظن الرجل الذي ينتفخ بما لا يملك يضرب له هذا المثل
1424 - قولهم كقابض على الماء
يقال ذلك للرجل يطلب ما لا يحصل له وهو من قول الشاعر
( فأصبحت من ليلى الغداة كالقابض ... على الماء خانته فروج الأصابع )
وفي القرآن ( إلا كباسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه ) وهذا خلاف الأول والذي يبسط كفيه ليغترف فيهما الماء لا يحصل في كفيه منه شيء وكذلك من يقبض على الماء والمعنيان يتشابهان
1425 - قولهم كلا جانبي هرشي لهن طريق
قالوا يضرب مثلا للأمر يسهل من وجهين
وقال الأصمعي يضرب مثلا للأمرين يستويان من أي مأخذ أخذتهما وهرشي موضع وهو من قول الشاعر
( خذا بطن هرشي أو قفاها فإنه ... كلا جانبي هرشي لهن طريق )
وفي سهولة الأمر قولهم هو على طرف الثمام لأن الثمام لا يطول فيشق على التناول وقولهم هو على حبل ذراعك أي هو سهل القياد لا يخالفك
1426 - قولهم كدمت غير مكدم
يضرب مثلا للحاجة في غير موضعها أو من غير أهلها
والكلام العض والعامة تقول ضرب في حديد بارد وقال الأغلب
( قد نفخوا لو ينفخون في فحم ... )
وقال رجل لرجل نزل ببخيل نزلت بواد غير ممطور ورجل غير مسرور فأقم بندم أو إرتحل بعدم وقريب منه قول الآخر
( لئن قصرت في مدحك ... ما قصرت في منعي )
( لقد أرتعت أنعامي ... بواد غير ذي زرع )
وقال الآخر
( إني وأتيي ابن غلاف ليقريني ... كغابط الكلب يبغي الطرق في الذنب )
غبطه إذا حبسه ينظر به طرق أم لا والطرق الشحم وروى كعابط الكلب أي كذابحه
وفي سهولة الأمر قولهم هو على طرف الثمام لأن الثمام لا يطول فيشق على التناول وقولهم هو على حبل ذراعك أي هو سهل القياد لا يخالفك
1426 - قولهم كدمت غير مكدم
يضرب مثلا للحاجة تطلب في غير موضعها أو من غير أهلها
والكدم العض والعامة تقول ضرب في حديد بارد وقال الأغلب
( قد نفخوا لو ينفخون في فحم ... )
وقال رجل لرجل نزل ببخيل نزلت بواد غير ممطور ورجل غير مسرور فأقم بندم أو إرتحل بعدم وقريب منه قول الآخر
( لئن قصرت في مدحك ... ما قصرت في منعي )
( لقد أرتعت أنعامي ... بواد غير ذي زرع )
وقال الآخر
( إني وأتيي ابن غلاف ليقريني ... كغابط الكلب يبغي الطرق في الذنب )
غبطه إذا جسه ينظر أبه طرق أم لا والطرق الشحم وروى كعابط الكلب أي كذابحه
ومثله قول مسلم بن الوليد
( وإني وإشرافي عليك بهمتي ... لكالمتبغي زبدة الماء بالمخض )
وقول ابي العتاهية
( إن الذي بات يرنجيك كمن ... كمن يحلب تيسا من شهوة اللبن
1427 - قولهم كطالب القرن فجدعت أذنه
يضرب مثلا للرجل يطلب ربحا فيقع في الخسران وجدع قطع والجدع يكون في الأنف والأذن وهذا من أمثال الفرس ونظمه ناظم فقال
( طالبتها ديني فألوت به ... وعلقت قلبي مع الدين )
( فصرت كالهيق غدا يبتغي ... قرنا فلم يرجع بأذنين )
والهيق ذكرالنعام وألوى بالشيء ذهب به ولوى الدين إذا مطله والليان المطل
1428 - قولهم كمبتغي الصيد في عريسة الأسد
يضرب مثلا للرجل يخطئ في طلب الحاجة في غير موضعها فيطلبها حيث يغلب عليها وهو من قول الشاعر
( يا ظبي السهل والأجبال موعدكم ... كمبتغى الصيد في عريسة الأسد )
وعريسة الأسد وعرينه موضعه
1429 - قولهم كفى برغائها مناديا
يضرب مثلا للشيء تكتفي بمنظره عن تعرف حاله وأصله أن ضيفا أناخ بفناء رجل فجعلت راحلته ترغو فقال الرجل ما هذا الرغاء أضيف أناخ بنا فلم يعرفنا مكانه فقدم قراه فقال الضيف كفى برغائها مناديا ومثله قولهم يغنيك عن مجهوله مرآته وقولهم هو الجواد عينه فراره
وأخذ المحدثون هذا المعنى فقال بعضهم شهادات الفعال أعدل من شهادات الرجال وقال ابن الرومي
( حالي تنادي بما أوليت معلنة ... فكل ما تدعيه غير مردود )
( كلي هجاء وقتلي لا يحل لكم ... فما يداويكم مني سوى الجود )
1430 - قولهم كسير وعوير
يضرب مثلا في الخلتين المكروهتين والرجلين الرديئين فيقال كسيروعوير وكل غير خير وفي معناه قولهم كحماري العبادي
وسئل عن حمارين له أيهما شر فقال ذا ثم ذا وربما قالوا ذا ذا فإذا أرادوا أنه وقع بين شرين لا ينجو من أحدهما قالوا كالأشقر إن تقدم نحر وإن تأخر عقر ويقولون هما خطتا خسف أي خصلتا سوء ومنه قول الأعشى
( فقال ثكل وغدر أنت بينهما ... فاختر وما فيهما حظ لمختار )
1431 - قولهم كفت إلى وئية
الكفت القدر الصغيرة والوئية القدر الكبيرة ويضرب مثلا للرجل يحمل صاحبه مكروها كبيرا ثم يزيده آخر صغيرا كذا قال بعضهم وقال غيره هو مثل للرجل الكسوب والمرأة الحفوظ وجمع الوئية وئاء
1432 - قولهم كل شاة تناط برجلها
معناه لا يؤاخذ الرجل بذنب غيره
وتناط تعلق وفي خلاف ذلك قولهم
( كذى العر يكوى غيره وهو راتع ... )
والعر قرح يصيب الإبل في مشافرها فتزعم العرب أن الصحيح منها إذا كوى برئ السقيم الذي به العر وقال الكميت
( ولا أكوى الصحاح براتعات ... بهن العر قبلي ما كوينا )
وهو من قول النابغة
( أحملتني ذنب امرئ وتركته ... كذي العر يكوى غيره وهو راتع )
ومثله قول الحارث بن حلزة
( عننا باطلا وظلما كما تعتر ... عن حجرة الربيض الظباء )
وكانوا يقولون عند المكروه يصيبهم لئن خلصوا منه ليذبحن في رجب ذبائح من الغنم والإبل فإذا خلصوا منه اصطادوا ظباء فذبحوها واستبقوا الغنم والعتر الذبح والعتيرة المذبوح والربيض الغنم
1433 - قولهم كمعلمة أمها البضاع
يضرب مثلا للرجل يعلم من هو أعلم منه
والبضاع النكاح وقريب منه قولهم كمستبضع تمرا إلى أهل خيبر والمستبضع الذي يحمل بضاعته بنفسه والمبضع الذي يبعث بها مع غيره وهو من قول حسان
( فإنا ومن أهدى القصائد نحونا ... كمستبضع تمرا إلى أهل خيبرا )
والفرس تقول في هذا المعنى كمن يهدى الحجارة إلى الجبل
1434 - قولهم كل أزب نفور
يضرب مثلا للرجل ينفر من كل شيء
والأزب من الإبل الكثير شعر الوجه حتى يشرف على عينيه فكلما رآه نفر فهو دائم النفار
والمثل لزهير بن جذيمة العبسي وكان خالد بن جعفر بن كلاب يطلبه بذحل فأقبل يوما وزهير يهنأ إبله ومعه أسد بن جذيمة وكان أشعر فأخبر زهيرا بمجيئه فقال زهير كل أزب نفور يعني أنه ليس علي منه ضرر وإنما نفورك منه كنفور الأزب من شعر عينيه ووجهه وقال الشاعر
( كما حاد الأزب عن الظعان ... )
والظعان حبل يشد به الهودج
1435 - قولهم كيف توقى ظهر ما أنت راكبه
معناه كيف تنجو مما أنت داخل فيه وأوله
( فإلا تجللها يعالوك فوقها ... وكيف توقى ظهر ما أنت راكبه )
ونحوه قول أوس بن حارثة إنما تعزى من ترى ويعزك من لا ترى
والعز هاهنا الغلبة ويقولون ما ينفع حذر من قدر وقال أكثم بن صيفي من مأمنه يؤتى الحذر وقلت
( وقد يعرض المحذور من حيث ترتجى ... ويمكنك المرجو من حيث تتقى )
1436 - قولهم كالنازي بين القرينين
يضرب مثلا للرجل يتعرض للمكروه حتى يقع فيه وأصله البكر يكون مخلى فيأخذ في النزوان حتى يؤخذ فيوثق في القران وهو الحبل الذي يقرن به البعيران أو ينزو فيدخل بين القرينين فيعلق بحبلهما
والقرينان البعيران يشدان بحبل لئلا يشردا قال ابن مقبل
( ولا تكونن كالنازي ببطنته ... بين القرينين حتى ظل مقرونا )
وقال جرير
( قد جربت عركي في كل معترك ... غلب الأسود فما بال الضغابيس )
( وابن اللبون إذا مالز في قرن ... لم يستطع صولة البزل القناعيس )
والضغابيس الضعاف من كل شيء والقناعيس الفحول المختارة الواحد قنعاس وربما سمى السيد قنعاسا
1437 - قولهم كراغية البكر
يقال كانت عليهم كراغية البكر يعني بكر ثمود حين رماه قدار ابن سالف فرغا فأنزل الله تعالى بهم العذاب والراغية هاهنا تجري مجرى المصدر كما قيل العافية والعاقبة قال النابغة الجعدي
( رأيت البكر بكر بني ثمود ... وأنت كذاك بين الأشعرينا )
وقال زهير كأحمر عاد وإنما أراد ثمود وصار قدار مثلا في الشؤم فقيل أشأم من قدار ويروى بالذال
1438 - قولهم كل امرئ سيعود مريئا
أي كل كبير الشأن سيصير صغيرا بالغير أو بالموت وقريب من ذلك قولهم من يجتمع تتقعقع عمده أي سيصير إلى التفرق ونحوه قول عروة بن الورد
( أليس ورائي أن أدب على العصا ... فيشمت أعدائي ويسأمني أهلي )
( رهينة قعر البيت كل عشية ... يطوف بي الولدان أحدب كالرال )
والرال ولد النعام
1439 - قولهم كل ضب عنده مرداته
معناه لا تغتر بالسلامة فإن الأحداث والآفات معدة والمرداة الحجر الذي يردى به الحجر أي يرمى به فيكسره يقال رديت الرجل إذا رميته بحجر يعني أن من أراد الضب في أي موضع رآه وجد حجرا يرميه به وقيل إن الضب سيء الهداية فلا يتخذ جحره عند حجر يجعله علامة له فإذا خرج أخذ طالبه الحجر فرماه به
1440 - قولهم كل ذات بعل ستئيم
معناه ستصير ايما لا زوج لها ومنه قول الشاعر
( أفاطم إني هالك فتبيني ... ولا تجزعي كل النساء يئيم )
وروى كل النساء يتيم وهو تصحيف تقول آمت المرأة إذا مات زوجها وآم الرجل إذا ماتت امرأته وكل واحد منهما أيم ودعا بعضهم على رجل فقال ماله آم وعام أي ماتت امرأته وإبله فصار أيما عيمان والعيمان الذي يشتهي اللبن والاسم العيمة
1441 - قولهم كدابغة وقد حلم الأديم
يضرب مثلا للرجل يشرع في إصلاح ما لا يصلح
وهو من شعر للوليد ابن عقبة أخبرنا أبو القاسم عن العقدي عن أبي جعفر عن المدائني عن عوانة ويزيد بن عياض عن الزهري قال ورد علي الكوفة بعد الجمل في شهر رمضان سنة ست وثلاثين فعاتب قوما لم يشهدوا معه الجمل فاعتذر بعضهم بالغيبة وبعضهم بالمرض ثم استعمل عماله فكتب إلى معاوية مع ضمرة بن يزيد الضمري وعمرو بن زرارة النخعي يريده على البيعة فقال لهما معاوية إن عليا آوى قتلة ابن عمي وشرك في علي دمه فإن دفع إلي قتلته وأقرني على عملي بايعته وكتب بذلك معاوية إلى فقال علي يشرط علي معاوية الشروط في البيعة ويسأل مني قتلة عثمان والله ما قتلته ولا مالأت على قتله ويسألني أن أدفع إليه قتلة عثمان وما معاوية والطلب بدم عثمان وإنما هو رجل من بني أمية وبنو عثمان أحق بالطلب بدم أبيهم فإن زعم أنه أقوى على ذلك منهم فليبا يعني وليحاكم إلي فقال الوليد بن عقبة
( ألا أبلغ معاوية بن صخر ... فإنك من أخي ثقة مليم )
( قطعت الدهر كالسدم المعنى ... تهدر في دمشق ولا تريم )
( يمنيك الإمارة كل ركب ... بأنقاض العراق لها رسيم )
( فإنك والكتاب إلى علي ... كدابغة وقد حلم الأديم )
( لك الخيرات فاحملنا عليهم ... فخير الطالب الترة الغشوم )
( وقومك بالمدينة قد أصيبوا ... لهم صرعى كأنهم الهشيم )
( فلو كنت القتيل وكان حيا ... لشمر لا ألف ولا سؤوم )
فتمثل معاوية قول أوس بن حجر
( ومستعجب مما يرى من اناتنا ... ولو زبنته الحرب لم يترمرم )
1442 - قولهم كحاطب الليل
يضرب مثلا للرجل يجمع كل شيء ولا يميز الجيد من الردئ والحاطب الذي يجمع الحطب وصناعته الحطابة وإذا حطب بالليل جمع في حبلة الحية والعقرب ويقال فلان يحطب في حبل فلان أي يعينه
1443 - قولهم كأنما قد سيره الآن
يضرب مثلا للرجل الجديد الشأن لم يتغير والقد القطع طولا والقط القطع عرضا وفي حديث علي عليه السلام أنه كان إلا علا بالسيف قد وإذا اعترض قط ومنه يقال قط القلم
1444 - قولهم كيف الطلا وأمه
يضرب مثلا للرجل يذهب همه ويخلو لشأنه وقد ذكرنا أصله قبل
1445 - قولهم كالمستغيث من الرمضاء بالنار
يضرب مثلا للرجل يفر من الأمر إلى ما هو شر منه قال الشاعر
( المستغيث بعمرو عند كربته ... كالمستغيث من الرمضاء بالنار )
ونحوه قول إبراهيم بن العباس
( وإني وإعدادي لدهري محمدا ... كملتمس إطفاء نار بنافخ )
والرمضاء التراب الحار وقد رمض التراب إذا حمى ومنه قيل شهر رمضان لأنهم حين سموا الشهور وافق شهر رمضان وقت شدة الحر
كما قيل جمادى لأنها وافقت أذ ذاك وقت جمود الماء وشهرا ربيع وافقا فصل الربيع فثبتت التسمية على ذلك قال الشاعر
( في ليلة من جمادى ذات أندية ... لا يبصر الكلب من ظلمائها الطنبا )
والأندية هاهنا جمع ندى والأصل في جمع ماكان على هذا البناء أفعال مثل ندى وأنداء وقفا وأقفاء ولم يجيء في جمع هذا أفعلة إلا هاهنا
1446 - قولهم كثير النصح يهجم على كثير الظنة
المثل لأكثم بن صيفي ومعناه أنك إذا بالغت في النصح لصاحبك ظن أنك تريد حظا لنفسك وقال أكثم في موضع آخر إذا بالغت في النصيحة فتأهب للتهمة وأنشدنا أبو أحمد عن الصولي عن أبي ذكوان قال أنشدني عمارة بن عقيل
( ألم تعلموا أني وإن قل شكركم ... لأعراضكم واق أحوط وأمدح )
( وكم سقت في آثاركم من نصيحة ... وقد يستفيد الظنة المتنصح )
1447 - قولهم كل شيء ينفع المكاتب إلا الخنق
يقال هذا عند النفع القليل المتبلغ به
وأصله ان مكاتبا سأل امرأة
فاعتذرت أنها لا تملك إلا نفسها فبذلتها له فعند ذاك قيل هذا الكلام والخنق بكسر النون أفصح
1448 - قولهم كحاقن الإهالة
يقال أنا منه كحاقن الإهالة يراد أني عالم به
وحاقن الإهالة لا يحقنها حتى يروزها فيدخل إصبعه فيها فإن رآها قد بردت حقنها لئلا يحترق السقاء والإهالة الودك المذاب
1449 - قولهم كلا زعمت أنه خصر
يضرب مثلا للرجل يظن أنه ضعيف فيوجد قويا
وأصله أن رجلين اشرف لهما فارس فقال أحدهما للآخر اسبقه فقال الآخر إنه خصر أي قد أصابه البرد فلا يقدر على الطعن فشد الفارس فطعن فقال كلا زعمت أنه خصر والخصر البرد والخرص الجوع مع البرد
وكلا هاهنا نفي وقد يكون في موضع آخر إثباتا بمعنى حقا وقد جاء في القرآن بالمعنيين جميعا
1450 - قولهم كل الصيد في جوف الفرا
المثل قديم وأصله أن قوما خرجوا للصيد فصاد أحدهم ظبيا وآخر
أرنبا وآخر فرا وهو الحمار الوحشي فقال لأصحابه كل الصيد في جوف الفرا أي جميع ما صدتموه يسير في جنب ما صدته
وتمثل به رسول الله
وأخبرنا أبو أحمد عن ابن الأنباري عن إسماعيل بن إسحاق عن علي المديني عن سفيان عن وائل بن داود عن نصر بن عاصم قال أخر أبو سفيان في الإذن فقال يارسول الله كدت تأذن لحجارة الجلهمتين قبلي فقال رسول الله إنك وذلك يا أبا سفيان كما قال القائل أو كما قال الأول كل الصيد في جوف الفرا أوفي جنب الفرا
قال الشيخ رحمه الله ولم يسمع بجلهمة إلا في هذا الحديث وإنما هو جلهة الوادي يعني وسطه
1451 - قولهم كف مطلقة تفت اليرمع
يضرب مثلا للرجل يغتم فيولع بما ليس من حاجته واليرمع حجارة رخوة وفي معناه قول المجنون أو غيره
( عشية مالي حيلة غير أنني ... بلقط الحصا والخط في الدار مولع )
1452 - قولهم كل الحذاء يحتذى الحافي الوقع
يقول إن المجهود يقنع بأدنى بلغة والوقع أن تغلظ الحجارة على
الرجل فلا يقدر أن يمشي عليها يقال وقع يوقع وقعا وهو من أرجوزة لبعض الأعراب
( يا ليت لي نعلين من جلد الضبع ... وشركا من إستها لا تنقطع )
( كل الحذاء يحتذى الحافي الوقع ... ) ونحوه قول الشاعر
( وما عن رضى كان الحمار مطيتي ... ولكن من يمشي سيرضى بماركب )
وقول ابن أبي عيينة
( ما أنت كلحم ميت ... يدعو إلى أكله اضطرار )
1453 - قولهم كان بين الأميلين محل
يراد به كان في الأمر متسع والأميلان جبلان من رمل بينهما شقيقة تكون ميلا أو ميلين والشقيقة جلد بين رملتين
1454 - قولهم كمش ذلاذله
أي رفع ما استرخى من ثيابه وشمر في أمره
والذلاذل أطراف الذيل واحدها ذلذل
1455 - قولهم الكلب أحب أهله إليه الظاعن
يضرب مثلا للرجل يحب الشخوص ولا يكاد يستقر والكلب إذا خف أهله هش وتبع الظاعن منهم وفي الترغيب في السفر قولهم الراحة عقلة وحب الهوينا يكسب النصب وقال أبو تمام
( وإن مقام المرء في الحي مخلق ... لديباجتيه فاغترب تتجدد ) وقال نهيك بن إساف
( سيكفيك سعيي في البلاد وغربتي ... وبعل التي لم تحظ في الحي جالس )
وقال الآخر
( أبيض بسام برود مضجعه ... واللقمة الفرد مرارا تشبعه )
أي لا ينام عليه فهو بارد وقيل من غلى دماغه في الصيف غلت قدره في الشتاء وقال آخر
( إن تأتياني في الشتاء وتلمسا ... مكان فراشي فهو بالليل بارد )
وقال الحطيئة
( دع المكارم لا ترحل لبغيتها ... واقعد فإنك أنت الطاعم الكاسي )
1456 - قولهم كذب العير وإن كان برح
يضرب مثلا للرجل يصيبه المكروه مع توقيه له والمثل لأبي داود الإيادي وهو قوله
( قلت لما نصلا من قنة ... كذب العير وإن كان برح )
أي عليك بالعير وإن كان قد أخذ من يسارك إلى يمينك وذلك أن الطعن على اليمين باليسار شديد يقال كذب عليك الغزو وكذب عليك الماء أي عليك بذلك ومنه قول عمر رضي الله عنه لعمرو بن معد يكرب وقد شكا إليه المغص كذب عليك العسل أي عليك به والعسل ضرب من المشي فيه سرعة
1457 - قولهم كيف ظنك بجارك قال كظني بنفسي
وذلك أن كل أحد يظن بالناس مثل طريقته وفعله وقال المجنون
( وتحسب ليلى أنني إذ هجرتها ... حذار الأعادي إنما بي هونها )
( ولكن ليلى لا تفي بأمانة ... فتحسب ليلى أنني سأخونها ) "
( وبي من هواها ما لو أني أبثه ... جماعة أعدائي بكت لي عيونها ) وإلى هذا المعنى أشار الشاعر بقوله
( ويأخذ عيب الناس من عيب نفسه ... )
ونحوه قول الآخر وليس منه بعينه
( وأجرأ من رأيت بظهر غيب ... على عيب الرجال ذوو العيوب )
( 1458 قولهم كالمهدر في العنة
يضرب مثلا للرجل يتهدد ولا يضر
وأصله يحبس عن ألافه في العنة فيأسف ويهدر ولا ينفعه ذلك شيئا والعنة حظيرة تعمل من الشجر يحبس فيها البعير وقال الوليد بن عقبة
( قطعت الدهر كالسدم المعنى ... تهدر في دمشق ولا تريم )
والمعنى يعني المحبوس في العنة وأصله المعنى كما قيل في المتظنن المتظني ونحو المثل قول المثقب العبدي واسمه عائذ بن محصن
( ألا من مبلغ عدوان عني ... وما يغني التوعد من بعيد )
1459 - قولهم كالأرقم إن يقتل ينقم وإن يترك يلقم
يضرب مثلا للرجل يتوقع شره في كل حال
والأرقم الحية وربما وطئ الرجل الحية وهي ميتة فيسرى سمها فيه فتقتله وقد تقتل أيضا من شم رائحتها ومن الحيات ماإذا قتلها الإنسان مات لإجراء سم يتميز إليه من جسده ولهذا نهى بعض الأوائل عن قتل الحيات إلا أن تعرف أجناسها
قولهم كالمهدر في العنة
يضرب مثلا للرجل يتهدد ولا يضر
وأصله البعير يحبس عن ألافه في العنة فيأسف ويهدر ولا ينفعه ذلك شيئا والعنة حظيرة تعمل من الشجر يحبس فيها البعير وقال الوليد بن عقبة
( قطعت الدهر كالسدم المعنى ... تهدر في دمشق ولا تريم )
والمعنى يعني المحبوس في العنة وأصله المعنن فقال المعنى كما قيل في المتظنن المتظني ونحو المثل قول المثقب العبدي واسمه عائذ بن محصن
( ألا من مبلغ عدوان عني ... وما يغني التوعد من بعيد )
1459 - قولهم كالأرقم إن يقتل ينقم وإن يترك يلقم
يضرب مثلا للرجل يتوقع شره في كل حال
والأرقم الحية وربما وطئ الرجل الحية وهي ميتة فيسرى سمها فيه فتقتله وقد تقتل أيضا من شم رائحتها ومن الحيات ماإذا قتلها الإنسان مات لإجراء سم يتميز إليه من جسده ولهذا نهى بعض الأوائل عن قتل الحيات إلا أن تعرف أجناسها
1460 - قولهم كما تدين تدان
أي كما تفعل يفعل بك والدين الجزاء وفي القرآن ( مالك يوم الدين ) وقيل الدين هاهنا الحساب وأصل الدين الإنقياد يقال دانوا لملكهم إذا إنقادوا له
والمثل ليزيد بن الصعق أخبرنا أبو أحمد عن ابن دريد عن أبي حاتم عن الأصمعي قال كان ملك من ملوك غسان يعذر النساء لا يبلغه عن امرأة جمال إلا أخذها فأخذ بنت يزيد بن الصعق الكلابي وكان أبوها غائبا فلما قدم أخبر فوفد إليه فصادفه منتديا وكان الملك إذا انتدى لا يحجب عنه أحد فوقف بين يديه وقال
( يا أيها الملك المقيت أما ترى ... ليلا وصبحا كيف يختلفان )
( هل تستطيع الشمس أن تؤتى بها ... ليلا وهل لك بالمليك يدان )
( فاعلم وأيقن أن ملكك زائل ... واعلم بأن كما تدين تدان )
فأجابه الملك
( إن التي سلبت فؤادك خطة ... مرفوضة ملآن يا ابن كلاب )
( فارجع بحاجتك التي طالبتها ... والحق بقومك في هضاب أباب )
ويروى إراب
ثم نادى أن هذه السنة مرفوضة فقال أبو عبيدة ما أنشد هذا البيت ملك ظالم إلا كف من غربه
قال الشيخ رحمه الله المقيت المقتدر وفي القرآن الكريم ( وكان الله على كل شيء مقيتا )
أي مقتدرا وانتدى الرجل إذا جلس في النادي وهو المجلس وابتدى إذا خرج إلى البادية
1461 - قولهم كبارح الأروي
يقال فلان كبارح الأروي يراد أنه لا يرى وذلك أن الأروي لا بارح لها لأن البارح يكون في الفضاء والأروي تسكن الجبال
والأروي جمع أروية وهي العنز الجبلية ويقولون تجمع بين الأروي والنعام يجعل مثلا للشيئين لا يجتمعان وذلك أن الأروي لا يكون إلا في الجبل والنعام لا يكون إلا في السهل فلا يكون بينهما اجتماع أبدا
1462 - قولهم الكلاب على البقر
يضرب مثلا للأمرين أو للرجلين لا يبالي أهلكا أو سلما ويقال الكلاب والكلاب على البقر بالرفع والنصب
1463 - قولهم كل شيء أخطأ الأنف جلل
أي كل ما لم يكن مواجهة فلا تبال به والجلل هو الصغير هاهنا وهو الكبير في موضع آخر ويقال كل شيء ما خلا الموت جلل أي هين
1464 - قولهم كالسيل تحت الدمن
يضرب مثلا لمن يخفى عداوته والدمن هاهنا الغثاء الذي يركب السيل وأصله البعر
تفسير الأمثال المضروبة في المبالغة والتناهي الواقع في أوائل أصولها الكاف
1465 - أكذب من يلمع
وهو السراب وقيل حجر يبرق من بعيد فيظن ماء وليس به
1466 - أكذب من اليهير
وهو السراب أيضا
1467 - أكذب أحدوثة من أسير
لأنه إذا حصل في يد الأعداء غريبا ادعى لنفسه ولقومه ما ليس لهم قال الشاعر
( وأكذب أحدوثة من أسير ... وأروغ يوما من الثعلب )
1468 - أكذب من أسير السند
لأن الخسيس منهم إذا أخذ ادعى لنفسه أنه ابن الملك
1469 - أكذب من أخيذ
وهو الأسير يكذب لينجو
1470 - أكذب من أخيذ الجيش
وهو الذي يأخذه أعداؤه فيستدلونه على قومه فيكذبهم
1471 - أكذب من الأخيذ الصبحان
وأصله أن رجلا خرج من حيه وقد اصطبح فلقيه جيش يريدون قومه فسألوه عنهم فقال لا عهد لي بهم ثم غلبه البول فعلموا أنه مصطبح فطعنوه في بطنه فبدره اللبن فعلموا أن الحي قريب فقصدوهم فظفروا بهم
وقد يقال أكذب من الأخذ على وزن فعل والأخذ داء يأخذ الفصيل فيدنى من أمه وهي حافل فيضرب برأسه ويعرض كأنه لا يجد شيئا فجعل مثلا للكاذب
1472 - أكذب من الشيخ الغريب
لأنه يتزوج في الغربة وهو ابن سبعين فيزعم أنه ابن أربعين
1473 - أكذب من مجرب
وهو الذي له إبل جربى فيخاف أن يطلب من هنائه فيقول أبدا ليس عندي هناء
1474 - أكذب من السالئة
لأنها إذا سلأت السمن كذبت مخافة العين فتقول قد إرتجن أي إحترق ولم يخلص
1475 - أكذب من دب ودرج
أي أكذب الكبار والصغار دب لضعف الكبر ودرج لضعف الصغر وقيل بل معناه أكذب الأحياء والأموات
والدبيب للحي والدروج للميت يقال درج القوم إذا انقرضوا
1476 - أكذب من فاختة
مثل مولد مأخوذ من قول الشاعر
( أكذب من فاختة ... تقول وسط الكرب )
( والطلع لم يبدلها ... هذا أوان الرطب )
1477 - أكذب من صنع
لأنه كل يوم يرجف بالخروج وهو مقيم وهو مثل قولهم إذا سمعت بسرى القين فإنه مصبح
1478 - أكذب من صبي
لأنه لا تمييز له فكل ما جرى على لسان تحدث به
1479 - أكذب من حجينة
رجل ولم نسمع له في الكذب حديثا
1480 - أكذب من المهلب بن أبي صفرة
لأنه كان يجلس بالعشيات فيتحدث بأكاذيب يكيد بها الأعداء
1481 - أكذب من قيس بن عاصم
من قول زيد الخيل
( فلست بفرار إذا الخيل أحجمت ... ولست بكذاب كقيس بن عاصم )
1482 - أكسب من ذر
1483 - أكسب من نمل
1484 - أكسب من فأر
لأنه ليس في الحيوان أكثر دءوبا في الجمع من هذه الأصناف
1485 - أكسب من ذئب
لأنه الدهر يطلب صيدا لا يهدأ ولا ينام
1486 - أكسب من فهد
لأن الفهود الهرمة العاجزة عن الصيد تجتمع على فهد فتي فيصيد لها ويطعمها
1487 - أكيس من قشة
وهي جرو القرد يجعل مثلا للصغار خاصة
1488 - أكمد من حبارى
لأنها تلقى في التحسير عشرين ريشة في دفعة واحدة فتقعد عن الطيران وإذا رأت الطير تطير كمدت قال الشاعر
( وزيد ميت كمد الحبارى ... إذا بانت وجيهة أو تلم )
1489 - أكبر من لبد
قد مر ذكره
1490 - أكثر من تفاريق العصا
قد مضى تفسيره
1491 - أكفر من ناشرة
من كفر النعمة وذلك أن همام بن مرة استنقذه من أمه وهي تريد أن تئده فرباه وأحسن إليه فلما ترعرع قتل هماما وقد مر حديثه
1492 - أكفر من حمار رجل من عاد وقد مر ذكره
1493 - أكرم من العذيق المرجب
وهي النخلة يكثر حملها فتميل فتدعم بدعامة فيقولون رجبتها واسم الدعامة الرجبة أي هو مثل هذه النخلة في كثرة حملها
1494 - أكره من خصلتي الضبع
يضرب مثلا للأمرين ليس فيهما محبوب وأصله فيما تزعم العرب أن الضبع صادت ثعلبا فقال الثعلب مني علي أم عامر فقالت خيرتك بين خصلتين إما أن آكلك وإما أن أقتلك فقال الثعلب أما تذكرين أم عامر يوم نكحتك بهوب دابر فقالت الضبع متى ذا فانفتح فوها فأفلت الثعلب
الباب الثالث والعشرون
فيما جاء من الأمثال في أوله لام فهرسته
ليس لمكذوب رأي
الليل أخفى للويل
لقد كنت وما أخشى بالذئب
لكن بشعفين أنت جدود
لكن على بلدح قوم غجفى
لكن بشرمة لحم لا يظلل
لو خيرت لاخترت
لبست عليه أذنى
لولا الوئام هلك اللئام
لقوة لاقت قبيسا
لمثل ذا كنت أحسيك الحسا
ليس عبد بأخ لك
ليس عليك نسجه فاسحب وجر
لبث رويدا يلحق الداريون
لكل أناس في بعيرهم خبر
الليل وأهضام الوادي
ليس الهناء بالدس
الليل طويل وأنت مقمر
ليس الري عن التشاف
لم يحرم من فصد له
اللقوح الربعية مال وطعام
لو لك عويت لم أعو
ليس من العدل سرعة العذل
لو ذات سوار لطمتني
لو ترك القطا لنام
ليس بعد الإسار إلا القتل
لو نهيت عن الأولى لانتهت عن الأخرى
ليس بعشك فادرجي
لم يفت من لم يمت
لو كان ذا حيلة تحول
لقيت منه عرق القربة
لبست له جلد النمر
لألحقن حواقنه بذواقنه
لأطعنن في حوصه
لأرينك لمحا باصرا
لتحلبنها مصرا
لأمدن غضنه
لم تبن
البيوت على المحبة
لو تمنيت لقصرت
لم أجد لشفرة محزا
لم يذهب من مالك ما وعظك
ليس قطا مثل قطي
لو بغير الماء غصصت
ليس لقصير أمر
لج فحج
لوى عنه عذاره
ليس أخوك الطبن من توقاه
لألحقن قطوفها بالمعناق
ليس أوان يكره الخلاط
لم ولمه عصيت أمي الكلمه
لبث قليلا يدرك الهيجا جمل
ليس أمير القوم بالخب الخدع
ليتنا في بردة أخماس
لكل ساقطة لاقطة
ليتك بحضوضي
ليس لها رعاء ولكن حلبة
لقيته كفة كفة
ليس لها هارب ولا قارب
لك ما أبكي ولا عبرة بي
لكل جواد كبوة
لله دره
لو كنت منا حذوناك
لعب به ذنب الكلبة
فهرست الأمثال المضروبة في المبالغة والتناهي الواقع في أوائل أصولها اللام
الزق من برام
ألزق من عل
ألزق من ريش على غراء
ألزق من قار
ألزق من دبق
ألزق من كشوث
ألزق من حمى الربع
ألزق من جعل
ألزق من قرنبى
ألزم من شعرات القص
ألزق من اللقب
ألزم للمرء من ظله
ألزم له من طباعه
ألزم له من ذنبه
ألج من الخنفساء
ألج من الذباب ألج من الكلب
ألج من الحمى
ألين من الزبد
ألين من خمير
ألين من خرنق
ألأم من ابن قوصع
ألأم من جدرة
ألأم من ضبارة
ألأم من مادر
ألأم من راضع
ألأم من البرم
ألأم من سقب ريان
ألأم من كلب على عرق
ألأم من ذئب
ألأم من صبي
ألأم من الجوز
ألذ من غادية
ألذ من مذاق الخمر
ألذ من الغنيمة الباردة
ألذ من المنى
ألذ من نومة الضحى
ألذ من إغفاءة الفجر
ألذ من قبلة على عجل
ألذ من زبد بزب رباح
ألذ من زبد بنرسيان
ألص من شظاظ
ألص من برحان
ألص من فارة
ألص من عقعق
ألوط من دب
ألوط من راهب
ألوط من ثفر
ألهف من قضيب
ألهف من أبي غبشان
ألهف من قالب الصخرة
ألحن من قينتي يزيد
ألحن من الجرادتين
التفسير 1495 - قولهم ليس لمكذوب رأي
قد مضى ذكر أصله في الباب السادس والمكذوب الذي تحدث بالكذب وقد كذبته إذا حدثته بحديث كذب وكذبته إذا أخبرت بخبر فأخبرت أنه كذب
1496 - قولهم الليل أخفى للويل
المثل لأكثم بن صيفي يقول إذا أردت أن تأتي بريبة فأتها ليلا فإنه أستر لها
وكتب عبد الله بن طاهر إلى إبنه وقد بلغه عنه إقبال على اللهو
( انصب نهارا في طلاب العلا ... واصبر على حر فراق الحبيب )
( حتى إذا الليل بدا مقبلا ... واستترت عنك عيون الرقيب )
( فبادر الليل بما تشتهى ... فإنما الليل نهار الأديب )
وقلت في معناه
( بركوب المقبحات جهارا ... يفسد الجاه والمروءة تخرب )
( فاجعل الجد بالنهار شعارا ... واله بالليل ما بدا لك فالعب )
( كم تسربلت من رداء ظلام ... ضحك اللهو فيه إذ هو قطب )
( ورأيت الهموم بالليل أذهى ... وكذاك السرور بالليل أعذب )
وقال بعض العرب وأنشدني بالحجاز فتى من هلال
( فلم أر مثل الليل جنة هارب ... ولا مثل حد السيف للمرء صاحبا )
1497 - قولهم لقد كنت وما أخشى بالذئب
يقوله الرجل يذل بعد العز
وأصله في الرجل يخرف فيصير بمنزلة الصبي فيفزع بمجيء الذئب
1498 - قولهم لكن بشعفين أنت جدود
يضرب مثلا للرجل يكون ذا مهانة ثم ينتقل إلى عز
وأصله أن امرأة أخصبت ففخرت بكثرة لبنها فقيل لها لكن بشعفين أنت جدود أي إن كنت بهذا الموضع مخصبة فإنك كنت بشعفين جدودا والجدود القليلة اللبن وقوله بشعفين ساكنة العين وهو اسم موضع
1499 - قولهم لكن على بلدح قوم عجفى
يقوله الرجل إذا رأى قوما في نعمة وسعة ومن يهتم بشأنه في فاقة وعسر
والمثل لبيهس الفزاري قاله لما رأى أعداءه يفرحون بما غنموا من مال أهله فقال لكن أهلي عجفى من الفقر والعيلة وبلدح مكان كانوا فيه
1500 - قولهم لو خيرت لاخترت
معناه لو كان الاختيار إليك لكنت تختارين ما تريدين فأما والأمر قد قطع دونك فليس لك إلا التسليم
والمثل لبيهس وسنذكر أصله إن شاء الله تعالى
1501 - قولهم لبست عليه أذني
معناه سكت عليه كالغافل عنه محتملا للأذية فيه وهو على حسب قولهم أغضيت عليه وغمضت عنه وفي معناه قول بشار
( قل ما بدا لك من زور ومن كذب ... حلمي أصم وأذني غير صماء )
وهو من قول الأول
وكلام سيء قد وقرت
أذني عنه وما بي من صمم )
وقال الأموي يقال لبست لك أذني زمانا أي تصاممت لك وتغافلت عنك ورواه غير أبي عبيد لبست عليه أذني ومن الأمثال في الأذن ضرب الله على أذنه أي سلبه السمع والمراد أنه نام وفي القرآن الكريم ( فضربنا على آذانهم ) ليس يريد أنه أصمهم كما أن الضرب على الكتاب لا يبطله ويقولون جعلته دبر أذني أي نبذته ولم ألتفت إليه
1502 - قولهم لولا الوئام هلك اللئام
الوئام المشابهة وواءمه مثل ضارعه إذا شابهه
وقيل الوئام المباهاة وذلك أن اللئيم ربما أتى بالجميل من الأمور مباهاة وتشبها بأهل الكرم ولولا ذلك هلك لؤما
ويروى لولا الوئام هلك الأنام والوئام الموافقة يقول لولا موافقة الناس بعضهم لبعض في العشرة وغيرها لهلكوا
1503 - قولهم لقوة لاقت قبيسا
يجعل مثلا لاتفاق الأخوين في التحاب واللقوة السريعة الحمل
والقبيس السريع الإلقاح ومثله التقى الثريان
ويقال فحل قابس إذا كان يلقح بقرعة واحدة
1504 - قولهم لمثل ذا كنت أحسيك الحسا
يقول لمثل هذا الأمر كنت أوثرك بما أوثرك به
وأصله في الرجل يغذو فرسه اللبن ثم يحتاج إليه في طلب أو هرب فيقول له لهذا كنت أفعل بك ما كنت أفعله فجد فيه ولا تضعف عنه وقال الأغلب العجلي
( كأن عرق أيره إذا ودى ... حبل عجوز ضفرت سبع قوى )
( وإنشعبت فيشته ذات شوى ... كأن في أجيادها سبع كلى )
( ما زال عنها بالحديث والمنى ... والحلف السفساف يردى في الردى )
( قلت ألا ترينه قالت أرى ... قلت ألا أشيمه قالت بلى )
( فشام فيها مثل محراث الغضا ... تقول لما غاب فيها واستوى )
( لمثل ذا كنت أحسيك الحسا ... يبرى له كبنا كأطراف النوى )
( من طيب مصان الذي كان إشترى ... تنظف عيناه بعلك المصطكى )
1505 - قولهم ليس عبد بأخ لك
يقول لا تتكل على عبدك في جل الأمور فإنه لا ينصح لك
وأصله أن رجلا أراد أن يختبر إخوانه فذبح شاة ولفها في شيء وزعم أنه إنسان قتله وسألهم ستره فكلهم رده إلا رجلا كان أخسهم عنده فقال له هل علم به أحد غيري قال عبدي هذا فأخذ السيف وقتله وقال ليس عبد بأخ لك أي لا تأمنه على جميع أمورك
1506 - قولهم ليس عليك نسجه فاسحب وجر
يضرب مثلا للرجل يضيع ما لم يسع في تحصيله أي لم تتعن فيه فأنت تفسده
ولفظ الأمر هاهنا بمعنى الإنكار والنهي أي لا تفسده
والسحب والجر سواء وإنما كرر بغير اللفظ للتوكيد كما تقول أقم ولا تبرح ويجوز أن يقال السحب للشيء هو أن يبسطه عند الجر ومنه قيل السحاب لانبساطه في الجر مع انجراره
1507 - قولهم لبث رويدا يلحق الداريون
واحدهم داري والداري رب النعم لأنه مقيم في الدار وغيره يتصرف في رعيها وإصلاحها ومعناه اصبر حتى يلحق من له العناية بالأمر وبعده
( أهل الجياد البدن المكفيون ... سوف ترى إن لحقوا ما يبلون )
والبدن المسنون وسميت البدنة بدنة لأنها بلغت في السن ما تصلح معه للنحر ورجل بدن مسن
1508 - قولهم لكل أناس في بعيرهم خبر
يعني أن كل قوم أعلم بأمرهم من غيرهم وهو من شعر لعمرو ابن شأس
( فأقسمت لا أشرى زبيبا بغيره ... لكل أناس في بعيرهم خبر )
لا أشري لاأبيع والزبيب تصغير أزب كما تقول في تصغير أحمق حميق وكانت لعمرو بن شأس امرأة تبغض ابنه عرارا فطلقها فندم فقال
( تذكر ذكرى أم حسان فاقشعر ... على دبر لما تبين ما ائتمر )
إلى أن قال
( فآليت لا أشري زبيبا بغيره
فجعل زبيبا مثلا لامرأته التي فارقها ولم يعتض منها عوضا يحمده يقول فأقسمت لا أفارق شيئا قد عرفت فضله على غيره ولا أبيعه طلب ما هو فوقه فلعل ذلك يخطئني
1509 - قولهم الليل وأهضام الوادي
يضرب مثلا للأمرين يخافان جميعا
وأصله أن يسير الرجل ليلا في بطون الأودية فيجتمع عليه هول الليل ومخافة ما يغتاله من لص أو سبع أو حنش وواحد الأهضام هضم وهو المنخفض من الأرض ومنه سمي النقص هضما يقال هضمته حقه إذا نقصته إياه وذلك أن الهضم نقصان في الأرض وإليه يرجع هضم الطعام فإنه ينقص فيزول عن رأس المعدة
1510 - قولهم ليس الهناء بالدس
يضرب مثلا للرجل يقصر في الأمر ولا يبالغ في إصلاحه
وأصله أن يجرب البعير في أرفاغه فإذا هنئت أرفاغه بأعيانها قيل قد دس دسا وليس ذلك بالمختار وإنما المختار أن يهنأ جسده كله لينحسم الداء بأجمعه وقد مدح دريد بن الصمة بوضع الهناء مواضع الداء وهو خلاف المثل فقال
( ما إن رأيت ولا سمعت به ... كاليوم هانئ أينق جرب )
( متبذلا تبدو محاسنه ... يضع الهناء مواضع النقب )
والنقب مواضع الجرب وهذا مثل يضرب لكل من يضع الشيء موضعه
1511 - قولهم الليل طويل وأنت مقمر
يضرب مثلا في التأني والصبر على الحاجة حتى تمكن ومعناه اصبر على حاجتك فإنك تجدها في بقية ليلتك فإنها طويلة وأنت مقمر أي ليس فيها ظلمة تمنعك عن قصدها والمثل لسليك بن سلكة وقد مر حديثه
وأخبرنا أبو أحمد عن ابن دريد عن أبي حاتم عن أبي عبيدة قال دخل عبد الله بن عباس على معاوية في وفادة وفدها عليه فوجد عنده زيادا فما سلم حتى قال له زياد ما منع حسنا وحسينا أن يزورا أمير المؤمنين كما زرته فقال ابن عباس دعهما وأمير المؤمنين هم أعلم بعذرهما وتنح عن منزل لم تنزله فقال زياد والله لو وليتهما لخف ثقلهما وظعن مقيمهما فقال ابن عباس الليل طويل وأنت مقمر وعجلت فكم مناد بالرحيل غير مطاع ولو ترك القطا لنام فقال معاوية مهلا يا زياد فإنك ترجو دخول حصن لا باب له والله لأن تنالهما صلتي أحب إلي من أن يتناولا هامتي فقال ابن عباس فلما قمت قام زياد فأدركني فقال يا ابن عباس ما حملني على ما عاينتني عليه إلا مجلسه والله لقد
رضيها وأظهر سخطها ولو لم أشغب بما رأيت لشغب بي فقال ابن عباس أنا أعلم به منك وأطول عشرة له والله لو أحبها لقال فلا تعد بعدها إلى أمر تدفع عنه
1512 - قولهم ليس الري عن التشاف
يضرب مثلا للقناعة ببعض الحاجة أي ليس قضاء الحاجة أن تدركها إلى أقصاها بل في معظمها مقنع
والتشاف تفاعل من الشف وهو استقصاء الشرب حتى لا يبقى في الإناء شيء والشفافة بقية الشراب في الإناء وكانوا يتسابون في استقصاء الشرب وقال شاعرهم
( وللأرض من سؤر الكريم نصيب ... )
وأحسن الأمور أن تأخذ وتترك وتقول العامة من أراد كله فاته كله ونحو ذلك ما قلته وليس منه بعينه
( فاتك الحظ ولكن ... لم يفت إلا ليدرك )
( خذه فاتركه فقدما ... يؤخذ الشيء ليترك )
1513 - قولهم اللقوح الربعية مال وطعام
يضرب مثلا لسرعة قضاء الحاجة واللقوح الناقة ذات اللبن
والربعية الناقة التي تنتج في الربيع وهو أول النتاج أراد أنها طعام لسرعة النتاج يعني الانتفاع بلبنها وهي في الأصل مال وهي لقحة ولقوح والجمع لقاح قال الراجز
( إذا رأيت أنجما من الأسد ... جبهته أو الخراة والكتد )
( بال سهيل في الفضيخ ففسد ... وطاب ألبان اللقاح وبرد )
معناه أن الفضيخ يفسد عند طلوع سهيل فكأنه بال فيه
والفضيخ رطب يشدخ وينبذ
وقال برد أي وبرد ذلك ولم يقل وبردت لأنه لا يردها إلى الألبان
1514 - قولهم لو لك عويت لم أعو
يقوله الرجل يطلب الخير فيقع في شر
قالوا وأصله أن رجلا بقي في قفر فنبح لتجيبه الكلاب إن كن قريبا فيعرف موضع الأنيس فسمعت صوته الذئاب فأقبلن يردنه فقال لو لك عويت لم أعو
ويقال إستنبح الرجل إذا نبح لتجيبه الكلاب يستنبحها أي يطلب نباحها ومنه قول الشاعر
( ومستنبح قال الصدى مثل قوله ... )
وقال آخرون أصله أن بني سعد أغارت على باهلة ورئيسهم الزبرقان ابن بدر والأهتم المنقري فلما دنا الأهتم من محلتهم متقدما لأصحابه ليعلم علم القوم وكانت لعمرو بن ميسم الباهلي غنم لا يزال الذئب يعترضها فبينا عمرو يفوق سهمه ينتظر الذئب عوى الأهتم عواء الكلب كيما تجيبه الكلاب إن كن قريبا فرماه عمرو فأصاب بطنه فسلح وقال لو لك عويت لم أعو وولى هاربا واتبعتهم باهلة فأخذوا الأهتم وقالوا ما جاء بك فأخبرهم الخبر وركبوا مع الصبح فهزموا بني تميم وأسروا الزبرقان فافتدى الأهتم نفسه ومنوا على الزبرقان فقال عمرو بن ميسم
( غزتنا بنو سعد فدسنا مقاعسا ... وأشحيت بالرمح الأصم ملادسا )
( قريناهم زرق الأسنة والظبا ... ولم نقرهم كوما جلادا قناعسا )
( عوى أهتم ثم انثنى فأصابه ... درير يثير البطن رطبا ويابسا )
وهذا اليوم يسمى يوم العريض
1515 - قولهم ليس من العدل سرعة العذل
المثل لأكثم بن صيفي يقول لا ينبغي لمن يبلغه عن أخيه شيء أن
يسرع إليه باللائمة فلعل له عذرا وحجة
يقال عذله عذلا والعذل بالتحريك الاسم
1516 - قولهم لو ذات سوار لطمتني
يقوله الكريم إذا ظلمه اللئيم
وأصله أن امرأة لطمت رجلا فنظر إليها فإذا هي رثة الهيئة عاطل فقال لو ذات سوار لطمتني أي لو كانت ذات غنى وهيئة لكانت بليتي أخف ومنه أخذ القائل قوله
( فلو أني بليت بهاشمي ... خؤولته بنو عبد المدان )
( صبرت على مقالته ولكن ... تعالى فانظري بمن ابتلاني )
1517 - قولهم لم يحرم من فصد له
ومنهم من يقول من فزد له أي لم يحرم من نال بعض حاجته
وأصله أن يملأ المصير دما من أوداج البعير أو الفرس ثم يشوى فيؤكل قال جرير
( أكلوا الفصيد فصيد أبر أبيهم ... أو حيض برزة فالسيال دوام )
وكان حاتم أسيرا في عنزة فغزت رجالهم وخلف مع النساء فقلن له أتحسن أن تغير قال إذا لمع البشير
وإنما أردن القتل وأراد النهب
فناولنه حديدة وقلن له افصد لنا فقام إلى ناقة فعقرها فأوجعنه ضربا فقال هذا فزدي أي فصدى وأكثر ما سمعناه فصد له بإسكان الصاد كما قال الراجز
( لو عصر منه المسك والبان انعصر ... )
1518 - قولهم لو ترك القطا لنام
يضرب مثلا للرجل يستثار للظلم فيظلم
وأصله أن منذر بن امرئ القيس تزوج هندا بنت عمرو بن جحر آكل المرار وقيل هندا ابنة الحارث ابن عمرو عمة امرئ القيس بن جحر فولدت له عمرو بن المنذر والمنذر الأصغر ثم طلقها وتزوج أمامة بنت سلمة بن الحارث فولدت له عمرا فلما ملك عمرو بن هند استعمل أخويه لأمه وقطع عمرو بن أمامة فلحق بملك اليمن وسأله أن يبعث معه جندايقاتل بهم أخاه عن نصيبه من ملك أبيه فقال اختر من شئت فاختار مراد فسرحهم معه وأمر عليهم هبيرة بن عمرو المكشوح فنزل واديا يقال له قضيب فتلاومت مراد وقالوا تركنا أموالنا وديارنا وتبعنا هذا الأنكد فتمارض هبيرة وشرب ماء الرفة وهي التبن فاصفر لونه ثم شرب المغرة فبعث إليه عمرو بطبيب فرآه يقيء الدم فكشحه أي كواه على كشحه فسمي
المكشوح ورجع الطبيب فقال هو جد مريض فلما اطمأن عمرو سار إليه المكشوح وكان عمرو أعرس بجارية من مراد فأحاطوا به فقالت أم ولده أتيت يا عمرو وسال قضيب بماء أو حديد فذهبت مثلا فقال لها ليل غيري وقيل عند غيري نامي فذهبت مثلا
ومر به قطيع من القطا فقال عمرو ما بال القطا يسرى فقالت أم ولده لو ترك القطا لنام فذهبت مثلا وثاروا إليه فقام إلى سيفه يرتجز
( لقد عرفت الموت قبل ذوقه ... إن الجبان حتفه من فوقه )
( كل امرئ مقاتل عن طوقه ... والثور يحمى جلده بروقه )
ولقيه غلام من مراد وكان عمرو يقول إذا رآه نعم وصيف الملك هذا فقال
( أي وصيف ملك تراني ... أما تراني رابط الجنان )
( أفليه بالسيف إذا استفلاني ... أجيبه لبيك إذ دعاني )
( رويت منه علقا سناني ... )
ثم ضربه فقتله وجاء بولده ونسائه إلى عمرو بن هند وقال له قتلت عدوك وسترت عورتك فأمر به عمرو أن يقذف في النار فقال أيها الملك إني كريم فليطرحني كريم فأمر ابنه وابن أخيه أن يطرحاه
فلما دنا من النار مسح شراكه فعجبا منه فقال أردت أن تعرفا قوة نفسي وصبري ثم قال
( الخير لا يأتي به حبه ... والشر لا ينفع منه الجزع )
ثم تعلق بهما واندفع إلى النار فاحترقوا جميعا
وقيل كان ذلك سبب غضب عمرو بن هند على طرفة وقتله
1519 - قولهم ليس بعد الإسار إلا القتل
يقال ذلك عند الإساءة يركبها الرجل من صاحبه يستدل بها على أكثر منها
والمثل لبعض بني تميم قاله يوم المشقر وهو حصن بناحية البحرين وكانت بنو تميم قطعوا على لطيمة كسرى فذهبوا بها فكتب كسرى إلى المكعبر وهو عامله على البحرين بأن يظهر استصلاحهم فيدعوهم إلى طعام يزعم أنه يتخذه لهم ويوقد على المشقر نارا يطمعهم فيه فإذا تمكن منهم يقتل بعضهم ويستخدم بعضا ففعل فجاءوا ودخلوا الحصن فقتل منهم جماعة عظيمة ثم فطن بعضهم وقال أراكم تدخلون ولا تخرجون وليس بعد الإسار إلا القتل فرجع منهم جماعة كانوا على باب الحصن وقتل من الباقين جماعة وجماعة استعملوا في مهنة البناء وغيره فجاء الإسلام وقد بقيت
منهم بقية أخرجهم العلاء بن الحضرمي أيام أبي بكر رضي الله عنه فقالت العرب أجهل من أسرى الدخان وأجشع من وفد تميم
1520 - قولهم لو نهيت عن الأولى لم تعد للأخرى
يضرب مثلا للرجل يسيء فيحتمل فيضرى على الإساءة
والمثل لأنس بن الحجير وقد ذكرنا أصله في الباب التاسع
1521 - قولهم ليس بعشك فادرجي
أي ليس مما ينبغي لك فزل عنه والعش ما يكون في الشجرة والجمع عششة وقد عشش الطائر
والدرجان والدروج المضي في تقارب خطو وضعف مشى والوكر ما كان في حائط أو جبل
والأدجى للنعام والأفحوص للقطاة وكلاهما على وجه الأرض والعر زال للحية والوجار للضبع والثعلب والمكو للضب والعرين والعريسة للأسد
1522 - قولهم لو كان ذا حيلة تحول
يقال للرجل يستسلم للنائبة فيهلك أي لو كانت له حيلة في الخلاص
منها طلبها يقال احتال الرجل وتحول وهو حول وحولة أي كثير الحيلة وقد ذكرنا أصله قبل
1523 - قولهم لم يفت من لم يمت
يضرب مثلا للرجل يفوتك بالوتر في عاجل الحال فترجو أن تصيبه منه في آجلها
والمثل لأكثم بن صيفي وقد ذكرناه فيما تقدم
1524 - قولهم لقيت منه عرق القربة
قالوا معناه لقيت منه شدة وجهدا كما أن حامل القربة يلقى شدة من حملها حتى يعرق قال الشيخ رحمه الله والوجه عندي أن القربة تنشق أو تكاد فتدهن فتوضع في الشمس فإذا تشربت الدهن ثم نديت به فقد صلحت فجعلوا وضعها في الشمس إلى أن تندى بالدهن ثانية مثلا للجهد يلقاه الإنسان من الأمر قال الشاعر
( عرق القربة قد كلفني ... كيف آتي بجميل قد ذهب )
والجميل الشحم المذاب تدهن به القربة
1525 - قولهم لبست له جلد النمر
معناه أظهرت له العداوة الشديدة وجعلوا النمر مثلا في ذلك لأنه من أجرأ سبع وأشده وأقله احتمالا للضيم
ويقولون تنمرت له أي صرت له مثل النمر أوقع به ولا أحتمله قال عمرو بن معد يكرب
( قوم إذا لبسوا الحديد ... تنمروا حلقا وقدا )
1526 - قولهم لألحقن حواقنه بذواقنه
1527 - وقولهم لأمدن غضنه
1528 - وقولهم لأطعنن في حوصه
1529 - وقولهم لأرينه لمحا باصرا
كل ذلك أمثال للتوعد والتهدد
والحواقن ما يحقن الطعام في البطن والذواقن الذقن وما تحته والحوص الخياطة ومعناه لأفسدن ما أصلحت ولمحا باصرا أي نظرا شديدا بتحديق أخرج مخرج لابن وتامر وفي هذا قولهم لتحلبنها مصرا أي لأمنعنك ما تطلب مني حتى لا تقدر على استخراجه والمصر الحلب بأطراف الأصابع مصر
الناقة مصرا
ولأمدن غضنك أي لأطيلن تعبك لأن العامل بيديه تتمدد غضون جسده وكذلك السائر والماشي وإنما يتغضن جلد الجالس والتغضن التكسر يكون في الجلد
1530 - قولهم لم تبن البيوت على المحبة
أي ربما اجتمع القوم على غير رضا بعضهم ببعض ومحبة بعضهم لبعض ولكن حاجة كل واحد منهم إلى الآخر تجمعهم معناه أصبر على أذية صديقك وأهلك فإن حال الناس مع أهلهم وأصدقائهم مثل حالك ونحوه قول الشاعر
( وهموم بيتك إن نظرت أقلها ... )
1531 - قولهم لحسن ما أرضعت إن لم ترشفي
أي لم يذهب اللبن يقال ذلك للرجل إذا ابتدأ بإحسان فخيف أن يسيء
1532 - قولهم لو تمنيت أقصرت
يضرب مثلا لوجدان الرجل ما يحبه من غير طلب ونحوه قول جميل
( وهما قالتا لو أن جميلا ... أعرض اليوم نظرة فرآنا )
( بينما ذاك منهما رأتاني ... أعمل النص سيرة زفيانا )
( نظرت نحو تربها ثم قالت ... قد أتانا وما علمنا منانا )
والإعمال الإدآب عمل البرق إذا دأب ومنه سميت المطية يعملة لدؤوبها في السير وقال الشاعر
( العين تأمل رؤياكم إذا اختلجت ... والبرق يحدث شوقا كلما عملا )
وقال القطامي
( إن ترجعي من أبي عثمان منجحة ... فقد يهون على المستنجح العمل )
وقال آخر
( وقالوا قم ولا تعجل ... وإن كنا على عجل )
( قليل في هواك اليوم ... ما نلقى من العمل )
1533 - قولهم لأقيمن لك الأمور على عرارها
أي على حدودها ويقال بيوتهم على عرار واحد أي على حد واحد
1534 - قولهم لأقيمن صعرك
يقال ذلك للرجل المعوج المائل عن الحق والصعر ميل في الوجه من كبر أي لأردنك إلى الحق بالقهر والغلبة
1535 - قولهم لم أجد لشفرة محزا
أي لم أجد في الأمر مساغا والشفرة السكين العريض والجمع شفار كما تقول جفنة وجفان ونحو منه قولهم لو كان في العصا سير
قال أبو تمام
( يالك من همة وعزم ... لو أنه في عصاك سير )
أي لو أعنت بتوفيق وتسديد وساعدك جد
1536 - قولهم لم يذهب من مالك ما وعظك
والفرس تقول في أمثالها كل خسران كيس
1537 - قولهم ليس قطا مثل قطي
معناه ليس الصغير مثل الكبير وهو من قول ابن الأسلت
( ليس قطا مثل قطي ولا المرعى ... في الأقوام كالراعي )
1538 - قولهم لو بغير الماء غصصت
يقوله الرجل يؤتى من حيث يأمن وهو من قول عدي بن زيد
( لو بغير الماء حلقي شرق ... كنت كالغصان بالماء إعتصاري )
أي لو شرقت بغير الماء لكان التجائي إلى الماء فأخذه بعض المحدثين فأفسده فقال
( إلى الماء يعدو من يغص بلقمة ... إلى أين يعدو من يغص بماء )
وقال
( وكنا نستطب إذا مرضنا ... فصار سقامنا بيد الطبيب )
( وكيف نجيز غصتنا بماء ... ونحن نغص بالماء الشروب )
1539 - قولهم ليس لقصير أمر
يضرب مثلا للرجل يستشار فإذا أشار لم يقبل منه وقد ذكرنا حديثه في الباب الثاني
1540 - قولهم لج فحج
يضرب مثلا للرجل المتمادي في الأمر
وأجعله أن رجلا لج في الغيبة عن أهله حتى حج ولم يكن الحج من شأنه ونحوه قول بعض المحدثين
( جماعة إن حج عيسى حجوا ... وكلهم حجهم معوج )
1541 - قولهم لوى عنه عذاره
أي عصاه وخالف أمره وليس له عذار يلويه وإنما العذار للفرس
ومثله في الاستعارة قولهم فلان ساكن الطائر وغمر الرداء وبعيد الغور ونحوه هو شديد الوطأة
1542 - قولهم ليس أخو الطين من توقاه
أي ليس صاحب هذا الأمر من هابه
ونحوه قول بعض المحدثين وليس منه بعينه
( وكل أمر على مقدار هيبته ... وكل صعب إذا هونته هانا )
وقلت
( ولا أهاب عظيما حين يدهمني ... وليس تغلب شيئا أنت هائبه )
وفي قريب من معنى المثل قول الأول
( وما طالب الحاجات في كل وجهة ... من الناس إلا من أجد وشمرا )
1543 - قولهم لألحقن قطوفها بالمعناق
يراد به الشدة على من تلى أمره
وأصله أن تسوق الإبل سوقا عنيفا حتى يلحق بطيئها سريعها
1544 - قولهم لم ولمه عصيت أمي الكلمه
يقوله الرجل عند معصيته الشفيق نادما على معصيته
1545 - قولهم ليس أوان يكره الخلاط
يقوله الرجل في الأمر الذي لا بد له من ركوبه على شدته ومثله قول أبي النشناش
( على أي شيء يصعب الأمر قد ترى ... بعينيك أن لا بد أنك راكبه )
1546 - قولهم لبث قليلا يلحق الهيجا حمل
أي انتظر حتى يتلاحق الشبان والهيجاء الحرب تقصر وتمد وحمل اسم رجل
1547 - قولهم ليس أمير القوم بالخب الخدع
يقال رجل خب بالفتح وبه خب بالكسر كما تقول هو طب وله طب وهو أن يكون غاشا وفلان خب ضب إذا كان منكرا داهية ومن هذا المثل أخذ المقنع قوله
( يعيرني بالدين قومي وإنما ... تدينت في أشياء تكسبهم حمدا )
( فإن يأكلوا لحمي وفرت لحومهم ... وإن هدموا مجدى بنيت لهم مجدا )
( ولا أحمل الحقد القديم عليهم ... وليس رئيس القوم من يحمل الحقدا )
1548 - قولهم ليتنا في بردة أخماس
يقول ليتنا قد جمع بيننا فتقاربنا
وبردة أخماس يعني بردة
تكون خمسة أشبار وخلاف ذلك قولهم ليتك بحضوضي وليتك بحوض الثعلب يراد به البعد قالوا وحوض الثعلب واد بعمان ونحوه قول الشاعر
( قالوا جفاك فقلت أهون جاف ... أدنى خطاه أبرق العزاف )
وقال غيره
( إلى حيث يعوى الذئب من شدة الخوى ... وحيث بكى فيه الغراب من المحل )
1549 - قولهم لكل ساقطة لاقطة
أي لكل كلمة رديئة دنيئة متحفظ كما تقول فلان رجل ساقط إذا كان دنيا دونا ودخلت الهاء في لاقطة ليصح الازدواج كما يقال أجيئه الغدايا والعشايا ويقولون أينما سقط فلان لقط أي أينما حل عاش وقلت
( رأيت الفضل لا يعلو فيجنى ... لشقوته ولا يدنو فيلقط )
( وأنت إذا علوت فخنفساء ... قريب بين ما تعلو وتسقط )
1550 - قولهم لست من أحلاسها
أي لست من أصحابها الذين يعرفونها ويقومون بها وهو بمنزلة قولهم هم أحلاس الخيل معناه أنهم يقتنونها ويلزمون ظهورها
ودخل الضحاك بن قيس على معاوية فقال معاوية
( تطاولت للضحاك حتى رددته ... إلى حسب في قومه متقاصر )
فقال الضحاك قد علم قومنا أننا أحلاس الخيل فقال صدقت أنتم أحلاسها ونحن فرسانها أنتم الساسة ونحن القادة
وأصل الحلس كساء يوضع تحت البرذعة على ظهر البعير ويلزمه فشبه الذين يعرفون الشيء ويلزمونه به
وفي الحديث إذا كانت فتنة فكن حلس بيتك أي الزمه ولا تزايله
والحلس أيضا الفسطاط
1551 - قولهم ليس لها رعاء ولكن حلبة
يضرب مثلا للرجل يؤكل وليس له من يبقى عليه
واصله في الإبل يكون لها من يحلبها وليس لها من يرعاها
1552 - قولهم لقيته كفة لكفة
أي مواجهة ولا يقال كفة في شيء من الكلام إلا في هذا الموضع وفي قولهم كففته عن الشيء كفة واحدة فأما كفة الميزان فبالكسر وكفة الثوب ما يجمع ويخاط من أطرافه
وأصل الكلمة من الإحاطة وفي حديث الحسن أن رجلا كان به خراج فسأله كيف يتوضأ فقال كفه بخرقة أي اجعلها حوله ومنه قول امرئ القيس
( وكف بأجذال ... )
وكفة الرمل الحبل المستطيل منه
1553 - قولهم ليس له هارب ولا قارب
أي ليس هو بمفزع يهرب إليه أحد وليس فيه خير فيقربه أحد
1554 - قولهم لك ما أبكي ولا عبرة بي
يقوله الرجل للرجل أي إنما أحزن لك فأما لشيء يخصني فلا ونحوه قول الراجز
( كأنها نائحة تفجع ... تبكي بشجو وسواها الموجع )
1555 - قولهم لله دره
الأصل فيه أن الرجل إذا كثر خيره وعطاؤه قيل لله دره أي له احماد ما ينيله كما يقولون لمن حمدوه لله هو
والدر عندهم الخير وأصله اللبن ثم كثر المثل حتى قالوا لكل ما تعجبوا منه لله دره قال الشاعر
( لله درك إني قد رميتهم ... لولا حددت ولا عذري لمحدود )
ويقولون عند المدح در درك وعند الذم لا در دره
قال الهذلي
( لا در دري إن أطعمت نازلكم ... قرف الحتى وعندي البر مكنوز )
ومعنى قولهم لا در دره أي لا كان له خير يدر على الناس من
قولهم درت الدرة إذا انصبت
والدرة اللبن يدر عند الحلب وديمة درور منصبة قال الفراء تقول العرب در دره في معنى المدح وأنشد
( در در الشباب والشعر الأسود ... والضامرات تحت الرجال )
1556 - قولهم لو كنت منا حذوناك
أي أعطيناك والحذيا العطية
والمثل لمرة بن شيبان وأصابت الآكلة رجله فأمر بنيه بقطعها فأبوا ذلك فقال ابنه همام وكان أخسهم في نفسه أليس قطعها مما تؤثره وتريده قال نعم قال فإذا هممت بذلك فافعل وتقدم فقطعها فلما رآها قد بانت قال لو كنت منا حذوناك فذهبت مثلا يضربه الرجل يحزن على أثر ما فارقه
1557 - قولهم لعب به ذنب الكلبة
يجعل مثلا للرجل لا يثبت على رأى ولا يثبت عزمه على شيء وذلك أن ذنب الكلبة يتحرك أبدا وليس له سكون وثبات
1558 - قولهم لكل جواد كبوة
ومنه قول الراجز
( لا بد يوم بهل من ربوة ... كما تلاقى من جواد كبوة ) وقد مضى أصله في الباب الخامس
1559 - قولهم لكن لحام بشرمة لا تجن
يضرب مثلا في التحنن على الأقارب
وأصله ما أخبرنا به أبو أحمد عن ابن دريد عن الأشنانداني عن التوزي عن أبي عبيدة في خبر طويل أوردت منه هاهنا ما يحتاج إليه قال كان بيهس القزاري يحمق وله اخوة تسعة هو عاشرهم فلقيهم بنو مازن فقتلوا اخوته وتركوه لحمقه وقالوا إن قتلتموه حسب عليكم برجل فساروا وهو معهم يتوصل بهم حتى نزلوا منزلا فنحروا جزورا وأخذوا يشوون ويطبخون ويأكلون فلما اشتد عليهم الحر قال بعضهم أظلوا اللحم فقال بيهس لكن لحام بشرمة لا تجن فهموا بقتله ثم تجافوا عنه وقالوا لا يعرف ما يقول فلما أتى به أمه قالت أجئتني من بين اخوتك فقال لو خيرت لاخترت فذهبت مثلا فجعل يتجان وهو من الشياطين ومر عليه بعروس فكشف عن استه فقيل ما هذا فقال
( البس لكل حالة لبوسها ... إما نعيمها وإما بوسها )
وكان نساء اخوته يؤثرنه بالطعام فقال يا حبذا التراث لولا
الذلة فأرسلها مثلا فلم يزل يطلب غرة بني مازن حتى سمع بأهل بيت منهم لهم عدد وثروة في غار فانطلق إلى خال له من أشجع يكنى أبا جشر فقال له إني دللت على غنيمة مع رجل ليس غيره فانطلق معه حتى أقحمه الغار فقال القوم إنه لبطل لإقدامه وهو واحد على جماعة فقال أبو جشر مكره أخوك لا بطل فأرسلها مثلا فقتل أهل ذلك البيت هو وخاله وفي ذلك يقول المتلمس
( ومن حذر الأوتار ما حز أنفه ... قصير ورام الموت بالسيف بيهس )
وانصرف وهو يقول
( كيف رأيتم طلبي وصبري ... شفيت يا مازن حر صدري )
( أدركت ثأري ونفضت وترى ... كلا زعمتم أنني لا أفرى )
( إذا شالت الحرب غريم أمري ... السيف عزى والإله ظهري )
وقال في أبيات أخر
( الصبر أبقى في الإساء وأودع ... ما كل من حدثته مستمع )
( ما كل من يرجو الإياب يرجع ... والقدر المجلوب ليس يدفع )
( سيذكر التفريط من يضيع ... لا تشبع النفس إذا لا تقنع )
( لا يشبه النافع من لا ينفع ... غيري لسري إن أضعت أضيع )
( كل تراه في هواه يقطع ... بينا ترى الحي معا تصدعوا )
( وكل حي شمله مستجمع ... له من الفرقة يوم أشنع )
( وكل دار عمرت ومربع ... سوف ترى وهي خلاء بلقع )
( حصاد كل زارع ما يزرع ... لكل جنب علة ومصرع )
( لكل قوم سند ومفزع ... قد تستعين بالأكف الأذرع )
( إن الأذل للأعز يخضع ... بل أيهذا المستمر المترع )
( اجمع فلست آكلا ما تجمع ... )
1560 - قولهم لتجدني بقرن الكلأ
أي تجدني حيث تطلبني وقرن الكلأ منتهى الراعية
1561 - قولهم لوى مغل اصبعه
المغل المبغض وهو الغل وأنشد ثعلب
( ألوت بإصبعها وقالت إنما ... يكفيك مما لا ترى ما قد ترى )
ولم يفسر المثل
1562 - قولهم لقيته عين عنة
أي لقيته خاصة دون أصحابه
1563 - قولهم لم ترع حضاجر
يضرب مثلا للرجل الفروقة الذي يهاب كل شيء
وقيل لم ترع حضاجر ضبارم محاضر ترهبه القساور وحضاجر اسم للضبع غير مصروف ويقال للرجل المفسد عيثي حضاجر والضبع من أفسد شيء إذا وقعت في العنم
وعيثي هو من عاثه يعيثه إذا رماه ببصره أي إذا رآه
1564 - قولهم لألجمنك لجاما معذبا
كما يقال لأفطمنك عن هذا الأمر
والمعذب الناهي عن الشيء يقال أعذبوا عن الآمال فإنها تورث الغفلة وتعقب الحسرة ويقال بات فلان عاذبا إذا بات ممتنعا عن الطعام ساهرا
1565 - قولهم لو وجدت إليه فاكرش
قد مضى ذكره في الباب الأول
1566 - قولهم لقد رأيت رجلا سعى لك مرجلا حسبته ترجيلك
رواه ثعلب ومعناه أني رأيت رجلا يشبهك
1567 - قولهم لو كان في العصا سير
يقوله الرجل يتمنى القوة على الأمر
وأصله في عصا المسافر إذا لم يكن فيها سير سقطت من يده إذا نعس قال حبيب
( يالك من همة وعزم ... لو أنه في عصاك سير )
أي لو كان في الأمر تمام أو كان جد
ويقوله أيضا من يتمنى الغنى ونحوه
تفسير الأمثال المضروبة في المبالغة والتناهي الواقع في أوائل أصولها اللام
1568 - ألزق من برام
1569 - ألزق من عل
وهما اسمان للقراد قال الشاعر
( فصادفن ذا قترة لازقا ... لزوق البرام يظن الظنونا )
1570 - ألزق من الكشوت
مثل مولد معروف
1571 - ألزق من جعل
1572 - ألزق من قرنبى
والقرنبى دويبة فوق الخنفساء وهي والجعل يتبعان الذي يريد الغائط ولذلك قيل في مثل آخر سدك به جعل قال الشاعر
( إذا أتيت سليمى شب لي جعل ... إن الشقي الذي يغرى به الجعل )
1573 - ألزق من شعرات القص
والقص الصدر وذلك أنه كلما حلقت نبتت وإنما خصوا شعر الصدر دون شعر الرأس لأنهم كانوا يوفرون شعر الرأس ويحلقون شعر الصدر
1574 - ألزم للمرء من ظله
1575 - وألزم له من ذنبه
معروفان
1576 - ألج من الكلب
لأنه يلج بالهرير على الناس
1577 - ألين من خرنق
وهو ولد الأرنب
1578 - ألأم من ابن قوضع
رجل من أهل اليمن معروف باللؤم
1579 - ألأم من جدرة
وهو رجل من بني الحارث بن عدي بن حبيب بن العنبر
1580 - ألأم من ضبارة
رجل من العرب أيضا وكان ألأم الناس
1581 - ألأم من أسلم
وهو أسلم بن زرعة ولي خراسان فبلغه أن الفرس كانت تضع في فم كل من مات درهما فأخذ ينبش النواويس فقال فيه الجرمي
( تعوذ بنجم واجعل القبر في صفا ... من الطود لا ينبش عظامك أسلم )
( هو النابش الموتى المحيل عظامهم ... لينظر هل تحت السقائف درهم )
1582 - ألأم من راضع
وهو الذي يرضع اللبن من حلمة شاته ولا يحلبها خشية أن يسمع صوت شخبه فيأتيه سائل
وقال المفضل الراضع هو الذي يأخذ الخلال فيأكله شرها ولؤما وقال غيره الراضع الذي رضع اللؤم من ثدى أمه يعنى الذي يولد في اللؤم
1583 - ألأم من البرم
وهو الذي لا يدخل مع الأيسار في الميسر
1584 - ألأم من البرم القرون
وكان رجلا من الأبرام استطعمت امرأته الناس لحما فجاءت به فجعل يأكل منه قطعتين قطعتين فقالت امرأته أبرما قرونا فسارت مثلا في البخيل الشره إلى ما هو فوق حقه
1585 - ألأم من سقب ريان
لأنه إذا أدنى إلى أمه لم يدرها وكذلك قيل في مثل آخر شر
مرغوب إليه فصيل ريان ومعناه أن الناقة لا تكاد تدر إلا على ولد أو بو فربما أرادوا أن يحلبوا ناقة فأرسلوا تحتها فصيلها ليمريها بلسانه فإذا درت نحوه حلبوها فإذا كان الفصيل ريان لم يمرها
1586 - ألذ من الغنيمة الباردة
وهي الغنيمة التي لم تتعب في تحصيلها من قولهم برد حقي على فلان إذا ثبت وحصل
1587 - ألذ من المنى
من قول الشاعر
( منى إن تكن حقا تكن أحسن المنى ... وإلا فقد عشنا بها زمنا رغدا )
وقال الآخر
( إذا ازدحمت همومي في فؤادي ... طلبت لها المخارج بالتمني )
وقيل لبنت الخس أي شيء أطول إمتاعا قالت المنى وقال ابن
المقفع كثرة المنى تخلق العقل وتطرد القناعة وتفسد الحس
1588 - ألذ من إغفاءة الفجر
من قول الشاعر
( فلو كنت ماء كنت ماء غمامة ... ولو كنت درا كنت من درة بكر )
( ولو كنت لهوا كنت تعليل ساعة ... ولو كنت نوما كنت إغفاءة الفجر )
1589 - ألذ من زبد بزب
والزب تمر من تمور البصرة
وحكى أن أبا الشمقمق دخل على الهادي وسعيد بن سلم عنده فأنشده
( شفيعي إلى موسى سماح يمينه ... وحسب امرئ من شافع بسماح )
( وشعري شعر يشتهى الناس أكله ... كما يشتهى زبد بزب رباح )
فقال له الهادي ويلك مازب رباح قال تمر عندنا بالبصرة إذا أكله الإنسان وجد طعمه في كعبه قال ومن يشهد لك قال القاعد عن يمينك
قال أكذا يا سعيد قال نعم فأمر له بألفي درهم قال سعيد فوالله لقد شهدت له وما أعرف صحة ما قال
1590 - ألوط من دب
كان رجلا معروفا باللواط
1591 - ألوط من راهب
وذلك أن اللواط عند أصحاب ماني حلال فالرهبان يستعملونه
1592 - ألهف من قضيب
وكان تمارا بالبحرين اجتمع عنده حشف كثير فجعل فيه كيسا فيه ألف دينار ونسيه
وجاء أعرابي فباعه إياه فاحتمله وذهب به ثم تذكر الدنانير فتبعه واستخرجها من بعض جلاله وكان حمل معه سكينا وأراد أن يشق بطنه إن لم يجدها فتناول الأعرابي السكين وشق بطنه
1593 - ألهف من أبي غبشان
قد مضى حديثه
1594 - ألهف من قالب الصخرة
قد مر ذكره
1595 - ألحن من قينتي يزيد
يعنون لحن الغناء والقينتان حبابة وسلامة جاريتا يزيد بن عبد الملك وكانتا من أحذق القيان في الإسلام
1596 - ألحن من الجرادتين
مثل قديم
والجرادتان جاريتان لعبد الله بن جدعان
وقيل إنهما أول من غنى الغناء العربي
وقد ذكرنا حديثهما في كتاب الأوائل وقيل هما جاريتان كانتا لمعاوية بن بكر العمليقي سيد العماليق والله أعلم
الباب الرابع والعشرون
فيما جاء من الأمثال في أوله ميم
فهرسته مقتل الرجل بين فكيه
المكثار كحاطب الليل
من حب طب
من حفنا أو رفنا فليترك
من لاحاك فقد عاداك
من يأت الحكم وحده يفلح
المزاح لقاح الضغائن ما يشق غباره
ما يوم حليمة بسر
من قل ذل ومن أمر فل
ما بللت منه بأفوق ناصل
ما بالعير من قماص
ما تقرن به الصعبة
مثقل استعان بذقنه
المعزى تبهى ولا تبنى
ما يعوى ولا ينبح
ماله بذم
مرعى ولا كالسعدان
ماء ولا كصداء
مكره أخوك لا بطل
منك عيصك وإن كان أشبا
من أشبه أباه فما ظلم
من عالج الشوق لم يستبعد الدار
ما أخاف إلا من سيل تلعتى
من سره بنوه ساءته نفسه
الملك عقيم
ماأشبه الليلة بالبارحة
ملكت فأسجح
من يبغ في الدين يصلف
من لم يأس على ما فاته ودع نفسه
من حقر حرم
ما حللت ببطن تبالة لتحرم الأضياف ما عقاله بأنشوطة
المرء بخليله
من حظك موضع حقك
ملك ذا أمر أمره
المنية ولا الدنية
من يطل ذيله ينتطق به
مرعى ولا أكولة
ما وراءك يا عصام
محسنة فهيلي
من سلك الجدد أمن العثار
من سمع سمع به
ما به قلبة
من يشتري سيفي وهذا أثره
الملسى لا عهدة له
من ينكح الحسناء يعط مهرها
من اشترى اشتوى
من يعط أثمان المحامد يحمد
من لي بالسانح بعد البارح
من عال بعدها فلا انجبر
ما هو إلا شرق أو غرق
مالي إلا ذنب صحر
ما أباليه عبكة
ما أباليه بالة
ما أبالي ما نهئ من ضبك
من يسمع يخل
مذكية تقاس بالجذاع
ما يجعل قدك إلى أديمك
متى كان حكم الله في كرب النخل
من استرعى الذئب ظلم
ما عنده خمر ولا خل ماله سبد ولا لبد ماله هبع ولا ربع
ماله عافطة ولا نافطة
من شر ما ألقاك أهلك
مع الخواطئ سهم صائب
مات عريض البطان
من غاب غاب نصيبه
من مأمنه يؤتى الحذر مرة عيش ومرة جيش
من ير يوما ير به
من يجتمع تتقعقع عمده
المنايا على الحوايا
مر الصعاليك بأرسان الجبل
من يكن الحذاء أباه يجد نعلاه
المرء يعجز لا المحالة
ما يبض حجره
من خاصم الباطل أنجح به
ما بال العلاوة بين الفودين
من سبك قال من بلغك
معاود السقى سقى صبيا
ما الذباب وما مرقته ما يدرى أسعد الله أكثر أم جذام من العناء رياضة الهرم مرا بلى
من باع بعرضه أنقق
مخرنبق لينباع
مالألأت الفور
ما أدري أي البرنساء هو
ما أدري أيا من أي
مبشر مؤدم
من لك بأخيك كله
مع اليوم غد
ما ألقى له بالا
متى عهدك بأسفل فيك
ما كل سوداء تمرة
ما كل بيضاء شحمة
من عز بز
محا السيف ما قال ابن دارة أجمعا
من الذود إلى الذود إبل
فهرست الأمثال المضروبة في المبالغة والتناهي الواقع في أوائل أصولها الميم
أمضى من الريح
أمضى من السيف
أمضى من السهم
أمضى من النصل
أمضى من سنان
أمضى من الشفرة في الوتين
أمضى من السيل تحت الليل
أمضى من القدر المتاح
أمضى من الأجل
أمضى من الدرهم
أمضى من سليك المقانب
أمض من ترحة بعد فرحة
أمرق من سهم
أمخط من سهم
أمهن من ذباب
أمر من العلقم
أمر من الحنظل
أمر من الدفلى
أمر من المقر
أمر من الصبر أمر من الألاء أمسخ من لحم الحوار أمسخ من لحم الحوار أمنع من صبى
أمنع من عقاب الجو
أمنع من است النمر
أمنع من انف الأسد
أمنع من لهاة الليث
أمنع من عتر
أمطل من عقرب
أمحل من تعقاد الرتم
أمحل من بكاء على رسم منزل
أمحل من تسليم على طلل
أمحل من حديث خرافة
أمحل من الترهات
تفسير الباب الرابع والعشرين 1597 - قولهم مقتل الرجل بين فكيه
المثل لأكثم بن صيفي يقول إن الإنسان إذا أطلق لسانه فيما لا ينبغي قتله والأمثال في هذا المعنى كثيرة وقد مر بعضها في أول الكتاب ومن أجودها قول الشاعر
( رأيت اللسان على أهله ... إذا ساسه الجهل ليثا مغيرا )
قوله ساسه الجهل استعارة حسنة
1598 - قولهم المكثار كحاطب الليل
يقول إن الذي يكثر الكلام يأتي بالخطأ ولا يدري كحاطب الليل ربما نهش ولم يعلم وقد مر نظائر هذا فيما تقدم
1599 - قولهم من حب طب
معناه من أحب فطن وحذق واحتال لما يحب والطب الحذق
والفطنة ومن ثم سمى الطبيب طبيبا ورجل طب وطبيب حاذق
والطب السحر لأنه فطنة وحذق وحب وأحب سواء قال بعضهم لا يقال في الماضي إلا أحب ورجل محب ومحبوب والمستقبل يحب ويحب وقرئ ( فاتبعوني يحببكم الله ) وليس عندي بالمختار ويقولون رجل مجنون ولا يقال جنه الله وإنما هو أجنه الله
وقال الكسائي والفراء يقال حببته وأحببته وأنشد
( فوالله لولا تمره ما حببته ... ولا كان أدنى من عبيد ومشرق )
وفي معنى المثل قول بعضهم
( لو صح منك الهوى ارشدت للحيل ... )
1600 - قولهم من حفنا أو رفنا فليترك
ويروى فليقتصد معناه من يمدحنا ويزيننا فليقتصد والحف والرف التزيين وقال بعضهم من أراد برنا والتفضل علينا فليمسك فقد استغنينا
وأصله أن جارية من الأعراب عثرت على نعامة قد غصت بصمغة فاحتملتها وقالت
( من حفنا أو رفنا فليترك ... نعما غصت بصعرور )
والصعرور الصمغ أي فليمسك فليس بنا إليه حاجة مع ظفرنا به
1601 - قولهم مأربة لا حفاوة
قال الأموي يضرب مثلا للرجل إذا كان يتملقك أي إنما بك حاجتك إلي لا حفاوة لك بي وهي المأربة والمأربة والإرب الحاجة والحفاوة المبالغة في البر يقال هو حفي به أي بار مبالغ في البر
ومنه قولهم أحفى شاربه إذا استقصى قصه وفي القرآن ( إنه كان بي حفيا ) وفيه أيضا ( كأنك حفي عنها ) أي مبالغ في السؤال عنها
1602 - قولهم من لاحاك فقد عاداك
الملاحاة الملاومة وأصله من قولهم لحوت العود إذا قشرته وكانوا يشبهون اللوم بالقشر وتحريق الجلد ولذلك قال تأبط شرا
( يامن لعذالة خذالة أشب ... حرق باللوم جلدي أي تحراق )
وألحى الرجل وألام إذا أتى ما يلام عليه ويلحى من أجله ثم فرقوا بين القشر واللوم يقال لحيت الرجل إذا لمته ولحوت العود إذا قشرته والأصل واحد ويقولون أثقل من العذول وقلت
( إذا لم يرد خل إعانة خله ... أتاه إذا ناب الملم يوبخ )
ويقولون اللوم يغرى كما قال أبو نواس
( دع عنك لومي فإن اللوم إغراء ... )
1603 - قولهم المزاح لقاح الضغائن
يقولون ربما مازحت الرجل فأحقدته والضغينة العداوة ويقال مزاح ومزاحة ويقولون المزاحة تذهب المهابة وقيل سمي المزاح مزاحا لأنه أزيح عن وجهة الصواب وليس ذلك بشيء وقال بعضهم
( أفي كل يوم أنت قائل سوأة ... تسوء بها وجهي كأنك مازح )
والعامة تقول لا يصدقك إلا مازح أو سكران
1604 - قولهم ما يشق غباره
يضرب مثلا للسابق المبرز على أصحابه والمثل لقصير بن سعد قاله في وصف العصا فرس جذيمة وقد مر ذكره وأخذه النابغة فقال
( فما شققت غبارى ... )
وتبعه أبو تمام فقال
( هيهات منك غبار ذاك الموكب ... )
وقال غيره
( لست من خيل ذلك الميدان ... )
1605 - قولهم ملحه على ركبتيه
يقال ذلك للرجل السيء الخلق الذي يغضب من كل شيء والمراد أن أدنى شيء يغضبه كما أن الملح إذا كان فوق الركبة بدده أدنى شيء قال مسكين الدارمي
( لا تلمها إنها من نسوة ... ملحها موضوعة فوق الركب )
والملح يذكر ويؤنث والتأنيث أكثر
1606 - قولهم ما يوم حليمة بسر
يضرب مثلا لكل أمر متعالم مشهور وحليمة بنت الحارث بن جبلة وقد مر ذكرها ومثله قولهم ما يحجز فلان في العكم أي لا يخفى مكانه
وأصله المتاع يغيب في الوعاء يقال حجزته أحجزه حجزا ومن أجود ما قيل في الشهرة والنباهة قول بشار
( أنا المرعث لاأخفى على أحد ... ذرت بي الشمس للقاصي وللداني )
وهو من قول الأحوص الأنصاري
( إني إذا خفى الرجال وجدتني ... كالشمس لا تخفى بكل مكان )
وقلت
( فأصبح مشهور المكان كأنما ... سرى في جبيني إذ سرى الليل كوكب )
وقال آخر
( أغر شهير في البلاد كأنه ... به البدر يعلو أوسنا الصبح يسطع )
1607 - قولهم مايدرى أي طرفيه أطول
قال الفراء ما يدرى أى والديه أشرف فضلا وأطراف الرجل قراباته قال الشاعر
( وكيف بأطرافي إذا ما شتمتني ... وما بعد شتم الوالدين صلوح )
1608 - قولهم ما يكظم على الجرة
قال المبرد معناه ما يحتمل قال ومثله ما يخنق على جرة قال وأصل ذلك في البعير يجتر فيفيض بجرة بعد جرة ومنه كظم فلان غيظه أي كتمه ويقال للمتلئ حزنا مكظوم وكظيم وكظمت السقاء أكظمه إذا ملأته وشددت رأسه والكظامة قناة في باطن الأرض يجري فيها الماء وقيل لها ذلك لأن ماءها منغل في الأرض
وقال غيره فلان ما يخنق على جرة إذا كان يؤاخذ بالذنب على استقصاء وهو تشبيه بمن يخنق البعير وفي حلقة جرة فيكون أشد لكربه وهذا أصح عندنا مما قال المبرد
1609 - قولهم من قل ذل ومن أمر فل
أمر أي كثر وفل أي غلب وهزم وأصل الفل الكسر وكثرة العدد عندهم محمودة وقلته مذمومة وقال الشاعر
( ما تطلع الشمس إلا عند أولنا ... ولا تغيب إلا عند أخرانا )
وقال أبو جندب
( فلو نزاد ألف ألف لم نزد ... ولو نقصنا مثلهم لم نفتقد )
والمثل لأوس بن حارثة بن ثعلبة بن عمرو مزيقياء
حدثنا أبو القاسم بن شيران قال حدثنا عبد الرحمن بن جعفر قال حدثنا الغلابي قال حدثنا عبد الله بن الضحاك ومهدي بن سابق قالا حدثنا هشام قال حدثني عبد المجيد بن أبي عبس عن أبيه قال عاش أوس بن حارثة بن ثعلبة بن عمرو مزيقياء بن عمرو دهرا طويلا وليس له ولد إلا مالك وكان لأخيه الخزرج خمسة عمرو وعوف وجشم والحارث وكعب فلما حضرته الوفاة قالوا قد كنا نأمرك بالتزويح في شباب منك حتى حضرك الموت قال إنه لم يهلك هالك ترك مثل مالك وإن كان الخزرج ذا عدد وليس لمالك ولد فلعل الذي استخرج العذق من الجذيمة
والنار من الوثيمة أن يجعل لمالك نسلا رجالا بسلا وكل إلى موت التجلد ولا التبلد واعلم أن القبر خير من الفقر ومن لم يعط قاعدا لم يعط قائما وشر شارب المشتف وأقبح طاعم المقتف وذهاب البصر خير من كثير من النظر ومن كرم الكريم الدفع عن الحريم ومن قل ذل ومن أمر فل وخير الغنى القنوع وشر الفقر الخضوع والدهر يومان فيوم لك ويوم عليك فإذا كان لك فلا تبطر وإن كان عليك فلا تضجر فكلاهما سيحسر وإنما تعز من ترى ويعزك من لا ترى ويمينك المقيت خير من أن يقال هبيت وكيف بالسلامة لمن ليست له إقامة حياك ربك قال فولد لمالك خمسة عوف وعمرو وهو النبيت وجشم ومرة وهو الجعد والجعد القصير الملزز
1610 - قولهم ما بللت من فلان بأفوق ناصل
معناه لم تمن منه برجل ضعيف ولكن برجل صعب وبللت هاهنا بمعنى بليت ومنيت قال الشاعر
( وبلى إن بللت بأريحي ... من الفتيان لا يمسى بطينا )
والأفوق السهم المكسور الفوق الساقط النصل ومثله قولهم
ما بللت منه بأعزل والأعزل الذي لا سلاح معه ومثله قولهم ما نقرن به الصعبة ومعناه أن الذي يقرن به لا يجده صعبا لأنه يذلله ومثله لا يقعقع له بالشنان والقعقعة صوت الشيء الصلب على مثله والشنان جمع شن وهي القربة اليابسة
معناه ليس هو مما تفزعه القعقعة ومثله قولهم لا يصطلي بناره أي هو شديد يتحامى ولا يقرب منه لشدته وقال صاحب المقصورة
( لا يصطلي بناره عند الوغى ... ويصطلي بناره عند القرى )
1611 - قولهم ما بالعير من قماص
هكذا روى لنا والصحيح أما بالعير من قماص
يضرب مثلا للذليل لا يستقر في موضع تراه يقمص من مكانه من غير صبر ويقال للقلق قد أخذه القماص
1612 - قولهم ما يشبع طائره
وذلك إذا وصف بشدة الهزال قال الشاعر
( سناما ونحضا أنبت اللحم فاكتست ... عظام امرئ ما كان يشبع طائره )
يقول بلغ من هزاله ما لو وقع عليه طائر وهو ميت لم يشبع منه
ويقال ما عليه من اللحم ما يشبع عصفورا
1613 - قولهم منع الجميع أرضى للجميع
يراد أنك إذا أعطيت إنسانا دون إنسان شكاك من لم تعطه وإذا منعت الجميع كان ذلك عذرا لك
1614 - قولهم مثقل استعان بذقنه
يضرب مثلا للذليل يستعين بمثله
وأصله البعير يحمل عليه الحمل الثقيل فلا يقدر على النهوض به فيعتمد بذقنه على الأرض وذكر أنه استعان بدفيه أخبرنا أبو أحمد قال حدثنا محمد بن يحيى قال حدثنا الحسن ابن الحسين الأزدي قال حدثنا أبو الحسين الطوسي قال كنا عند اللحياني وكان عزم أن يملى نوادره ضعف ما أملى فقال يوما مثقل استعان بذقنه فقال له ابن السكيت وهو حدث بدفيه فوجم لذلك ثم أملى يوما آخر فقال فلان جاري مكاشرى فقام
ابن السكيت فقال ما معنى مكاشرى فقال يكشر في وجهى وأكشر في وجهه بشين معجمة فقال ابن السكيت إنما هو مكاسري أي كسر بيتي إلى كسر بيته فقطع المجلس ولم يمل من نوادره شيئا
قال الشيخ أبو هلال رحمه الله والصحيح في مكاسري قول ابن السكيت يقال هو جاري مكاسرى ومطانبي من الكسر والطنب
وقول اللحياني بذقنه أصح لأن البعير إذا أراد النهوض بالحمل الثقيل ضم عنقه ثم مده ونهض وذلك استعانته به فليس للدفين هناك عمل
1615 - قولهم ماله بذم
1616 - وقولهم ماله صيور
1617 - وقولهم ما له أكل
أي ليس له رأى ولا قوة ويقال ثوب له بذم وأكل إذا كان شبيعا كثير الغزل
وأصل الأكل الحظ من الدنيا يقال استوفى فلان
=================4.==============
كتاب : كتاب جمهرة الأمثال
المؤلف : أبي هلال العسكري
أكله وبنو فلان ذوو آكال أي ذوو حظوط وذوو صيور أي ما يصار إليه
1618 - قولهم المعزى تبهى ولا تبنى
يضرب مثلا للرجل يضر ولا ينفع قال أبو عبيدة أخبية العرب من الوبر والصوف ولا تكون من الشعر وربما صعدت المعزى الأخبية فحرقتها فذلك قولهم تبهى يقال أبهيت البيت أبهيه إذا خرقته وقد بها هو وأبهيت الخيل إذاعطلتها فلم تغز عليها
وقال ابن قتيبة قد رأيت بيوت الأعراب في كثير من مواضعهم فوجدت أكثرها من الشعر قال ولا أعرف ما هذا التفسير وأحسبه أراد أنها تخرق البيوت ولا تعين على البناء
ووافق الجاحظ أبا عبيدة فقال إن العرب تبنى بيوتها من الصوف والوبر ولا تبنيها من الشعر
قال الشيخ أبو هلال رحمه الله ولعلهم كانوا كذلك في أول الزمان ثم انتقل بعضهم إلى الشعر فبنى منه بيته والأشياء قد تتغير
1619 - قولهم ماء ولا كصداء
يضرب مثلا للرجلين لهما فضل إلا أن أحدهما أفضل ويقال صداء وصدآء وصيداء وهو ماء للعرب ليس لهم أعذب منه
والمثل لقذور بنت قيس بن خالد ذي الجدين الشيباني وكان من حديثها أن زراة بن عدس رأى ابنه لقيطا يختال فقال له كأنك أصبت ابنة قيس ابن خالد ومائة من هجائن المنذر بن ماء السماء فحلف لقيط لا يمس الطيب ولا يشرب الخمر حتى يصيب ذلك فسار حتى أتى قيس بن خالد وهو سيد ربيعة وكانت عليه يمين لا يخطب إليه إنسان علانية إلا أصابه بسوء فخطب إليه لقيط في مجلسه وقال عرفت أنى إن أعالنك لم أشنك وإن أناجك لم أخدعك فزوجه ابنته القذور وساق عنه المهر وهداها إليه من ليلته فاحتمل بها إلى المنذر فأخبره بما قال أبوه فأعطاه مائة من هجائنه فرحل إلى أهله فقالت ألقى أبى وأودعه فلما جاءته قال لها يا بنية كوني له أمة يكن لك عبدا وليكن أطيب طيبك الماء وإنه فارس مضر ويوشك أن يقتل فإن كان ذلك فلا تخمشى وجها ولا تحلقى شعرا فقتل لقيط فاحتملت إلى قومها فتزوجها بعده رجل منهم فجعلت تكثر من ذكر لقيط فقال لها أي شيء رأيت منه كان أحسن في عينيك قالت خرج في دجن وقد تطيب وشرب فطرد البقر وصرع منها وأتاني وبه نضح الدم والطيب فضممته ضمة وشممته شمة وددت أنى كنت مت ثمة
فسكت عنها حتى إذا كان يوم دجن شرب وتطيب
وركب وصرع من البقر وأتى وبه نضح من الدم والطيب والشراب قضمها إليه وقال كيف ترينني أنا أحسن أم لقيط فقالت ماء ولا كصداء فذهبت مثلا قال ضرار بن عبيد السعدى
( وإني وتهيامي بزينب كالذي ... يطالب من أحواض صداء مشربا )
ومثل هذا المثل سواء قولهم مرعى ولا كالسعدان
وهو لامرأة من طيئ تزوجها امرؤ القيس بن حجر وكان مفركا فجعلت المرأة تعرض عنه فقال لها يوما أين أنا من زوجك الأول فقالت مرعى ولا كالسعدان أي أنت رضا ولا كهو والسعدان شوك إذا أكلته الإبل غزرت عليه أكثر مما تغزر على غيره من المرعى
1620 - قولهم مكره أخوك لا بطل
المثل لأبي جشر خال بيهس ومعناه إنما أنا محمول على القتال ولست بشجاع والبطل الشجاع وقد مر أصله فيما تقدم
1621 - قولهم منك عيصك وإن كان أشبا
يقال ذلك في استعطاف الرجل على قريبه ومثله قولهم منك أنفك وإن كان أجدع
وأخذ أبو تمام هذا المثل فقال
( أرى الشيب مختطا بفودى خطة ... سبيل الردى منها إلى النفس مهيع )
( هو الزور يجفى والمعاشر يجتوى ... وذو الإلف يقلى والجديد يرقع )
( له منظر في العين أبيض ناصع ... ولكنه في القلب أسود أسفع )
( ونحن نرجيه على الكره والرضا ... وأنف الفتى من وجهه وهو أجدع )
والأشب المختلط والعيص الأجمة والمعنى أن أقاربك منك وإن كانوا غير مرضيين فاحتملهم
ومثله قولهم منك ربضك وإن كان سمارا
والسمار اللبن الذي قد أكثر ماؤه والربض الأصل أي أصلك منك وإن كان على غير ما تشتهيه
وروى منك لبنك وإن كان سمارا
وأما قولهم منك حيضك فاغسليه معناه هو ذنبك فاعتذري منه وادفعيه عنك
وقالوا يداك أوكتا وفوك نفخ وأما قولهم منك حيضك ولا تملكينه يضرب مثلا للرجل يعتذر من الذنب ويقال له لا ذنب لك فيه
1622 - قولهم من أشبه أباه فما ظلم
يضرب مثلا في تقارب الشبه ومعناه من أشبه أباه فقد وضع الشبه في موضعه والظلم وضع الشيء في غير موضعه
والمثل قديم وحكاه كعب بن زهير في بعض شعره فقال
( أنا ابن الذي قد عاش تسعين حجة ... فلم يخز يوما في معد ولم يلم )
( وأكرمه الأكفاء من كل معشر ... كرام فإن كذبتني فاسأل الأمم )
( وأعطى حتى مات فضلا ورهبة ... وأورثني إذ ودع المجد والكرم )
( وأشبهته من بين من وطئ الحصا ... ولم ينب عني شبه خال ولا ابن عم )
( فقلت شبيهات بما قال عالم ... بهن ومن يشبه أباه فما ظلم )
ونحوه قول الآخر
( وإن امرأ في اللؤم أشبه جده ... ووالده الأدنى لغير ملوم )
وقول حسان
( أبوك أبو سوء وخالك مثله ... ولست بخير من أبيك وخالكا )
( وإن أحق الناس أن لا تلومه ... على اللؤم من ألفى أباه كذلكا )
1623 - قولهم من عالج الشوق لم يستبعد الدار
مثل محدث قال أبو نواس في بعض شعره
( قالت فقد بعد المسرى فقلت لها ... من عالج الشوق لم يستبعد الدارا )
وقال أحسن القائل في قوله
( فإن الضعيف الأسر يقوى على المدى ... فيرجع منه الخطو وهو وساع )
( وإن بعيدات الديار قريبة ... إذا ما حدا شوق وحث نزاع )
1624 - قولهم ما أخاف إلا من سيل تلعتى
أي ما أخاف إلا من أقاربي وقال برج بن مسهر الطائي
( فمنهن أن لا تجمع الدهر تلعة ... بيوتا لنا يا تلع سيلك غامض )
أي يجيء شرك في غموض وخفاء
والتلعة مسيل الماء إلى الوادي وهو هاهنا مثل
1625 - قولهم ما بالدار صافر
قال أبو عبيدة والأصمعي ما بالدار أحد يصفر به فاعل بمعنى مفعول به كما قالوا ماء دافق وسر كاتم وقال غيرهما صافر واحد كما يقال ما بها ديار
1626 - قولهم من سره بنوه ساءته نفسه
المثل لضرار بن عمرو الضبي وكان له ثلاثة عشر ولدا فرآهم يوما يثبون على الخيل وقد فزع الحي وهو قائم يعجبه ما يرى منهم فذهب ليثب على فرسه فثقل فقال ذلك ونظمه بعضهم فقال
( غدا بني وراح مثلي ... يلبس ما قد نزعت عنى )
( فسرني ما رأيت منه ... وساءني ما رأيت منى )
وقريب من هذا المعنى قول بعضهم
( إذا الرجال ولدت أولادها واضطربت من كبر أعضادها )
( وجعلت أسقامها تعتادها ... فهي زروع قد دنا حصادها )
1627 - قولهم الملك عقيم
يراد أن الملك لو نازعه ولده ملكه لم يلبث أن يهلكه فيصير كأنه عقيم لم يولد له
يقال عقمت المرأة فهي معقومة وعقيم إذا لم يولد لها والعرب تسمى الشمال عقيما لأنه لا خير فيها عندهم والخير عندهم في الجنوب لأنها تأتي بالسحاب والشمال تجيء بالأعاصير ويسمون الشمال محوة لأنها تكشف السحاب كأنها تمحوها عن السماء والذي يستحب من الشمال نسيمها وقد قلت
( نسيمي منك حين جرى شمال ... وقد تجرى جنوبا من نداكا )
1628 - قولهم ما أشبه الليلة بالبارحة
يضرب مثلا في تشابه الشيئين من غير نسب
يقال هو أشبه به من الليلة بالليلة ومن الماء بالماء ومن التمرة بالتمرة ومن الغراب بالغراب
والمثل لطرفة بن العبد من كلمته التي يقول فيها
( أسلمني قومي ولم يغضبوا ... لسوأة حلت بهم فادحه )
( كل خليل كنت خاللته ... لا ترك الله له واضحه )
( كلهم أروغ من ثعلب ... ما أشبه الليلة بالبارحه )
الواضحة المال وقيل الواضحة السن
1629 - قولهم ملكت فأسجح
معناه قد ملكت فسهل والتسجيح التسهيل
والمثل لأنس بن حجير وقد ذكرنا حديثه
ولما ظفر علي رضي الله عنه بأهل البصرة أتى بعائشة رضي الله عنها فقالت ملكت فأسجح فجهزها إلى الحجاز مع سبعين امرأة ويقولون المقدرة تذهب الحفيظة وقال عبد يغوث بن وقاص
( أمعشر تيم قد ملكتم فأسجحوا ... فإن أخاكم لم يكن من بوائيا )
1630 - قولهم من يبغ في الدين يصلف
معناه من يطلب الدنيا بالدين لم يحظ عند الناس ولم يرزق منهم المحبة
يقال صلفت المرأة عند زوجها إذا لم تحظ عنده
والصلف من الرجل بمنزلة الفرك من المرأة
1631 - قولهم من لم يأس على ما فات ودع نفسه
ودع من الدعة وهي الراحة يقول أراح نفسه وقال بعضهم إن حزنت على ما فات فاحزن على ما لم يأت وقال النابغة
( واليأس عما فات يعقب راحة ... ولرب مطعمة تعود ذباحا )
وقال غيره
( فإن تك سلمى خلة حيل دونها ... فقد يعرف اليأس الفتى فيعيج )
وقال غيره
( فإن أك عن ليلى سلوت فإنما ... تسليت عن يأس ولم أسل عن صبر )
( فإن يك عن ليلى غنى وتجلد ... فرب غنى نفس قريب من الفقر )
وقال العباس بن الأحنف في خلاف ذلك
( تعب يكون مع الرجاء لطالب ... خير له من راحة في الياس )
1632 - قولهم من حقر حرم
يقول من لم يمكنه الإفضال بالكثير وأبى أن يعطى القليل رد السائل بالخيبة
ونحو هذا ما أخبرنا به أبو أحمد عن الجوهري عن المنقرى
عن الأصمعي عن بعض العباسيين قال كتب كلثوم بن عمرو إلى رجل في حاجة بسم الله الرحمن الرحيم أطال الله بقاءك وجعله يمتد بك إلى رضوانه وجنته أما بعد فإنك كنت روضة من رياض الكرم تبتهج النفوس بها وتستريح القلوب إليها وكنا نعفيها من النجعة استتماما لزهرتها وشفقة على نضرتها وادخارا لثمرتها حتى مرت بها في سفرتنا هذه سنة كانت قطعة من سنى يوسف اشتد علينا كلبها وأخلفتنا غيومها وكذبتنا بروقها وفقدنا صالح الإخوان فيها فانتجعتك وأنا بانتجاعي إياك شديد الشفقة عليك مع علمي بأنك نعم موضع الزاد
واعلم أن الكريم إذا استحيا من إعطاء القليل ولم يحضره السكثير لم يعرف جوده ولم تظهر همته وإنما أقول في ذلك
( ظل اليسار على العباس ممدود ... وقلبه أبدا بالبخل معقود )
( إن الكريم ليخفى عنك عسرته ... حتى تراه غنيا وهو مجهود )
( وللبخيل على أمواله علل ... زرق العيون عليها أوجه سود )
( إذا تكرمت أن تعطى القليل ولم ... تقدر على سعة لم يظهر الجود )
( بث النوال ولا تمنعك قلته ... فكل ما سد فقرا فهو محمود )
قال فشاطره ماله حتى بعث إليه بقيمة نصف خاتمه وفرد نعله
1633 - قولهم ما في الحجر مبغى ولا عند فلان
يضرب مثلا عند توكيد اللؤم وقلة الخير
والمبغى مفعل من بغيت أي طلبت
1634 - قولهم ما حللت ببطن تبالة لتحرم الأضياف
يضرب مثلا للرجل لا علة تمنعه عن البذل ولا يبذل
وتباله لا تخلو من خصب مقيم والنازل بها لا يمكنه الاعتلال بالجدب
ونحو هذا قول الشاعر
( أتمنع سؤال العشيرة بعدما ... تسميت فيضا واكتنيت أبا بحر )
1635 - قولهم المرء بخليله
معناه أنك منسوب إلى خليلك فانظر من تخال قال عدي بن زيد
( عن المرء لا تسأل وأبصر قرينه ... فإن القرين بالمقارن يقتدى )
وقال اكثم بن صيفي من فسدت بطانته كان كمن غص بالماء
وله معنى آخر وهو أن المرء يقوى بخليله على حسب ما قال النبي المرء كثير بأخيه قال الشاعر
( أخاك أخاك إن من لا أخا له ... كساع إلى الهيجا بغير سلاح )
1636 - قولهم من حظك موقع حقك
يراد به أن مما أعطاك الله من الحظ أن يكون حقك عند من لا يجحدك ولا يتلف قبله وقال بعضهم لأبي الأسود بلغنى أنك لا يضيع لك حق عند أحد فمم ذاك فقال لسوء ظني بالناس ومجانبتي أهل الإفلاس وقال بعض علماء الملوك لوزيره لا تدفع مالي إلى من لا أقدر على أخذه منه قال ومن الذي لا تقدر على ذلك من جهته قال من ليس معه شيء
والفرس تقول كيف تسلب العريان وقريب منه قولهم من حظ المرء نفاق أيمه
1637 - قولهم ملك ذا أمر أمره
أي ول الأمر صاحبه فإنه أقوم بإصلاحه
ومثله قولهم ول المال ربه
1638 - قولهم المنية ولا الدنية
المثل لأوس بن حارثة وقد مر ذكره في الباب الأول وكانوا يقولون النار ولا العار وقال الشاعر
( ويركب حد السيف من أن تضيمه ... إذا لم يكن عن شفرة السيف مرحل )
1639 - قولهم من يطل ذيله ينتطق به
يضرب مثلا لمن يكثر ماله وإنفاقه في غير وجهه والعامة تقول من كان له دهن طلى استه ومثله قولهم كل ذات ذيل تختال
ومن أمثالهم في الغنى قولهم إن الغنى رب غفور وقال الشاعر
( والمال فيه تجلة ومهابة ... والفقر فيه مذلة وفضوح )
وقال الآخر
( وما المروءة إلا كثرة المال ... )
وفي خلاف ذلك قول بعضهم
( لا بارك الله بعد العرض في المال ... )
وقال الآخر
( لا يعدل المال عندى صحة الجسد ... )
وأما قول علي كرم الله وجهه من يطل أير أبيه ينتطق به فإنما أراد من كثر اخوته اشتد ظهره وعز قال الشاعر
( فلو شاء ربي كان أير أبيكم ... طويلا كأير الحارث بن سدوس )
قال الأصمعي كان للحارث بن سدوس أحد وعشرون ذكرا وكان ضرار بن عمرو يقول شر حائل أم فزوجوا الأمهات وذكر أنه صرع فأخذته الأسنة فأشبل عليه إخوته من أمه حتى أنقذوه وأشبلوا عطفوا
1640 - قولهم مرعى ولا أكولة
يضرب مثلا للرجل له مال كثير وليس له من ينفقه عليه ومثله قولهم عشب ولا بعير
والأكولة التي تأكل والأكيلة التي يأكلها السبع ومن هذا المثل أخذ أبو تمام قوله
( أرض بها عشب جرف وليس بها ... ماء وأخرى بها ماء ولا عشب )
1641 - قولهم ما وراءك يا عصام
يضرب مثلا في استعلام الخبر وقد مر حديثه
وقال بعضهم هو للنابغة الذبياني وكان النعمان بن المنذر مريضا تحمله الرجال على سرير فيما بين الغمر والحيرة ليتفرج بالنظر إلى قصوره وبساتينه ودوره فبلغ النابغة ذلك فجاءه عائدا وقال
( ألم أقسم عليك لتخبرني ... أمحمول على النعش الهمام )
( فإني لا ألومك في دخول ... ولكن ما وراءك يا عصام )
( فإن يهلك أبو قابوس يهلك ... ربيع الناس والشهر الحرام )
( ونمسك بعده بذناب عيش ... أجب الظهر ليس له سنام )
وعصام حاجب النعمان يقول لست ألومك بمنعك إياي عن الدخول إليه ولكن أعلمني حقيقة خبره
1642 - قولهم محسنة فهيلي
يضرب مثلا للرجل يعمل عملا يكون فيه مصيبا يقول دم عليه ولا تدعه
وأصله أن رجلا نزل بامرأة ومعه جراب دقيق فاشتغل عنها فجعلت تهيل من جرابه إلى جرابها فنظر إليها فأخذت ترد من جرابها إلى
جرابه فقال ما تصنعين فقالت أهيل فيه قال محسنة فهيلي وقيل هي امرأة من بنى سعد بن تميم يقال لها هيلة
1643 - قولهم من سلك الجدد أمن العثار
1644 - وقولهم من سمع سمع به
يضرب مثلا لطالب العافية والجدد المستوى من الأرض
والمثلان لأكثم بن صيفي
أخبرنا أبو أحمد عن أبي بكر عن أبي حاتم عن أبي عبيدة قال قال أكثم بن صيفي يا بني تميم لا يفوتنكم وعظي إن فاتكم الدهر بنفسي إن بين حيزومى لبحرا من الكلم فتلقوها بأسماع مصغية وقلوب واعية تحمدوا عواقبها إن الهوى يقظان والعقل راكد والشهوات مطلقة والحزم معقول والنفس مهملة والروية مقيدة ومن جهة التواني وترك الروية يتلف الحزم ولن يعدم المشاور مرشدا والمستبد برأيه موقوف على مداحض الزلل ومن سمع سمع به ومصارع الألباب تحت ظلال الطمع ولو اعتبرت مواقع المحن ما وجدت إلا في مقاتل الكرام وعلى الاعتبار طريق الرشاد ومن سلك الجدد أمن العثار ولن يعدم الحسود أن يزعج قلبه ويشغل فكره ويورث غيظه ولا يجاوز ضره نفسه
يا بني تميم الصبر
على تجرع الحلم أعذب من جنى ثمر الندم ومن جعل عرضه دون ماله استهدف للذم وكلم اللسان أنكأ من كلم الحسام والكلمة مربوبة ما لم تنجم من الفم فإذا نجمت فهي سبع محرب ونار تلهب ولكل خافية مختف ورأى الناصح اللبيب دليل لا يجور ونفاذ الرأي في الحرب أنفذ من الطعن والضرب
1645 - قولهم ما به قلبة
أي ما به داء
وأصله عند الأصمعي من القلاب وهو داء يأخذ الإبل في رءوسها فيقلبها إلى فوق والقلاب داء القلب
وقيل أصله في الدواب وهو أن يصيب أسفل الحافر فيقلبه البيطار ليداويه قال الراجز
( ولم يقلب أرضها البيطار ... )
1646 - قولهم من يشترى سيفي وهذا أثره
قال الأصمعي معناه أخبرك خبرا هذا تبيانه وقال غيره يضرب مثلا للرجل يقدم على الأمر الذي أختبر وجرب قال وهو مثل قول
العامة من نهشته الحية حذر الرسن والوجه قول الأصمعي وأثر السيف فرنده
1647 - قولهم الملسى لا عهدة له
يضرب مثلا للرجل يخرج من الأمر سالما لا عليه ولا له
وأصله أن العرب إذا تبايعت بيعا بنقد فأعطت وأخذت وسلمت المبيع وتسلمت الثمن قالت لا حاجة لنا إلى كتب عهدة وإشهاد شاهد إذ قد تملس بعضنا من بعض وتبرأ كل واحد من الآخر وحصل في يد كل واحد منا حقه والملسى فعلى من التملس وأصله من قولهم تملس الشيء من يدي إذا وقع ولم تشعر به
1648 - قولهم من ينكح الحسناء يعط مهرها
1649 - وقولهم من اشترى اشتوى
معناه من أراد الشيء طابت نفسه بالبذل فيه وفي هذا النحو قول الآخر
( والحمد لا يشترى إلا بإثمان ... )
وقولهم
( ومن يعط أثمان المحامد يحمد ... )
ومعنى قولهم من اشترى اشتوى
أي من يبذل في الحاجة يظفر بها يقال شويت اللحم واشتويته فإذا جعلت الفعل للحم قلت انشوى
1650 - قولهم من لي بالسانح بعد البارح
يقوله الرجل يرى من صاحبه ما يكرهه فإذا شكاه قيل له إنه سيرجع إلى ما تحب
وأصله أن رجلا مرت به ظباء بارحة فكرهها وأراد أن يرجع عن حاجته فقيل له امض في وجهك فإنها ستمر بك سانحة فمضى وجعل يقول من لي بالسانح بعد البارح وقد مضى تفسير البارح والسانح
1651 - قولهم من يأت الحكم وحده يفلح
من قولهم فلح على خصمه فلحا إذا ظفر به
1652 - قولهم من عال بعدها فلا انجبر
يضرب مثلا في اغتنام الفرصة والمثل لعمرو بن كلثوم وكان أغار على بنى حنيفة باليمامة فسمع به أهل حجر فجاءه بنو لجيم بن حنيفة عليهم يزيد بن عمرو بن شمر فلما رآهم عمرو قال
( من عال منا بعدها فلا انجبر ... ولا سقى الماء ولا رعى الشجر )
( بنو لجيم وجعاسيس مضر ... بجانب الدو يدهدون العكر )
فانتهى إليه يزيد فطعنه فأذراه عن فرسه وأسره وشده كتافا وقال له أنت الذي يقول
( متى تعقد قرينتنا بحبل ... تجذ الحبل أو تقص القرينا )
أما إني سأقرنك بناقتي هذه ثم أطرد كما جميعا فنادى عمرو يا آل ربيعة أمثلة فاجتمعت إليه بنو لجيم فنهوه فورد به حجرا وضرب عليه قبة وحمله على نجيبة ونحر له وسقاه فلما انتشى قال
( جزى الله الأغر يزيد خيرا ... ولقاه المسرة والجمالا )
( فما جبن ابن كلثوم ولكن ... يزيد الخير صادقه النزالا )
1653 - قولهم ما هو إلا شرق أو غرق
يضرب مثلا للذي يعاقب بخصلتي سوء لا بد من إحداهما
1654 - قولهم مالي إلا ذنب صحر
يضرب مثلا للذي يعاقب من غير ذنب وصحر بنت لقمان بن عاد وحديثها الذي أخبرنا به ابو أحمد قال أخبرنا ابن الأنباري قال أخبرنا أبو علي العنزى قال حدثنا على بن صباح قال حدثنا أبو المنذر هشام بن محمد قال كان لقمان بن عاد من بنى ضل بن عاد بن عوص بن إرم ابن سام بن نوح ما يتزوج امرأة إلا فجرت فتزوج جارية صغيرة لا تدري ما الرجال فبني لها بناء على جبل فرفعه ثم جعل له حفافا فكان ينزل بالسلاسل ويصعد بالسلاسل فإذا غاب رفعت السلاسل فرآها غلام من عاد فعشقها فقال لقومه والله لتجمعن بيني وبين امرأة لقمان أو لأجلبن عليكم حربا ترقص فيه أشياخكم قالوا كيف لنا بها قال اجعلوني بين السيوف ثم أتوا لقمان فاستودعوها إياه إلى أجل سماه فإذا حل الأجل فاستردوني فجعلوه بين أسياف ثم أتوا لقمان فقالوا إنا نريد أن نسافر وهذه سيوفنا عندك وديعة فأخذها منهم
ووضعها في بيته فلما ذهب لقمان في حاجته تحرك فحلت عنه فكان يكون معها فإذا جاء لقمان رجع إلى مكانه حتى بلغ الأجل فأخذوا أسيافهم منه فجلس لقمان على سريره وهي معه فنظر إلى نخامة تنوس في السقف فقال من تتخم هذه قالت أنا قال فتنخمى فلم تصنع شيئا فقال يا ويلتي السيوف دهتني ثم رمى بها من ذلك الحفاف فتقطعت فانحدر مغضبا فنظرت إليه بنت له يقال لها صحر فقالت يا أبت مالى أراك مغضبا فأخذ صخرة فشدخ بها رأسها وقال أنت أيضا منهن فضربتها العرب مثلا فقال خفاف بن ندبة لعباس بن مرداس
( وعباس يدب لي المنايا ... وما أذنبت إلا ذنب صحر )
1655 - قولهم ما أباليه عبكة
يضرب مثلا لاستهانة الرجل بصاحبه
قالوا والعبكة والوذحة ما يتعلق بأصواف الضأن من أبعارها والعبكة اللقمة من الثريد
ويقال ما أباليه بالة
يضرب مثلا في غير الناس وسئل ابن عباس عن الوضوء باللبن فقال ما أباليه بالة
ويقال ما أباليه بالية وقد يجيء بعض المصادر على فاعل وفاعلة مثل العافية ( فأهلكوا بالطاغية ) ومثله الخاطئة
ويقولون قم قائما أي قياما ومثله قولهم ما أبالي ما نهئ من ضبك وما نضج من ضبك أي ما أبالي
كيف كان أمرك ونهئ لم ينضج والنهوءة والنيوءة واحد وهو مصدر النيئ من اللحم
1656 - قولهم من يسمع يخل
يقال خلت الشيء إذا ظننته والمعنى أن من يسمع الشيء ربما ظن صحته
وقيل معناه أن من يسمع أخبار الناس ومعايبهم يقع في نفسه المكروه عليهم والمعنى أن مجانبة الناس أسلم وأخذه البحترى فقال
( سمعت أن التصابي خرق ... بعد خمسين ومن يسمع يخل )
والفارسي يقول في هذا المثل هركى شنوذ منذ
1657 - قولهم مذكية تقاس بالجذاع
1658 - وقولهم ما يجعل قدك إلى أديمك
يضرب مثلا لخطأ الناس في التشبيه
والمذكية المسنة والجذع من الإبل الذي قد طعن في الخامسة ومن الغنم ابن سنة مجرمة والضأن
والمعزى فيه سواء هذا قول الأصمعي وقال غيره الضائنة تجذع لسبعة أشهر إلى عشرة أشهر وإجذاع الماعزة بعد ذلك
والقد الجلد الصغير مثل مسك السخلة والجمع الأقد والقداد والأديم الجلد الكبير والمعنى ما يجعل الصغير مثل الكبير
1659 - قولهم متى كان حكم الله في كرب النخل
يضرب مثلا للرجل يقصر عما ينزع إليه ويؤهل نفسه له
والمثل لجرير وهو قوله
( أقول ولم أملك سوابق عبرة ... متي كان حكم الله في كرب النخل )
قاله للصلتان العبدي وكان قد وقع بين جرير والفرزدق فقال قصيدة فيها
( أرى الخظفي بذ الفرزدق شعره ... ولكن خيرا من كليب مجاشع )
( جرير أشد الشاعرين شكيمة ... ولكن علته الباذخات الفوارع )
فأما الفرزدق فرضى حين شرف قومه على قوم جرير وقال الشعر مروءة من لا مروءة له وهو أخس مروءة الشريف
وأما جرير فغضب وقال البيت الذي تقدم فقال الصلتان أبياتا منها
( أعيرتنا بالنخل مذ كان مالنا ... وود أبوك الكلب لو كان ذا نخل )
( وأي نبي كان من غير قرية ... وما الحكم يا ابن الكلب إلا مع الرسل )
1660 - قولهم من استرعى الذئب ظلم
أي من استرعى الذئب فقد وضع الأمانة في غير موضعها والظلم وضع الشيء في غير موضعه
وقالوا الذئب اسم رجل وهو ابن أخى أكثم بن صيفي
أخبرنا ابو أحمد عن أبي بكر عن رجاله قالوا غزا أكثم بن صيفي فأسر الأقياس ونهيكا وأخذ أموالهم ثم بدا له وأراد إطلاقهم فدعا بني أخيه وهم ثلاثة الكلب والذئب والسبع فدفع الأقياس ونهيكا وأهليهم إلى الكلب ووضع الأموال على يدي الذئب وقال إذا أطلقتهم فادفع إليهم أموالهم فانطلق الكلب إلى الذئب فأخبره أنه لا يطلقهم وقبض الذئب الأموال فبلغ ذلك أكثم فقال نعم كلب في بؤس أهله ومن استرعى الذئب ظلم وربما أعلم فأذر ومنك من أعتبك وحسبك من شر سماعه ليس الحلم عن قدم وكن كالسمن لا يخم فقال الكلب لا أطلقهم حتى يمدحوني فمدحه قيس بن نوفل ونسبه إلى أمه فقال كفى بالمرء عارا أن ينسب إلى أمه وأبى أن
يطلقهم فقال أكثم يا عاقد اذكر حلا حسبك ما يبلغك المحل ورب أكلة تمنع أكلات
فحلف السبع ليطلقنهم وليردن ما لهم ثم لا يقيم ببلدة يحجر عليه فيها فشخصا وأقام الذئب
1661 - قولهم ما عنده خل ولا خمر
أي ما عنده خير ولا شر
وقال النمر بن تولب
( هلا سألت بعادياء وبيته ... والخل والخمر الذي لم يمنع )
ويقولون ما عنده خير ولا مير والمير مصدر مارهم يميرهم إذا حمل إليهم الميرة ومعناه ليس في دورهم خير ولا يمتارونه من سوق وقيل في قوله
( والخل والخمر الذي لم يمنع ... )
الخير الذي كان أولياؤه ينالونه والشر ما كان أعداؤه يقاسونه
1662 - قولهم ماله سبد ولا لبد
أي ماله شيء ومثله ما له هبع ولا ربع وماله عافطة ولا نافطة السبد الشعر واللبد الصوف
وقال المفضل قال أبو صالح
كل مالان من الصوف والوبر فهو لبد والسبد الشعر وماله ثاغية ولا راغية فالثاغية النعجة والثغاء صوتها
والراغية الناقة والرغاء صوتها
وماله دقيقة ولا جليلة فالدقيقة الشاة والجليلة الناقة
والربع ما ينتج من أولادها في زمن الربيع والهبع ما نتج في الصيف وماله دار ولا عقار قيل العقار النخل وقيل هو متاع البيت قاله المفضل بن سلمة
1663 - قولهم من شر ما ألقاك أهلك
يضرب مثلا للرجل وللشيء يتحامى ولا يقرب
وأصله ما أخبرنا به أبو القاسم عن العقدي عن أبي جعفر عن المدائني قال كتب قطبة ابن قتادة وهو أول من غار على السواد من ناحية البصرة إلى عمر رضي الله عنه أنه لو كان معه عدد ظفر بمن في ناحيته من العجم فبعث عمر عتبة بن
غزوان أحد بنى مازن بن منصور في ثلاثمائة وانضاف إليه في طريقه نحو من مائتي رجل فنزل أقصى البر حيث سمع نقيق الضفادع وكان عمر قد تقدم إليه أن ينزل في أقصى أرض العرب وأدنى أرض العجم فكتب إلى عمر إنا نزلنا بأرض فيها حجارة خشن بيض فقال عمر الزموها فإنها أرض بصرة فسميت بذلك
ثم سار إلى الأبلة فخرج إليهم مرزبانها في خمسمائة أسوار فهزمهم عتبة ودخل الأبلة في شعبان سنة أربع عشرة وقالوا في رجب وأصاب المسلمون سلاحا ومتاعا وطعاما فكانوا يأكلون الخبز وينظرون إلى أبدانهم هل سمنوا وأصابوا براني فيها جوز وظنوه حجارة فلما ذاقوه استطابوه ووجدوا صحناءة فقالوا ما كنا نظن أن العجم تدخر العذرة وأصاب رجل سراويل فلم يحسن لبسها فرمى بها وقال أخزاك الله من ثوب فما تركك أهلك لخير فجرى المثل ثم قيل من شر ما ألقاك أهلك
وأصابوا أرزا في قشره فلم يمكنهم أكله وظنوه سما فقالت بنت الحارث بن كلدة إن أبى كان يقول إن النار إذا أصابت السم ذهبت غائلته فطبخوه فتفلق فلم يمكنهم أكله فجاء من نقاه لهم فجعلوا يأكلونه ويقدرون أعناقهم ويقولون قد سمنا
وبعث عتبة إلى عمر بالخمس مع رافع بن الحارث ثم قاتل عتبة أهل
دشت ميسان فظفر بهم
واستأذن عمر في الحج فأذن له فلما حج رده إلى البصرة حتى إذا كان بالفرع وقصته ناقته فمات
وولى عمر البصرة المغيرة بن شعبة فرمى بالزنا فعزله وولى أبا موسى
1664 - قولهم مع الخواطئ سهم صائب
يضرب مثلا للرجل الفاسد القول والفعل يصيب في الأحايين مرة
والعامة تقول رمية من غير رام فأما مثل من لا يصيب أبدا فقول الشاعر
( هملتك أمك هبك من بقر الفلا ... أو لست تخطئ مرة بصواب )
1665 - قولهم مات عريض البطان
أي خرج من الدنيا سليما لم يثلم دينه وقيل معناه أنه خرج منها وماله متوفر كثير لم يرزأ منه شيئا
وقال عمرو بن العاص فلان مات ببطنته لم يتغضغض والتغضغض النقصان والبطان حبل يشد تحت بطن البعير
1666 - قولهم من غاب غاب نصيبه
وذلك أن أكثر الناس ينسون الغائب عنهم ويرضون الحاضر بدلا منه وقلت
( من كان عنك مغيبا ... أسلاك عنه مغيبه )
( وإذا تطاول هجره ... نسى اللقاء وطيبه )
( لا يكذبن فإنه ... من غاب غاب نصيبه )
وقال ابن الأحنف
( واصل أحبتك الذين هجرتهم ... إن المتيم قل ما يتجنب )
( إن المحب إذا تطاول هجره ... دب السلو له فعز المطلب )
وقال آخر من غاب عن العين غاب عن القلب ونحوه قول الآخر
( وقد يتناسى الشيء وهو حبيب ... ) وفي خلاف المثل يقول بعضهم
( أقصى رفيقيه له كالأقرب ... )
1667 - قولهم من مأمنه يؤتى الحذر
وهو من أمثال أكثم بن صيفي يقول إن الحذر لا يدفع المقدور عن صاحبه وقال أعرابي
( أرى البين مبعوثا على من يحاذر ... )
ونحوه قول الشاعر
( أرى الناس يبنون الحصون وإنما ... بقية آجال الرجال حصونها )
وقلت
( قد كنت أحذر ما ألقاه من نكد ... لو كان ينفعني في مثله الحذر )
( يا نفس صبرا على ما كان من ضرر ... فرب منفعة يأتي بها ضرر )
وفي خلاف ذلك قول الشاعر
( تخوفني صروف الدهر سلمى ... وكم من خائف مالا يكون )
ونحوه قول الآخر أكثر الخوف باطله
1668 - قولهم مرة عيش ومرة جيش
يقول أحيانا شدة وأحيانا رخاء ومثله اليوم خمر وغدا أمر وسنذكره في بابه
ومن أظرف ما جاء في هذا المعنى قول أبي دلف
( وكن على الدهر فارسا بطلا ... فإنما الدهر فارس بطل )
( لابد للخيل أن تجول بنا ... والخيل أرحامنا التي نصل )
( فمرة باللجين ننعلها ... ومرة بالدماء تنتعل )
( حتى ترى الموت تحت رايتنا ... تطفأ نيرانه وتشتعل )
1669 - قولهم من ير يوما ير به
معناه من رأى يوما على عدوه رأى مثله على نفسه
وقيل معناه من أحل بغيره مكروها حل به مثله
وفي قريب من هذا المعنى يقول الكميت
( فإنك إن رأيت وإن تعيشي ... ترى وترى عجائب ما رئينا )
وقال غيره
( كل من عاش يرى مالم يره ... )
وقال غيره
( ومن ير يوما بامرئ يره به ... ومن يأمن الأحداث والدهر يجهل )
وقال الآخر
( ومن ير بالأقوام يوما يروا به ... معرة يوم لا توارى كواكبه )
1670 - قولهم من يجتمع تتقعقع عمده
أي مصير المجتمع التفرق والتقعقع الاضطراب
والعمد عمد الأخبية يتقعقع للرحلة ومثله قولهم انقطع قوي من قاوية وقلت
( إن اجتمع الفريق فلافتراق ... أو افترق الجميع فلاجتماع )
( على أن الجميع إلى فناء ... فأهون باتصال وانقطاع )
وقال الشاعر
( أجارتنا من يجتمع يتفرق ... ومن يك رهنا للحوادث يغلق )
( فلا السالم الباقي على الدهر خالد ... ولا الدهر يستبقى حبيبا لمشفق )
وقال غيره
( إني رأيت يد الدنيا مفرقة ... لا تأمنن يد الدنيا على أنس )
وأخبرنا أبو أحمد عن الجوهري عن أبي زيد قال رأى مروان
والمنايا على الحوايا مثل للقوم قرب هلاكهم
وقد مر هذا المثل وأصله أن قوما قتلوا وحملوا على الحوايا وهي مراكب النساء واحدها حوية
فأما قوله تعالى ( أو الحوايا ) فمعناه الأمعاء واحدها حاوية
1672 - قولهم مر الصعاليك بأرسان الخيل
يضرب مثلا للشيء يتتابع ويسرع
1673 - قولهم المرء يعجز لا المحالة
يقول المرء يضجر من طلب الحاجة ويتركها ولو استمر على طلبها والاحتيال لها أدركها فإن الحيلة واسعة فهي ممكنة غير معجزة والمحالة والحيلة واحد وقال الشاعر
( حاولت حين صرمتني ... والمرء يعجز لا المحالة )
( والدهر يلعب بالفتى ... والدهر أروغ من ثعالة )
( والمرء يكسب ماله ... بالشح يورثه الكلاله )
( والعبد يقرع بالعصا ... والحر تكفيه المقاله )
1674 - قولهم ما يبض حجره
أي ما يخرج منه خير
ومثله قولهم ما يندى الرضفة والرضفة حجارة محماة وقد ذكرناها
وأنشد أبو أحمد عن نفطويه عن ابن الأعرابي
( فذاك نكس لا يبض حجره ... مخرق الجلد جديد ممطره )
( في ليل كانون شديد خصره ... عض بأطراف الزباني قمره )
يقول هو أقلف إلا ما قلص منه القمر وشبه قلفته بالزباني وقيل معناه أنه ولد والقمر في العقرب وهو نحس
1675 - قولهم من خاصم بالباطل أنجح به
معناه أنجح الباطل خصمه عليه
1676 - قولهم ما بال العلاوة بين الفودين
يقال ذلك للأمر تقرن بمعظمه وتستكثر زيادة زيدت فيه وقد مر أصله
1677 - قولهم من سبك قال من بلغك
يريد أن الذي واجهك بالقبيح هو الذي سبك ومنه قول لاشاعر
( لعمرك ما سب الأمير عدوه ... ولكنما سب الأمير المبلغ )
وقال غيره
( من يخبرك بشتم عن أخ ... فهو الشاتم لا من شتمك )
( ذاك شيء لم يواجهك به ... إنما الذنب على من أعلمك )
1678 - قولهم معاود السقى سقى صبيا
يضرب مثلا للرجل حذق الشيء
1679 - قولهم ما الذباب وما مرقته
يضرب مثلا للأمر تحتقره ومثله ما أخبرنا أبو أحمد قال حدثنا احمد بن عمرو قال حدثني أبو حامد الخزاعي ابن أخت دعبل عن خاله دعبل قال خرجنا نريد طاهر بن الحسين أنا والعتابي وكان أسن مني فأذن له وقال أنشد على أنى أعلم أنك لا تفرغ من إنشادك حتى يأتي ما يشغلني عنك فبينما هو ينشد سمع تكبيرا فقال ما هذا قيل ابن جيلوبة أخذ قال فسجد وهو لغير القبلة فلما رفع رأسه قال إن سجدة الشكر تكون حيث توجه العبد فلما أدخل إليه ابن جيلوبة أقبل يشتمه ثم رجع إلى نفسه وقال ينبغي أن يكون الشكر عند الظفر أحسن من هذا ثم أمر بضرب عنقه فقال أصلحك الله أتأذن أن أصلي بركعتين فتأبى قال فتأمر لي بأحد أصحابك أوصى إليه فإني أخلف مالا وصبية صغارا قال بل يميت الله الآخر بحسرته قال فأنشدك شعرا قال هات فإنه من كان آخر كلامه الشعر كان مصيره إلى النار فأنشده
( زعموا بأن الصقر علق مرة ... عصفور بر ساقه التغرير )
( فتكلم العصفور فيما خبروا ... والصقر منكب عليه يطير )
( ما كنت خاميرا لمثلك مرة ... ولئن شويت فإنني لحقير )
( فتبسم الصقر المدل بنفسه ... عجبا وأفلت ذلك العصفور )
فطأطأ رأسه ثم قال أطلقوه
1680 - قولهم من العناء رياضة الهرم
أي معالجتك الكبير تريده على غير خلقه شديدة وقال الشاعر
( وتروض عرسك بعدما هرمت ... ومن العناء رياضة الهرم )
ونحوه قول الآخر
( إن الغلام مطيع من يؤدبه ... وما يطيعك ذو شيب لتأديب )
وقالت امرأة من العرب
( أنشأ يمزق أثوابي يؤدبنى ... أبعد خمسين عندي يبتغي الأدبا )
وقال صالح بن عبد القدوس
( وإن من أدبته في الصبا ... كالعود يسقى الماء في غرسه )
( والشيخ لا يترك أحلاقه ... حتى يوارى في ثرى رمسه )
وقال غيره
( قد ينفع الأدب الأخداث في مهل ... وليس ينفع بعد الكبرة الأدب )
( إن الغصون إذا قومتها اعتدلت ... ولا يلين إذا قومته الخشب )
ونحوه قول المعلوط السعدى
( وليس الغنى والفقر من حيلة الفتى ... ولكن أحاظ قسمت وجدود )
( إذا المرء أعيته المروءة ناشئا ... فعطلها كهلا عليه شديد )
1681 - قولهم ما يدري أسعد الله أكثر أم جذام
يقال ذلك للرجل لا يعقل الأشياء ولا يفرق بين الخير والشر وسعد وجذام قبيلتان لإحداهما فضل على الأخرى
1682 - قولهم مرا بلى
يقال ذلك للأمر الماضي المتتابع وبلى حي من قضاعة
والفور الظباء لا واحد لها من لفظها ومثله قولهم لا أفعله ما سمرابنا سمير يعني الليل والنهار وما اختلف العصران
وهما الغداة والعشي وما كر الجديدان والملوان وهما الليل والنهار
1686 - قولهم ما غبا غبيس
يقال لا أفعل ذلك ما غبا غبيس غبا يغبو مثل غبا يغبى
قال ابن الأعرابي يريد غاب عنك الدهر قال الشاعر
( قد ورد الماء بماء قيس ... وفي بنى أم البنين كيس )
( على المتاع ما غبا غبيس ... ) وغبيس تصغير أغبس وهو اسم ومثل ذلك قول الآخر
( أن ترد الماء بماء أكيس ... )
1687 - قولهم ما ذر شارق
يقال لا أفعل ذلك ما ذر شارق يعنون الشمس والشارق الطالع أشرق إذا طلع وأشرق إذا أضاء وصفا وأشرق أيضا إذا دخل في الشروق
قول الشاعر
( خفت مأثور الحديث غدا ... وغد أدنى لمنتظره )
وقال النابغة الجعدى
( وإن مع اليوم الذي علموا غدا ... وإن الأمور بالرجال تقلب )
وقال غيره
( فإن يك صدر هذا اليوم ولى ... فإن غدا لناظره قريب )
وهذا مثل لمن حرم مراده اليوم فوعده في غده وفي خلافه قول الراجز
( يا عجبا لقولهم غد غد ... قولا كشحم الإرة المسرهد )
( ولا يجىء دسم على يد ... )
ولا يكاد الأعراب ينشدونه إلا غد غد بالكسر
وقول الآخر
( وخذ من أخيك العفو ولا تجهدنه ... فعند بلوغ الكد رنق المشارب )
1691 - قولهم مبشر مؤدم
يقال إنه لمبشر مؤدم إذا كان كاملا يصلح للخير والشر والنفع والضر
ومعناه أن له لين الأدمة وخشونة البشرة والبشرة ظاهر الجلد والأدمة باطنه
1692 - قولهم مع اليوم غد
يضرب مثلا للنظر في العواقب قال الراجز
( لا تقلواها وادلواها دلوا ... إن مع اليوم أخاه غدوا )
والقلو السير الحثيث والدلو السير الرفيق
يقول ارفق بها ولا تقتلها اليوم بشدة السير فإنك تحتاج إليها غدا وقال غدوا واراد غدا فأقام الفعل مقام الاسم ونحوه
قول الشاعر
( خفت مأثور الحديث غدا ... وغد أدنى لمنتظره )
وقال النابغة الجعدى
( وإن مع اليوم الذي علموا غدا ... وإن الأمور بالرجال تقلب )
وقال غيره
( فإن يك صدر هذا اليوم ولى ... فإن غدا لناظره قريب )
وهذا مثل لمن حرم مراده اليوم فوعده في غده وفي خلافه قول الراجز
( يا عجبا لقولهم غد غد ... قولا كشحم الإرة المسرهد )
( ولا يجىء دسم على يد ... )
ولا يكاد الأعراب ينشدونه إلا غد غد بالكسر
1693 - قولهم ما يعرف قبيلا من دبير
قال أبو عمر ما يعرف الاقبال من الادبار قال والقبيل ما أقبل به من الفتل على الصدر والدبير ما أدبر به
قال الأصمعي مأخوذ من المقابلة والمدابرة والمقابلة التي تشق أذنها إلى قدام والمدابرة التي تشق أذنها إلى خلف
1694 - قولهم ما ألقى له بالا
أي ما استمع له ولا تحفظه والبال الخلد يقال ما خطر ذلك ببالي أي في خلدي ويقال ألق بالك أي استمع وتفهم وفي القرآن ( أو ألقى السمع وهو شهيد )
والعرب تقول ألق سمعك أي استمع
والبال أيضا الحال يقال أحسن الله بالك أي حالك
1695 - قولهم متى عهدك بأسفل فيك
قال الأصمعي يقال ذلك في الأمر يرى أنه كان قديما ومعناه متى أثغرت
1696 - قولهم ما كل سوداء تمرة
ومثله قولهم ما كل بيضاء شحمة قال زفر بن الحارث
( وكنا حسبنا كل سوداء تمرة ... ليالي لاقينا جذام وحميرا )
1697 - قولهم ما الخوافي كالقلبة ولا الخناز كالثعبة
القلبة جمع قلبة أعنى قلب النخلة والخوافي ما دون القلبة من سعف النخل ويسميها أهل نجد العواهن والخناز الوزغة والثعبة أغلظ منها وأشد غبرة تلسع لسعا منكرا وربما قتلت يقول ليس الصغير كالكبير
1698 - قولهم من عز بز
أي من غلب سلب وقيل إن المثل لعبيد بن الأبرص وقد ذكرناه
وقيل هو لجابر بن رألان وذلك أن المنذر بن ماء السماء لقيه في يوم بؤسه مع صاحبين له فقال لهم اقترعوا فاقترعوا فقرعهما جابر فخلى سبيله وأمر بقتل صاحبيه فقال جابر من عز بز وعز غلب وفي القرآن ( وعزني في الخطاب ) أي غلبني والمعنى ان الغنيمة لمن غلب
1699 - قولهم محا السيف ما قال ابن دارة أجمعا
يضرب مثلا للرجل يجازى على المكروه بأكثر منه
وأصله أن سالم ابن دارة هجا ابني فزارة فقال
( لا تأمنن فزاريا خلوت به ... على قلوصك واكتبها بأسيار )
( لا تأمننه ولا تأمن بوائقه ... بعد الذي امتل أير العير في النار )
( أطعمتم الضيف جوفانا مخاتلة ... فلا سقاكم إلهي الخالق الباري )
ففتك به بعض بني فزارة فقال الكميت
( فلا تكثروا فيه الضجاج فإنه ... محا السيف ما قال ابن دارة أجمعا )
1700 - قولهم من الذود إلى الذود إبل
وقد مضى تفسيره
1701 - قولهم من حفر مغواة وقع فيها
والمغواة البئر تحفر للسبع يوضع عليها طعم فإذا أراده وقع فيها قال ثعلب ومثله قولهم
( ومن عضه ما ينبتن شكيرها ... )
ومثله تحمله عضة جناها
وسنذكر هذا في باب الواو إن شاء الله تعالى
1702 - قولهم من أين كان عقبك
أي من أين جئت
1703 - قولهم ما دونه محفى ولا مرمض
أي ما دونه ما يحفيني وما يرمضني أي ما هو الذي يضر وينفع
والاحفاء المبالغة في البر أحفى يحفى وهو من قوله تعالى ( إنه كان بي حفيا ) أي مبالغا في البر والارماض الاحراق
1704 - قولهم ما أبالي أناء ضبك أم نضج وما أبالي ما نهئ من ضبك وما نضج
أي ما أبالي كيف كان أمرك وناء اللحم صار نيئا ونيئ ونهئ مثله الهاء مبدلة من الهمزة وأنأته وأنهأته
1705 - قولهم ما رزأته زبالا ولا قبالا
والقبال الشسع والزبال ما تحمله النملة بفيها يقال ازدبله وازدمله والرزء النقصان
1706 - قولهم ما تنهض رابضته
قال ثعلب معناه لا يأخذ شيئا إلا قهرا
تفسير الأمثال المضروبة في المبالغة والتناهي الواقع في أوائل أصولها الميم
نذكر منه ما يشكل وما لم يمر قبل
1707 - أمضي من سليك المقانب
وهو سليك بن سلكة وقد مر ذكره
1708 - أمرق من سهم
1709 - وأمخط من سهم
ومروقه وأمخاطه خروجه من الرمية
1710 - أمر من الألاءة
وهي شجرة مرة قال الشاعر
( فإنكم ومدحكم بخيرا ... أبا لجا كما امتدح الألاء )
( يراه الناس اخضر من بعيد ... وتمنعه المرارة والإباء )
1711 - أمسخ من لحم الحوار
1712 - وأملخ من لحم الحوار
والمسيخ والمليخ الذي لا طعم له
1713 - أمنع من صبي
من المنع لأنه إذا حصل في يده شيء من طعام أو غيره منعه ولم يسمح به
1714 - أمنع من عقاب الجو
من المنعة
1715 - أمنع من لهاة الليث
من قول ابي حية
( فأصبحت كلهاة الليث في فمه ... ومن يحاول شيئا في فم الأسد )
1716 - أمنع من عتر
وهو رجل من عاد كان أشد أهل زمانه منعة حتى نشأ لقمان فغلبه قال الشاعر
( قد كان عتر بني عاد وأسرته ... في الناس أمنع من يمشى على قدم )
1717 - أمطل من عقرب
وقد مر ذكره
1718 - أمحل من تعقاد الرتم
وكان الرجل من العرب إذا أراد سفرا عقد خيطا بشجرة فإذا رجع ووجده معقودا زعم أن امرأته لم تخنه وإن وجده محلولا زعم أنها خانته واسم ذلك الخيط الرتم قال الشاعر
( هل ينفعنك اليوم إن همت بهم ... كثرة ما توصي وتعقاد الرتم )
1719 - أمحل من تسليم على طلل
والطلل ما شخص من آثار الديار من أثافيها وحجارة نؤيها وغير ذلك
والرسم ما لم يشخص من آثارها من رماد أو بعر او نؤى
1720 - أمحل من حديث خرافة
وهو رجل من بنى عذرة زعموا أن الجن استهوته فلبث فيهم حينا ثم رجع إلى قومه فأخذ يحدثهم بالأكاذيب وزعم بعضهم أن خرافة اسم مشتق من اختراف السمر أي استطرافه
1721 - أمحل من الترهات
وقد مضى تفسيرها هكذا حكاه حمزة وغيره والحجة فيه أنه أخرج على لفظ المحال وترك الأصل
كما قالوا تمسكن الرجل إذا صار مسكينا وأصل المسكين من سكن والميم زائدة ومثله تمنطق وأصله تنطق
الباب الخامس والعشرون
فيما جاء من الأمثال في أوله نون
فهرسته نعم عوفك
النبع يقرع بعضه بعضا
النساء لحم على وضم
النساء حبائل الشيطان
الناس أخياف
الناس للناس بقدر الحاجة
الناس عبيد الإحسان
الناس أعداء ما جهلوا
نسيج وحده
نزو الفرار استجهل الفرار
نفخت لو تنفخ في فحم
نعم كلب في بؤس أهله
نفع قليل وفضحت نفسى
ناب وقد يقطع الدوية الناب
نظرة من ذي علق
نحت أثلته
نجدته الأمور نجى حمارا سمنه
نفسى تعلم أنى خاسر
نار الحباحب
النقد عند الحافرة
نراك ولست بشيء
نفس عصام سودت عصاما
الباب الخامس والعشرون
فيما جاء من الأمثال في أوله نون
فهرسته نعم عوفك
النبع يقرع بعضه بعضا
النساء لحم على وضم
النساء حبائل الشيطان
الناس أخياف
الناس للناس بقدر الحاجة
الناس عبيد الإحسان
الناس أعداء ما جهلوا
نسيج وحده
نزو الفرار استجهل الفرار
نفخت لو تنفخ في فحم
نعم كلب في بؤس أهله
نفع قليل وفضحت نفسى
ناب وقد يقطع الدوية الناب
نظرة من ذي علق
نحت أثلته
نجدته الأمور نجى حمارا سمنه
نفسى تعلم أنى خاسر
نار الحباحب
النقد عند الحافرة
نراك ولست بشيء
نفس عصام سودت عصاما
فهرست الأمثال المضروبة في المبالغة والتناهي الواقع في أوائل أصولها النون
أنم من صبح
أنم من ذكاء
أنم من التراب
أنم من جلجل
أنم من جرس
أنم من كأس علىراح
أنم من حوز في جوالق
أنقى من الدمعة
أنقى من الراحة
أنقى من ليلة الصدر
أنقى من مرآة الغريبة
أنقى من طست العروس
أنكد من كلب أحص
أنكد من تالي النجم
أنكد من أحمر عاد
أنتن من ظربان
أنتن من ريح جورب
أنتن من مرقات الغنم
أنتن من العذرة
آنس من الطيف
آنس من الحمى
أنحى من ديك
أنور من صبح
أنور من وضح النهار
أنضر من روضة
أندى من البحر
أندى من القطر
أندى من الرباب
أندى من الليلة الماطرة
أنفذ من سنان
أنفذ من خازق
أنفذ من خياط
أنفذ من إبرة
أنفذ نم الدرهم
أنأى من الكواكب
أنشط من ذئب
أنشط من عير الفلاة
أنشط من ظبي مقمر
أنفر من ظبى
أنفر من أزب
أنفر من نعامة
أنبش من جيال
أنعس من كلب
أنوم من فهد
أنوم من ظربان
أنوم من غزال
أنوم من عبود
أنسب من كثير
أنسب من
قطاة
أنسب من دغفل
أنسب من ابن لسان الحمرة
أنطق من سحبان
أنعم من خريم
أنعم من حيان
أنكح من ابن ألغز
أنكح من حوثرة
أنكح من خوات
أنكح من أعمى
أنزى من ضيون
أنزى من عصفور
أنزى من ظبى
أنزى من تيس بنى حمان
أنزى من جراد
أنهم من كلب
أنصح من شولة
أندم من الكسعي
أندم من أبي غبشان
أندم من شيخ مهو
أندم من قضيب
أنجب من يراعة
أنجب من مارية
أنجب من بنت الخرشب
أنجب من أم البنين
أنجب من خبيئة
أنجب من عاتكة
أنفس من قرطى مارية
التفسير 1722 - قولهم نعم عوفك
معناه نعم بالك وحالك
وقيل العوف الذكر وأنشدوا
( يا ليتنى أدخلت فيها عوفى ... )
1723 - قولهم النبع يقرع بعضه بعضا
يضرب مثلا للرجل الشديد يلقى رجلا مثله في الشدة
والمثل لزياد قاله في نفسه وفي معاوية أراد أنه وإياه من شجرة واحدة صلبة يضرب بعض أغصانها بعضا فيثبت كل واحد منهما للآخر ولا ينقصف وقد ذكرنا حديثه
والنبع شجر تتخذ منه القسى وأخذه زياد من قول زفر ابن الحارث
( فلما قرعنا النبع بالنبع بعضه ... ببعض أبت عيدانه أن تكسرا )
1724 - قولهم النساء لحم على وضم
قاله عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال ما بال رجال لا يزال أحدهم كاسرا وساده عند امرأة مغزية يتحدث إليها وتتحدث إليه عليكم بالجنبة فإنها عفاف وإنما النساء لحم على وضم إلاذب عنه والمغزية التي غزا زوجها والجنبة الوحدة والانفراد عن النساء والوضم الخوان الذي يوضع عليه اللحم عند الشواء وموضعه من الدكان ميضمة
ومعناه أنهن ضعاف لا يمتنعن إلا إذا منعن
والذب المنع شبههن باللحم وشبه الرجال بالذبان يقع عليه إلا يقع ما ذب عنه أي طرد
1725 - قولهم نقى نقيقك ما أنت إلا حبارى
قال ثعلب يضرب مثلا للرجل يأخذ الخبيث بحساب الطيب
وأصله أن رجلا اصطاد هامة فنقت في يده فقال هذا
1726 - قولهم النساء حبائل الشيطان
الحبائل الشباك التي تنصب للصيد الواحدة حبالة
قالوا والمثل لعبد الله بن مسعود ضربه للرجال والنساء وقال عبادة بن الصامت ألا ترون أنى لاأقوم إلا رفدا ولا آكل إلا ما لوق لي وإن صاحبي أصم أعمى ولا يسرني أني خلوت بامرأة لا أقوم إلا رفدا أي لا أقوم إلا بإعانة معين لي ولوق أي لين لي وصاحبي يعنى ذكره وقلت
( لا تخدعن بأثواب مصبغة ... نصبتهن شباكا للمدابير )
1727 - قولهم الناس أخياف
أي متفرقون في أحسابهم وأخلاقهم
وأصله في الفرس تكون إحدى عينيه زرقاء والأخرى كحلاء واسمه الخيف واختلاف الناس في أخلاقهم وفعالهم هو مما صنع لهم فيه قالوا لا يزال الناس بخير ما تباينوا فإذا استووا هلكوا لأن الغالب على الناس الشر فإذا استووا فإنما يستوون في الشر قال الراجز
( الناس أخياف وشتى في الشيم ... فكلهم يجمعهم بيت الأدم )
يراد أديم الأرض ومعناه أنهم يرجعون إلى آدم من الأرض وقيل بيت الأدم بيت الإسكاف فيه من كل جلد رقعة
ويقولون هم كبيت الأدم وكنعم الصدقة أي هم مختلفون ويقال للشيئين إذا اختلفا خلفان وساقياهما أي دلوان أحدهما مصعدة والأخرى منحدرة
ومن أمثالهم في الناس قولهم الناس للناس بقدر الحاجة وقولهم الناس عبيد الإحسان وقولهم الناس أعداء ما جهلوا
1728 - قولهم نسيج وحده
يقال فلان نسيج وحده أي لا نظير له وأصله الثوب النفيس لا ينسج على منواله غيره معه بل ينسج وحده
وقالت عائشة في عمر رضي الله عنهما كان والله الأحوذي نسيج وحده قد أعد للأمور أقرانها
والأحوذي بالذال المشمر الجاد العالي على أمره من قولهم حاذ الإبل يحوذها إذا جمعها وساقها وغلبها قال العجاج
( يحوذهن وله حوذى ... )
ومنه يقال استحوذ عليه الشيطان إذا علاه وغلبه والأحوزي بالزاي من قولهم حاز الشيء يحوزه إذا جمعه كأنه جمع الجد والتشمير في أمره ولم يجيء وحده بالكسر إلا في ثلاثة مواضع نسيج وحده وجحيش وحده وعيير تصغير عير وهو الحمار الذكر وأصله أنه لا يكون في قطيع عيران
وجحيش تصغير جحش وذلك أن أمه إذا ولدته سترته عن العير وراء أكمة لأنه إذا علم أنها ولدت ذكرا استل خصيتيه فربما مات فلا يزال منفردا حتى يشتد فإما أن يقتل العير فيتفرد بالقطيع وإما أن يقتله العير إذا ظفر به فجعل مثلا لكل متفرد بصناعة لا شبيه له فيها وتصغير الجحيش والعيير بمعنى التكثير وقد استقصينا ذلك في شرح الفصيح
1729 - قولهم النشيد مع المسرة
يضرب مثلا للشيء يطلب في غير حينه
والمثل للشنفرى وأسره بنو سلامان وأرادوا قتله فقالواله أنشدنا فقال النشيد مع المسرة وكان حلف ليقتلن منهم مائة فقتل تسعة وتسعين رجلا ثم أسروه وقتلوه فمر به رجل منهم فضرب هامته برجله فطارت منها قطعة فعقرت قدمه فمات وكان تتمة المائة
فقالوا له حين أرادوا قتله أين نقبرك فقال
( لا تقبروني إن قبري محرم ... عليكم ولكن أبشرى أم عامر )
1730 - قولهم نزو الفرار استجهل الفرار
يضرب مثلا للرجل الردئ تكره مصاحبته حذرا من أن يأتي صاحبه مثل فعله لأن كل واحد يفعل من الفعل ما يفعله صاحبه
والفرار ولد البقر الوحشي وهو إذا شب وقوى أخذ في النزوان فمتى رآه غيره نزا معه
1731 - قولهم نفخت لو تنفخ في فحم
يضرب مثلا للحاجة تطلب في غير موضعها أو ممن لا يرى لك قضاءها قال الراجز
( قد نفخوا لو ينفخون في فحم ... )
والفحم بالتحريك ولايجوز إسكانه قال النابغة
( كالهبرقي تنحى ينفخ الفحما ... )
1732 - قولهم نعم كلب في بؤس أهله
يضرب مثلا للرجل ينتفع بضرر غيره
واصله عند بعضهم ما ذكرناه في خبر أكثم
وقال آخرون أصله أن بعض الأعراب كان له بعير يكريه فينتفع بما يعود منه وله كلب يقصر عن إطعامه وهو يتلق جوعا فمات البعير فدفع الرجل إلى سوء حال والكلب إلى خصب وقال بعض الأعراب
( إن السعيد من يموت جمله ... يأكل لحما ويقل عمله )
وهذا خلاف الأول يقول إنه إذا رآه يموت نحره فأكل لحمه واستراح من العمل وأخذ المتنبي معنى المثل فقال
( مصائب قوم عند قوم فوائد ... )
1733 - قولهم نفس العجوز في القبة
أخبرنا أبو أحمد قال القبة ما يكون في الفحث وهو الذي تستعمله
النساء لتسمن فأرادت العرب أن المرأة تميل إلى ما يسمنها فإذا عجزت فهي إلى ذلك أميل
يضرب مثلا للشيء يهتم به الإنسان غاية الإهتمام
1734 - قولهم ناب وقد يقطع الدوية الناب
يقول إن المسن تبقى منه البقية ينتفع بها ونحوه قول الشاعر
( والشيخ أقوى عصبا من الصبي ... )
وقريب منه قول الآخر
( يا مسد الخوص تعوذ منى ... إن تك لدنا لينا فإني )
( ما شئت من أشمط مقسئن ... تقمص كفاه بحبل الشن )
( مثل قماص الأحرد المستن ... )
والمقسئن الذي قد اشتد وذهب لينه وفي قريب من معنى هذا المثل قول بعض نساء الأعراب
( ألم تر أن الناب تحلب علبة ... ويترك ثلب لا ضراب ولا ظهر )
والناقة في أول بزولها ناب والجمع نيب والثلب البعير المسن اسم يخص به الذكور دون الإناث ومثل المثل قول الراجز
( قد يقطع الدوية الناب الخلق ... )
1735 - قولهم نظرة من ذي علق
يضرب مثلا للرجل يحب الشيء فيجتزئ من معرفته بالقليل
والعلق الحب علقه يعلقه إذا أحبه علقا وعلاقة قال الشاعر
( أعلاقة أم الوليد بعدما ... أفنان رأسك كالثغام المخلس )
1736 - قولهم نحت أثلته
أي أولع بشتمه وثلمه والوقيعة في اصله
والأثلة هاهنا الأصل ومنه قيل له مجد مؤثل ومال مؤثل أي له أصل قال الشاعر
( مهلا بنى عمنا عن نحت أثلتنا ... )
1737 - قولهم نجذته الأمور وأصله من الناجذ وهو أقصى الأسنان ويقال للرجل إذا أسن وجرب الأمور قد عض على ناجذه قال سحيم بن وثيل
( أخو خمسين مجتمع أشدى ... ونجدني مداورة الشؤون )
1738 - قولهم نجى حمارا سمنه
لفظه لفظ الخبر والمراد به الأمر أي لينج الحمار بسمنه يقوله الرجل للرجل يريد أن ينجو وهو موفور
1739 - قولهم نفسي تعلم أني خاسر
أي لا تلمني فإني أعلم بجايتي
1740 - قولهم نار الحباحب
وقد ذكرناها فيما تقدم
1741 - قولهم النقد عند الحافرة
ومعناه أن النقد عند السبق وذلك أن الفرس إذا سبق أخذ صاحبه الرهن والحافرة الأرض التي حفرها الفرس بقوائمه فاعلة بمعنى مفعولة كما قيل ماء دافق وسر كاتم وليل نائم وفي القرآن ( أئنا لمردودون في الحافرة ) يعني الأرض
وقال الفراء سمعت العرب تقول النقد عند الحافرة أي عند حافر الفرس
وأصل المثل في الخيل ثم استعمل في غيرها ويقال التقى القوم فاقتتلوا عند الحافرة أي عند أول كلمة ورجع فلان في حافرته أي في أمره الأول يعني الحياة بعد الموت وقيل في قوله تعالى ( أئنا لمردودن في الحافرة ) أي في الأمر الأول
وقال الشاعر
( أحافرة على صلع وشيب ... معاذ الله من سفه وعار )
أي أرجع إلى أمري الأول من الصبا واللعب بعد الصلع والشيب وقيل النقد عند الحافرة معناه عند التقليب والرضا وهو مأخوذ من حفر الأرض وذلك أن الحافر يحفر الأرض لينظر أطيبة هي أم لا
1742 - قولهم نراك ولست بشيء
يضرب مثلا للأمر الذي يخيل لك فإذا طلبت حقيقته لم تجدها
وأصله فيما زعموا أن امرأة كان لها صديق يعجبها فقال لها لا أنتهى حتى آتيك وزوجك يراني فعملت سربا وسترته فخرج زوجها إلى فناء الدار يرعى غنما له فوثب عليها صديقها فأقبل زوجها وقد ذهب عقله فطلب فلم ير شيئا فرجع إلى غنمه فوثب عليها صديقها فرجع زوجها يطلب فلم ير شيئا فقال في الثالثة نراك ولست بشيء
1743 - قولهم نفس عصام سودت عصاما
هو عصام بن شهبر الجرمي وكان من أشد الناس بأسا وأبينهم لسانا وأحزمهم رأيا وكان على جل أمر النعمان ولم يكن في بيت قومه أدنى منه فقال له رجل كيف نزلت هذه المنزلة من الملك وأنت دنئ الأصل فقال
( نفس عصام سودت عصاما ... وعلمته الكر والإقداما )
( وجعلته ملكا هماما ... )
والناس يقولون لمن يفتخر بنفسه عصامي ولمن يفتخر بآبائه عظامي
وأخبرنا أبو أحمد قال حدثنا عبد الله بن أحمد بن موسى قال حدثنا إبراهيم بن الحسن العلاف قال حدثنا أبو عوانة عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله ( من أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه ) وقال أبو العتاهية
( هل ينفع المرء في فهاهته ... من عقل جد مضى وعقل أب )
( ما المرء إلا ابن نفسه فبها ... يعرف عند التحصيل لا النسب )
( كن ابن من شئت واكتسب أدبا ... يغنيك محموده عن النشب )
وكتب أبو الفضل ابن العميد أظنك ممن لا يعلم أن المتعلق بالأنساب متمسك بأضعف الأسباب وأنه لن يغنى عنك تالد موروث إذا لم يشده من جهتك طارف حديث
1744 - قولهم نقز أتاه خصمه من علو ومن عل
يضرب مثلا للرجل الداهية يتفق له من يظلمه ويغلبه
والنقز الداهية من الرجال
1745 - قولهم نجا منه بأفوق ناصل
يضرب مثلا للرجل ينجو من الرجل بعد ما أصابه بشر وأنشد
( ألا هل أتى قصوى العشيرة أننا ... رددنا بنى كعب بأفوق ناصل )
والأفوق من السهام المكسور الفوق والناصل الذي قد خرج نصله منه فبقى بلا نصل
ويقولون نجا منه عوذا إذا هدده أي أراد ضربه فلم يضربه أو ضربه وأراد قتله فلم يقتله
1746 - قولهم النفس تعلم من أخوها النافع
أي الإنسان يعلم من ينفعه ويضره
تفسير الأمثال المضروبة في المبالغة والتناهي الواقع في أوائل أصولها النون
1747 - أنم من الصبح
لأنه يهتك كل شيء
1748 - أنم من التراب
لأن الأثر يبقى عليه
1749 - أنم من جلجل
من قول أوس بن حجر
( وإنكما يا ابنى جناب وجدتما ... كمن دب يستخفى وفي العنق جلجل )
1750 - أنقى من ليلة الصدر
لأن أحدا لا يبقى فيها على الماء
1751 - أنقى من مرآة الغريبة
وهي التي تتزوج في غير قومها فهي تجلو مرآتها أبدا لئلا يخفى عليها من وجهها شيء قال ذو الرمة
( لها أذن حشر وذفرى أسيلة ... وخد كمرآة الغريبة أسجح )
1752 - أنكد من تالي النجم
والنجم الثريا وتاليه الدبران وهو نحس قال الأسود ابن يعفر
( نزلت بحادى النجم يحدو قرينه ... وبالقلب قلب العقرب المتوقد )
1753 - أنتن من ريح الجورب
من قول الشاعر
( أثنى على بما علمت فإننى ... مثن عليك بمثل ريح الجورب )
1754 - أنتن من مرقات الغنم
جمع مرقة وهي الصوف الذي ينتف من الجلد قبل أن يدبع
1755 - أنشط من ظبى مقمر
لأن النشاط يأخذه في القمراء فيلعب
1756 - أنفر من أزب
قد مضى ذكره
1757 - أنبش من جيأل
وهي الضبع تنبش القبور وتستخرج جيف الموتى فتأكلها
1758 - أنعس من كلب
من قول رؤبة
( لاقيت مطلا كنعاس الكلب ... )
وقد مر فيما تقدم
1759 - أنوم من فهد
وهو أنوم الحيوان ويقال فهد الرجل إذا أكثر النوم
1760 - أنوم من الظربان
لأنه طويل النوم وقال بعضهم ينام نوم الظربان وينتبه انتباه الذئب
1761 - أنوم من غزال
لأنه إذا رضع أمه فروى امتلأ نوما
1762 - أنوم من عبود
وكان عبدا حطابا وبقى في محتطبه أسبوعا لم ينم ثم انصرف وبقى أسبوعا نائما
1763 - أنسب من كثير
من النسيب
1764 - أنسب من قطاة
من النسبة وذلك أنها تصوت باسم نفسها فتقول قطا قطا
1765 - أنعم من خريم
وهو خريم بن خليفة من ولد سنان بن حارثة المرى وكان متنعما
فسمى خريما الناعم وكان لا يلبس جديدا في صيف ولا خلقا في شتاء وكان يقول النعمة الأمن لأن الخائف لا ينتفع بعيش والشباب لأن الشيخ لا ينتفع بعيش والصحة والغنى فإن المريض والفقير لا ينتفعان بعيش
1766 - أنعم من حيان
لأنه كان رجلا منعما قال فيه الأعشى
( شتان ما يومى على كورها ... ويوم حيان أخي جابر )
على كورها أي على كور الراحلة
1767 - أنكح من ابن ألغز
وهو عروة بن أشيم الإيادي وكان اوفر الناس ذكرا وأشدهم نكاحا وكان إذا أنعظ واستلقى جاء الفصيل الأجرب فاحتك بذكره يظنه الجذل والجذل عود ينصب في العطن تحتك به الإبل الجربى
وأصاب ذكره جنب عروس زفت إليه فقالت أتهددني بالركبة
1768 - أنكح من حوثرة
وهو رجل من عبد القيس واسمه ربيعة بن عمرو حضرعكاظ فأراد شراء عس من امرأة فاستامت عليه سيمة غالية فقال ماذا تغالين بثمن إناء أنا أملؤه بحوثرتي ثم كشف عن كمرته فملأ بها عس المرأة فنادت المرأة يا للفليقة
والفليقة الداهية وكذلك الفلق فسمى حوثرة والحوثرة الكمرة
1769 - أنكح من خوات
وهو خوات بن جبير الأنصاري ومن حديثه أنه حضر سوق عكاظ فانتهى إلى امرأة من هذيل تبيع السمن فأخذ نحيا من أنحائها ففتحه وذاقه ودفع فم النحى إليها فأخذته بإحدى يديها وفتح الآخر وذاقه ودفع فمه إليها فأمسكته بيدها الأخرى ثم غشيها وهي لا تقدر على الدفع عن نفسها لحفظها فم النحيين فلما قام عنها قالت لا هناك فرفع خوات عقيرته يقول
( وأم عيال واثقين بكسبها ... خلجت لها جاراستها خلجات )
( شغلت يديها إذ أردت خلاطها ... بنحيين من سمن ذوى عجرات )
( وأخرجته ريان ينطف رأسه ... من الرامك المخلوط بالمقرات )
( فكان لها الويلات من ترك نحيها ... وويل لها من شدة الطعنات )
( فشدت على النحيين كفى شحيحة ... على سمنها والفتك من فعلات فعلاتى )
فضربت العرب بهما المثل فقالت أنكح من خوات وأغلم من خوات وأشغل من ذات النحيين وأشح من ذات النحيين
والرامك ضرب من الطيب تتضايق به المرأة كما تتضايق بعجم الزبيب
ودخل خوات في الإسلام وشهد بدرا وقال له النبي ( ما فعل بعيرك أيشرد عليك قال أما منذ قيده الإسلام فلا )
1770 - أنزى من ضيون
وهو السنور
قال الشاعر ( يدب بالليل لجاراته ... كضيون دب إلى فرنب )
والفرنب الفارة
1771 - أنزى من ظبى
1772 - وأنزى من جراد
من النزوان لا من النزو
1773 - أنصح من شولة
وهي خادمة لبعض أهل الكوفة كانت ترسل في كل يوم لتشترى بدرهم سمنا فبينا هي ذات يوم ذاهبة إلى السوق وجدت درهما فأضافته إلى الدرهم الذي كان معها واشترت بهما سمنا فلما أتت مواليها ضربوها وقالوا كنت تسرقين كل يوم نصف السمن أو نصف ثمنه
1774 - أندم من الكسعي
واسمه محارب بن قيس اتخذ قوسا من نبعة وأتى قترة على موارد الحمر فمر به قطيع منها فرمى عيرا فأمخطه السهم أي جازه وأصاب الجبل فأورى نارا فظن أنه أخطأ ومر به قطيع آخر فصنع صنيعة الأول فأنشأ يقول
( لا بارك الرحمن في رمى القتر ... أعوذ بالخالق من سوء القدر )
( أأمخط السهم لإرهاق الضرر ... أم ذاك من سوء احتيال ونظر )
( أم ليس يغنى حذر عند قدر ... )
ثم مر قطيع آخر ففعل فعله الأول حتى رمى خمس مرات كذلك وقال
( أبعد خمس قد حفظت عدها ... أحمل قوسى وأريد ردها )
( أخزى الإله لينها وشدها ... والله لا تسلم عندي بعدها )
( ولاأرحى ما حييت رفدها ... )
ثم عمد بها فكسرها على حجر فلما أصبح رأى الأعيار الخمسة مصرعة حوله فندم وقال
( ندمت ندامة لو ان نفسي ... تطاوعني بها لقطعت خمسى )
( تبين لي سفاه الرأى منى ... لعمر أبيك حين كسرت قوسي )
وقال الفرزدق
( ندمت ندامة الكسعى لما ... غدت منى مطلقة نوار )
1775 - أنجب من بنت الخرشب
وهي فاطمة الأنمارية ولدت لزياد العبسي الكملة ربيعا الكامل وعمارة الوهاب وقيس الحفاظ وأنس الفوارس
1776 - أنجب من أم البنين
وهي بنت عمرو بن عامر فارس الضحياء ولدت لمالك بن جعفر ابن كلاب ملاعب الأسنة عامرا وفارس قرزل طفيل الخيل والد عامر وربيع المقترين ربيعة ونزال المضيق سلمى ومعود الحكماء معاوية قال لبيد
( نحن بنو أم البنين الأربعة ... )
وقال أربعة لضرورة الوزن وإنما هم خمسة
1777 - أنجب من خبيئة
وهي بنت رياح بن الأشل الغنوية ولدت من جعفر بن كلاب خالدا الأصبغ ومالكا الطيان وربيعة الأحوص
1778 - أنجب من عاتكة
وهي بنت هلال بن مرة بن فالج بن ذكوان ولدت لعبد مناف بن قصى هاشما وعبد شمس والمطلب
1779 - أنفس من قرطى مارية
ويقال في مثل آخر ولو بقرطى مارية وقال ابن الكلبي هي مارية بنت ظالم بن وهب الكندي أم الحارث الأعرج ابن الحارث الأكبر الغساني ملك الشام وهي التي ذكرها حسان فقال
( قبرن ابن مارية الكريم المفضل ... )
وقال الشاعر يخاطب النعمان وقد اتهمه
( يأيها الملك الذي ... ملك الأنام علانية )
( المال آخذه سواى ... وكنت عنه ناحيه )
( إني أؤديه إليك ... ولو بقرطي ماريه )
الباب السادس والعشرون
فيما جاء من الأمثال في أوله واو
فهرسته الوحدة خير من جليس السوء
وا بأبى وجوه اليتامى
أدركني ولو بأحد المغروين
وقع في سن رأسه
ومن عضة ما ينبتن شكيرها
وجد تمرة الغراب
وجه الحجر وجهة ماله
وقعوا في أم جندب
ول حارها من تولى قارها
وحمى ولا حبل
وشكان ذي إهالة
ودق العير إلى الماء
وقعوا في سلا جمل
وقعا عكمى غير
وافق شن طبقه
ويل للشجى من الخلي
وريت بك زنادي
وجه المحرش أقبح
وطئه وطأة المتثاقل
وقع في حيص بيص
ولو بقرطى مارية
وأهل عمرو قد أضلوه
وفيت وتعليت
فهرست الأمثال المضروبة في المبالغة والتناهي الواقع في أوائل أصولها الواو
أوفى من السموءل
أوفى من أبي حنبل
أوفى من الحارث ابن ظالم
أوفى من الحارث بن عباد
أوفى من عوف بن محلم
أوفى من خماعة
أوفى من أم جميل
أوفد من المجبرين
أولم من الأشعث
أوفى فداء من الأشعث
أوحى من عقوبة الفجاءة
أوحى من صدى
أوحى من طرف الموق
أوغل من طفيل
أوغل من ابن فوضع أولج من ريح أوقل من غفر أوقل من وعل أوثب من فهد
أولغ من كلب
أولع من قرد
أوقح من ذئب
أوقى لدمه من عير
أوضح من مرآة الغريبة
أوفر من الرمانة
أوفى من كيل الزيت
أوجد من الماء
أوجد من التراب
أوسع من الدهناء
أوسع من اللوح
أوثق من الأرض
أوطأ من الأرض
أوطأ من الرياء
أوهى من بيت العنكبوت
أوهى من الأعرج
التفسير 1780 - قولهم الوحدة خير من جليس السوء
أخبرنا أبو أحمد عن أبي بكر بن دريد عن أبي حاتم عن محمد بن موسى عن محمد بن زياد قال سمعت الأحنف بن قيس يقول أتيت المدينة فبينا أنا بها إذ رأيت الناس يسرعون إلى رجل فمررت معهم فإذا أبو ذر فجلست إليه فقال لي من أنت قلت الأحنف قال أحنف العراق قلت نعم قال لي يا أحنف الوحدة خير من جليس السوء أليس كذلك قلت نعم قال والجليس الصالح خير من الوحدة أكذاك قلت نعم قال وتكلم بخير خير من ان تسكت أكذلك قلت نعم قال والسكوت عن الشر خير من التكلم به أكذلك قلت نعم قال خذ هذا العطاء ما لم يكن ثمنا لدينك فإذا كان ثمنا لدينك فإياك وإياه وقال الشاعر
( وحدة العاقل خير ... من جليس السوء عنده )
( وجليس الصدق خير ... من جلوس المرء وحده )
وقيل جليس السوء كالقين الأصحر إلا يحرقك بشرره يؤذك بدحانه
1781 - قولهم وا بأبي وجوه اليتامي
يضرب مثلا للرجل يتحنن على أقاربه
والمثل لسعد بن القرقرة رجل من أهل هجر رضيع للنعمان بن المنذر وكان النعمان يضحك منه فدعا يوما بفرسه اليحموم وقال له اركبه واطلب عليه الوحش فقال سعد إذن والله أصرع فأبى النعمان إلا أن يركبه فلما ركبه نظر إلى ولده فقال وا بأبي وجوه اليتامى
وأحضر به الفرس فتعلق بعرفه وصاح فضحك النعمان وأجازه وأنشأ يقول
( نحن بغرس الودى أعلمنا ... منا بركض الجياد في السلف )
( يا ويح نفسي وكيف أطعنه ... مستمسكا واليدان في العرف )
( قد كنت أدركته فأدركني ... للصيد جد من معشر غلف )
1782 - قولهم ولو بأحد المغروين
يقول افعل هذا ولو كان فيه الموت
وحديثه قريب من الحديث الأول وهو أن رجلا من أهل هجر ركب ناقة صعبة فجالت به
فقال لأخيه وهو قائم ينظر إليه وبيده قوس وسهمان أنزلني عنها ولو بأحد المغروين فرماه أخوه فصرعه فمات
والمغروان السهمان يقال غروت السهم إذا أصلحته بالغراء وهو مغرو
1783 - قولهم ومن عضة ما ينبتن شكيرها
وقد تقدم تفسيره
ونحوه قول علقمة بن سيار قاله يوم ذي قار
( من فر منكم فر من حريمه ... أو ذب عنكم ذب عن حميمه )
( وجاره الأدنى وعن نديمه ... أنا ابن سيار على شكيمه )
( إن الشراك قد من أديمه ... )
1784 - قولهم وقع في سن رأسه
يعني في عدد شعره من الخير وقريب منه
1785 - قولهم وجدت الدابة ظلفها
يضرب مثلا للرجل يجد ما يوافقه وقريب منه
1786 - قولهم وجدت تمرة الغراب
أي وجد ما طلب من الخير والسعة وذلك أن الغراب ينتقى أجود تمرة ويأكلها
1787 - قولهم وجه الحجر وجهة ماله
ويقال وجهة بالرفع أي دبر الأمر على وجهه الذي ينبغى
ويضرب مثلا في حسن التدبير وقال الأصمعي وجهة ماله يراد أن له جهة على حال من الحال وأنت تخطبها ومعناه لكل أمر وجه نوجهه إليه إلا أن الإنسان ربما عجز فصرفه عن وجهته
1788 - قولهم وقعوا في أم جندب
إذا وقعوا في مكروه واستمر عليهم ظلم وكأن أم جندب اسم من أسماء الإساءة والظلم وقريب منه
1789 - قولهم وقعوا في حيص بيص
إذا وقعوا في أمر ينشب بهم ولم نعرف تفسير حيص بيص وأنشد لأمية بن أبي عائذ الهذلي
( قد كنت خراجا ولوجا صيرفا ... لم تلتحصني حيص بيص لحاص )
1790 - قولهم ول حارها من تولى قارها
أي ول مكروه الأمر من تولى محبوبه والحار مذموم عندهم والبارد محمود
1791 - قولهم وحمى ولا حبل
يضرب مثلا للطرف الشهوان لا يذكر له شيء إلا اشتهاه
والوحام شهوة الحبلى خاصة يقول به شهوة الحبلى ولا حبل به
يقال وحمت المرأة توحم وحما وهي وحمى ووحمة قال العجاج أزمان ليلى عام ليلى وحمى ... )
أي أيام كانت شهوتي وإرادتي ولم يكن لي عنها صبر كما لا يكون للحبلى صبر عن الشيء الذي تشتهيه
1792 - قولهم وشكان ذي إهالة
قد مر القول فيه في الباب الثاني عشر
1793 - قولهم ودق العير إلى الماء
يضرب مثلا للجبان يفزع فيستكين
1794 - قولهم وقعوا في سلا جمل
مثل للأمر الشديد الذي لا نظير له في الشدة
والسلا إنما يكون للناقة دون الجمل وهو الذي يلتف فيه ولد الناقة
وأما قولهم وقعوا في مثل حولاء الناقة إذا صاروا في خصب فإذا وصفت الأرض بالخصب قالوا كأنها حولاء الناقة
1795 - قولهم وقعا عكمى عير
يقال ذلك للشيئين المستويين
والعكمان الحملان وإذا وقعا عن ظهرالدابة وصلا إلى الأرض معا ويقولون في هذا المعنى وقعا كركبتي البعير لأنهما إذا أراد البروك وقعتا معا
تقول هما عكما عير أي هما سواء وما وقعا عكمى عير أي ليسا بسواء
1796 - قولهم وافق شن طبقة
يضرب مثلا للشيئين يتفقان قال الأصمعي أظن الشن وعاء من أدم كان قد تشنن أي تقبض فجعل له غطاء فوافقه
وقال آخرون
طبقة قبيلة من إياد كانت لا تطاق فأوقعت بها شن وهو شن بن أفصى ابن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار فانتصفت منها وأصابت فيها فضربتا مثلا للمتفقين في الشدة وغيرها
وقال الشرقي بن القطامي كان شن رجلا من دهاة العرب قال والله لأطوفن حتى أجد امرأة مثلى فأتزوجها فسار حتى لقى رجلا يريد قرية يريدها شن فصحبه فلما انطلقا قال له شن أتحملني أم أحملك فقال الرجل يا جاهل كيف يحمل الراكب الراكب فسارا حتى رأيا زرعا قد استحصد فقال شن أترى هذا الزرع قد أكل أم لا فقال يا جاهل أما تراه قائما وسارا فاستقبلتهما جنازة فقال شن أترى صاحبها حيا أم ميتا فقال ما رأيت أجهل منك أتراهم حملوا إلى القبور حيا ثم صار به الرجل إلى منزله وكانت له بنت يقال لها طبقة فقص عليها قصته فقالت أما قوله أتحملني أم أحملك فإنه أراد أتحدثني أم أحدثك حتى نقطع طريقنا
وأما قوله أترى هذا الزرع قد أكل أم لا فإنه أراد أباعه أهله فأكلوا ثمنه أم لا وأما قوله في الميت فإنما أراد أترك عقبا يحيا بهم ذكره أم لا
فخرج الرجل فحادثه ثم أخبره بقول ابنته فخطبها إليها فزوجه إياها فحملها إلى أهله فلما عرفوا عقلها ودهاءها قالوا وافق شن طبقة
1797 - قولهم ويل للشجى من الخلى
يضرب مثلا لسوء مشاركة الرجل صاحبه يقول إن الخلى لا يساعد الشجى على ما به ويلومه
والخلى الخلو من الهم وياؤه مشددة والشجى خفيف الياء شجى يشجى شجى وهو شج
وأجاز بعضهم تشديده وجعله من قولك شجاه يشجيه فهو مشجى وشجى فعيل بمعنى مفعول
والمثل لأكثم بن صيفي وذلك أنه سمع بذكر النبي فكتب إليه مع ابنه حبيش
باسمك اللهم من العبد إلى العبد أما بعد فبلغنا ما بلغك الله فقد بلغنا عنك خبر خير ما أصله إن كنت أريت فأرنا وإن كنت علمت فعلمنا وأشركنا في خيرك والسلام
فكتب إليه النبي
( من محمد رسول الله إلى أكثم بن صيفي أحمد الله إليك إن الله أمرني أن أقول لا إله إلا الله أقولها وليقربها الناس والخلق خلق الله والأمر كله له هو خلقهم وأماتهم وهو ينشرهم وإليه المصير بأنبيائه المرسلين ولتسألن عن النبأ العظيم ولتعلمن نبأه بعد حين )
فقال لابنه ما رأيت منه فقال رأيته يأمر بمكارم الأخلاق وينهى عن ملائمها
فجمع أكثم بن تميم وقال لا تحضروني سفيها فإن من يسمع يخل وإن من يخل يظن وإن السفيه واهي الرأي وإن كان
قوى البدن ولا خير فيمن عجز عن رأيه ونقص عقله
فلما أجتمعوا دعاهم إلى إتباع رسول الله فقام مالك بن نويرة اليربوعي في نفر من بنى يربوع فقال خرف شيخكم إنه ليدعوكم إلى الفناء ويعرضكم للبلاء وإن تجيبوه تتفرق جماعتكم وتظهر أضغانكم ويذلل عزكم فمهلا مهلا
فقال أكثم ويل للشجى من الخلى يا لهف نفسى على أمر لم أدركه ولم يفتنى ما آسي عليك بل على العامة يا مالك إنك هالك وإن الحق إذا قام دفع الباطل وصرع صرعى قياما
فتبعه مائة من عمرو وحنظلة وخرج إلى النبي فلما كان في بعض الطريق عمد حبيش إلى رواخلهم فنحرها وشق ما كان معهم من قربة ومزادة وهرب فجهد أكثم العطش فمات وأوصى من معه باتباع النبي وأشهدهم أنه أسلم فأنزل الله فيه ( ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله )
1798 - قولهم وجدان الرقين يغطى على أفن الأفين
الرقين جمع رقة مخففة وهي الفضة كما تقول في جمع برة برين
والمعنى أن المال يغطى عيوب صاحبه ومثله قول الشاعر
( وكم من قليل اللب يسحب ذيله ... نفى عنه وجدان الرقين المخازيا )
1799 - قولهم وريت بك زنادي
أي أنجح الله بك أمري
لفظه لفظ الخبر ويراد به الدعاء يقال ورت النار ترى وريا ووريت الزناد فهي وارية وأورى القادح وفي القرآن ( أفرأيتم النار التي تورون )
1800 - قولهم وجه المحرش أقبح
يقول ذلك الرجل للرجل يخبره بأنه قد شتم أي وجهك إذا لقيتني أقبح من وجه الذي قاله ونحوه قول الشاعر
( لعمرك ما سب الأمير عدوه ... ولكنما سب الأمير المبلغ )
ومن عجيب ما جاء في هذا المعنى ما أخبرنا به أبو أحمد عن أبي بكر بن دريد عن أبي عبيدة قال قال رجل لعمرو بن عبيد أن الأسواري
ما زال أمس يذكرك في قصصه فقال عمرو يا هذا ما رعيت حق مجالسة الرجل حين نقلت إلينا حديثه ولا أديت حقي حين أبلغتني عن أخ اعلمه
إن الموت يعمنا والبعث يحشرنا والقيامة تضمنا والله يحكم بيننا
وقال المسيح لأصحابه أحسنوا المحضر فمروا به على جيفة كلب فقالوا ما أنتن ريحها فقال ما أشد بياض أسنانها ألم أقل لكم أحسنوا المحضر
وأتى المنصور برجل جنى جناية وكان شيخا كبيرا فتهدده المنصور فأنشد الشيخ بصوت ضعيف حزين
( وتروض عرسك بعدما هرمت ... ومن العناء رياضة الهرم )
فقال المنصور ما يقول الشيخ فقال الربيع يقول يا أمير المؤمنين
( العبد عبدكم والمال مالكم ... فهل عقابك عنى اليوم مصروف )
فقال قد غفرت له فحلى سبيله وأحسن إليه
والعامة تقول من طاب مولده طاب محضره قال النابغة
( فإن تك قد بلغت عنى خيانة ... لمبلغك الواشي أغش وأكذب )
ومن هاهنا أخذ الشاعر قوله
( ولكنما سب الأمير المبلغ )
وسمع قتيبة بن مسلم رجلا يغتاب رجلا فقال لقد تلمظت بمضغة طال ما لفظها الكرام وقال الراعي
( هجوت زهيرا ثم إني مدحته ... وما زالت الأشراف تهجى وتمدح )
( ولم أدر يمناه إذا ما مدحته ... أبالمال أم بالمشرفية أنفح )
( وذي كلفة أغراه بي غير ناصح ... فقلت له وجه المحرش أقبح )
( وإني وإن كنت المسيء فإنني ... علىكل حالاتي له منه أنصح )
1801 - قولهم وفيت وتعليت
يقال ذلك للرجل يفعل الخير ويزيد
وأصله أن رجلا كانت له صديقة لها زوج غائب وكان يأتيها على طمأنينة فقدم زوجها ولم يعلم به الرجل
فجاء على عادته فوجده نائما فحسبه المرأة فأخذ برجليه فوثب إلى السيف ليقتله وكان في جيران معاوية بن سيار بن جحوان فنادى المأخوذ يا معاوية هل وفيت يوهم الزوج أنه جعل له على ما فعل جعل وعلم معاوية انه مكروب فقال نعم وتعليت فخلاه الزوج
1802 - قولهم وطئه وطأة المتثاقل
مثل للمتحامل الشديد التحامل
1803 - قولهم وأهل عمرو قد أضلوه
يقوله الرجل يصاب بمكروه فيرى من أصيب بمثله فيريد أن يعرفه أن حاله مثل حاله
وأصله أن عمرو بن الأحوص العامري غزا بني حنظلة فقال الأحوص وهو شيخ بني عامر يومئذ لقومه إن أتاكم طفيل بن مالك وعوف بن الأحوص يتحدثان إلى عرصة الحي فقد ظفر أصحابكم وإن
جاءا يتسايران إلى أدنى البيوت ثم تفرقا فهي الفضيحة فجاءا إلى أدنى الحي ثم تفرقا فعرف إليه أهلهما الشر فأرسل إليهما الأحوص فأخبراه أن عمرا قتل فكان أحب ولده إليه فبكاه حتى هلك فكان كلما سمع باكية قال وأهل عمرو وقد أضلوه أي أصيب أهل عمرو بمثل ما أصيب به
تفسير الأمثال المضروبة في المبالغة والتناهي الواقع في أوائل أصولها الواو
1804 - أوفى من السموءل
وهو سموءل بن عادياء اليهودي أودعه امرؤ القيس دروعا وسيوفا وخرج إلى الروم فقصده ملك من ملوك الشام فتحرز منه السموءل فأخذ الملك ابنا له كان خارجا من الحصن وقال إن سلمت إلي الدروع والسيوف وإلا ذبحت ابنك فقال شأنك فإني غير مخفر ذمتي فذبحه وانصرف بالخيبة فقال الأعشى
( كن كالسموءل إذ طاف الهمام به ... في جحفل كسواد الليل جزار )
( فقال تكل وغدر أنت بينهما ... فاختر وما فيهما حظ لمختار )
( فشك غسير طويل ثم قال له ... اقتل أسيرك إني مانع جاري )
1805 - أوفى من أبي حنبل
وهو أبو حنبل الطائي وقد مضى حديثه فيما قبل
1806 - أوفى من الحارث بن ظالم
ويجيء حديثه فيما بعد
1807 - أوفى من عوف بن محلم
ومن وفائه أن رجلا من بكر بن وائل أسر مروان القرظ فافتدى نفسه بمائة بعير على أن يؤديه إلى خماعة بنت عوف بن محلم ودفع إليه بالمائة عودا فمضى به إلى خماعة فبعثت به خماعة إلى عوف فطلب عمرو ابن هند إلى عوف أن يسلم إليه مروان وذكر أنه حلف لا يقلع عنه حتى يضع يده في يده فقال عوف تفعل ذلك على أن تكون كفى بين كفه وكف الملك عمرو فأدخله إليه على هذه الشريطة فعفا عمرو عنه وقال لا حر بوادى عوف
1808 - أوفى من فكيهة
وهي بنت قتادة بن مشنوء خالة طرفة ومن وفائها أن سليك بن سلكة غزا بكر بن وائل فرأى القوم أثر قدم على الماء فرصدوه حتى إذا ورد وشرب وثبوا عليه فعدا فأثقله بطنه فولج قبة فكيهة فاستجارها فأدخلته تحت درعها ونادت إخوتها فجاءوا ومنعوه فقال سليك
( لعمرو أبيك والأنباء تنمى ... لنعم الجار أخت بنى عوارا )
( عنيت به فكيهة حين قامت ... بنزع السيف فانتزعوا الخمارا )
( من الخفرات لم تفضح أخاها ... ولم ترفع لوالدها شنارا )
1809 - أوفى من أم جميل
وهي من رهط أبي هريرة ومن وفائها أن هاشم بن الوليد بن المغيرة قتل رجلا من أزد شنوءة فلما بلغ قومه وثبوا على ضرار بن
الخطاب ليقتلوه فاستعاذ بأم جميل فعاذته ونادت قومها فمنعوه فلما استخلف عمر بن الخطاب رضي الله عنه ظنته أخا ضرار فقصدته فقال لست بأخيه وأعطاها على أنها بنت سبيل
1810 - أوفد من المجبرين
هم أولاد عبد مناف بن قصى وكانوا أكثر العرب وفادة على الملوك وقد ذكرنا حديثهم في كتاب الأوائل
1811 - أوفق للشيء من شن لطبقة
وقد مر ذكره
1812 - أولم من الاشعث
وهو أشعث بن قيس الكندي ارتد في جملة أهل الردة فأتى به أبو بكر رضي الله عنه فأطلقه وزوجه أخته أم فروة بنت أبي قحافة
فخرج مخترطا سيفه فما مر بذي أربع إلا عرقبه وقال إني رجل غريب وقد أولمت بما عرقبت فليأكل كل إنسان ما وجد منه وثمنه في مالي وقال الشاعر
( لقد أولم الكندي يوم ملاكه ... وليمة حمال لثقل العظائم )
( لقد سل سيفا كان مذ كان مغمدا ... لدى الحرب منه في الطلا والجماجم )
( فأغمده في كل بكر وسابح ... وعير وثور في الحشا والقوائم )
1813 - أوفى فداء من الأشعث
وذلك أن مذحجا أسرته ففدى نفسه بثلاثة آلاف بعير
1814 - أوحى عقوبة من الفجاءة
وهو رجل من بني سليم كان يقطع الطريق في زمن أبي بكر رضي الله
عنه فأتى به أبو بكر فأجج له نارا وقذفه فيها فما مسته النار حتى صار فحمة
1815 - أوغل من طفيل
وهو طفيل بن دلال من بنى عبد الله بن غطفان وكان يأتى الولائم من غير أن يدعى إليها فصار أصلا لكل من فعل ذلك
فيقال طفيلي وقال الأصمعي الطفيلي مشتق من الطفل وهو إقبال الليل على النهار بظلمته حتى يغشاه
1816 - أوقل من غفر
وهو ولد الأروية والتوقل الصعود في الجبل
1817 - أولغ من كلب
بالغين معجمة
1818 - أولع من قرد
بالعين غير معجمة
1819 - أوضح من مرآة الغريبة
وقد مر ذكرها
1820 - أوطأ من الرياء
قال المبرد في تفسيره إن أهل كل صناعة ومقالة هم أحذق بها ممن سواهم ومن ذلك ما يروى عن محمد بن واسع أنه قال الاتقاء على العمل أشد من العمل يعنى أنه يتقى عليه أن يشوبه حب الرياء والسمعة
ومن ذلك ما يحكى عن أبي قرة الجائع أنه قال الحمية أشد من العلة وذلك أن المحتمى يتعجل الأذى في ترك الشهوة لما يرجو من تعقب العافية
الباب السابع والعشرون
فيما جاء من الأمثال في أوله هاء
فهرسته هنئت ولا تنكه
هوت أمه وهبلت
هو قفا غاد شر
هتر أهتار
هو العبد زلمة
هو ملئ قؤبة
هلم جرا
هما كركبتي البعير
هل تنتج الناقة إلا لمن لحقت له
هون عليك ولا تولع بإشفاق
هذا جناى وخياره فيه
هو على حبل ذراعه
هو على طرف الثمام
هذه بتلك فهل جزيتك
هذه بتلك والبادى أظلم
هان على الأملس مالاقى الدبر
همك ما أهمك
هذا أوان الشد فاشتدى زيم
هرق على جمرك
هذا ولما تردى تهامة
هل لك في أمك مهزولة
هجم عليه نقابا
هو في ملء رأسه
هين لين وأودت العين
هما كندمانى جذيمة
هل تعدون الحيلة إلى نفسي
هل برملكم وشل
هو السمن لا يخم
فهرست الأمثال المضروبة في المبالغة والتناهي الواقع في أوائل أصولها الهاء
أهون من ذباب
أهون من جعل
أهون من نغلة
أهون من صؤابة
أهون من جندح
أهون من دحندح
أهون من الشعر الساقط
أهون من قراضة الجلم
أهون من حثالة القرظ
أهون من ضراطة الجمل
أهون من ضرطة عير
أهون من ثملة أهون من طلية
أهون من ربذة
أهون من معبأة
أهون من لقعة ببعرة
أهون من تبنة على لبنة
أهون من ذنب الحمار على البيطار
أهون من تبالة على الحجاج
أهون من قعيس على عمته
أهون من النباح على السحاب
أهون من ترهات البسابس
أهلك من ترهات البسابس
أهول من السيل
أهول من الحريق
أهرم من لبد
أهرم من قشعم أهنأ من كنز النطف أهنأ من ميراث العمة الرقوب
أهدى من اليد إلى الفم
أهدى من الإنسان إلى فيه
أهدى من النجم
أهدى من قطاة
أهدى من حمامة
أهدى من جمل
أهدى من دعيميص الرمل
التفسير 1821 - قولهم هنئت ولا تنكه
معناه أصبت خيرا هنأكه الله ولا أصابتك نكاية تسقطك وتهينك
والهاء في تنكه مثلها في قولهم لا تمشه من المشى واسعه من السعى
1822 - قولهم هوت أمه وهبلت أمه
يقال في موضع الحمد والمدح قال كعب بن سعد الغنوى
( هوت أمه ما يبعث الصبح غاديا ... وماذا يؤدى الليل حين يؤوب )
وهو كقولهم قاتله الله وأخزاه الله ما أحسن ما جاء به وأصل قولهم هوت أي هوت من رأس جبل فهلكت والهبل الثكل والثكل والثكل مثل البخل والبخل
1823 - قولهم هلم جرا
معناه سيروا على هينتكم ولا تشقوا على أنفسكم وركابكم
وأصل الجر أن تترك الإبل والغنم ترعى وتسير قال الراجز
( قد طال ما جررتكن جرا ... حتى نوى الأعجف واستمرا )
( فاليوم لا ألو الركاب شرا ... )
نوى سمن وجرا نصب على المصدر كقولهم أقبل ركضا
1824 - قولهم هو قفا غادر شر
يضرب مثلا للرجل الدميم الزري الذي له خصال محمودة
ويروى هما ساقا غادر شر
وزعم الأصمعي أن القفا مؤنثة وروى هذا المثل هي قفا غادر ورواه غيره هو
وأصله أن امرأ القيس بن حجر الكندى ورد على عامر بن جوين الثعلى فأجاره فقالت له ابنته إنه مأكول فكله فأتى عامر الريان
وهو جبل فصاح في أصله إن عامر بن جوين قد غدر فرد عليه الصدى فقال ما أقبح هذا ثم صاح إلا أنه قد وفى ورده الصدى فقال ما أحسنه فوفى له ثم ودعه امرؤ القيس وخرج فشيعه عامر ورأت ابنته كثرة مال امرئ القيس ونظرت إلى ساقى أبيها وكانتا دقيقتين وخشنتين فقالت لم أر كاليوم ساقى واف
فقال هما ساقا غادر شر وقيل إنه نزل بأبي حنبل جارية بن مر الثعلي فاستشار امرأتيه فأشارت إحداهما بالوفاء له والأخرى بالغدر به فأمر بحلب جذعة من غنمه وشرب لبنها فروى ثم استلقى ومسح بطنه وقال والله لا أغدر ما أجزأتنى جذعة ثم اطرح ثوبه وقام ومشى وكان أعور سناطا قصيرا قبيح الساقين فقالت ابنته والله ما رأيت كاليوم ساقى واف فقال هما ساقا غادر شر ثم قال
( لقد آليت أغدر في جداع ... وإن منيت أمات الرباع )
( لأن الغدر في الأقوام عار ... وإن الحر يجزأ بالكراع )
جداع سنة شديدة تجدع كل شيء ويجزأ يكتفى وقد جزأت الإبل والظباء بالرطب عن الماء إذا اكتفت
1825 - قولهم هتر أهتار وصل أصلال
يقال هو هتر أهتار وصل أصلال إذا كان داهية قال النابغة في الحارث بن كلدة
( ماذا رزئنا به من حية ذكر ... نضناضة بالرزايا صل أصلال )
والصل الحية ومثله قولهم إنه عضلة من العضل وهو الذي يعضل بالناس فيعيبهم
1826 - قولهم هو العبد زلمة
1827 - وقولهم هو ملئ قوبة
يضرب مثلا للئيم ومعناه أنه زلم تزليم العبيد أي قد قدهم فإذا نظر إليه المتفرس عرف اللؤم فيه
وزلمة غير مصروفة عن الأصمعي وهو عند غيره نصب على التمييز وهو ملئ قوبة أي هو ملئ لئيم فخذ حقك منه والقوبة اللئيم
1828 - قولهم هما كركبتي البعير
يضرب مثلا للرجلين المتساويين في خير أو شر قالوا والمثل لهرم ابن قطبة الفزاري قاله لعلقمة بن علاثة وعامر بن الطفيل الجعفريين وقد تنافرا إليه لينفر أشرافهما فقال لهما أنتما كركبتي البعير تقعان معا
والصحيح أنه خاف الشر فلم يتكلم فيهما ولو قال أنتما كركبتي البعير لقال كل واحد منهما أنا اليمنى فكان الشر حاضرا والدليل على ذلك أن عمر رضي الله عنه قال له لمن كنت تحكم لو حكمت قال لو قلت شيئا لعادت جذعة فاسترجح عمر عقله وقال مثلك فليكن حكما
ومثل هذا المثل قولهم هما كفرسى رهان
ويقال في لذم خاصة هما زندان في وعاء إذا كانا متساويين في الخسة والدناءة
1829 - قولهم هل تنتج الناقة إلا لمن ألقحت له
معناه هل يشبه القريب إلا القريب
1830 - قولهم هون عليك ولا تولع بإشفاق
يضرب مثلا في التأسي والتصبر عند النائبة يقول هون عليك ما لقيت من المكروه فإنه لا مخلص لك منه في الدنيا وهو من شعر ليزيد بن خذاق أوله
( هل للفتى من بنات الدهر من واق ... أم هل له من حمام الموت من راق )
( قد زجلونى وما زجلت من شعث ... وألبسونى ثيابا غير أخلاق )
( وقسموا المال وارفضت غوايتهم ... وقال قائلهم مات ابن خذاق )
( هون عليك ولا تولع بإشفاق ... فإنما مالنا للوارث الباقى )
( كأننى قد رماني الدهر عن عرض ... بنافذات بلا ريش وأفواق )
وهي أول مرثية رثى بها شاعر نفسه
1831 - قولهم هذا جناى وخياره فيه
يضرب مثلا لترك الاستئثار
والمثل لعمرو بن عدى ابن أخت جذيمة وكان جذيمة قد نزلا منزلا وأمر أصحابه باجتناء الكمأة وكان بعضهم إذا وجد شيئا يعجبه استأثر به وكان عمرو يأتيه بجناه على وجهه ويقول
( هذا جناى وخياره فيه ... إذ كل جان يده إلى فيه )
1832 - قولهم هو على حبل ذراعه
يضرب مثلا للرجل يطيع أخاه في جميع أموره وللشيء الحاضر الذي لا تمتنع حيازته
وحبل الذراع عرق فيها
1833 - قولهم هو على طرف الثمام
يضرب مثلا للأمر يسهل مطلبه والحاجة تنال بلا مشقة والثمام نبت لايطول فيشق على المتناول وقال بعض الشعراء
( نعم إن قلتها فمع الثريا ... وعندك لا على طرف الثمام )
( ومالك نعمة سلفت إلينا ... فكيف وأنت تبخل بالسلام )
( سوى أن قلت لي أهلا وسهلا ... فكانت رمية من غير رام )
1834 - قولهم الهياط والمياط
يقال وقعوا في هياط ومياط أي في شدة واختلاط
قال الفراء الهياط أشد السوق في الورد والمياط أشد السوق في الصدر
ومعنى ذلك الذهاب والمجئ وقال اللحياني الهياط الإقبال والمياط الإدبار
وقال غيرهما الهياط اجتماع الناس للصلح والمياط التفرق عن ذلك
1835 - قولهم هان على الأملس ما لاقى الدبر
يضرب مثلا لقلة اهتمام الرجل بصاحبه
والأملس الذي لا دبر به فإذا أراد المشكو إليه أن يخبر أنه في حال الشاكى قال إن يدم أظلك فقد نقب خفى
والأظل لحم أسفل الخف والنقب أن تأكل الأرض صلابة الخف حتى يرق فلا يتمكن من الوطء عليه إلا بشدة
1836 - قولهم همك ما همك
يضرب مثلا للرجل يهتم بنفسه دون غيره وما زائدة ويقال همك ما أهمك معناه قد اهتممت بالشيء اهتماما أذابك وأذهب لحمك يقال هممت الشحم إذا أذبته والهاموم الشحم المذاب فإذا قيل همك ما أهمك فمعناه مثل معنى الأول
1837 - قولهم هذا أوان الشد فاشتدى زيم
يقول هذا أوان الجد فجدى يا زيم وزيم اسم فرس هاهنا وأصله من قولهم لحم زيم أي متفرق في بدنه ليس يجتمع في مكان فيندر وهو من شعر لابن رميض
( نام الحداة وابن هند لم ينم ... بات يقاسيها غلام كالزلم )
( خدلج الساقين خفاق القدم ... ليس براعى إبل ولا غنم )
( ولا بجزار على ظهر وضم ... هذا أوان الشد فاشتدىزيم )
1838 - قولهم هرق على جمرك
معناه سكن من غضبك وكف من غربك
أخبرنا أبو أحمد عن الصولي عن محمد بن القاسم عن أبي زيد الأنصاري عن أبي لبابة راوية رؤبة قال جاءني رؤبة عند قائم الظهيرة فقال لي أعلمت أن أمير بلالا غضب علي لشيء بلغه عنى فقلت ما تشاء فقال تمشى معى حتى أنشده شيئا حبزته فيه قال فمضينا فدخلنا إلى بلال فأنشده
( يا أيها الكاسر عين الأغضن ... وقائل الأقوال مالم يلقنى )
( هرق على جمرك أو تبين ... بأي دلو إن غرقنا نستنى )
( إني وقد تعنى أمور تعتنى ... على الطريق العذر إن عذرتنى )
( فلا ورب الآمنات القطن ... يعمرن أمنا بالحرام المأمن )
( بمشعر الهدى وبيت المسدن ... ما آيب سرك إلا سرنى )
( إنى إذا لم ترنى فإننى ... أراك بالغيب وإن لم ترنى )
( أخوك والراعى لما استرعيتنى ... من غش أو ونى فإنى لا أنى )
( عن مدحكم يوما بكل موطن ... )
فرضى عنه ووصله
1839 - قولهم هذا ولما تردى تهامة
يضرب مثلا للرجل يجزع قبل أن يستحكم ما يجزع منه
ونحوه قول الشاعر
( أشوقا ولما تمض بي غير ليلة ... فكيف إذا سار المطى بنا عشرا )
وقال المجنون
( أشوقا ولما تمض لي غير ليلة ... رويد الهوى حتى تغب لياليا )
1840 - قولهم هل لك في أمك مهزولة قال إن معها إحلابة
قال الأصمعي يضرب مثلا للرجل يحض على الحق من الحقوق يلزمه فيرصى عنه بالأمر المقارب ولا ينزع عنه كما ينبغى أن ينزع عنه
والاحلابة سقاء فيه لبن
1841 - قولهم هجم عليه نقابا
أي هجم عليه بنفسه فاهتدى إليه ولم يجر عنه
وقال الأصمعي ورد الماء نقابا إذا لم يعلم به حتى يقف عليه وفرخان في نقاب أي في لون واحد
والنقاب جمع نقب وهو الطريق في الموضع الغليظ
1842 - قولهم هو في ملء رأسه
أي فيما يشغله
1843 - قولهم هذا ومذقة خير
يقول إن الذي تهواه مع قلة خير خير مما تسخطه مع كثرة خير وقد ذكرنا حديثه
1844 - قولهم هما كندمانى جذيمة
قد مضى ذكره
1845 - قولهم هين لين وأودت العين
والمثل لدغة الحمقاء وقيل إنها بعد حمقها صلحت فخرجت في سفر مع ضرائرها فرأين نسوع قتبها حمرا تبرق وتئط فحسدنها فقلن لها إنا نخاف أن يمر بنا الرجال فيسمعوا هذا الأطيط فيظنوا أنا قد أحدثنا فلو دهنت أنساعك فلانت وذهب أطيطها كان ذلك أمثل فأحست أنهن حسدنها وخافت إن دهنتها أن تسود فدهنت طرف نسعة فلما اسود تركته
فقلن كيف رأيت الدهن للنسعة قالت هين لين وأودت العين أي قد ذهبت عنه حلاوة العين
وروى أنها دهنت الأنساع فاسودت ولانت فسألنها عنها فقالت هين لين وأودت العين أي لانت إلا أنها ذهب حسنها
والعين هاهنا ما يعاين من حسنها وأودى هلك وهو مود أي هالك
1846 - قولهم هل تعدون الحيلة إلى نفسى
يقول هل أملك إلا نفسى وهل يكون شيء بعد الموت
والمثل للحارث بن ظالم
وأصله أن عياض بن ديهث مر برعاء الحارث
وهم يسقون
فقصر رشاؤه فاستعارهم رشاء فوصل به رشاءه وأروى إبله فأغار عليها بعض حشم النعمان فصاح عياض يا حار يا جاراه فقال الحارث متى كنت جاري فقال وصلت رشاءك برشائي فسقيت إبلى فأغير عليها وذلك بالماء في بطونها فقال جوار ورب الكعبة فأتى النعمان فسأله ردها
فقال النعمان أفلا تشد ما وهي من أديمك يريد قتل الحارث خالد بن جعفر بن كلاب في جوار الأسود ابن المنذر أخي النعمان ابن المنذر
فقال الحارث هل تعدون الحيلة إلى نفسى فتدبر النعمان كلمته فرد على عياض إبله
وحديثه مع الأسود بن المنذر أنه قتل خالد بن جعفر بن كلاب وهو في جوار الأسود فطلبه الأسود فهرب
فدل على جارات له من بلى فأغار عليهن فساقهن فبلغ ذلك الحارث فكر من وجهه ذلك إلى مرعى إبلهن فإذا ناقة يقال لها اللفاع فقال
( إذا سمعت حنة اللفاع ... فادع أبا ليلى فنعم الراعى )
( يجبك رحب الباع والذراع ... منصلتا بصارم قطاع )
فعرف البائن وهو الحالب كلامه فحبق
فقال الحارث است البائن أعلم فجمعها وردها إلى جاراته وأخذ شيئا من رحل أبى حارثة المرى فأتى به أخته سلمى بنت ظالم وكانت تبنت شرحيبل بن الأسود فقال هذه علامة بعلك فضعى ابنك حتى آتيه
فأخذه وقتله وهرب فضرب به الفرزدق المثل لسليمان بن عبد الملك حين وفى ليزيد بن المهلب
( لعمرى لقد أوفى فزاد وفاؤه ... على كل جار جار آل المهلب )
( كما كان يدعو إذ ينادى ابن ديهث ... وصرمته كالمغنم المتنهب )
( فقام أبو ليلى إليه ابن ظالم ... فكان متى ما يسلل السيف يضرب )
1847 - قولهم هل برملكم وشل
يضرب مثلا للأحمق الذي لا يعرف وجوه الأمور وذلك أن الوشل لا يكون في الرمل وإنما هو ماء قليل ينحدر من الجبل
كذا قال أكثر أهل اللغة وقال الأموي هو الماء الكثير ينحدر من الجبل والحسى ماينبع من الرمل وأنشد
( ويل لها لقحة شيخ قد نحل ... أي جواد دردق مثل الخجل )
( بالسيف حسى وهو في المشتى وشل ... عقلها مخدع يبغى الغزل )
الدردق الصغار والمخدع الرخو وهو المضروب بالسيف أيضا
وقال ثعلب يضرب مثلا لقلة الخير ولا يكون في الرمل أوشال قال ويقال أيضا للذى لا يوثق به
وللبخيل الذي لا يجود
1848 - قولهم هو أبو عذرها
يقال هو أبو عذر هذا الكلام وغيره أي هو أول من سبق إليه
وأصله في عدر الجارية ويقال لمن سبق إليها هو أبو عذرها وقال على عليه السلام إن المرأة لا تنسى أبا عذرها ولا قاتل بكرها
1849 - قولهم هما كفرسي رهان يضرب مثلا للرجلين يتسابقان فيما يحمد
1850 - قولهم هو أزرق العين
يضرب مثلا للعدو ويقولون في معناه هو أسود الكبد وهم صهب
السبال وهم سود الأكباد يعنون الأعداء
1851 - قولهم هيهات طار عرادتها بجرادتك
يضرب مثلا للشيء يغلب الشيء ويذهب وهو مثل قولهم إن كنت ريحا فقد لاقيت إعصارا
تفسير الأمثال المضروبة في المبالغة والتناهى الواقع في أوائل أصولها الهاء
1852 - أهون من نغلة
والنغل ما يقع في جلود الماشية وفي مثل لهم قالت النغلة لا أكون وحدى وذلك أن الضائنة ينتف صوفها وهي حية فإذا دبغوا جلدها لم يصلحه الدباغ فينغل ما حواليه
ومعنى هذا المثل أن الرجل إذا ظهرت فيه خصلة سوء لا تكون وحدها بل تقترن بها خصال أخر من الشر
1853 - أهون من حندج
قالوا فيه هي القملة
1854 - أهون من دحندح
قيل هي لعبة من لعب الصبيان
1855 - أهون من ضرطة عنز
من قول ابن جرموز
( فسيان عندى قتل الزبير ... وضرطة عنز بذي الجحفة )
1856 - أهون من الثملة
1857 - أهون من الطلية
1858 - أهون من الربذة
1859 - أهون من معبأة
فأما الثملة والطلية والربذة فهي كلها أسماء خرقة تطلى بها الإبل الجربى والمعبأة خرقة الحائض
1860 - أهون من لقعة ببعرة
فاللقعة الرمية
1861 - أهون من تبالة على الحجاج
وتبالة بلد كان الحجاج بن يوسف وليها فسار إليها فلما قرب منها قال للدليل أين هي قال قد سترتها عنك الأكمة فقال أهون على بعمل بلدة تسترها عنى أكمة ورجع عنها
1862 - أهون من قعيس على عمته
وقعيس رجل من أهل الكوفة دخل دار عمته فأصابهم مطر وقر وكان بيتها ضيقا فأدخلت كلبها البيت وأخرجت قعيسا إلى المطر فمات من البرد
وقيل هو قعيس بن مقاعس بن عمرو من بنى تميم مات أبوه فرهنته عمته على طعام ولم تفكه فاستعبده الحناط
1863 - أهون من النباح على السحاب
وذلك أن الكلب بالبادية يبيت تحت السماء فإذا ألح عليه المطر والجهد جعل ينبح الغيم وكل غيم رآه نبحه وربما نبح القمر لأن
القمر إذا طلع من الشرق يكون مثل قطعة غيم
1864 - أهون من ترهات البسابس
وقد مضى تفسيره
1865 - أهلك من ترهات البسابس
وذلك أنه يقال هلكت الشيء بمعنى أهلكته
1866 - أهنأ من كنز النطف
والنطف رجل من بنى يربوع كان يستقى الماء على ظهره فينظف منه أي يقطر فأغارت بنو حنظلة على لطيمة كان قد بعث بها باذان من اليمن إلى كسرى أبرويز فوقع النطف على كنز كان فيها مشتمل على جواهر ودنانير فقيل إنه أعطى منه يوما حتى غابت الشمس فضرب به المثل
1867 - أهدى من دعيميص الرمل
وهو رجل من عبد القيس وكان دليلا خربتا ويقال هو دعموص هذا الأمر أي العالم به
1868 - أهون من صوفة في بوهة
والبوهة ما طيرته الريح من دقيق التراب والبوهة أيضا الرجل الذي لا خير فيه
الباب الثامن والعشرون
فيما جاء من الأمثال في أوله لا
فهرسته لا تهرف بما لا تعرف
لا تبل على أكمة
لا تعدم خرقاء علة
لا يحسن التعريض إلا ثلبا
لا يعجز مسك السوء عن عرف السوء
لا تقتن من كلب سوء جروا
لا يعدم الحوار من أمه حنة
لا يذهب العرف بين الله والناس
لا جديد لمن لا خلق له
لا جد إلا ما أقعص عنك من تكره
لا تعظيني وتعظعظي
لا يلسع المؤمن من جحر مرتين
لا يرسل الساق إلا ممسكا ساقا
لا أطلب أثرا بعد عين
لا ذنب لي قد قلت للقوم استقوا
لا ناقتى فيها ولا جملى
لا يلتاط بصفرى
لا ينفعك من جار سوء توقيه
لا تجعل يمينك جردبانا
لا تبطر صاحبك ذرعه
لا أبوك نشر ولا التراب نفد
لا يطاع لقصير أمر
لا تنقش الشوكة بمثلها
لا مخبأ لعطر بعد عروس
لا بقيا للحمية
لا تبق إلا على نفسك
لا يرحلن رحلك من ليس
معك
لا يعرف المكذوب كيف يأتمر
لايصطلى بناره
لا يعدم شقى مهرا
لا تعدم الحسناء ذاما
لا في العير ولا في النفير
لا تسخر من شيء فيحور بك
لا يعرف هرا من بر
لاتدري بما يولع هرمك
لا حريز مع بيع
لاتعدم من ابن عم نصرا
لا ينتطح فيها عنزان
لاإخالك باللئيم
لا حم ولا رم
ولا توبس الثرى بيني وبينك
لا حر بوادى عوف
لا رأى لمن لا يطاع
لا ينادى وليده
لا يهلك امرؤ عرف قدره
لاأفعله سن الحسل
لا يبلغ همك الصبحان
لا يقوم ببطن نفسه
لا تنه عن خلق وتأتى مثله
لا تكن مرا فتعقى ولا حلوا فتزدرد
لا طامة إلا وفوقها طامة
لا يقعقع له بالشنان
لا قرار على زأر من الأسد
التفسير 1869 - قولهم لا تهرف بما لا تعرف
يقال ذلك للرجل يكثر القول في وصفه الشيء والهرف الإطناب
1870 - قولهم لا تبل على أكمة
معناه لا تفعل شيئا يعود ضرره عليك
وأصله أن يبول الرجل على الأكمة فيرد الريح بوله فينتضح عليه أو ترده الأكمة لصلابتها
والأكمة الجبيل الصغير والجمع أكم وأكام وآكام
والمثل لحصن ابن حذيفة في وصية له يقول فيها من استغنى كرم علىأهله ألزموا النساء المهنة نعم لهو المرأة المغزل حيلة من لا حيلة له الصبر ليتقرب بعضكم من بعض في المودة ولا تتكلوا على القرابة فتتقاطعوا فإن القريب من يقرب نفسه الشرف الظاهر والرياش الفاخر لا تبولوا على أكمة ولا تفشوا سرا إلى أمة بطلب المعالى يكون العز
في كلام أوردنا بعضه فيما تقدم فتركناه هاهنا
1871 - قولهم لا تعدم خرقاء علة ولا تعدم صناع ثلة
يقول إن العلل موجودة تحسنها الخرقاء فضلا عن غيرها واخذ هذا المثل بعض المحدثين فقال لعن الله قرية ليس فيها لفتى يطلب التعلل علة
والصناع المرأة التي تعمل الثياب وغيرها فالتي تعمل الثياب لا تعدم ثلة أي صوفا تغزل منه
يضرب مثلا للحاذق بالشيء واصل الثلة الجماعة من الغنم والثلة الجماعة من الناس وفي القرآن الكريم ( ثلة من الأولين )
1872 - قولهم لا يحسن التعريض إلا ثلبا
يضرب مثلا للسفيه المتنزع للشر يقول لا يحسن أن يعرض ولكنه يصرح
والثلب الطعن في النسب ثم جعل كل طعن ثلبا والمثلبة خلاف المنقبة وقريب منه قول الشاعر
( ولا يحسن الكلب إلا هريرا ... )
1873 - قولهم لا يعجز مسك السوء عن عرف السوء
يضرب مثلا للرجل يكتم لؤمه وعيبه وهو يظهر
وأصله أن الجلد الردئ لا يخلو من الريح المنتنة
والمسك الجلد فارسي معرب والجمع مسوك وفارسيته مشك جعل الشين سينا كما قالوا في شوش سوس والعرف الرائحة
1874 - قولهم لا تقتن من كلب سوء جروا
وهذا مثل قولهم كيف بغلام أعيانى أبوه يعنى إذا لم يصلح الوالد لم يصلح الولد
ويقال اقتنيت الشيء من القنية والقنوة والقنى وهو الذي يقتنى وقريب من هذا المعنى قول سويد بن أبي كاهل
( رب من أنضجت غيظا قلبه ... قد تمنى لي موتا لم يطع ) "
( ويرانى كالشجى في حلقه ... عسرا مخرجه ما ينتزع )
( ويحيينى إذا لاقيته ... وإذا يخلو له لحمى رتع )
( ورث البغضاء عن آبائه ... حافظ الضغن لما كان اسمتع )
وقريب منه قول الشاعر
( ينشو الصغير على ما كان والده ... إن الأصول عليها ينبت الشجر )
1875 - قولهم لا يعدم الحوار من أمه حنة
يراد أنه لا يعدم الرجل شبها من قريبه ويجوز أن يكون معناه أن القريب لا يعدم محبة من قريبه
والحوار ولد الناقة والجمع حيران
1876 - قولهم لا يذهب العرف بين الله والناس
مثل في اصطناع المعروف والترغيب فيه وهو من قول الحطيئة
( من يفعل الخير لا يعدم جوازيه ... لا يذهب العرف بين الله والناس )
وسئل بعضهم عن أصدق بيت قيل فقال هذا البيت وقال غيره بل أصدقه قول ابن الأسلت
( كل امرئ في شأنه ساع ... )
وقريب من هذا قول الشاعر
( سقى الله أرضا يعلم الضب أنها ... كثيرة خير النبت طيبة البقل )
( بنى بيته منها على رأس كدية ... وكل امرئ في عيشه ثاقب العقل )
وقيل أصدق بيت قول الشاعر
( كأن مقلا حين يغدو لحاجة ... إلى كل من يلقى من الناس مدنب )
وقيل بل قول النابغة
( ولست بمستبق أخا لا تلمه ... علىشعث أي الرجال المهذب )
وقيل بل قول امرئ القيس
( الله أنجح ما طلبت به ... والبر خير حقيبة الرحل )
وقول لبيد
( ألا كل شيء ما خلا الله باطل ... وكل نعيم لا محالة زائل )
وأخذ خالد بن عبد الله القنسري قول الحطيئة
( من يفعل الخير لا يعدم جوازيه ... )
فقال فيما أخبرنا به ابو أحمد عن الصولي عن الحسين بن فهم عن أبي معاوية
والمدائنى قالا خطب الناس خالد القسري على منبر الكوفة فقال أيها الناس عليكم باصطناع المعروف فإن فاعله لا يعدم جوازيه ومهما ضعف الناس عن أدائه قوى الله على جزائه ولا يعدن أحد معروفا كان منه لم يبدله سمحا سهلا فإنكم والله لو رأيتم المعروف لرأيتموه حسنا جميلا ولو رأيتم البخل لرأيتموه وحشا قبيحا أعاذني الله وإياكم من البخل والجبن وحرمان المعروف وكفران النعمة الموجبة لحلول النقمة
1877 - قولهم لا جديد لمن لا خلق له
يقول صن خلقك ولا تضيعه ليكون وقاية لجديدك
وقال بعض الأعراب
( البس قميصك ما اهتديت لجيبه ... فإذا أضلك جيبه فتبدل )
وكان أحيحة بن الجلاح يقول التمرة إلى التمرة تمر كما قيل الذود إلى الذود إبل وينشد
( استغن أو مت ولا يغررك ذو نشب ... من ابن عم ولا عم ولا خال )
( إني أكب على الزوراء أعمرها ... إن الكريم على الإخوان ذو المال )
وكان عند عائشة رضي الله عنها طبق فيه عنب فجاءها سائل فدفعت إليه حبة واحدة منه فضحك نساءكن عندها فقالت إن فيما ترين مثاقيل ذر كثيرة
أرادت قول الله تعالى ( فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ) ووهبت عائشة رضوان الله عليها مالا ثم أمرت بقميصها أن يرقع فقيل لها في ذلك فقالت لا جديد لمن لا خلق له ونظمه شاعر فقال
( البس جديدك إني لابس خلقى ... ولا جديد لمن لا يلبس الخلقا )
وقال بعضهم في قوله لا جديد لمن لا يلبس الخلق معناه من لم يقم على مودة الصديق القديم لم يقم على مودة الصديق الجديد واحتج بقول العرجى
( سميتنى خلقا من خلة قدمت ... ولا جديد لمن لا يلبس الخلقا )
1878 - قولهم لا جد إلا ما أقعص عنك من تكره
يقول الجد ما قتل من تعاديه فاسترحت منه
والمثل لمعاوية رضي الله عنه أخبرنا أبو أحمد عن الجوهرى عن أبى زيد عن عبد الله ابن محمد بن حكيم عن خالد بن سعيد عن أبيه قال لما أراد معاوية أن يعقد ليزيد قال لأهل الشام إن أمير المؤمنين قد كبر ودنا من أجله فما ترون وقد أردتم أن أولى رجلا بعدى فقالوا عليك عبد الرحمن بن خالد فأضمرها واشتكى عبد الرحمن فأمر ابن أثال طبيبا كان له من عظماء الروم فسقاه شربة فمات فبلغ معاوية فقال ما الجد إلا ما أقعص عنك من تكره
وبلغ حديثه ابن أخيه خالد بن المهاجر فورد دمشق مع مولى له يقال له نافع فقعد لابن أثال فلما طلع منصرفا من عند معاوية شد عليه وضربه خالد فطلبهما معاوية فوجدهما فقال معاوية قتلته لعنك الله قال نعم قتل المأمور وبقى الآمر ولو كنا على سواء ما تكلمت بهذا الكلام وقضى في ابن أثال بالدية اثنى عشر ألف درهم وأدخل بيت المال منها ستة آلاف وكان دية المعاهد حتى قام عمر بن عبد العزيز فأبطل الذي كان السلطان يأخذه منها وقال خالد حين رجع إلى المدينة
( قضى لابن سيف الله بالحق سيفه ... وعرى من حمل الذحول رواحله )
( فإن كان حقا فهو حق أصابه ... وإن كان ظنا فهو بالظن فاعله )
( سل ابن أثال هل ثأرت ابن خالد ... وهذا ابن جرموز فهل أنت قاتله )
يقوله لعروة بن الزبير وقال كعب بن جعيل
( ألا تبكى وما ظلمت قريش ... بإعوال البكاء على فتاها )
( فلو سئلت دمشق وأرض حمص ... وبصرى من أباح لكم قراها )
( فسيف الله أدخلها المنايا ... وهدم حصنها وحمى حماها )
( وأسكنها معاوية بن حرب ... وكانت أرضه أرضا سواها )
والإقعاص القتل يقال ضربه فأقعصه إذا قتله مكانه
1879 - قولهم لا تعظيني وتعظعظي
كذا جاء هذا المثل ومعناه لا توصيني وأوصى نفسك وتعظعظي قالوا معناه اتعظى
1880 - قولهم لا يلسع المؤمن من جحر مرتين
المثل للنبى أخبرنا أبو أحمد قال حدثنا عبد الله
ابن أحمد بن موسى قال حدثنا هشام بن خالد قال حدثنا الوليد بن مسلم قال حدثنا سعيد بن عبد العزيز بأن هشام بن عبد الملك قضى عن الزهرى سبعة آلاف دينار وقال هشام للزهرى لا تعد لمثلها فقال الزهرى يا أمير المؤمنين حدثنى سعيد بن المسيب عن أبى هريرة أن رسول الله قال ( لا يلسع المؤمن من جحر مرتين )
وقال ابن سلام كان أبو عزة شاعرا مملقا ذا عيال فأسر يوم بدر كافرا فقال يا رسول الله إنى ذو عيال وحاجة عرفتها فامنن على فقال على ألا تعين على يريد يشغله فعاهده فأطلقه فقال
( ألا أبلغا عنى النبي محمدا ... فإنك حق والمليك حميد )
( وأنت امرؤ تدعو إلى الحق والهدى ... عليك من الله الكريم شهيد )
( وأنت امرؤ بوئت فينا مباءة ... لها درجات سهلة وصعود )
( وإنك من حارتبه لمحارب ... شقى ومن سالمته لسعيد )
( ولكن إذا ذكرت بدرا وأهلها ... تأوب منى حسرة وتعود )
فلما كان يوم أحد دعاه صفوان بن أمية بن خلف الجمحى وهو سيدهم إلى الخروج فقال إن محمدا قد من على وعاهدته ألا أعين عليه فلم يزل به وكان محتاجا فأطمعه والمحتاج يطمع فخرج فسار في بنى كنانة فحرضهم فقال
( أيا بنى عبد مناف الرزام ... أنتم حماة وأبوكم حام )
( لا تعدوني نصركم بعد العام ... لا تسلمونى لا يحل إسلام )
( قال فأسر يوم أحد فقال يا رسول الله من على فقال النبي ( لا يلسع المؤمن من جحر مرتين لا تمسح عارضيك بمكة وتقول خدعت محمدا مرتين ) وقتله
وقيل إنه أسره حين خرج إلى حمراء الأسد
1881 - قولهم لا يرسل الساق إلا ممسكا ساقا
يضرب مثلا للرجل الحازم لا يترك شيئا إلا إذا تعلق بآخر
وهو من شعر لأبي داود الإيادي يقول فيه
( زموا بليل جمال الحى فانجذبوا ... لم ينظروا باحتمال الحى إشراقا )
( يحثهم نطس ذو نجدة شرس ... أوصى ليزعجهم بالظعن سواقا )
( أنى أتيح له حرباء تنضبه ... لا يرسل الساق إلا ممسكا ساقا )
يقول أنى أتيح للظعن هذا النطس وهو الحاذق بالأمور
والحرباء دابة تعمد إلى شجرة يقال لها تنضبة فتتعلق بغصنين منا وتستقبل
الشمس بوجهها فإذا دارت الشمس من جهة إلى أخرى دارت معها وأخذت بغصنين آخرين منها فلا تزال كذلك حتى تغيب الشمس فإذا غابت نزلت فرعت
وهي فارسية معربة يقال لها خربا أي حافظ الشمس قال ذو الرمة
( يظل بها الحرباء للشمس ماثلا ... على الجذل إلا أنه لا يكبر )
وقد أبدع ابن الرومى في قوله يذكر مغنية ورقيبها
( ما بالها قد حسنت ورقيبها ... أبدا قبيح قبح الرقباء )
( ما ذاك إلا أنها شمس الضحى ... أبدا يكون رقيبها الحرباء )
1882 - قولهم لاأطلب اثرا بعد عين
العين المعاينة ومعناه لا أترك الشيء وأنا أعاينه ثم أتتبع أثره حين فاتنى
وقيل العين هاهنا نفس الشيء يقول لا أترك الشيء الذي أطلبه ثم أتتبعه إذا فات وهو من قولهم هو درهمى بعينه
والمثل لمالك بن عمرو العاملى وذلك أن بعض ملوك غسان طلب رجلا من عاملة ففاته فأخذ منهم رجلين وهما مالك بن عمرو وأخوه سماك بن عمرو فقال إنى قاتل أحدكما فقال كل واحد منهما اقتلنى مكان
أخى فعزم على قتل سماك فقال حين قدم للقتل
( فأقسم لو قتلوا مالكا ... لكنت لهم حية راصدة )
فقتل وخلى مالك فانصرف إلى أهله فلبث زمانا ثم إن ركبا مروا وأحدهم يغنى
( فأقسم لو قتلوا مالكا ... لكنت لهم حية راصده )
فسمعته أم سماك فقالت يا مالك قبح الله الحياة بعد سماك اخرج في الطلب بأخيك فخرج فلقى قاتل أخيه يسير في نفر من قومه فلما رأوه عرفوا الشر في وجهه فقالوا له لك مائة من الإبل وكف فقال لا أطلب أثرا بعد عين وحمل عليه فقتله أي لاألتمس الإبل وهي غائبة عنى وأترك ثأرى وهو نصب عيني وقال الطائى في معنى هذا المثل
( قالوا أتبكى على رسم فقلت لهم ... من فاته العين هدى شوقه الأثر )
1883 - قولهم لا ذنب لي قد قلت للقوم استقوا
يضرب مثلا للتبرى من الأمر يقوله الرجل يعظ القوم فلا ينتهون
1884 - قولهم لا ناقتى فيها ولا جملى
والمثل للحارث بن عباد قاله حين قتل جساس كليبا واعتزل الفريقين حتى قتل ابنه بجير وقد مضى حديثه ومنه قول الراعى
( وما هجرتك حتى قلت معلنة ... لا ناقة لي في هذا ولا جمل )
وقال أبو سعيد المخزومي
( أدعبل بن على دع مفاخرتى ... فلست ذا ناقة فيها ولا جمل )
1885 - قولهم لا ينفعك من جار سوء توق
أي لا تقدر على الاحتراس منه لقربه منك وقيل أعوذ بالله من جار عينه ترانى وقلبه يرعانى إن رأى حسنة كتمها وإن رأى سيئة نشرها
1886 - قولهم لا يلتاط هذا بصفرى
معناه لا يلصق بقلبي
والالتياط اللصوق والصفر هاهنا القلب
وفي موضع آخر دابة تكون في البطن تعض على الشراسيف عند الجوع وهكذا تزعم العرب وقال الشاعر
( لا يتأرى لما في القلب يرقبه ... ولا يعض على شرسوفه الصفر )
وقال ثعلب معناه أنه لا يوافقنى قال والصفر داء يكون في البطن لا ينفع معه الطعام
ومن أمثالهم في عدم الموافقة قولهم لا يجمع السيفان في غمد وهو من قول أبي ذؤيب
( تريدين كيما تجمعيني وخالدا ... وهل يجمع السيفان ويحك في غمد )
1887 - قولهم لا تبطر صاحبك ذرعه
أي لا تحمله ما لا يطيق
1888 - قولهم لا تجعل شمالك جردبانا
وهو أن يؤاكلك الرجل فيأكل بيمينه ويسرق بشماله يضرب مثلا
للحريص الذي يريد الشيء كله لنفسه قال الشاعر
( إذا ما كنت في قوم شهاى ... فلا تجعل شمالك جردبانا )
ومن أمثالهم في نحو هذاالمثل قولهم أراد أن يأكل بيدين
1889 - قولهم لا ماءك أبقيت ولا حرك أنقبت
يضرب مثلا لطالب الشيء باضاعة غيره حتى يفوتاه جميعا
وأصله أن أن رجلا كان في سفر ومعه امرأته وكانت عاركا فحضر طهرها ومعه ماء يسير فقيل لها أحري الاغتسال إلى وقت ورود الماء فأبت واغتسلت بالماء الذي كان معها فبقيت هي وزوجها عطشانين من غير أن تبلغ حاجتها من الطهر وقريب منه قولهم
1890 - قولهم لا أبوك نشر ولا التراب نفد
وأصله أن رجلا قال لو علمت أين قتل أبى لأخذت من تراب موضعه فجعلته على رأسى فقيل له ذلك
والمعنى أنك لم تدرك بثأر أبيك ولو اقتصرت من الطلب بثأره على وضع التراب على رأسك وجدت التراب حاضرا بكل مكان غير نافد والنافد الفانى
يضرب مثلا لتكلف الإنسان الشيء لا جدوى له
1891 - قولهم لا يطاع لقصير أمر
يضرب مثلا للذي يستشار ويعصى
وللنصيح يتهم وقد مر حديثه
1892 - قولهم لا تنقش الشوكة بمثلها فإن ضلعها معها وإزالتها لها
يقول لا تستعن في حاجتك بمن هو للمطلوب أنصح منه لك
والضلع الميل يقول إن الشوكة إذا نقشت بها شوكة أخرى لم تخرجها وانكسرت معها فصار أمر الشوكة أشد تفاقما
وقد نقشت الشوكة إذا استخرجتها وأصل النقش الاستقصاء وذلك أن الشوكة يستقصى عليها في الكشف عنها حتى تستخرج وفي الحديث من نوقش في الحساب عذب أي من استقصى عليه فيه قال الشاعر
( لا تنقشن برجل غيرك شوكة ... فتقى برجلك رجل من قد شاكها )
وتقول شاكنى الشوك إذا دخل فيك وشكت الشوك إذا أدخلت فيه
1893 - قولهم لا مخبأ لعطر بعد عروس
يضرب مثلا للشيء يستعجل عند الحاجة إليه
واصله أن رجلا تزوج امرأة فهديت إليه فوجدها تفلة فقال أين الطيب فقالت خبأته فقال لا مخبأ لعطر بعد عروس والعروس اسم للرجل والمرأة فإذا كان الرجل فجمعه عرس وإذا كانت المرأة فالجمع العرائس
1894 - قولهم لا بقيا للحمية بعد الحرائم
قاله محكم اليمامة يوم مسيلمة وجعل يقول الآن تستخف الكرائم غير حظيات وينكحن غير رضيات فما كان عندكم من حسب فأخرجوه فلا بقيا للحمية بعد الحرائم
ومعناه أن الكريم لا يستبقى الحمية عند انتهاك الحرمة
1895 - قولهم لا تبق إلا على نفسك
معناه معنى قولهم اجهد جهدك أي ليكن بقياك عليك فأما على فلا
1896 - قولهم لا يرحلن رحلك من ليس معك
قال الأصمعي معناه لا يدخل في أمرك من ليس ضرره ضررك ونفعه نفعك يقال رحلت البعير إذا وضعت عليه الرحل فهو راحلة فاعلة بمعنى مفعولة وفي معناه قولهم لست لمن ليس لي
وقالوا من لم يكن كله لك كان كله عليك
1897 - قولهم لا يعرف المكذوب كيف يأتمر
معناه أن المكذوب يغطى عليه الشأن فلا يدرى كيف ينفذ فيه ويدبره
وإنما يكون تدبير الأمر على قدر المعرفة بوجوهه فأما من طوى عنه فلم يعرفه لم يقدر على تدبيره ولذلك قيل لارأى لمكذوب أي ليس له رأى ينفع
ومن أمثالهم في الكذب إذا كنت كذوبا فكن ذكورا قال الشاعر
( تكذب الكذبة جهلا ... ثم تنساها قريبا )
( كن ذكورا للذي ... تحكى إذا كنت كذوبا )
ويقال قد ائتمرت أمرى إذا تدبرته وأنفذته
1898 - قولهم لا تحمد العروس عام هدائها
يراد أن كل من استأنف أمرا عمل له وإنما يتبين صلاحه من فساده له إذا قضى حاجته منه وأدركته الملالة من صحبته فإن كل من طالت صحبته للشيء مله
1899 - قولهم لا يصطلى بناره
يراد أنه لا يتعرض لشره ومثله لا يعوى ولا ينبح وقال صاحب المقصورة
( لا يصطلى بناره عند الوغى ... ويصطلى بناره عند القرى )
وقال الأصمعي لا يغوى ولا ينبح مثل للرجل الذليل المهين الذي لا يؤبه له ولا يعتد به من ضعفه ومهانته
1900 - قولهم لا يعدم شقى مهرا
معناه لا يعدم شقى عناء وذلك أن صنعة المهر والقيام عليه حتى يكمل ويتم عناء ونحوه قولهم
( إن الشقاء على الأشقين مصبوب ... )
وهو من قول امرئ القيس
( وبالأشقين ما كان العقاب ... )
1901 - قولهم لا تعدم الحسناء ذاما
معناه لا يخلو أحد من شيء يعاب به وقلت
( عز الكمال فما يحظى به أحد ... فكل خلق وإن لم يدر ذو عاب )
ويمكن أن يكون معناه لا يسلم أحد من أن يعاب وإن لم يكن ذا عيب قال الشاعر
( كضرائرالحسناء قلن لوجهها ... حسدا وبغيا إنه لدميم )
ويروى بيت الأعشى
( وقد قالت قتيلة إذ رأتنى ... وقد لا تعدم الحسناء ذاما )
وقلت
( وفي كل شيء حين تخبر أمره ... معايب حتى البدر أكلف أسفع )
وقال آخر
( إن الرجال معادن ولقلما ... تلقى المهذب لا يفارق ذاما )
1902 - قولهم لا تكن أدنى العيرين إلى السهم
معناه لا تعرض للشر من بين أصحابك فتكون أقربهم إلى المكروه ونحوه قولهم لا تكن كالباحث عن الشفرة وقد تقدم القول فيه
1903 - قولهم لا في العير ولا في النفير
يضرب مثلا للرجل يحتقر لقلة نفعه
والعير الإبل تحمل التجارة ويعنى به هاهنا عير قريش التي خرج رسول الله لأخذها ووقعت وقعة بدر لأجلها والنفير يعنى به وقعة بدر وذلك أن كل من تخلف عن العير وعن النفير لبدر من أهل مكة كان مستصغرا حقيرا فيهم ثم جعل مثلا لكل من هذه صفته
1904 - قولهم لا تسخر من شيء فيحور بك
1905 - وقولهم لا تسخر من قرنى وعل أن يحولا بك
يقول لا تسخر فتبتلى أخبرنا أبو أحمد قال حدثنا الزينتى قال حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال حدثنا يزيد بن زريع قال حدثنا عبد الله بن بكر المزنى عن أبيه أن أبا موسى قال رأيت رجلا يرضع شاة فسخرت منه فخشيت ألا أموت حتى أرضعها وقوله أن يحولا بك أي لئلا يحولا بك يقال ضربته أن يعود أي لئلا يعود وفي القرآن الكريم ( يبين الله لكم أن تضلوا ) أي لئلا تضلوا ومعناه أن يتحولا إلى الآخر فيصير ذا قرنين كذا يقول قوم من النحويين
وأصل الحول التغير من حال إلى حال وبه سميت المحالة التي يستقن عليها لأنها تدور حتى ترجع إلى ماكانت فيه
والحول من الرجال من ذلك ومنه قولهم لا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم وتقول في الدعاء بك أحول وبك أصول
1906 - قولهم لا يعرف هرا من بر
قال الأصمعي معناه لا يعرف شيئا من شيء وقيل معناه لا يعرف من يبره ممن يكرهه
يقال هررت الشيء إذا كرهته قال عنترة
( ونطعنهم حتى يهروا العواليا ... ) وقيل معناه أنه لا يعرف السنور من الفأر
والهر السنور قيل والبر الفأرة ولا نعرف صحة ذلك
1907 - قولهم لا تدرى بما يولع هرمك
يقول لا تدرى ما يكون في آخر أمرك ونحوه قول زهير
( وأعلم ما في اليوم والأمس قبله ... ولكنني عن علم ما في غد عم )
وقول الآخر
( وما تدرى وإن أزمعت أمرا ... بأي الأرض يدركك المقيل )
وقال المثقب
( وما أدرى إذا يممت أرضا ... أريد الخير أيهما يليني )
( أألخير الذي أنا أبتغيه ... أم الشر الذي هو يبتغيني )
1908 - قولهم لا حريز مع بيع
يراد لا تأمن أن تبيع ما لا تريد بيعه وقريب منه قول الشاعر
( وقد تخرج الحاجات يا أم مالك ... كرائم من رب بهن ضنين )
ومن أمثالهم في الابتياع قولهم
وما كل ما مبتاع من الناس يربح
وقولهم
وبعض الغلاء في البضاعة أتجر
وفي خلاف ذلك قولهم
( وغلا على طلابه ... والدر يترك من غلائه )
1909 - قولهم لا تعدم من ابن عم نصرا
يقول إنك تجد ابن عمك ناصرا لك على ما فيه من حسد وبغصاء وقيل لبعضهم ما تقول في ابن العم فقال عدوك وعدو عدوك
1910 - قولهم لا ينتطح فيها عنزان
يضرب مثلا للأمر يبطل ويذهب فلا يكون له طالب
وأول من قاله النبي
أخبرنا أبو أحمد قال حدثنا يحيى بن محمد مولى بنى هاشم قال حدثنا بكر بن عبد الوهاب قال حدثنا الواقدى قال حدثنا عبد الله بن الحارث بن فضيل عن أبيه قال كانت عصماء بنت مروان من بنى أمية بن زيد قال وزوجها يزيد بن حصن الحطمى وكانت تحرض على المسلمين وتؤذيهم وتقول الشعر فجعل عمير بن عدى عليه ندرا لله لئن رد الله عزوجل رسوله سالما من بدر ليقتلنها قال فعدا عمير في جوف الليل فقتلها ثم لحق بالنبي فصلى معه الصبح وكان النبي يتفحصهم إذا قام يدخل منزله فقال لعمير بن عدى أقتلت عصماء قال نعم قال فقلت يا نبى الله هل على في قتلها شيء فقال رسول الله لا ينتطح فيها عنزان قال فهى أول ما سمعت منه
ومثل ذلك قولهم لا تنفط فيها عناق وتكفل رجل بقوم فأخفروه فحضض عليهم فقال
( سيمنع عجل سبيها في بيوتها ... ويحمى بجيرا وابن أسعد بارد )
( فكيف ولم تنفط عناق ولم ترع ... سوام بأكناف الأحرة ماجد )
أي كثير ونفيط العناق شبيه بالعطاس
ولما قتل عثمان رضي الله عنه قال عدى بن حاتم لا ينتطح فيها عنزان فقتل ابنه وفقئت عينه بصفين فقيل له انتطح فيها عنزان قال نعم والتيس الأصجم 000ويقولون في سكون الناس لا تنتطح جماء وذات قرن
1911 - قولهم لا أكون كالضبع تسمع اللدم حتى تصاد
أي أغفل عما يجب له التيقظ
اللدم الضرب باليد وإذا ضرب على وجار الضبع باليد لبدت بالأرض فتؤخذ
1912 - قولهم لا تراهن على الصعبة
يضرب مثلا في التحذير
1913 - قولهم لا أخا لك باللئيم
يراد به النهى عن إكرام اللئيم ومعناه أنك إذا قلت للئيم يا أخي جهل قدره ورأى أنه فوقك وقريب من هذا المعنى قول صالح بن عبد القدوس
( إذا وليت معروفا لئيما ... فعدك قد قتلت له قتيلا )
( فكن من ذاك معتذرا إليه ... وقل إنىأتيتك مسقيلا )
( فإن يغفر فلم يغفر صغيرا ... وإن عاقبت لم تظلم فتيلا )
وقال ابن عباس رضي الله عنه في خلاف ذلك إن العاقل الكريم صديق لكل أحد إلا لمن ضره والجاهل اللئيم عدو لكل أحد إلا لمن نفعه
1914 - قولهم لا حم ولارم
معناه لا بد من الأمر ولا حم معناه لا بد ورم إتباع
1915 - قولهم لا توبس الثرى بينى وبينك
أي لا تقطع الود الذي بيننا والثرى هاهنا مثل وأصله الندى وقال الشاعر
( ولا توبسوا بينى وبينكم الثرى ... فإن الذي بيني وبينكم مثرى )
1916 - قولهم لا حر بوادى عوف
يقال ذلك للرجل يسود القوم فلا ينازعه أحد منهم سيادته وهو عوف بن محلم وقد مر حديثه
1917 - قولهم لا ينادى وليده
قال أبو العباس معناه أنه أمر عظيم لا يدعى فيه الصغار
وإنما يدعى فيه الكبار
وقال ابن الأعرابي يعنى أنه أمر كامل قد بلغ وما فيه خلل ولا اضطراب قد قام به الكبار فاستغنى بهم عن الصغار
وقال الفراء هذه لفظة تستعملها العرب إذا أرادت الغاية وأنشد
( لقد شرعت كفا يزيد بن مزيد ... شرائع جود لا ينادى وليدها )
وقال الكلابى هذا مثل يقوله القوم إذا أخصبوا وكثرت أموالهم فإذا أومأ الصغير إلى شيء لم يصلح عليه ولم ينه عنه جعل مثلا لكل كثرة وسعة
وقال الأصمعى أصله في الشدة والجدب يصيب القوم حتى يشغل الأم عن ولدها فلا تناديه ثم جعل مثلا لكل شدة وأمر عظيم
1918 - قولهم لا يطار غرابه
يجعل مثلا في الكثرة حتى إن الغراب إذا وقع على شيء يأكله لم ينفر
1919 - قولهم لا دريت ولا ائتليت
قال الفراء ائتليت افتعلت من ألوت إذا قصرت فتقول لا دريت ولا قصرت في الطلب فيكون اشفى لك
وقال الأصمعى ائتليت افتعلت من ألوت الشيء إذا استطعته تقول لا دريت ولا استطعت أن تدرى ولا تلوت أي لا أحسنت أن تتلو فقلبوا الواو ياء للازدواج
وهذا يجرى مجرى المثل فأوردته هاهنا
1920 - قولهم لا رأى لمن لايطاع
أول من قاله عتبة بن ربيعة وتمثل به على عليه السلام
وقاله عتبة حين أجمعت قريش المسير إلى بدر وهو مأخوذ من قول الشاعر
( أمرتهم أمرى بمنعرج اللوى ... ولاأمر للمعصى إلا مضيعا )
1921 - قولهم لا أفعله سن الحسل
أي لا أفعله أبدا وقد مر تفسيره في الباب الخامس
1922 - قولهم لا يبلغ همك الصبحان
يحث به على البكور في الحوائج ومعناه أنك إذا تصبحت لم تدرك ما تهم به
وقيل للأعمش ما لنا نرى حديثك منقى قال لما فاتنى من العصائد بالغدوات
وقيل لبزر جمهر بم نلت ما نلت من هذا العلم قال ببكور كبكور الغراب وحرص كحرص الخنزير وصبر كصبر الحمار
1923 - قولهم لا تبلم عليه
معناه لا تقبح عليه فعله من قولك أبلمت الناقة إذ ورم حياها من شدة الضبعة قاله الأصمعى
وقيل لا تبلم عليه أي لا تجمع عليه أنواعا من المكروه كجمع الأبلمة أنواع المقل
والأبلمة خوصة المقل وأما قولهم لا تجلح فمعناه لا تكاشف مأخوذ من الجلح وهو انحسار الشعر من مقدم الرأس
وقولهم لا تبسق قال الأصمعى معناه لا تطول من البسوق وهو الطول وفي القرآن الكريم ( والنخل باسقات )
1924 - قولهم لا تبرقل علينا
والبرقلة الكلام بلا فعل مأخوذ من البرق بلا مطر وهو مثل الحوقلة من لا حول ولا قوة إلا بالله والبسملة من قولك بسم الله
وحكى الخليل حيعل حيعل من قول المؤذن حي على الصلاة
1925 - قولهم لا يقوم بطن نفسه
أي بقوتها ومؤونتها وأصل الظن الجسم
ويقال رجل عظيم الطن أي عظيم الجسم قال الراجز
( لما رأونى واقفا كأنى ... بدر تجلى من دجى الدجن )
( غضبان أهذى بكلام الجن ... فبعضه منهم وبعض منى )
( بجبهة جبهاء كالمجن ... ضخم الذراعين عظيم الطن )
وقال ثعلب الطن التزوار الذي بين الجوالقين يقول لا يقوم بهذا المقدار
1926 - قولهم لا شحم ولا نفش
وقال بعضهم إن لم يكن شحم فنفش
وقال ابن الأعرابي إن لم يكن فعل فرياء والنفش الصوف والنفش أن تبتعث الماشية بالليل فترعى وفي القرآن ( إذ نفشت فيه غنم القوم )
1927 - قولهم لا تنه عن خلق وتأتى مثله
أي لا تجمع بين هذين
كما تقول لا تأكل السمك وتشرب اللبن وهو من شعر المتوكل بن عبد الله الليثي أوله
( للغانيات بذى المجاز رسوم ... فببطن مكة عهدهن قديم )
( فالهم مالم تمضه لسبيله ... داء تضمنه الضلوع مقيم )
( لا تتبعن سبل السفاهة واقتصد ... إن السفيه مضعف مذموم )
( وأقم لمن صافيت وجها واحدا ... إن اللحاظ على الضمير نموم )
( لا تنه عن خلق وتأتى مثله ... عار عليك إذا فعلت عظيم )
1928 - قولهم لا يقعقع له بالشنان
يضرب مثلا للرجل الشهم لا يفزع بالوعيد وقريب منه قول بعضهم البغل لا تفزعه الجلاجل والشنان جمع شن وهو الجلد اليابس
1929 - قولهم لا قرار على زأر من الأسد
يضرب مثلا للمتوعد القادر على الإنتقام وقول من قول النابغة
( نبئت أن أبا قابوس أوعدنى ... ولا قرار على زأر من الأسد )
1930 - قولهم لا قبل الله منه صرفا ولا عدلا
قال الأصمعى الصرف التطوع والعدل الفريضة
وقال أبو عبيدة الصرف الحيلة والعدل الفداء ومنه قوله تعالى ( وإن تعدل كل عدل لا يؤخذ منها )
والصرف أيضا الكسب يقال رجل مصطرف محترف
1931 - قولهم لا طامة إلا وفوقها طامة
المثل لأبي بكر الصديق رضى الله عنه أخبرنا أبو أحمد في خبر طويل نورده لحسنه وكثرة فوائده
أخبرنا أبو أحمد قال حدثنا صالح بن أحمد بن أبى مقاتل البغدادى قال حدثنا عبد الجبار بن كثير بن سيار التميمي أبو إسحاق قال حدثنا محمد بن بشر بن عبد الرحمن الصنعانى قال حدثنا أبان بن عبد الله البجلى عن أبان بن ثعلب عن عكرمة عن ابن عباس قال حدثنا على بن أبي طالب رضى الله عنه قال لما أمر الله رسوله أن يعرض نفسه على قبائل العرب خرج وأنا معه وأبو بكر حتى دفعنا إلى مجلس من مجالس العرب فتقدم أبو بكر فسلم ووقفت أنا مع رسول الله قال على عليه السلام وكان
أبو بكر مقدما في كل خير وكان رجلا نسابة فقال ممن القوم قالوا من ربيعة قال وأى ربيعة أنتم قالوا ذهل الأكبر
قال أبو بكر من هامتها أم من لها زمها قالوا بل من هامتها العظمى قال فمنكم عوف الذي يقال له لا حر بوادى عوف قالوا لا قال فمنكم الحو فزان قاتل الملوك وسالبها أنفسها قالوا لا قال فمنكم بسطام بن قيس أبو اللواء ومنتهى الأحياء قالوا لا قال فمنكم جساس ابن مرة حامى الذمار ومانع الجار قالوا لا قال فمنكم الحوفزان قاتل الملوك وسالبها أنفسها قالوا لا قال فمنكم أبو دلف صاحب العمامة الفردة قالوا لا قال فمنكم أخوال الملوك من كندة قالوا لا قال فمنكم أصهار الملوك من لخم قالوا لا قال فلستم ذهلا الأكبر أنتم ذهل الأصغر فقام إليه غلام من شيبان يقال له دغفل حين بقل وجهه فقال
( إن على سائلنا أن نسأله ... والعبء لا تعرفه أو تحمله )
يا هذا إنك قد سألتنا فأخبرناك ولم نكتمك شيئا فممن الرجل فقال أبو بكر أنا من قريش فقال الفتى بخ بخ أهل الشرف والرياسة فمن أى قريش أنت قال من ولد تيم بن مرة فقال الفتى أمكنت والله الرامى من سواء الثغرة فمنكم قصى الذي جمع القبائل من فهر وكان يدعى في قريش مجمعا الذي قيل فيه
( أبونا قصى كان يدعى مجمعا ... به جمع الله القبائل من فهر )
قال لا قال فمنكم هاشم الذي هشم الثريد لقومه فقيل فيه
( عمرو العلا هشم الثريد لقومه ... ورجال مكة مسنتون عجاف )
قال لا قال فمنكم شيبة الحمد مطمم طير السماء الذي كان وجهه يضيء في الليلة الظلماء قال لا قال أفمن أهل الندوة أنت قال لا قال أفمن أهل الحجابة أنت قال لا
قال أفمن أهل السقاية أنت قال لا قال أفمن أهل الإفاضة بالناس أنت قال لا قال فأنت إذا من زمعات قريش
قال فاجتذب أبو بكر زمام ناقته ورجع إلى رسول الله فقال الغلام
( صادف درء السيل درأ يدفعه ... يهيضه حينا وحينا يصرعه )
أما والله لو تثبت لأعلمته أنه من زمعات قريش قال فتبسم رسول الله قال على فقلت يا أبا بكر لقد وقعت من الأعرابى على باقعة طامة قال أجل يا أبا الحسن ما من طامة إلا وفوقها طامة والبلاء موكل بالمنطق
قال ثم دفعنا إلى مجلس عليهم بالسكينة والوقار فتقدم أبو بكر
فسلم ودنا فقال ممن القوم قالوا من شيبان بن ثعلبة فقال يا رسول الله ما وراء هؤلاء من قومهم شيء هؤلاء غرر الناس وفيهم مفروق ابن عمرو وهانئ بن قبيصة والمثنى بن حارثة والنعمان بن شريك فقال أبو بكر كيف العدد فيكم فقال مفروق يزيد على ألف ولن يغلب الألف من قلة فقال أبو بكر فكيف المنعة فيكم قال علينا الجهد ولكل قوم فقال كيف الحرب بينكم وبين عدوكم قال إنا لأشد ما نكون غضبا حين نلقى وأشد ما نكون لقاء حين نغضب وإنا لنؤثر الجياد على الأولاد والسلاح على اللقاح والنصر من الله يديلنا مرة ويديل علينا مرة أخرى لعلك أخو قريش قال أبو بكر وقد بلغكم أنه رسول الله فها هو ذا فقال مفروق قد بلغنا أنه يذكر ذاك فإلام يدعو قريشا فتقدم رسول الله فجلس وقام أبو بكر يظله بثوبه فقال أدعوكم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأنى رسول الله وإلى أن تؤوونى وتنصرونى فإن قريشا قد تظاهرت على أمر الله وكذبت رسله واستغنت بالباطل عن الحق والله هو الغنى الحميد فقال مفروق وإلام تدعو أيضا فقال رسول الله ( تعالوا أتل عليكم ما حرم ربكم عليكم ) الآية فقال مفروق وإلام تدعو ايضا فوالله ما سمعت كلاما هو أجمل من هذا ولو كان من كلام أهل الأرض لفهمناه فقال رسول الله ( إن الله يأمر بالعدل والاحسان )
فقال مفروق دعوت والله إلى مكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال ولقد أفك قوم كذبوك وظاهروا عليك وهذا هانئ بن قبيصة شيخنا وصاحب ديننا
فقال هانئ قد سمعت مقالتك يا أخا قريش وإنى أرى أن تركنا ديننا وإتباعنا إياك على دينك لمجلس جلسته إلينا ليس له أول ولا آخر زلة في الرأى وقلة نظر في العاقبة وإنما تكون الزلة مع العجلة ومن ورائنا قوم نكره أن نعقد عليهم ولكن ترجع ونرجع وتنظر وننظر وهذا المثنى بن حارثة شيخنا وصاحب حربنا
فقال المثنى قد سمعت مقالتك قريش والجواب جواب هانئ بن قبيصة وإنما نزلنا بين الصريين اليمامة والسمامة فقال رسول الله ما هذان الصريان قال مياه العرب ما كان منها يلى أنهار كسرى فذنب صاحبه غير مغفور وعذره غير مقبول وأما ما كان يلى مياه العرب فذنب صاحبه مغفور وعذره مقبول وإنما نزلنا على عهد أخذه كسرى علينا ألا نحدث حدثا ولا نؤوى محدثا
وأنا أرىأن هذا الذي تدعو إليه تكرهه الملوك فإن شئت أن نؤويك وننصرك مما يلي مياه العرب فعلنا
فقال رسول الله ما أسأتم الرد إذ أفصحتم بالصدق وإن دين الله لن ينصره إلا من حاطه من جميع جوانبه أرأيتم إن لم تلبثوا إلا قليلا حتى يورثكم الله أرضهم وديارهم وأموالهم ويفرشكم نساءهم أتسبحون لله وتقدسونه فقال النعمان بن شريك اللهم لك ذلك ثم تلا رسول الله ( إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا ) ثم نهض قابضا على يدى ابى بكر يقول يا أبا بكر أية أخلاق للعرب كانت في الجاهلية ما أشرفها بها يدفع الله بأس بعضهم عن بعض
وبها يتحاجزون فيما بينهم
ثم نهضنا إلى مجلس الأوس والخزرج فما برحنا حتى بايعوا رسول الله وكانوا صدقا صبرا
1932 - قولهم لا ترضى شانئة إلا بجرزة
قال المبرد تأويل ذلك أن الشانئة لا ترضى فيمن أبغضته إلا بالاستئصال وأصل ذلك أن السيف الجراز هو الذي لا يبقى من الضريبة شيئا والجروز هو الذي إذا قعد على زاد أفناه ومن هذا أرض جرز وأرضون أجراز إذا كانت لا تنبت شيئا وتأويل ذلك أنها تأكل نبتها
وفي القرآن الكريم ( نسوق الماء إلى الأرض الجرز )
وجميع ذلك يرجع إلى الاستئصال
1933 - قولهم لا تبل في قليب شربت منه
حكاه ثعلب قال ومعناه لا تذم من أسدى إليك معروفا
1934 - قولهم لا ينام ولا ينيم
قال الأصمعى ينيم يكون منه ما يرفع السهر فينام معه فكأنه أتى بالنوم
وقال غيره إنه يأتى بسرور ينام معه
1935 - قولهم لا يعرف الى من الحي
الحى الكلام الظاهر واللى الكلام الخفى ومثله لا يعرف الوحى من السفر الوحى الاشارة والسفر الكشف قال الشاعر
( ألا رب سر عندنا غير ضائع ... لنا ما ذكرناه بوحى ولا سفر )
أى لم نسفرفيضيع لمن سمعه ولم نبح به إلى من يكلمه ولا يعرف الحو من اللو
الحو نعم واللو لا
وقيل لا يعرف ما حوى مما لوى
وقيل الحى من اللى الحى الحوية وهي الكساء يخاط ويجعل مركبا من مراكب النساء واللى لى الحبل وفتله
قال ابن الأعرابي الحى الحق واللى الباطل يقال ذلك للأحمق الذي لايعرف شيئا
الباب التاسع والعشرون
فيما جاء من الأمثال في أوله ياء
فهرسته يشوب ويروب
يا للعضيهة ويا للأفيكة
يعلم من أين يؤكل الكتف
يا بعضى دع بعضا
يا حرزى وأبتغى النوافلا
يا طبيب طب لنفسك
يرقم في الماء
يذهب يوم الغيم ولم يشعر به
يجرى بليق ويذم
يحمل شن ويفدى لكيز
يا مهدى المال كل ما أهديت
يؤتى على يدى الحريص
يا رب شد في الكرز
يا عاقلا اذكر حلا
اليمين حنث ومندمة
يداك أو كتاوفوك نفخ
يأكل وسطا ويربض حجرة
اليوم خمر وغدا أمر
يحف له ويرف
يوم بيوم الحفض المجور
اليوم ظلم
يدب الضراء
يسر حسوا في ارتغاء
يريك بشر ما أحار مشفر
يريك يوم برأيه
يأكل بيدين
يعد لكلب السوء كلب يعادله
فهرست الأمثال المضروبة في المبالغة والتناهى الواقع في أوائل أصولها الياء
أيقظ من ذئب
أيبس من صخر
أيأس من غريق
أيسر من لقمان
التفسير 1936 - قولهم يشوب ويروب
يضرب مثلا للرجل يصيب مرة ويخطئ مرة أخرى
ومثله قولهم يشج ويأسو قالوا ويشوب معناه يخلط ويروب يبخس والروب البخس ويقولون في البيع لا شوب ولا روب الشوب الخلط وهو أن يخلط الرجل الجد بالهزل ليخادعه والروب أن يبخسه ولبن مروب نقيع قد اتت عليه ساعات والرويب الرجل الذي نام حتى شبع والجمع روبى كما تقول مريض ومرضى قال بشر
فألفاهم القوم روبى نياما
ورواه الأصمعى يشوب ولا يروب قال ومعناه يخلط ويأسو يصلح وأصله في إصلاح الجرح
1937 - قولهم يا للعضيهة
1938 - قولهم يا للافيكة
إذا فتحت اللام فإنك تدعو إليها كأنك تريد يا عضيهة ما أعجبك ويقولون يا للماء يريدون يا ماء ما أكثرك
فإذا كسرت اللام فإنك تريد يأيها الناس تعالوا فاعجبوا لهذه العضيهة
والعضيهة الكلام القبيح والأفيكة من الإفك وهو الكذب وأصله من صرف الشيء عن وجهه ومنه أفكوا أي صرفوا عن الحق
1939 - قولهم يعلم من أين يؤكل الكتف
ويجوز أن يورد في باب التاء وباب الألف أعلم وتعلم ولكن هكذا قرأناه في كتب الأمثال
قال الأصمعى تقول العرب للرجل الضعيف الرأى إنه لا يحسن أكل لحم الكتف وقال الشاعر
( إنى على ما ترين من كبرى ... أعلم من أين يؤكل الكتف )
وقيل إن لحم الكتف إذا نزعته من إحدى جهاته انتزع جملة وإذا نزعته من الجهة الأخرى تفرق ويعنون بالمثل ذلك
1940 - قولهم يركب الصعب من لا ذلول له
أي يحمل نفسه على الشدائد من لا يجد ما يناله في سهولة
والصعب من الإبل الذي لم يرض وذلك أنشط له والذلول السهل والمصدر الذل بكسر الذال وأما الذل فالهوان
1941 - قولهم يا بعضى دع بعضا
يضرب مثلا في التعاطف على الأرحام وتحنن بعضها على بعض
والمثل لزرارة بن عدس التميمي وكانت ابنته تحت سويد بن ربيعة ولها منه تسعة بنين فقتل سويد أخا لعمرو بن هند الملك صغيرا وهرب فلم يقدر عليه فأرسل عمرو إلى زرارة أن ائتنى بولده من ابنتك فأتاه بهم فأمر بقتلهم فتعلقوا بجدهم زرارة فقال يا بعضى دع بعضا فسارت مثلا في التحنن على الأقارب إذا نزل بهم ما لا مدفع له
1942 - قولهم يلدع ويصئ
يضرب مثلا للرجل يظلم ويشكو
يقال صاء الفرخ يصئ صيأ وكذلك يقال للعقرب صأت تصأى
واللدغ ما يكون بإبرة والنهش بالفم
1943 - قولهم يا حرزى وأبتغى النوافلا
يقول قد أحرزت ما أريده وأنا أبتغى الزيادة
1944 - قولهم يا طبيب طب لنفسك
يضرب مثلا للرجل يدعى العلم وهو جاهل أو ينتحل الصلاح وهو
مفسد وأصل الطب العلم وهو السحر أيضا
وطب نفسك وطب وقالت الحكماء ثلاثة من ثلاثة أقبح منها في غيرهم البخل من ذوى الأموال والفحش من ذوى الإحسان والعلة في الأطباء
1945 - قولهم يرقم على الماء
يقال ذلك للرجل الحاذق أي من حذقه يرقم حيث لا يثبت الرقم
ويضرب ذلك مثلا أيضا للشيء لا يثبت ولا يؤثر وقال ابن الرومى
( وكم قارع سمعى بوعظ يجيده ... ولكنه في الماء يرقم ما رقم )
أي لا يدخل وعظه سمعى ولا يؤثر في قلبي
1946 - قولهم يذهب يوم الغيم ولا يشعر به
يضرب مثلا للساهى عن حاجته حتى تفوته ولا يعلم
والشعور علم ما يدق ويلطف واشتقاقه من الشعر ومن ثم قيل للشاعر شاعر لأنه يفطن لدقيق المعانى
1947 - قولهم يجرى بليق ويذم
يضرب مثلا للرجل يحسن ويلام وبليق اسم فرس كان يسبق ويعاب
ومثله الشعير يؤكل ويذم
والعامة تقول أكلا وذما وقريب من ذلك قول بعضهم إذا أرسلت لتحمل البعر فلا تحمل التمر فيؤكل التمر وتعنف على الخلاف
وقال عبد الله بن جدعان
( ألام وأعطى واللئيم مجاورى ... له مثل مالى لا يلام ولا يعطى )
1948 - قولهم
( يا عجبا لهذه الفليقه ... هل تغلبن القوباء الريقه )
قال ثعلب أي هل تغلب القوباء الريقة فتذهب بها وهي رقيقة والقوباء غليظة شديدة يريد إنكم تستخفون بهذه الداهية وهي الفليقة وتستصغرونها وقد أشفيتم منها على الهلاك يحضهم على التحرز
وقيل معناه أن الضعيف يغلب القوى إذا دامت ممارسته له
والفليقة الداهية وأفلق الرجل إذا جاء بالداهية
1949 - قولهم يحمل شن ويفدى لكيز
يضرب مثلا للرجلين يهان أحدهما ويكرم الآخر
وشن ولكيز ابنا قصى بن عبد القيس وكانا مع أمهما في سفر فنزلوا ذا طوى فقالت يا لكيز قم فديتك حتى ترحل وقالت لشن تعال فاحملنى
فقيل لها يحمل شن ويفدى لكيز ومن هاهنا أخذ الشاعر قوله
( وإذا تكون كريهة أدعى لها ... وإذا يحاس الحيس يدعى جندب )
والعامة تقول في معنى هذا المثل يشرب عجلان ويسكر ميسرة
1950 - قولهم يا مهدى المال كل ما أهديت
يضرب مثلا للبخيل يمنع الناس ويوسع على نفسه ويتبجح بذلك
يقول إنما تهدى إلى نفسك فدع ذكره
ومثله قولهم للممتن على نفسك فليكن المن
1951 - قولهم يؤتى على يدى الحريص
يضرب مثلا في هلاك الشيء على ضن صاحبه به
يقول إن مال الحريص لا يبقى على شدته وحذره وحفظه له حتى يؤتى على يديه أى على ما فى يديه ونظيره قول الشاعر
( سيأتى على ما عنده وعليه ... )
1952 - قولهم يا ويلتا رآنىربيعة
يضرب مثلا للشيء يشتهى أن يعرف مكانه وهو يخفى ذلك
وأصله أن امرأة مر بها رجل يقال له ربيعة فأحبت أن يراها وهو مار لا يلتفت إليها فقالت يا ويلتا رآنى ربيعة فالتفت فرآها
وقريب منه قولهم أعن صبوح ترقق
1953 - قولهم يا عاقد اذكر حلا
وقد يقال يا حامل اذكر حلا يضرب مثلا للنظر في العواقب وأصله أن الرجل يشد حمله على بعيره فيسرف في الاستيثاق فيضر ذلك به وببعيره عند الحلول وأخذ المثل أبو نواس فقال
( يا عاقد القلب منى ... هلا تذكرت حلا )
( تركت منى قليلا ... من القليل أقلا )
( يكاد لا يجتزى ... أقل في القول من لا )
ومن جيد ما قيل في النظر في العواقب قول أبى حازم النظر في العواقب
تلقيح العقول وقال غيره خير الأمور أحمدها مغبة وقيل ليس للأمور بصاحب من لم ينظر في العواقب
1954 - قولهم يعود على المرء ما يأتمر
يضرب مثلا للمخطئ في تدبيره
1955 - قولهم يا ضل ما تجرى به العصا
يضرب مثلا للجد لا ينفع والعصا فرس جذيمة وقد مر حديثه
1956 - قولهم يدال من البقاع كما يدان من الرجال
يضرب مثلا في اختلاف أحوال البقاع وغيرها
1957 - قولهم يكفيك نصيبك شح القوم
يضرب مثلا في القناعة بما تيسر
1958 - قولهم يخبر عن مجهوله مرآته
يضرب مثلا للشيء يدل ظاهره على باطنه
1959 - قولهم يا ليت لي نعلين من جلد الضبع
يضرب مثلا للرضا بالخسيس وبعده
( وشركا من استها لا تنقطع ... كل الحذاء يحتذى الحافى الوقع )
والوقع الذي احتك لحم قدمه من المشى وقد وقع يوقع وقعا
1960 - قولهم اليمين حنث أو مندمة
قالوا معناه أنك إذا حلفت حنثت أو فعلت ما لا تشتهى كراهة الحنث فندمت
1961 - قولهم يداك أو كتا وفوك نفخ
يقال ذلك لمن يوقع نفسه في مكروه
وأصله أن رجلا أراد أن يعبر نهرا على سقاء فلم ينفخها ولم يوكها على ما ينبغى فلما توسط النهر انحل وكاؤها فصاح الغرق فقيل له يداك أو كتا وفوك نفخ أي أنك من قبل نفسك أتيت والوكاء الخيط الذي يشد به رأس السقاء
1962 - قولهم يأكل وسطا ويربض حجرة
يضرب مثلا لمشاركة الرجل أخاه في الرخاء ومجانبته إياه عند البلاء ومثله قول الشاعر
( موالينا إذا افتقروا إلينا ... وإن أثروا فليس لنا موالى )
والموالى هاهنا بنو الأعمام ويربض حجرة أي ناحية لا يعين على عمل وحجرات الشيء نواحيه
1963 - قولهم اليوم خمر وغدا أمر
معناه اليوم استرسال ولهو وغدا الجد والتشمير
والمثل لهمام ابن مرة وقد ذكرنا حديثه في الباب الأول
وقيل إنه لامرئ القيس ابن حجر قاله حين أراد الايقاع ببنى أسد لقتلهم أباه ومن حديثه أن قباذ ملك الحارث بن عمرو بن حجر على العرب لك ابنه حجرا على بنى أسد وكنانة وملك ابنه شرحبيلا على بنى تميم فلما هلك قباذ وولى أنو شروان ملك عليهم المنذر بن ماء السماء فلما أقبل المنذر هرب الحارث وانبعته خيل المنذر ففاتهم وأدركوا ابنه عمرا فقتلوه وبلغ الحارث مسحلان فقتلته كلب فتشتت ولده واختلفوا فتنكرت بنو أسد لحجر فخافهم فرحل إلى قومه ثم بدا له الرجوع إليهم فأقبل نحوهم مدلابنفسه وبجنده فلما قرب منهم تدامرت بنو أسد وقالوا والله لئن تمكن منكم ليتحكمن عليكم تحكم الصبى فساروا إليه فاقتتلوا وكان العلباء رئيسهم فتقدم فطعن حجرا فقتله وانهزمت كندة وهرب امرؤ القيس فأعجزهم فلحق بذى جدن فاستمده فبعث معه جيشا فسار إلى بنى أسد فارتحلوا عن منزلهم وبقى فيهم ناس من بنى كندة لا يعلمون مسير امرئ القيس فجاء حتى أوقع بهم فقالوا يا لثارات الهمام فقالوا لسنا بثأرك فكف بعد أن قتل منهم فندم فقال
( ألا يا لهف نفسى إثر قوم ... هم كانوا الشفاء فلم يصابوا )
( وقاهم جدهم ببنى أبيهم ... وبالأشقين ما كان العقاب )
( وأفلتهن علباء جريضا ... ولو أدركنه صفر الوطاب )
ثم اتبع بنى أسد فلما كان في الليلة التي يغير في صبيحتها عليهم نزل منزلا فريع القطا فقالت بنت علباء ما رأيت كالليلة قط قطا فقال لو ترك القطا لنام وعرف أن جيشا قريب منه فارتحل بنو أسد إلا بقايا منهم فصبحهم امرؤ القيس فقتلهم قتلا ذريعا وقال
( يا دار ماوية بالحائل ... )
إلى أن قال
( قد قرت العينان من مالك ... ومن بنى غنم ومن كاهل )
( نطعنهم سلكى ومخلوجة ... لفتك لأمين على نابل )
( حتى تركناهم لدى معرك ... أرجلهم كالخشب الشائل )
وقال بعضهم لم يكن امرؤ القيس مع أبيه حجر فبلغه خبره وهو على الشراب فقال اليوم خمر وغدا أمر
1964 - قولهم يحف له ويرف
أي يقوم له ويقعد وينصح ويشفق ويحف معناه يسمع له حفيف ويرف من قولهم رف الشجر إذا اهتز من النضارة ورف رفيفا وورف وريفا
1965 - قولهم يوم بيوم الحفض المجور
يراد أن هذا الذي فعلت بك هو بما فعلت بي قبل اليوم
وأصله أن شيخا من الأعراب كان له بنو عم فوثبوا عليه وضربوه وهدموا خباءه فلما كبر بنوه وثبوا على عمهم فهدموا خباءه فشكا ذلك إلى أخيه فقال يوم بيوم الحفض المجور
والحفض البيت من الشعر والصوف وما حوى من أكسيته وعمده والمجور المقلوع من أصله وكثر إستعمالهم للحفض حتى سموا البعير الذي يحمل عليه المتاع حفضا قال رؤبة
( يا بن قروم لسن بالأحفاض ... )
1966 - قولهم اليوم ظلم
يقال ذلك للرجل يؤمر أن يفعل الشيء قد كان يأباه
ومعناه اليوم وضع الأمر في غير موضعه وذلك أن رجلا قدم فراطا ففروا له في حوض فلما ورد بإبله وجد قوما قد سبقوه إلى الورد فسقوا إبلهم ومنعوه فقال خل سبيل الورد واليوم ظلم أى أرضى اليوم بما لم أكن أرضى به فصار مثلا لكل من جرى عليه ظلم ولم يكن له امتناع
1967 - قولهم يأكل بيدين
يضرب مثلا للرجل تكون له أكلة من وجه فيشره لوجه آخر فتذهب الأولى
1968 - قولهم يريك بشر ما أحار مشفر
يضرب مثلا للرجل يحسن جسمه لشدة ضرسه وجودة أكله
ويقال أيضا للرجل يرى في حال حسنة فيستدل بها على خصبه وسعة عيشه
وقال بعضهم رأيت أعرابيا جيد الكدنة فقلت له إنى لأرى عليك قميصا صفيقا من نسج ضرسك قال ذاك عنوان نعمة الله عندى
1969 - قولهم يريك يوم برأيه
يراد به أن كل يوم يظهر لك فيه ما ينبغى من الرأى
1970 - قولهم يعد لكلب السوء كلب يعادله
يقال ذلك عند الاستعانة بالسفيه ليدفع به شر مثله وهو من شعر لعمرو بن أوس وأوله
( فرحت بخلفى يوم برك وربما ... يعد لكلب السوء كلب يعادله )
ومثله قول الآخر
( إذا أنت لم تستبق ود صحابة ... على عنت أكثرت بث المعاتب )
( وإنى لأستبقى امرأ السوء عدة ... لعدوة عريض من الناس عائب )
( أخاف كلاب الأبعدين ونبحها ... إذا لم تجاوبها كلاب الأقارب )
1971 - قولهم يا عماه هل يتمطط لبنكم كما يتمطط لبننا
وذلك أنه في غنى وعمه في فقر وتمططه خثورته إذا إخذته بيدك سال من بين أصابعك كالخطمى الموخف
تفسير الأمثال المضروبة في المبالغة والتناهى الواقع في أوائل أصولها الياء
1972 - قولهم أيسر من لقمان
يعنى لقمان بن عاد وكان أضرب الناس بالقداح والأيسار القوم يجتمعون فيضربون بالقداح واحدهم يسر
والعرب تقول هم كأيسار لقمان للقوم يكون لهم شرف قالوا وهم ثمانية بيض وحممة وطفيل وذفافة وفرزعة ومالك وثميل وعمار قال طرفة
( وهم أيسار لقمان إذا ... أغلت الشتوة أبداء الجزر )
تم ما شرطنا إيراده في أول الكتاب ونحن نسأل الله الانتفاع به ولله الحمد وصلواته على نبيه محمد وآله أجمعين وكتب في شهور سنة خمس وثمانين وخمسمائة وحسبنا الله وحده ونعم المعين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أشعار النساء - ط عالم الكتب المؤلف المرزباني

  أشعار النساء للمرزباني ثالث ما ألف من الكتب في أشعار النساء، بعد (أشعار الجواري) للمفجع البصري المتوفى سنة 327هـ و(الإماء الشواعر)...